47

6.4K 93 23
                                    

لاحظ فواز كمية التوتر العميّق بضرار بسبب رجلينه الي يهزها بقوة وبسببّ شدة ضغطه ع يدينه الي مكتفها بصرامة
مدّ يده وهو يطبّطب على ركبته ويقول بهُدوء : إعتبرني أخوك ، وعلمني
علمنيّ ولا تكتم هالضيّق كله بصدرك ، الكتمان ماهو فوز يا عقيّد ،الكتمان خسارة بحقك وبحق نفسك ، لأجل كذا لا تحملها فوق طاقتها
فتّح عيونه ضرار بخفوت وناظره وهو يثبت يدينه على ركبته بعشوائية ويقول بآبتسامة باهتة : ماعليك ، نفسي تحمّل هالبلد كلها على رسنها ولاتنطّق بنفس
هز رأسه بخفوت وقال : وأنا أشهد ، الي تحمل هالمقدم شبيّه فرعون بيتحمل هالدنيا
ضحك ضرار بذبول ، بينما فواز كان مُصر على معرفة علّة قلب هالرجل ، يحلف إنه من شهور طويلة وهو ذابّل لكنه يمثل الإزدهار ، لذلك أصر إصرار شديد بكل ما تحمله هالكلمة من معنى لدرجة إن ضرار عجز يتجنب كلماته ، عجز يتفادها : إسمعني يا عقيّد ، كتمانك يأخذ منك ومايعطيك ، أنت تنتهك راحتك بهالشيء ، أنت لما تظن إنك تفوز بكل مرة تكتم بها ضيّقك وتتحفظ عليه لك لوحدك
فظنك ماهو بمحله ، أنت تخسر روحك وصحتك ونفسك بهالفعل ، أنا أدري إنك تظن إن كبريائك بينخدش ، وبتظن إنك تكسر قلبك في كل مرة تضعف وتفضفض ، بس صدقني أنت كذا كسبّت روحك ، وتقدر بعدها تنطّلق وتفكر بالشكل الصحيَح ، الكتمان ماهو حل ولا بعمره كان حل
تقدر تفضفض بطرق ماهي ببسيّطة ، أكبّرها سجادة بوسط الليل تنفض ضيقك عليها ، وأدناها وأقلها شخص صغير عمر ولكن تجاربها ماهي بهينة بهالحياة مستعد يعاونك ويشيل من ضيقك على ظهره .. عطني همك
مسح على وجهه بتنهيّدة وأخذ يفتح أول زر من أزرار بدلته الرسميّة وهو يحرر عنقه من القماش الي يحتويه ، وناظر لفواز بهُدوء
وهو يحاول يرتب كلماته ، يّشرح شعوره
يترجم خيبته وإحساسه بس عااجز ، الشخص الي مابعمره نطّق بكلمة لأحد كيف بيقدر يرتب شعوره بلحظات؟
ترك له فواز مساحة كبيّرة يقدر يحرر فيها كلماته ويتذوقها قبّل يجرح بها حنجرته وهو يحاول يحررها
بعد دقايّق طوييلة حيل ، كان فواز هادي فيها ويناظره بهُدوء ، بينما ضرار كان مثبت يدينه حول ذقنه ويناظر للأرض بخواء
كان هاللحظة يعد خساراته الي خسّرها طوال حياته ، وبكل مرة يعد يغلط ويعيّد العد من جديد
جاهل إنه لو بقى يعدها ما بيكفيه عُمر كامل للعد!
قال بهُدوء وهو يشد على طرف كفوفه بكل قوة ويقول : أرتكب جريمة بحق نفسي لو خطيّت خطوة بديت بها غيري علي؟
عقد حواجبه بإستنكار من رد فواز الجاهز والي أجبره يرفع رأسه ويناظره : أرتكبتها بحق غيّرك بعد ماهو لك وبس
رد عليه ضرار بعجلة وعدم فهم : بس أنا ضريَت نفسي وصنعت لهم الضحكة في ظل ضيقي؟

أبتسم له فواز بخفوت وقال : بس أنت ضريّتهم بتصنعك للضحكة ، ظنَك أحد محتاج أحد يتصنع له مشاعر؟
عدّل ضرار جلسته بإستنكار بسبب وجهة نظر فواز المختلفة تماماً عن وجهة نظره ! وثبّت ظهره على ظهر الكرسي وهو يقول بعدم فهم ومفاهيم الإدراك تزلزلت عنده : ماني بفاهم موقفك يا فواز ، أنا خطيّت خطوة كلها شوك وجمَر ورسمت غصب عن قلبي الضحكة لأجل غيري لا يخطي عليها ويضيق ويتوجع
أكون بهالموقف ضريّته؟
هز رأسه بالنفي : حسب تصديقك للموقف ، لو كنت زيّفت له الشعور وخطوتك هذي كانت غير متزنة وبيوم من الأيام بتختل ، او أنت بتتلاشى من شدة الوجع والضغط على نفسك
بهالوقت بالذات أنت ضريتهم نفس ضرك
رح يتحملون اللوم ، ويتجملون بالندم ورح يعرفون إن كل المشاعر مزيفة والنظرات خدَاعة ، بكذا أنت توجعت ووجعتهم للأسف
لأجل كذا لا تخطي خطوة لأحد فيها ضر لنفسك وفيها شوك لك ، لأن الشوك بينحني لهم بعد ما بتميل لهم وردة!!!
تنهد تنهيَدة من وسط جوفه وهو يحس بضيق رهيب يتراكم على صدره أكثر ، يعني كل الضيق الي ذاقه ذاقت ضعفه : يعني شربّتها الوجع من الكأس الي شربت منه ؟
مافهم فواز فألتزم الصمت إحتراماً لعدم رغبته بالإفصاح ، ولكن ضرار ناظره بخواء وقال وهو يحاول يفهم وضعه ، يحاول يتحرر من هالآسر الي تعب منه : أخت محمد
عقد حواجبه بذهول فواز ، وضرار أردف بتعب : تزوجتها لأجل ينتهي عهد خالهم الكلب معها ، ولأجل تكون بخيّر بدون سيطرته عليها .. ولكن آه ومية آه يا فواز
بلع ريقه بصعوبة وهو يستشعر إن هالريّق مثل خناجر تطعن بحلقه من شدة مرارة الشعور عليه وأكمّل ب : ياكمية اللوعة الي أعانيَها من يلوح ببالي إني بيوم من الأيام ظلمتها بهالزواج أكثر من إني نفعتها!
فواز الي جمّع كفوفه بعدم فهم وقال بعشوائية : كنت تحب غيرها؟
ناظره ضِرار للحظات طويلة بصمت تام من بعدها تنهّد تنهيدة عميييقة من وسط جوفه وهو يميّل شفايفه بخفوت ويقول بضيّق : ياليت الموضوع كذا يا فواز ياليييت ، يالييت كان بيننا شخص وإن راح طاب الخاطر وزانت الأمور ، ياليت لو كان سهل وليّن نفس الي تقوله ، ولكنه أصعب وحيَل مما تظن
الي بيننا أنا وكدمةّ بقلبي توجعني حييل يا فواز ، تخيّل تخطي خطوات وأنت تدري إن دربك جمّر وتعيّش شعور الحرق والوجع مع ذلك مستمر
قاطعه فواز بإستنكار شديد : وبتستمر لين تحترق وتصيَر رماد
عطّف أصابعه على راحة يدينه وهو يضغط عليها بعدم مبالاة : مالي درب غيره ، أنا ما أترك شخص بنص الطريق لأجلي

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWo Geschichten leben. Entdecke jetzt