9

15.5K 160 126
                                    



بُرهان كثر ماكان منذهل إنه خرج عن إطار
النص وما أستعان فيه أببببداً كثر ماكان مبسُوط وجداً جداً إن هالوهّاج الليّلة كان مثل نجم عالق بسرمديّة الدُجى المعتم ! توهّج هالليلة دون علمه
إنرسمت على ثغره إبتسامة فخر بسبب إنقلاب التعليقات الكارثي .. لدرجة إن الكل بدأ يطالب فيه
كون كلامه لمس الوتر الحساس لهم .. وجاء بالوقت المُناسب .. كعادة وهّاج " ملك التوقيت المُناسب "
-
-
تحت هالطابّق .. كانت المشاعر مِهتاجة .. عميقَة
" مُتناااقضة " وغريبة .. غريبة جداً
كانت تستمع بكل جوارحها .. بيّبان قلبها مِشرعة لكل جملة أنقالت .. تناقضت جداً هاللحظة بسببه
مرة تقول إنه ثائر بوجة الدنيا من كثر ضيّقه
وعانى كثير لدرجة ماوده يعاني أحد معه ومرة تقول إنه يحب يشوف العنى بحياة الناس .. يحبّ يستلذ بعذابهم ..
كثر ماكان وهّاج متناقض بسببها .. كثر ماصارت تعاني هالتناقض بسببه !
ولكن هاللحظة نست كل الي حصل وصارت رهيّنة مشاعرها وأسيّرتها لدرجة إن قلبّها الي تحكم بعقلها " الآن فهمت من وين تنبّع حكمتك وعمق حرفك .. الآن فهمت ليه كلامك هذا له القدرة على علاج سقم الرُوح .. كل ذا لأن روحك جربت الكثير من الأسقام عشان كذا أنت الخبير بعلاجها .. عرفت اليوم أنها لا توجد حروف مؤثرة إلا ويكون وراءها قلب أحترق ألف مرة وعاش تجارب قاسيّة "
إنتّشلتها برِيق وبشدة من عمق مشاعرها والحرب الطاحنة الي كانت تخوضها وهي تقول بعصبية بعدما تخصّرت : من الي سمح له يجي محل بُرهان؟
أستعادت وعيّها بسبب صراخ برِيق العالي ورفعت يدها وهي تحك حاجبها بإستغراب
بينما بريّق تأفتت وهي تجلس : صحيح كلامه عميق ما أختلفنا .. وصحيح ما توقعت هالفصاحة من وهّاج .. بس يضل بُرهان غير غير
تنهدت دُجى وهي ودها تسألها" ليه هي مضطرة تسمع صوتها العالي هذا" شخصيتها كانت غريبة تماماً .. عكس شخصيّة ضرار الهادية الرايقّة
ولكن بريّق تخلت عن هالموضوع وهي تقول : أعتذر تأخرت الوقت .. بس ما أعرف ليه تأخر
دُجى ناظرت للساعة وتضايّقت لأن فعلاً ماعندها أحد يوصلها بعد هالوقت ! مع ذلك إلتزمت الصمت
وبقت برِيق تترقب وصُول ودِيع بينما دُجى تتصل على أبوها لعله هالمرة يستجيّب ويرد .. وبعد لحظات عقدت برِيق حواجبها وهي ترفع عيُونها لدُجى : أشّم ريحة غريبة .. وكأنها ريحة شيء يحترق .. تشميّنها ؟
دُجى سكتت للحظات وهزت رأسها بالنفي بيّنما بريق وقفت بخوف وهي ترفع رأسها وتأشر على الدخان الخفيّف الي بالغرفة
وقفت دُجى بإرتبّاك وهي تتجه على طول لفيش الكهرباء لعله منه ولكن تطمنت إنها مو منه ..
-
. وقبل ما تتكلم دُجى توجهت برِيق للباب الي يفصل غرفة المشغل الداخليّة عن الصالة الخارجية وصالة الإستقبّال .. مسكت قبّضة الباب وشدتها بكل قوتها.. ولكنها سُرعان ماا صررررختتتت بكل طاااقققتها بيّنما دُجى تجمدت كل أطرافها وماقدرت تخطي خطوة وحدة من مكانها .. ومن شدّة الرعب صرخت بكل جوارحها وهي ترتجف بصدمة وذهول .. وبرعب أخترق قلبّها الي بدأت نبّضاته تتلاشى من شدة الرهبّة
-
-
وعلى أعتاب صالة بُرهان .. كان واقِف وهّاج وحمل من صدره إنزاح بكل قوة .. ماكان يدري إن الكلام أحياناً يكون وسيّلة للراحة .. كان دائماً يظن إن الصمت هو ملجأه .. والكِتمان حله الوحيّد
ولكن نظـرته تغيـرت وجداً بعد هالحّدث .. رفع معصمه وهو يِتحسس ساعته الذهبية العريضة .. ويتأمل الساعة الي صارت الحاديّة عشر مساءً .. عض على شفايّفه بقهر ورفع بصره لـ بُرهان وهو يقول : تأخر وقـتي هنا .. لـي عهد أبقى على بابـه !
