35

7.1K 102 50
                                    

كل غضبه إنصب في إطار إنه " شخص قرب منها ، حاول يضربها ، سمع صوتها ، كان ودها تبّتعد عن وهّاج ، ويحاول ينتقم منها"
هذا اللي زلزل كيّانه وتربص بصدره لدرجة إنه بهالدقايّق كان يحاول يسيطر على إضطرابات صدره لأجل يركز ويحاول يكشف صاحب هالرسالة
الرنين المُخيف الي برأسه واللي كان يترددعليه كل فترة .. هالمرة تردد بسبّب الغضب الهائل الي تربص برأسه
ومن بعد مرور هالدقايّق ، أخذ الجوال وهو يتمعن بالإسلوب ، بالمكان الي تصّور فيه الفيديو ، بالكلام والمحتوى وكثرة تكرار " سُود الليالي" كان يتمعن بآخر سطر إنكتب بهالرسالة
واللي زاد قهره وضيّقه أضعاف "تتهورين وتوافقين تصيرين زوجته .. لأنك مارح تشوفين خير من شخص مثله شخص ترك أبوه تحت رحمة الغُرب وبغرف مسشتفى الرعايّة وهو عايش"
وبعد ما قرأ الرسالة للمرة العاشرة وبكل مرة يقرأها كان غضبه يتضاعف أكثر وأكثر ، بدأ يستوعب أسلوب هالشخص ، بدأ يفهم صيغة كلامه .. تواجده قدام مبّنى المدرسة ، لقب سُود الليالي اللي ماطاح من ثغره
وبعدما إستوعب وأخذ نفس للحظات وبدأ يحسب حساب الخطوة صح !
كل الأشخاص الي ممكن يكتبون هالرسالة إصطفو برأسه بكل بسّاطة
ثلاثة وما بيكون لهم رابِع .. نفس الثلاثة الي تمرد عليه عقله وقال كانو ناوييّن يأذونها وحرقو مشغلها !
" جابّر ، وقاص ، فايّزة "
ممكن إنه متردد من ناحية جابر لأنه يدري إنه ماعنده الجراءة لإجل يغامر بحياته ويتعدى على حدود وهّاج !
ولكن وقاص وأمه !!
بعد لحظات قليلة رفع جواله وأخذ يتصل على وديّع ولد عمه واللي بعد دقايّق قليلة رد بإستغراب : وهّاج ؟ أرحب وش بخاطرك؟
وهّاج قال بصُوت هادي وبدون مقدمات : هات رقم وقاص أخوك ورقم أمك
عقد حواجبه وديّع بإستنكار وتعدل بجلسته وهو يحك طرف وجهه بربكة : وقاص وأمي ؟ ليه ودك بشيء مـ...
قاطعه صوت وهّاج الي بدأ يظهر غضبه المكتوم : ودك تقطع الهرج وتعطيني ولا ...
تنهد وديّع وقال على طول : زيّن برسلها لك إنتظر بس
قفل وهّاج من وديع وأبتعد بخطوات سريعة عن البيت وهو يقطع الطريّق يمين ويسار ، يمشي بمكانه ويدور على حاله وقلبه يشتعل من الغضب ، وكأنه ينتظر رد بس لأجل ينثر هالنّار الي بصدره على صاحبها الي يستاهلها
وفعلاً من وصلت الرسالة على جواله ، أخذ يقارن الرقم الي أرسله وديّع بالرقم الي أرسل الرسالة لدُجى ومن تشابهت أول خمسة أرقام بس
حرّر نفسه من كل هالإنتظار وركض بأقصى طاقته لسيارته وهو يلهث من شدة غضبّه اللي أعمى عيوونه ، الغضب اللي تجمّع ل سنين وشهور وليالي طويلة !

____

الغضّب اللي تفجر بسبب آخر قطرة صبّر إنتهكها وقاص بحق وهّاج رمى الجوالات على المقعد بكل قوة وهو ينطق بنبَرة أحرقت جوفه : والله ما تنام هالليلة متهني ياسارق النوم من عيوني


وقَاص كان بعيّد تماماً عن هالكوكب عايش صراعه الخاص بهذي اللحظة ، كيف إنه ينتظر على جمّر من ساعات طويلة وبنفس المكان وعلى نفس الجلسة
كم علبة دخان إنتهت بين كفينه وتلاشى رمادها كم تنهيّدة صدرت من جوفه وكم من قهر لعب بصدره وهو ينتظر !
ومن بعد هالفوضاء كلها وآخيييراً توّج إنتظاره
وهذي هي سيّارة الشخص الي ينتظره تستقر قدامه ، نزل وهو يناظره بنظرات ساخرة وبنفس الوقت مُنتصرة ومن بعدها وقف وقاص واللهفة تبَان بوجهه وهو يقول : طولت عليّ لي ساعات وأنا أتصبّر بهالدخان
تقدم وكيَل المدرسة وعلى مُحياه إبتسامة هادية وقرب منه وهو يقول : أعذرني ، كنت مشغول مع الأهل وش قلت تبي مني ؟
تأفف وقاص وهو يمسَح على وجهه وناظره بقهر وهو يقول : لا تلعب على أعصابي ، عطني المهدئ خل التعب الي فيني يتلاشى ، ماعاد بي حيل
الوكيّل نقل نظراته عليه وفعلاً كان وجهه ذابل وجسده الهزيّل يرتعش بشكل إرتجالي وهنا أبتسم وطلع محفظته وقال : حولت الفلوس صح؟
هز رأسه بإيجاب وهو يناظر للمحفظة بترقُقب وقال بضجر : ومتى بتعلن وين هالحبوب تنبّاع ؟ ماهو بمعقول لي شهور أعيش نوبات تعب ومرض وماالاقي هالدواء غير عندك ، لافادني بنادول ولا فادني مستشفى
ناظره الوكيّل بإضطراب وقال بذُهول : حللت بالمستشفى ؟
هز رأسه بالنفي من سحب الكيّس الصغير من يد الوكيل وعلى طول طلع الحبَة وبلعها بكل شراهة ، ودبّة الموية الي كانت بيده فرغها كلها ببطنه ، ومن بعدها ناظر للوكيَل وقال بتعب : مارضيّت يحللون ، عندي فوبيّا من الأبر
وقبل يكمل لاحظت نظرات الوكيّل الي مالت للراحة و تنهيدة راحة إستقرت بصدره وقبل يتكلم ألتفت بخوف بسبب صوت إطارات السيّارة العنيّف الي دمّر مسامعهم واللي كان نتيجة وقوف سيّارة وهاج قدام سيارة الوكيل ومن لمحه سارع خطواته بكل خوف ورهبة وركب سيارته وهو يبتعد تماماً عن البيت بدون ما يلتفت أبداً
أما وقاص كان عاقد حاجبه بدهشة بسبب خُروج وهّاج من باب سيارته ، والسّواد اللي كان يلقبه فيه كان هالمرة فعلاً يحيطّ فيه .. ولكن الي يجهله إن هالسّواد ماهو إلا غضب بيتفجر بوجهه بعد لحظات قليلة !

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWhere stories live. Discover now