الفصل الثامن والعشرون

3.5K 133 48
                                    

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

كل عام وأنتم بخير وينعاد عليكم بالصحة والسلامة
رمضان مبارك ❤❤😍

رواية "الصمت الباكي"
الفصل الثامن والعشرون.

_ ما سمعه جعل قلبه يتوقف عن الهدر خوفًا من أن يُصيبعا مكروه فبالرغم مما حدث فهي تظل والدته ويتوق شوقًا لضمة تحتويه كـ طفل في الخامسة ..

هرع إليها مسرعًا ... لا يعلم كيف قاد سيارته في مثل هذا الوقت القياسي بل لا يعلم كيف قادته أقدامه إلى هُنا ..

هبط من السيارة أمام أحد المراكز الطبيه، الذي أخبره بها العم عثمان ..
دلف إلى الداخل وأقدامه تُسابق الرياح حتى وصل إلى الغرفة المنشودة بل بالأحرى العنبر الذي يضم عددًا لا بأس به من المرضى ..

_ إرتعشت أقدامه، ووقف بتردد لكن شوقه وحنينه إليها ساقه للداخل، وجُل ما أدركه أنه مازال ينتمي إليها، ومهما حدث، ومهما فعلت ستظل والدته الذي يشتاق إليها  ...

وقعت أنظاره عليها وكأن لا يوجد في هذا العنبر سواها
راقدة... هامدة يكسو الإرهاق والتعب ملامح وجهها الحبيب ..
ذهب إليها بلهفة.. بينما "جميلة" فور أن رأته فزعت من الفراش بلهفة تنوي القيام لترتمي بأحضانه ليُسرع إليها وتلتقفها ذراعيه وتستكين بأحضانه ..
لم يمنع ذاته من تلك النعمة وبادلها العِناق بأخر أشد ليروي ظمأ الأيام ويواسي الطفل ذو العشرة أعوام الذي بداخله والذي لاقى مرار الألم .... لكن كيف لِـ عناق أن يمحو ذلائل الأيام ...

مررت يدها على خصلاته الفحمية بحنان ليُغمض عينيه بشدة ..
كان يتمنى هذا قبل عشرون عامًا ..
كان يتوق شوقًا لـ تلك اليد ليتبدد ألمه ..لكن أين كانت؟

وضعت أصابعها على تفاصيل وجهه وظلت تتحسسها بشوق ولهفة أم فارقها وليدها عُمرًا كاملًا .. وتارة أخرى تشتم رائحته التي فارقتها بنهم شديد
تركها تفعل ما تريد فهو بأشد الحاجة لهذا ..

_ هطلت دموعها، وقالت من بينهم: مؤمن حبيبي.. يا قلب وروح أمك .. متعرفش وحشتني قد أيه ..
والله يا حبيبي دورت عليك كتير ومقدرتش أوصلك ..
والله يا ابني استنيتك كتير ..
نزلت دورت عليك كتير في الشوارع زي الهبلة بعد ما أختك ماتت وأنا بولدها..
هو قالي إن "قاسم" مات، وأنا فضلت في غيبوبة سنه كامله... مقدرتش أستحمل خسارتكم وفضلت وحيدة على أمل إن ألقيك.. كان ده الأمل إللي مخليني أعيش
وأهو لقيتك .... متسيبش أمك بعد ما لقيتك يا مؤمن

كانت تتحدث لإنهيار شديد لم يستطع إيقافها، وتعجب كثيرًا من هذا الحديث ... فما يعلمه يخالف هذا تمامًا
لكن كيف ماتت ليلى؟!
شقيقته على قيد الحياة وهو قد تأكد بنفسة من هذا!
وهذا يعني شيئين..
إما أنها كاذبة ..
أو أنها لعبة حقيرة وتلفيق من هذا الحقير ... ليس غيره .. الخطيب ..

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now