الفصل الثالث والأربعون "43"

3.1K 173 37
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

رواية "الصمت الباكي"
الفصل الثالث والأربعون "43"
«إغاثة، ولقاء غيرُ متوقع»

|قبل القراءة، الڤــــــــــــــــوت يا حلوين|

= "عِرني قَلبُكَ عَلني من جحيم قسوتكَ أرتوي.)"
غدًا سيُبدل الله اللوعة سَلوة، وأُدرك أنا أنّ جزاء الحُزن سرورًا، غدًا سنتقاضى، سأجعلكَ تغرق بقناطيرٍ مُقنطرة من الندم، أَرهف بسمعكَ هُنا بقُرب صدري لتخترق أسماعُكَ تلك الصراخات التي يقذفُها قلبي ألمًا، سأجعلكَ أنا تُناشد العفو من كُل حدبٍ وصوب..
أنا لم أُهزم .. فلم أُخلق أنا لأجل هذا، سأُشعل أنا مواقد الحرب لأجعلها لُظى، وأدُق نواقيسها، وأَخُطُ نواميسها
لِأجعل مدينتك الخِصبة منكوبة، وليَكُن وعدًا مني دون نقد سَيَسطُر التاريخ تلك النكبة وسَيُخبر الأفَاكينَ مِثلك بأنها كانت أيامٌ نحِساتٍ؛ حتى الصمت لا وجود له بها، وإنما رعدٌ مُجدب بلا أمطار، كان لكَ فيها كِفلٌ مِن سَوْط عذابٍ فقط، وذاك مِيثاقٌ غير ممنون" ;-)

_ ثارت بشدة فتعربدت، أطبقت "ليلى" أصابعها بقوة على تلك الوردة المسكينة، وانتفخت أوداجها فور أن ألقى تلك التُراهات على أسماعها، تشعر أن تلك الجُملة لوثتها، شاركها بُغضها عبوس الجو .. وأصبحت ملامحها يتصارع حولها ألف شيطانٌ مارد ..
فليس من حق هذا القذر النُطق بمثل تلك الجُملة، فبمجرد مرورها على عقلها شعرت به يغلي كالمرجل، وبدمائها تفور، شاعرة بالغثيان يُهاجمها..

▪︎ أسقطت تلك الوردة المسكينة التي تلوثت من لمسته لها، لتستقر جانبها على الرِداء الأخضر بعدما تسببت أشواكها بجرح باطن يدها ..

وما كاد أن يتحدث "أرقم" حتى ابتلع كلماته مرةً أخرى بعدما استوطنت تلك الصفعة الغاشمة وجنته والتي لا تَنُم على أنها من يَد أُنثى بتاتًا ..!

_تبعها قولها بلهجة شرسة: المرة الجاية مش هقولك هقص لسانك والكلام التافه ده، رصاصة طايشة في نُص حنجرتك.

ولّفت جسدها ورحلت بعِزة ورأس شامخ بوجه مُتضرج احمرارًا بغضب..
_وما لبث أنّ انفرجت إبتسامة على فم "أرقم" وكأن شيئًا لم يحدث، وأردف بلامبالاة: ضرب الحبيب زي أكل الزبيب.

**************************** ◕‿◕ *****

ضغط على بعض الأزرار فأنطبق باب المِصعد وارتفع حيثُ الطابق المنشود..
وبدقيقة واحدة كان يقف أمام شقة حديثة الطُراز بأحد الطوابق، دسس المُفتاح في ثقب الباب ثم دفعه للداخل ليرتاد الشقة ..

ألقى بالمفاتيح على الطاولة القريبة وهو يزفر بحدة ثم تبعهم مُلقيًا سترته..

_ مؤمن باشا، أيه النور ده، وأخيرًا طليت عليا دا أنا قولت إنك نسيتني .. والله فيك الخير يا باشا ..

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now