الفصل الواحد والخمسون ج[2]

3.5K 186 20
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

الفصل الواحد والخمسون "51" ج [2]
"عــروق قـلـبـي"

شقت الإبتسامة وجهه واقترب منها حتى وقف خلفها تمامًا حيث يقفان خلف أحد السياج على شط النيل وثوب الليل يلبس السماء، والأضواء المُتباينة زادت الجو روعة وبهاء.

نظرت له بإبتسامة مُترددة على شفتيها:-
-بجد الجو يجنن، النيل جميل أووي بليل والمنطقة دي هادية أوي ودافية أحسن من جو المطعم والشغل ده.

وضع بين يدها كوب شايّ مُطعم بالنعناع وردد وهو يكاد أن يُحلق من فرط سعادته وأعينه ينبثق من بينهما التَتَيُّم:-
-جميل علشان إنتِ فيه يا ليلايٰ، كنت عارف إن هيعجبك.

طفق الخجل أعلى وجهها واستدارت وثمة إبتسامة تُداعب شفتيها بينما هدرات قلبها تتململ هرجًا وفوضى..
برزت أعينها خارجًا عندما شعرت بيده تتسلل لخصرها، إستدارت تنظر له بصدمة لينحنى نحو أذنها يهمس ببطء:-
-ما تيجي نرقص يا ليلا..!

شهقت بفزع قائلة بذهول:-
ليث عيب كدا في ناس حولينا.!

-عيون ليث المكان هادي ومنعزل، وبعدين المشكلة عندك في الناس..

وتابع بخُبث:-
-يعني لما نبقى لوحدنا أبقــ...

لكزته بقوة بذراعها ضربة جاءت بمعدته فتأوه بإصطناع وجذبها إليه بعبث:-
-عنيفة يا ليلا .. أهون عليكِ كدا يا قاسية.

-احترم نفسك يا ليث باشا إحنا في الشارع .. أنا مش عارفة أيه إللي حصلك كدا .. بعد ما كنت ظابط حمش كدا ولك هيبة اتقلبت لممحون .. مسكين والله.

رد مُكرر بصدمة:-
-حِمش وممحون صلاة النبي أحسن .. ومالك قلبتي عبدو الميكانيكي كدا يا زوجة الممحون، يا فرحتك يا مؤمن بأخوك عبدو..

جرى الغضب والغيظ بعروقها وأردفت بحدة وتكاد النار أن تخرج من أذنيها:-
قصدك أيه بعبدو الميكانيكي، بتلمح لأيه.

-لا عادي يا جامد مفيش حاجة يا سبع.

نَحَتْ يده من فوق خصرها وسارت نحو أحد الأشجار بغضب وهي ترتشف من كوب الشايّ ليلحق بها ليث قائلًا بخشونة:-
-أيه يا سبع مش هترقص معايا تحت النجوم.

أكتفت برميه بنظرة تحذيرية وأردفت بعند:-
-لا يا حِمش يلا نروح الوقت اتأخر.

-آآآه وماله نروح .. يلا بينا.

وأشار بيده علامةً أن تتقدمه لتمتثل له مُتعجبة لجديته المُفاجأة فكانت تظن أنه سيُجادلها ولن يتنازل.
صعدت للسيارة بهدوء وقاد حتى المنزل في هدوء مُريب وصمتٍ أطبق على الأرجاء.

تسائلت داخلها بتعجب:-
-أيه إللي غيره وقلبه كدا .. ممكن يكون زعل من كلامي!

توقف المصعد بالطابق المنشود، خرجا بهدوءٍ وصمت وفور أن أوشكت على طرق الباب باغتها ليث بسحبها على حين غرة حاشرها بينه وبين الحائط وكتم شهقة كادت أن تخرج من سجن شفتيها.

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now