10

13.2K 145 88
                                    



.

مشت دُجى وتنهدت معاني وهي تشّد على كف خيَال .. كلهم مو مصدقين هالكلام الي قاله وهّاج .. لأن فكرة فهد بالسجن فكرة مستحيّلة بالنسبة لهم !

من لمحهم وهّاج مشى بهدُوء وبخطوات بطيئة .. ومن دخل للمركز وتقِدم للمُلازم المسؤول عن الزيّارة .. واللي كلمه قبل ساعات عن هالزيّارة على طول كمل إجراءات الدخُول .. والبنات بقو منتظرينه بصالة الإنتظار .. لحظات معدُودة وألتفت لهم وأشر لهم يلحقونه .. وهذا هو فعلاً أستقر قدام الباب .. وقبل يدخلون أستوقفهم وهو صاد بنظراته عنهم وقال بخفُوت : يكون بالعـلم .. أنا والله ما ودي أزيـد الهم هـم .. ولكن لأجل ترتاح خواطركُـم ولأجل ماتبقُون في حيّرة !
قاطعته دُجى بعدم إهتمام وهي تمسك عروة الباب على عجل وتشدها بكل قُوتها ومن فتحتها .. وأستقر سواد عيُونها اللامِع على الشخص اللي جالس على الطاولة ويدينه على الطاولة بعشوائية .. ورأسها مثبّتة على طرف الطاولة وعيُونه مغمَضة ! من سمع صُوت فتّح الباب رفع رأسه على عجل .. وأستقرت عيُونه بنظراته المرتبّكة .. بسّواد عيُونها المصعوقة .. والي كلها عدم تصديّق !
شهقت شهقة خفيّفة وهي تنفض عروة ورجعت خطوة متثاقلة للخلف وهي تغمض عيونها برجفة .. فعلاً اللي تشوفه حقيّقة ! وكلام وهّاج ماكان بمحض الكذب والريّبة ! كثر ماكان فيه من الصدق الشيء الكثير !
تلاشيّ الحلم ليّلة البـارحة .. ماكان يكـفي لأجـل يتـّدمر قلبها .. كان يحتـاج دفعة بسّيطة لأجل ينـهار .. ولكن هالدفـعة كلها كانت قويَة .. قوية حيييل !!
من رجعت خطوة لورى .. أنقبّض قلب معاني وتقدمت على عجل .. ومن لمحته يناظرهم بهدوء .. وتارِك لهم حق الصدمة يعيشونه .. إنتفض قلب معاني وناظرته بعدم إستيّعاب ولكنها على طول دخلت وهي تتأمله يوقف بتثاقُل ويناظرها .. ثم ألتفت لصوت بكاء خيَال الي وصل لمسامعه من لما دخلت للغرفة وناظرته بذهول وخوف !
زفر بـتعب وأشر لهم يقتربُون وفعلاً إقتربو على عجل .. وهو حضنهم بيّن ذراعينه بكل حنيّة ..وعيونه معلقة على دُجى اللي بس طرف عبايتها واضِح قدامه
واللي كانت واقفة تناظر للأرض .. وجُل أفكارها " توقفت" لدرجة إنها تحس بالفراغ ينهش عقلـها .. كثّرت هالهموم عليها هالمرة تركتها عاجزة عن الإستيّعاب .. إلتفت بجسدها وكانت بتطيّح بسبب الكرسي إلا إن وهّاج بحركة سريعة قرب منها وكان بيساعدها .. بس رفعت عيونها بسرعة وهي تناظره بضيّق .. تنهد ووقف بمكانه وهو عـاذِرها .. وهي إتزنت بوقفتها وشدت على قبّضة يدها وهي تبلع ريقها بصُعوبة .. قلبّها اللي بحجم قبّضة الكف أنقبّض لدرجة إن رأس إبّرة معاني كان أكبـر منه
أسترسل فهد وعلى صوته بهُدوء : أقربـي يا دُجى وتعالي
غمضت عيُونها بتعب وهي تكبّح دموعها بصعوبة وماهي إلا لحظات معدُودة وجمعت جسّارتها وهي تقترب من الغرفة من جديد .. دخلت وهي تشتت نظراتها للغرفة .. وجلست بأقرب كرسي طاحت أنظاره عليها وهي تشبّك يدينها ببعض وتتركها بحضنها بعشوائِية .. وهي تنتظر أبـوها يبرر هالموقف !
