38

7.1K 95 26
                                    

ألتفت له وهّاج وضرب رأسه بطرف أصابعه وقال : وأنت وشدخلك؟ عساها توادعني بالأحضان وتستقبلني بها ؟ ليه حاشر عمرك مانيب فاهم ، وبعدين فهمني أنت رجلك صارت خفيفة على بيتنا وش صاير؟
كشّر لافي وهو يلمح عيُون دُجى تصغر ويدينها تفركها بتوتر بسبب حوارهم واللي دائماً من يجتمعون هي الضحية الوحيدة : جايي لأجل أتفقد أحوال أختي ، أخاف تأكلها وأنت غافل
ضحك وهَاج وألتفت عنه وناظر لدُجى : صغّر مقدار خوفك عليها وهي معي، أنا ودي ينحني بقلبي سكين ولا تخدشها شوكة
سكت لافي وهو يناظر وهّاج اللي أبتسم لدُجى بحنية ورجع يقبّل يدين غُصن الي مازالت تلوح له بهُدوء غريب ومن بعدها كتم إبتسامته بصعوبة وألتفت لدُجى وقال : يعني أساليب التوديع تجري بدمك؟ سواء مع وهّاج الجرادة ولا مع أبوي ؟
خرجت من إطار إحراجها وخجلَها الهائل من كلامه ومن بعدها ألتفت وناظرت للافي بإستغراب :أبوي؟
لافي ناظرها بخفوت وقال بملَل : كلُ صبح يوقف عند باب المدرسة ويجلس يقرأ رسالتك دقايق طويلة وإذا عصبّت يقول إنه يقرأ رسالتك وماعنده مانع لو يبقى طوال اليوم يقرأها
كتمت أنفاسها بصعوبة من هالموقف وناظرت للافي للحظات طويلة بصمت بالغ يعبّر عن مدى تأثير هالموقف عليها
لافي الي بدوره من لمح صمتها تنهد وقبّل رأسها ومن بعدها توجه لسيارة وهَاج الي كانو ينتظرونه فيها
أما هي أخذت غُصن بحضنها وعقلها وفكرها كله حاضر مع أبوهافهد .. ورسالتها الوحيَدة
اللي أستمر يشحن بها طاقته أيام طويييلة ، وكأنها تنبّهت إنها مصدر قوته ، مصدر طاقته
الشخص الي يبدأ بحكيه صُبحه ، ويعيده بكل صُبح بدون ملل ! يااالللللله ياقلبها كيَف إمتلأ رحابة للحظة ، وللحظة ضيّق كونها بقت آخر رسالة تصّبح فيها على أبوها

قدام بوابة بيّت سطام !
كانت واقفة بريَق بثقتها الجديدة ، الي تنهمر مثل السيّل لامن أنهمر ، كون هاليوم أول يوم لرجوعها لوظيفتها بعد إنقطاع شهور طويلة
وآخيييراً قدرت تسترد كامل ثقتها ، وتواجه مُحيطها القديم بآثار القوة الي أمتلكتها
ماكانت واقفة بإعتدال بالأحرى كانت منحنية وبيدينها عُنق وديّع تشده بكل قوة وهي تقول : إعتذر بسرعة ، أبغى أسمع إعتذارك
صرخ وديّع بوجع وهو يضرب رجلها بخففة : حسبي الله عليك يالخبلة يا بارق ، صبّاح الله خير وجالسة تهاوشين عشان قلت إنك تشبّهين خوييّ
ضربته أكثر وهي معصبة : والله لو ماتعتذر لتروح المستشفى بدال المدرسة هاليوم
ضرب يدها وهو يقول : آسف حقك علينا يا أميرة بريَق ، فكيني الله حسيبك
إبتعدت عنه وهي ترتب عبايتها بإبتسامة قوية وقالت بنظرة حادَة : ياويلك تشبّهني بإنسان مرة ثانية ، أنا ملاك عيب بحقك تنزل مستوايي لكم

