52

6.4K 103 35
                                    

مرت أيامهم صعبّة ، بالحيييييييل صعبة
مُوجعة ومُهلكة وتتهاوى الدموع من كل أركانها
لقاء خيال مع أختها كان مدمّر لشراييّن القلب ، لقاءهم وهي بحالتها الذابّلة والمُميتة كان قاتل لكل فرحة ، مازالت كلمات معاني تلوح بأرجاء المكان مازالت شهقاتها تتعالى بوجع " وييين الحياة عنك ياخيال ، من مأخذ نصيّبك من الفرح ياخيتي؟"
وماكانت دُجى ولاكان لافي أقل حال منها ، عمتهم الي كانت تشع بالحيّاة ليه يتهاوى الموت من أطرافها ؟ مامر ببالهم غير إن موت زوجها دمَرها لهالدرجة العنيّفة لإنها من لحظة دخولها للبيت وهي ملتزمة الصمت ، وطوال وقتها معهم
تبي تبّقى بجنبهم لأجل تحس بالأمان ، تبي تبقى ساكتة لإن قدرتها على الكلام إنتهت
تبي ترثي حالها قبّل ترثي عواد ، عواد الي كان قصة صعبّة عاشتها بأكبر الفواجع بحياتها
عواد القصة الي بدأت بلمح البصر وإنتهت بكسّر القلب ، كان دخوله لحياتها مهلك وموجع وخروجه أكبر مأساة ممكن تعيشها بحياتها
لإنها ما خرج بصمت ، خرج بنحيّب وبكاء وإنهلاك للقلب
للآن تتذكر إعتذارات أمه لها ، كيف كانت تبّكي بجنبها وتقبّل رأسها وهي تعتذر بكل كلمة طرت على بالها ، ماكانت متوقعة هالسوء كله بسبب قراراها ماكانت تظن إن ولدها وهالبنت بيعيشون مأساة بسبب تسترهم على مرضه ، بسبب خداعهم له بجرّة مكسورة تتهاوى من أطرافها الحياة ولكن أظهرو لها الجزء السليّم منها لأجل تكتمل الخدعة
خيَال الي برغم وجعها وقسّوة قلبها هاللحظة ، برغم شهورها الي عاشتها بظُلم ورعب وآسى رقَ فؤادها لحال هالعجوز ، وإكتفت بهز رأسها الي يتهاوى من فرط الوجع ، وبكذا إنتهت حكايتها مع عَواد بنهاية غير متوقعة .. بنهاية ما تُنسى أبببببداً ولا بيكون للنسيّان لها باب

من لحظة خروجها من المستشفى اللي رفضت رفض قاطع رجوعها لشقة عواد وأخذها أدنى طرف منلها وحتى وصولها للبيت وإنقضاء الأيام عليها وهي صامتة وكل كلماتها الي نطقتها تنّعد بصعوبة على أصابعها الناعمّة ، إنقضت هالأيام بصعوبة بالغة
تشهد على معاناة أهلها معها ، على صوت بكاء فهد بوسط الليالي المعتمة الي يظل يراقبها فيها وهو يظنها نايّمة ولكنها تسمع نحيّبه الي يخبيه طوال اليوم عنهم على همساته وكلامه الكثيييَر لها والي من بين كان يردد" يارب أنا يعزّ علي أشوف غصن ذابل وهو غصن، شلون قلبي"

تناظر لعيون أختها الي تبّكيها بكل لحظة ، تتأمل وجعها بتفاصيَل دُجى الي بكل مرة تبقى معها تكتم بكاءها بصعوبة ، تتأمل لافي المرِح الي من يصير عندها يكون هادي لإن فُرط الوجع الي يهلكك قلوبهم عليها ماكااااان هيّن


عدَت بصعوبة ولكنها عدّت ، إنقضت إختبارات ثالث ثانوي بأصعب الأيام وإنقضت أيام المدرسة ، كبّرو عمر ودهَر وشخصيات وحياة
الكل كان له نصّيب من وجع خيَال .. الكل طاله هالتعب

بوسط المقهى اللي كان فيه لافِي جالس على اللاب ويناظر للكلام بدقة شديدة ، إلتفت لما وقف كايّد بجنبه وهو عاقد حواجبه لما قرأ الكلام وقال : دورة عسكريّة؟
ناظره لافي للحظات بنظرات هاديَة ومن بعدها هز رأسه وهو يقفل اللاب ويقول : سمعت الي يقول "مردّها عسكرية؟" هذا أنا
أبتسم بضحكة كايد وقال : توك اللحين تصحى على عمرك ؟ مفروض قلتها قبل تجيب هالدرجات العالية
ضحك بخفوت وهو يضرب على كتفه ويقول : أظنيّ لقيت الشيء الي أنتمي له ، لأجل كذا بقيت أقرأ عنها قبل أتقدم لها
عقد حواجبه بإستنكار فضيَع : يعني قررت وأنتهى الموضوع؟
أبتسم وهو يهز رأسه ويقول : تذكرت لحظة الي أحترق مشغل دُجى ، ما حسيّت نفسي قليل حيلة كثر ذيّك اللحظة.. وودي أكون شخص ممكن يساعد الي ينحط بمكاني بيوم من الأيام
ولو إنها بتكون صعبّة بس بسّهلها
هز رأسه كايد بإيجاب وبعد لحظات صمت هادئة قال : وفهد ؟
تنهد لافي وهو يمسّح على وجهه : فهد الله يكون بعونه ، ماهو قادر يطلع من إطار الندم
برغم إن عمتي فهّمته وقالت له إن حياتها كانت طيّبة وإن وفاة زوجها الي آكلت روحها إلا إنه ما هدأ له قلب ، وبيني وبيّنك من الي بيهدأ له قلب وهي بهالحال الي يقطع الروح ؟
ولكني قلت له ، هو أول شخص صارحته برغبتي وشّد على يدي وقال كملّ الخطوة ، الله يجعل يومي قبل يومه
نفض ظهر لافي بضربه من طرف يده وقال بعصبية : لا تجيب طاري الموت مرة ثانية
أبتسم بخفوت وضحك بعدها وهو يقول : الموت جاي جاي والحمدلله مصليّن صامين موحدين وإذا جاء الموت مرحباً مليون وإنا لله وإنا إليه راجعون
سكت بصدمة بسبب ضربة ثانية ولكنها على رأسه بسبب بنيّان الي يناظره بطرف عينه : أنت بتكفينا شر هالطاري ؟
ناظره لافي بحدة وهو يهز رأسه بعدم مبالاة : والله أنت بلاك مانت بخايف علي ، خايف يتكنسل هالزواج بكبره
ضحك كايَد على تعابير بنيّان المنزعجة بسبب تأجيل عقد القرآن ، وللافي الي مقهور من بنيّان والي أكمل وقال : وأحسن ، خل يتأجل لييين تعض الأرض يا أمير الكذب يا رئيس الخداع والقهر يا مستغل الفرص أنت ورأسك المربع ذا
ناظره بنيّان بصدمة

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWhere stories live. Discover now