الفصل التاسع والعشرون

3.3K 137 35
                                    

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

رواية "الصمت الباكي"
الفصل التاسع والعشرون 29

.........................................

أوشكت شمس هذا اليوم على المغيب ومازال يحمل بين طياته الكثير..

جلست بجانب "يزيد" المُنشغل بتلوين أحد الأزهار، روحها تكاد أن تنشطر فالحزن بقلبها عميق جدًا
تماسكت تمامًا ولم تبالي بما حدث لئلا يلحظ طفلها النبية شيء ..
ستبكي لكن ليس الآن، عندما تتوارى خلف الأبواب وحدها لعل الدموع تُنبت الأرض ورود الأمل...

_ تأملت زهرة "الثالوث" التي رسمتها مع "يزيد" ...
شكلها الطريف الذي يُشبه وجه الإنسان ببتلاتها الثلاثة
وقد إختارت الطلاء باللون الأصفر لتُعبر به عن حالها الآن ..
فَـ الثالوث الصفراء تعني التفكير في شخص بعيد غير موجود معنا ..... هكذا هو !!
فالتعطيني بعض الحكمة ثالوثي لئلا أفقد السيطرة..

_ ممتاز يا زيدو، رسمت الزهرة بشكل صحيح ولونتها جميل..

_ قال "يزيد" بفرحة عارمة: بجد يا ماما !!!
_ طالعته بحنان: بجد يا عيون ماما ... بس قولي بقى، أسم الزهرة أيه؟

_ أجاب بسرعة وحماس: زهرة الثالوث ودي زهرة ماما المفضلة وزهرتي كمان ..
_ قرصته من وجنته بمرح، وقالت وهي تداعب خصلاته: عايزة أقولك موضوع يا زيدو ونتفق إتفاق..

_ لاحت إبتسامة عريضة على فمه الصغير، واعتدل بجلسته بحماس: قولي يا ماما ..
_ تنحنحت وقالت: بص يا حبيبي... زي ما إنت شايف الملحق ده هو بيتنا وهيبقى بيتنا فترة ... بس البيت الكبير التاني ده _قالت مشيرة للقصر_  دا مش بيتنا ومينفعش ندخله..
إنت عارف أن ماما بتشتغل هنا بس ...
دا بس إللي بيتنا _مشيرة للملحق_ ..
من النهاردة أنا ويزيد مش هندخل هناك تاني علشان مينفعش ندخل بيوت حد ...صح يا زيدو؟!

_ ظل يستمع إليها كـ رجل كبير يفهم ما تقول، وقال بعد أن أنهت حديثها: خلاص يا ماما يزيد مش هيدخل هناك تاني ... وهنفضل هنا في بيتنا .. أنا هفضل ألعب هنا ... ونقعد سوا .. مش هدخل هناك تاني ..

_ جذبته لأحضانها وقبلت رأسه: يزيد أشطر ولد في الكون وأنا بحبه قد البحر وسمكاته والسما ونجومها..

تنهدت براحة، وحمدت الله أنها أستطاعت إفهامه ..
فلا يجب أن يتجول "يزيد" بالقصر لئلا يزعج هذا المتعجرف بتواجده كما اتفق معها مُسبقًا
ولئلا يكون عاقبة هذا إبعادة عنها ..

= بعد فترة من لهوهم ولعبهم...
نظر لها "يزيد" وأطرق رأسه ثم أشار لِـ معدته، قائلًا: ماما ... أنا جعان قوي...

_ ابتلعت ريقها بتوتر فكانت تخشى هذا من البداية .. فهي لا تمتك مالًا لشراء طعام، ومُحرم عليها دخول القصر وبالتالي الطعام ..
وبنفس الوقت لا يوجد بالملحق ما يسد رمق الجائع..
حقًا مأزق شديد...

الصمت الباكيHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin