الفصل الأربعون "40"

4.1K 153 61
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

رواية "الصمت الباكي"
"الفصل الأربعون"
"صدمة لم تكن بالحُسبان"

= تصاعدت الأبخرة الضبابية واحتلت الأرجاء وذلك جراء سقوط الأمطار التي تكاثرت في هذا الأثناء.
ظل جالسًا بداخل السيارة يُشاهد إختطافها من قِبل هؤلاء المجرمون فهو لم يستطع الأنتظار وعدم الإتيان خلفها.
ففور خروجها من القصر خرج خلفها أيضًا وظل ينتظر أمام الجامعة داخل سيارته حتى خرجت وبقى يُملي عيناه من رؤياها ليُشاهد إختطافها بأعصاب تكاد تتفلت، وقلب يكاد أن يُقتلع من أرضه لكن هذا فرض القدر.

هبط من السيارة وقطع الطريق ذاهبًا حيث كانت واقفة وقد لفت أنظاره ما سقط منها.
إنحنى وجذب هذا الشيء بعدما تلوث بما خلفه الشتاء، نظفه بيده لينجلي أمامه حروف أسمه بالخط العريض
قبض عليه بشدة قاتلة أبرزت عروق يده واشتدت مفاصله بعدما احتضن الجمر عيناه، وركض نحو السيارة غير مبالي بإبتلال ملابسه.

----------------------------------

_ مؤمن؛ أول مره تيجي هنا، محدش قالي من برا.
نطق "ليث" بتعجب.

_ انحنى "مؤمن" راكزًا بيده على سطح المكتب، وقال بنبرة حادة لا تقبل النقاش: حمايتها مهمتك يا ليث، لو شعره واحدة منها إتمست بضرر هتضطر تواجهني أنا، عينك متترفعش من جهاز المراقبة وتبلغني بالأخبار أول بأول.

_ طالعه "ليث" بتعجب من إهتمامه المُفاجيء بها وراودته الشكوك بوجود علاقة ما تجمعهم، أفصح عن مكنون ذاته: غريبة، مهتم بيها ليه كدا، هو في حاجة بينكم؟!

_ نالته نظرة حادة تنبعث منها الجمر، نظرة واحدة كانت كفيلة بجعله يبتلع لسانه، ويُردد مُبتعدًا عن هذا الحديث: تمام يا باشا، دي مهمتي وبإذن الله هتم على أكمل وجه.

استدار "مؤمن" بخطى هادئة منافية تمامًا عن تلك التي اقتحم بها المكان وذهب قاصدًا عمله بإمبراطوريته الخاصة.

= جلس خلف مكتبه وأمامه تلك اللوحات البيضاء والكثير من الأقلام المُختلفة المُستخدمة في رسم تصميم جديد مُلزم به، لكن عقله الذي تفتت من القلق والخوف لم يُسعفه لِفعل شيء سوى الإبحار إليها.
وثب واقفًا وظل يزرع الغرفة ذهابًا وإيابًا وهذا السجال العنيف الذي يُقام بضراوة في وديان روحه لم يرحمه..

زفر بضيق ومسح على خصلاته يجذبهم بعنف للخلف في لازمة حركية إعتادها عند القلق.
ذهب للمكتب مرة أخرى وجلس بغضب وهو يجذب تلك الأوراق بعنف لكن جذب إنتباه ظرف باللون الأصفر الباهت وضع أسفل أوراقه بعناية.
جذبه وهو يُقلبه بين أنامله بتعجب ويتأمله من كافة جوانبه لعل شيء كُتب عليه من الخارج لكن دون جدوى فالظرف خالي لم يُنقش خارجه ولو حرفًا  واحدًا، بيد أن داخله مُعبق بالمفاجأت.

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now