ضحك وديَع وهو يكشها بطرف يده ومشى عنها وهو يقول : الله بلاني بناقة وتشوف نفسها ملاك ، ياصبر الأرض
شهقت بصدمة وكانت بتعصب عليه لولا حضُور وقاص اللي ألجمها وتركها توقف بمكانها بخوف وحيّرة ، كانت الجروح واضحة كل الوضوح بوجهه ، يديّنه ، حتى عُنقه آثار يدين وهّاج عليها
وحتى معصمه الي لافه بشاش أبيض ومثبته على رقبته
له يومين غايّب نظر عنهم ، مايسمعون حسّه ورافض دخول أي شخص عليه
وهذا أول خروج له ، لمحته يناظر لوديع ويقول : وصلني للمدرسة معك
هز رأسه وديع بعجلة رغم إنه مستنكر رغبته بالحضور للمدرسة بالجروح، وبريّق وقفت قدامه بعدما بلعت ريقها بصعوبة وهي تحتضن كفه بحنيَة وهي تقول بنبرة متخبي الخوف فيها : أنت أحسن الحين؟
ناظر لوجهها للحظات طوييلة وحتى إنه سرح بنصف وجهها الظاهر أمام عيونه بدون ستّار الليل الي كان يغطيه ، وسط ربكتها ووسط إستغراب وديّع
لاحظته يأخذ نفس بصعوبة ويكتم غيظه وقهره بكل طاقته وهو يبتسم لها مجاملة بعدما سحب يده : أحسن
قال هالكلمة ودخل للسيارة وسط فرحتها الغامرة وقلبها اللي نافس السحاب من علُوه ، كونه أبتسّم لها وطبطب على قلبها بالإبتسامة هذي فهذا يكفيها ، بعد آخر مواقفه معها كان يعز عليها تشوف وجهه وهو يتهمها بضيقه
ولكن برغم كل الجروح الي تكسوه هاللحظة كان جوابه لها إبتسامة وصوت هادي وهذا كان يكفيها!


قدام بوابة المدرسة ، وقفت سيارة وديّع ونزل منها وقاص وهو يمشي بعدم مبالاة متجاهل تماماً كل نظرات الدهشّة والصدمة من الطلاب بحالته ، متجاهل همسهم ضحكاتهم شماتتهم ومكمل الدخول للمدرسة ، ماكان يهتم أبداً بكلامهم وما بعمره إهتم لإنه يعرف حجمه بهالمدرسة كيف !
ولكنه وقف من لمح وهّاج واقف بجنب الجدار الي قُرب الباب ، متكي بطرف كتفه وعيونه ترسل سهام حادّة على وقاص !
كانت تعابيّر وجه وهّاج واضحة بكل قوة للعيون أي شخص يتأملها ، كُره ، بغُض بشكل كبير جداً ، رغبة مكبوحة بقتله و
وهالنظرات كان لها نصّيب من عيون وقاص ، ولكنه ما أبدى أي ردة فعل ، رسّم إبتسامة خافتة على وجهه ورفع حاجبه بطريقة مُستفزة وكأنه ينبه وهّاج إنه لو مابقى ضلع من ضلوع جسده مستقيم رح يزحف على جلده ويبقى شامخ مادام الاذى كان من طرف وهاج ، مستحيل يرضى بالذل والإستصغار لو على حساب جروحه ، ودخل متجاهل كلام كايّد الي قال فيه : من اللي شوهه وجه وقاص؟
وديّع الي سمعه بعد تنهد وكمل دخوله، ولافي الي يضحك قال : والله ماعندي علم ، بس عسى يدينه ولا تمسها النار ياليته عزمني وعطيته كم لكمة وكم خدش ، وكسرت رجله بعد عشان ما يجي للمدرسة خير شر
#لابد_يا_سود_الليالي_يضحك_حجاجك

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWhere stories live. Discover now