الفصل الثالث والخمسون "53"

3.4K 178 25
                                    

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

[قبل ما تقرأي الفصل روحي إقرأي الوِرد بتاعك في المصحف لو لسه ما قرأتي، هاتيجي تلاقي الفصل مستنيكِ يا حلوة🤭]

الفصل الثالث والخمسون "53"
"فِبراير العِشق"

اهتزّاز بدنها لا يتوقف، ترتجف كورقة تحت المطر بينما جبينها فصار ينضح بحبات العرق، فُزع على صراخاتها المكتومة وهي بجانبه.
تحولت أنظاره نحوها بصدمة وهي تهلوس بكلمات غير مفهومة، وضع يديه على ذراعيها بخوف يُسكب من قلبه يحاول إيقاظها فيبدو أنها تغوص بكابوس بشع.

- لا .. لا ماتسبنيش، أنا ماليش حد .. علشان خاطري، طب حقك عليا .. لا لا روحت فين.

- خلاص دا كابوس يلا فوقي إنتِ كويسة.

ردد يهمس بأذنها وهو يسحبها نحوه وهي ترتجف بين يديه وتهرتل بكلمات غير مفهومة..

همس لها بخوف وهو يُمسد على وجنتيها:-
- خلاص كفاية فتحي عيونك أنا هنا .. يلا يا عسبرة إنتِ أقوى من دا كله.

سمعت صوته من بعيد فكان بمثابة سراج أضاء لها طريق عودتها، انقشع الظلام وأصبحت تتضح الرؤيا أمامها، وجدت نفسها بين يديه وملامحه المذعورة أمام أنفها، ملأت عينيها منه وبغير تصديق ألقت بنفسها داخل أوطانها الدافئة ومشاعر الرعب تمور بداخلها.
ظلت تسكن بداخلها وهي مُستكينة حتى هدأ روعها، بينما مؤمن فتنفس براحة وسار بيده على رأسها يجمع خصلاتها الهائجة.
- هشش خلاص مفيش أيّ حاجة إنتِ في أمان.

سكن لهيب حرقتها، ودقات قلبها المائجة تتكبكب بصدرها،
رفعت أعيُنها نحوه فسقطت الدموع الحبيسة لتروى حدائق وجنتيها بعد أن أفزعتها الوساوس.
رفعت كفها المُرتعش تتلمس صدره بغير تصديق موضوع الجرح، نهج صدرها من التوتر وجاهدت لتُحافظ على انتظام أنفاسها.

- مالك في أيه، ليه دا كله.؟!

كانت رسالة كفيلة بتعليمها مواطن ضعفها، هو موطن قوتها وموطن ضعفها، انثغر فمها تقول بلوعة:-
- كابوس، كابوس وحش أووي وجع قلبي، الحمد لله إن طلع كابوس أنا حسيت بروحي كانت بتتسحب.

نظر لها بألم وهو يتأمل نقاءها الذي نام على ملامحها البسيطة، مُرتابة، مُنكمشة فقد كانت كقطعة مرمر، كان لسانها سلمًا يترجم عن قلب كان حربًا، تنحنح وأحاط وجنتيها برفق هامسًا بنبرة رقيقة:-
- طب أيه هو الكابوس دا يا عسبرة، يا ترى مين إللي بتحبيه أوي كدا وخايفه عليه.!

أوشكت أن تهرتل بما يؤلم وتنضحه بالكلمات الحادة لكن تذكرت كيف كان يسبح بدماءه الحارّه فلم يهُن عليها أن توجعه وأمسكت يده بيدها التي صحّت وتحركت لتشعر بارتجاف يسرى بكيانه، وقالت بصوت يضفى سعادة:-
- الكابوس ده عرفني كتير أوي وكان بمثابة رسالة ليا وتنبيه علمني كتير أوي يا كَلفي.

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن