70

5.6K 97 64
                                    


-
من بيّن جدران غرفة البّث اللي تحتوي جسد الصعبّ ، ينقل نظراته الهادية بإبتسامة خافتة لأرجاء المكان ؛ من بعد سنييّن كد وشغف لأول مرة يحس إنه ماعاد ينتمي لهذي الغرفة
تنهد بهدوء لما ناظر للإستديو ولمكان المخرج الخالي من أي طيَف وأيقن أنه لازم يكون هناك .. بمكان صار يحس نفسه ينتمي له ،
بعد لحظات بسيّطة أُضيئت الشاشة باللون الأخضر معلنة إنطلاق آخر ليلة لبرنامجه؛ لذلك أعتدل بجلسته وأبتسم إبتسامة واسّعة وهو يبّدأ كلامه بعد صمت مَهيب كان نتيجة تراكم الشعور عليه ، برغم كل شيء كان الوداع فعلاً صعبّ وخصوصاً وداع شيء كان جزء منك سنين طويلة " مسّاء الخير يا أهل الأفئدة اللي تشابّه خفة الطير
كيف أحوال قلوبكم هالليلة ؟ أعتقد إنكم تتسائلون عن حالي بعد ؛ أبشركم إني شخص كل صعبّ يتهيأ له لأني أسعى بكل طاقتي وما نهاية السعي خيّبة!

" الوحشة" من زمان ما طرى لها طاري ولكن صدقوني بنبدأ نعيّش بهالشهور ليالي طويلة "

أبتسم بخفوت وهو يتنّهد ويقول " الليلة ليلة غير عن كل الليالي ، شعورها غير وطواريها غيَر وحتى نسماتها مختلفة ، في ظل كل هالتغير تراكم الود بداخلي لأجل أنثر لقلوبكم نصيّحة تمردت على شعوري مرات عديّدة
وعشتها سنين طويلة ، وتعايشت معها مع كل اللي حولي
الليلة لما وقفت قدام غرفة البثّ وتفكرت باللي حولي وبحياتي اللي مر بعض من سنينها ، تأكدت وبلغ مني اليقيّن بالدرجة الكافية بإن الحياة ماهي حلبة نزال ولا مصارعة ولا حتى سبّاق بينك وبين اللي حولك الحياة كانت منذ الأزل سبّاق مع ذاتك أنت !
برغم كل شيء رح تعاشر الناس اللي يفرضون عليك هالنظرية واللي يصرّون عليك لأجل تأخذها لباقي أيامك وفجأة بتلاقي نفسك تراودك ؛ زميلي اللي قضيت معه أيام الدراسّة صار دكتور وله شأن عظيم ، صاحب أخوي اللي أصغر مني تزوج قبلي ، ولد جيراننا صار عنده بيت وسيارة خاصة ، زميلي في العمل حصّل على ترقية

فجأة بتلاقي نفس تخطي خطوات بدرب هم رسموه لك وهم بنّو حجاره! بدرب ما يخصك أنت ولا تنتمي له ولا كان للحجار في هالطريق نصيّب من إحتواء يدك لها لأجل تبنيه بنفسك!


" ولأجل كذا أوجه نصيحتي المُلحة والصادقة لك ؛ لا تتعدى سراج هالحلبة لا تنزل فيها ، لا تقبل بهالمباراة
لا تدخل بسبّاق الحياة ومنافسك شخص غيرك
لإنك أنت اللي بتذرف دموع الخسّارة بالنهاية!
ولاهي خسَارة بسيطة كثر ما بتخسر طمأنينة قلبك وراحة بالك وصفاء فكرك وطريقتك بالإستمرار بالحياة!
رح تضيّع حياتك في سبيل الحصول على الي بيد غيرك ، رح ينتهي بك الطريق تركض ورى شهادة صاحبّك وورى سبب قوة دخل جارك والسبب الي ترك صاحبك يحصل على ترقية وكيف قدر يلمّع صورته عند الي حوله
رح يتلاشى جهدك رح تهلك نفسك بطريق ماهو بطريقك رح تبذل طاقتك وتهدرها وبرغم كل هذا مارح يكون الفوز من نصيّبك أبداً!
برغم كل تعبك وجهدك وسعيّك الكبير رح تلاقي دائماً شخص يفوقك غنى وشخص أكثر منك قبول وشخص أنجح منك بمراحل كبيرة
وحتى لو حصلت على السيارة الي مع ولد جيرانك رح يكون فيه سيارة غيرها أشهر وأغنى ؛ رح تبّقى طوال حياتك تلهث وتركض في طريق ماله نهاية
طريق بيكلفك حياتك ومارح يكون فيه فوز مهما حاولت
أي سبّاق تدخل فيه ويكون منافسك غير ذاتك أنت خاسر فيه ! سبّاقك الحقيقي مع نفسك
مع ذاتك القديمة والحديثة سبّاقك الصح والي مفروض تبّقى بين سراج حلبّته هو مع نفسك ؛ تأدبها ، تطورها ، تعلمها ، تسلك معها الطريق اللي بيرضى الله ثم بيرضيك! سبّاقك مع نفسك يكمن بعيشك ورى مبادئك أنت وعلى نفس القواعد الي رسمتها أنت لنفسك وعلى حسب رأيك أنت ماهو برأيي الآخرين ، هذي حياتك وهذا سبّاقك الخاص فيك لذلك خل الحذر يملأ قلبك ولاتدخل بسبّاق ماهو بسباقك!"

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWhere stories live. Discover now