وفهد الي تحُوفه من اليميّن معاني .. وخيال على يساره تنهد بخُفوت وقال : ماكان ودِي تعرفُون بالطريـقة المُرة ذي يابعد عيني .. ولكن ماباليّد حيلة !
" فهد بهاللحظة تذكّر زيارة وهّاج له قبل ساعات .. وكيف دخل عليه بكل سُكون وعلى وجهه واضح التّعب والإنهاك .. والي جلس بكل هُدوء قدامه وأسترسل بكلامه بعد السّلام والسؤال عن الحال: بيّني وبيّنك إستاذ فهد .. هالوضع الي أهلك عايشين فيه بيدمرهُم .. أنا وأنت نعرف إننا مانقدر نوصل ل ضرار ولافي .. وهذا رابع يوم على غيابهُم .. ورابع يوم على إختفائك من حياتهم بهالشكل .. والله يا بيذوقون العذاب .. وبيبكون دم وأنتو غايبيّن عنهم كلكم
فهد تنهد بضيّق كلام وهّاج كان بوقت حساس جداً وصحيح وسليّم .. غيابهم عن أهلهم بالطريقة هذي وبدون يعطونهم خبر رح ينهيّ الحياة عندهم أكثر من معرفتهم الحقيقة.. لذلك غمض عيونه بتعب وهو يتنهد : وش شورك ؟ هالرجل الي كفلته مابان لليوم .. وأنا أنتظر حضوره .. مستحيّل أرضى بذل هالظافر
وهّاج سكت للحظات وبعدها قال : شوري عليّك تعطيهم خبر عن وجودك هنا
قطّب فهد حواجبه ووهّاج أردف : أنت أطهّر من على الدنيا بعيني يشهد الله وهالمكان مهب لك .. ولو كنت أنا الغريّب أعرف إنك بهالطهارة .. ظنّك أهلك ما يدرون ؟ أنت هنا لأنك رجال عن مليُون رجال .. أنت هنا لأن فيّك حمية أجبرتك ترضخ بسبب حبّة خشم وكم كلمة .. أنت هنا لأن ذنبك اليوم إنك رجّال .. في زمن قلُو الرجال الي ينتخون فيهم .. وهالشيء ما ينتكس الرأس به .. ولا رح تضيّق صدور عشانه .. كلها كم يوم وتصير عندهم وبيّنهم .. ولكن لا تخليهم يعيشون بالوجع الي بيقتلهم ذا .. اي وربي بيقتلهم لو أستمرُو يعيشونه بهالكثرة .. وأنت رجل تعرف من هو فهد عندهم
لأجل كذا .. لو تبيني أجيبهم لين عندك لأجل تفههم .. وترتاح خواطرهم إنك طيّب وبخير .. وما ظنتي بيزورهم خوف بعدما يشوفونك على الأقل يتطمنون إنك سالم معافى .. يكفيّهم هالشيء لأجل ما تغيّب عنهم الحياة
سكت فهد للحظات .. وهو يتأمل وجهه وهّاج الي الهُدوء كاسِي وجهه .. وعيُونه ممتليّة رجاء وخوف بنفس الوقت .. ولكنه ثابّت وهادي .. وكأنه بس ينتظر الموافقة بعد كلامه فكر فهد بكلامه .. وأيقن فعلاً إنها الخطوة الصحيّحة .. غياب لافي وضِرار ماكان بصالحه أبداً .. وهالشيء الي فعلاً أجبّره يوافق على كلام وهّاج .. لأن غيابه مع غيّابهم بيسبب فواجع .. لذلك تنحنح ومن بيّن كل الجُمل الي كان بإمكانه يقولها .. قال بهُدوء وعلى مُحياه إبّتسامة هادية : ميّر إنك مخطي يا وهّاج
عقد حواجبه وهّاج بإستغراب ولكنه آرتخى بكل عجل وأبتسمت كل دواخله .. لما أردف فهد وقال بنفس الإبّتسامة : أنت منت بغريّب عني .. أنت بمنزلة ولدي بقلبي والله شاهد .. هداية الله ثم شورك دامهم بيتطمنون"
-

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWhere stories live. Discover now