هز رأسه بُرهان بإبتّسامة وخلف هالإبتسامة سيّل من الإمتنان العظيّم .. للحظة كان بيبقى شاكِر لمرضه الي ترك وهّاج يلين ويجرب هالتجرُبة العظيمة .. وعلى إثر كلام وهَاج سمعو أصوات عاليَة ولاهي عاليّة كثر ماتُنصف تحت مسمى " صراخ" كان أصوات الصراخ من تحت الشقة كارِثي وكثيّر حيل .. لدرجة إن وهّاج أستنكر الموضوع وميّل شفايفه بإستنكار : وش صـاير للعرب بأنصاص اللّيالي !
بُرهان زمّ البطانية له برعشة وقال بضحكة : لعل مُعجبينك بعد ماأنتيهت من أمسيّة الليل أصطفو تحت المبّنى لأجل توقيعك
ناظره بطرف عيّنه وبسخرية كبيرة وبُرهان حك لحيته بإحراج .. ولكنه بسرعة رمى البطانيّة لما ألتفت وّهاج بكل عجلة وهو يركض بأقصى طاقة له لخارج الشقة .. إنتفضت جوارح بُرهان من سُرعةوهّاج ومن أصوات الناس الي زادت حدتها وعرف إن الموضوع ماهو بمحط سخرية أبداً !
وهذا فعلاً الي صار .. نزل بُرهان بخطواته المُتعبة وناظر لوهّاج ماسك رأسه بين يدينه وعيُونه تراقب ألسّنة اللهب الي تمردت من بعض الشبّابيّك الخلفية .. لمح نظرة الحسّرة والصدمة للنار الي تلتهم كل شيء تقترب منه .. بُرهان كان مصدُوم مذهُول لدرجة إنه مافكر ولا واحد بالميّة إن المشغل يحتوي على أشخاص وهّاج فسّخ جكيته الأسود وأقترب من الرجال الي نازل بسطل المويّة .. وغمر جاكيته بكل قوة في سطل المويّة وهو يصرخ عليهم يتصلون بالدِفاع المدني .. بُرهان قرب منه بسرعة ومسك كتفه بصدمة : ناوي على موتك يارجُل ؟؟ النار أكلت كل مكان مالك لوى بدخولك هاللحظة
دفعه بخوف وهّاج وهو يقول : لايكون أحد داخل .. لايكون فيه أحد
بُرهان رجع يسحبّه بقهر وهو يهزه : هالوقت متأخر محد بيكون بداخله .. أنت بايّع حياتك ومشتري موتك ؟ لو دخلت ماعاد رح تخرج حييّ
غمض عيُونه وهّاج .. قلبه ينتفض ، يرتعش ، ينعى نبّضاته .. شعور بداخله يقول هي داخل .. هي موجودة .. أصوات صراخ خافِتة تصل لمسامعه
ولايدري يصدق عقله الي يقول " من الي بيبقى لهالوقت ؟ " وقلبه يقُول " لو فات الفُـوت وراحت من بيّن يدين الحياة بتسّامح عقلك بسهولة يا وهّاج ؟"
وبعد هالحرب الطاحِنة والمشاعر المُتناقضة كعادته .. هز رأسه بالنفي الشديّد .. وهو يبعد يدين بُرهان عنه ويقول : أموت مرتّاح البال .. ولا أعيش وأنا سُود الليالي لاصار بيّن حدود هالمبنى جثّة محروقة وكان بيدي أساعدها
أخذ دلو الماء الي قدامه .. وأبّتعد عن بُرهان وهو يدخل بكل غضَب وبكل خوف لداخل المبّنى المُتهالك
عصب بُرهان وهو يلتفت لكُل المشاهدين .. اللي يصور .. والي يتصل .. واللي يراقب ويتأمل .. والي يركض يحاول يطفي الي قدامه بالماء .. ولاواحد منهم تهور وقال بتنازل عن حيّاتي لأجل الغريب .. ليّه هالوهاج مُصر على الموت بكل فُرصة تتقدم له
غمض عيُونه الحارة وهو يمسّح على وجهه بكل تعب .. وأقترب وهو ينزع جاكيته ويغرقه بالمويّة نفس فعلة وهّاج .. صرخ بصوته العالي وهو يستوقفه : إنتظرني .. لعنبُو هالقلب الي معك يا وهّاج
كان يناظر للباب الداخِلي الي أحترق من شدّة حرارة النار .. واللي تلاشى أصلاً وكأنه ماكان
إقترب وهو يتلحف بجاكيته ويتلثم بغترته وهو يلقي بنظرات سريّعة للمكان .. توسَط صالة الإستقبال وبدأ يسعُل بشدة بسبّب الدخان الكثيف اللي تسلل لرئتيّه وأتعبّها وبشدة ولكنه قاوم .. قاوم لأن صوتها الباكِي فعلاً تسلل لمسامعه .. وعرف إنها على بُعد خطوات قليّلة منه !
كان يحاول يدقّق بالنـظر للمكان .. لأن الدخان كثيَف .. والنار أشعلت كل مكان .. فكان صعب عليَه يميز شيء من أول نظرة .. ولكنه يتحرك وبكل عجلة بين كل مكان ومكان لأجل ما توُصله النـار !
ومن لمح البّاب الي أنهار بوسَط الغُرفة الداخِلية حتى أقترب وبسرعة وهو يناظر لأطراف المكان !
-

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWhere stories live. Discover now