67

6.6K 97 28
                                    



بيّن حدود الصعبّ ، اللي دخل بشكل إرتجالي وسريّع للبيت كونه تخطى أمور كثير بهاليوم بسببّ زواج ضرار ، والأهم بهالوقت بالذات كونه بيلقاها
كان يتمنى يلقاها باقي تنتظره وإنه حتى برغم تأخره الكبير هذا ما راحت للزواج بدون ما يشوفها
من اللحظة اللي خطت خطاويَه لداخل الغرفة وتسللت رائحة البخور الكثيفة لخشمه حتى أبتسم إبتّسامة واااسعة وكبيرة حييل ؛ لإنه أيقن إنها مازالت هنا ولا هان عليها تروح بدونه
تخطى كل النسّمات الي تحيط فيه بخطواته الكبيرة وهو يِتجه لغرفة الملابس كون بابها مفتوح
ولكن قبل يتعدى عتبّات الباب ويدخل ؛ لمحها تجر خطوات الإقتراب منه
تبّسم بتنهيدة ورجع خطوة لورى وهو يثبت يدينه خلف ظهره ويضغط عليها بكل قوة بسبب الكم الهائل من الشعور اللي هبّط على قلبه هاللحظة وأرعبه !
مازالت الإبتسامة مرتسّمة على حدود ثغره حتى بعدما شرعت بيبّان العتاب وهي تناظره بلوم : تخيّل ؟ زواج أخوي الكبير وأنا آخر الحضور ، يرضيك؟
سكتت وهي تِتنحنح بذهول لما رفعت عيونها وتأملت نظراته اللي أخترقت كل أجزاءها وكل تفاصيلها البّسيطة ؛ واللي أصلاً ماكانت بعيُونه بسيطّة أبداً !


كانت نفس النظرات وعلى نفس وتيّرتها ، باللحظة الي تأملها فيها بصُبح العيد بنفس اللهفة وبنفس الرجفة وبنفس الشعور
ولكنه تعاظم هالمرة بشكل هائل ، كان كبير وطاغي وعنييّف لإن لا الشرع ولا القبيلة ولا العُرف بيوقف ضده، هالمرة كل هالمعوقات صارت بصفه ومعه !
نكسّت رأسه وهي تستشعر إن جسدها يرتجف بشكل مضُني كون نظراته ماكانت سهلة عليها
ومن لمحته يتقدم خطوة لها ، حتى عضت على شفايفها بتوتر
هي تدري إن نقطة ضعفها قربه ، فكيف لاعرفت إن نقطة ضعفه قوتها ؟ مظهرها الأنيّق والفتّان اللي يسلب النفس ويُضني القلب ويدمر الإنتظار
آثار القوة اللي على وجهها والي مازادتها بعيونه إلا حب ولهفة ! كانت حلوة وحيّل ولكنها كانت صعبة لإنها قوية ؛ لإن كل الي مرت فيه قوّاها وتركها تتجاهل كل الضعف وتبّني عليه مراحل قوتها وصمودها ! كانت كثييّرة وحيل بالرغم من إنها إمرأة واحدة
كان يتمتم من شدة إنّبهاره وسحرها له وأخذها قلبه من بيّن ضلوعه وقدرتها الكبيرة والمخيفة باللعب فيه بأصابع يدينها وتموّج خصرها ورمش هدب عيّنها " الله لا يغضب عليّ ، وشلون كانت دموعها وزعلها يهون؟"
أقترب وصوت أنفاسه المُضطرب والي تشكل على شكل أبّخرة حارة من شدة لهفته والي أختلط بصوت نبّضاته المسموع والعلني الرهيّب ، أقترب وهو يمرر يدينه من على علُو ذراعها إمتداداً لمعصمها ، بحركات تناغميّة كانت سهلة وبسيطة بس بسببها أرتجفت كل خلايا جسدها وإستشعرت إن يدينه تتحكم بكل أوردتها من شدة رجفتها ؛ للحظة تملكت الغيرة كل جسّدها كل جزء منها تمنّى لو كان بمكان يدينها اللي لامست يدينه بآخر المطاف وتشابّكت أصابعهم ببعض بشكل قوي ودافي وحنيييّن حييل ؛ حنيّن لدرجة تملكت قلبّها غصة على الأيام الي مرت بدون لمسه ، رفعت رأسها وهي تتأمل إنبّهاره الشديد فيها ، إبتسامته الي ماذابت ولا تلاشت ولكنها بكل مرة تكبر وتتكاثر ، تفاصيل وجهه وتعابيّره اللي تحمل كم هائل من الإنبّهار ؛ كان دائماً يحسسها إنها الوحيدة الي تحمل كل هالجمال بالعالم ، كانت دائماً نظراته لها تغنيها عن كل الي حولها وعن كل شعور ممكن بيوم من الأيام تحتاجه!
كان بوجوده وإحتواءه لها حتى بزعلهم معوضها عن كل مر مرّها وعن ضيّق مسها ؛ كان بمثَابة يدين تطبطب على قلبها بكل مرة يمسَها ضر وهي بمثابة فوزه بهالحياة
أبتسمت بتنهيَدة وهو يقترب أكثر منها ويقّلص المسافات الي بينهم والي إن كانت حتى بحدود شبَر يحسها أميَال وأميال !

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن