23

7.4K 121 73
                                    

‎عقدت حواجبها بسبب صوت الجّرس اللي صدح بأنحاء الشِقة ودقّة الباب اللي أنعرف صاحِبها بسبب صوته العالي واللي قال : جيّناكم زوار يا عرسان إفتحو لنا البيبان
‎وقفت دُجى على عجل وهي تبّتسم غصب عنها بسبب صوت لافِي اللي تلافى الموقف اللي بينهم
‎واللي وقف حاجز بين رد دُجى وبين إنتظار وهّاج
‎واللي من لمح فزّتها كتم تنهيّدته بصعوبة وهو يمسّح على وجهه لما أيقن إن ردّه وصلها
‎ولكن قبل يتقدم ويفتح الباب سحبت الغُترة البنية اللي على أطراف الكنب وهي تمدها له بهُـدوء
‎وهو عقد حواجبه للحظات وبعدها فهم مقصدها وسحبها من كفها ولف الغترة على عُنقه بعشوائية وتقدم على عجل وهو يفتح باب الشقة بهدوء ، تراخى حاجبه غصب عنه بضحكة بسبب فهد اللي ماسّك لافي بإذنه وهو معصب : داخل على مهرجان يا قليل الخاتمة
‎لافي اللي كان يتوجع وماسك يد أبوه برجاء : يبة آسف والله ، بعدين داخل على أختنا اللي سحبت علينا ثلاثة أيام من لمحت هالجحش وهَاج ، يستاهل نخوفه
‎وهَاج ناظره بطرف عينه وقال : الشرهة مهيب عليك...
‎وقبل يكمل إلتفت فهد له على عجل وبإحراج ،ونفض إذن لافي من يدينه وهو يبتسم بهدوء : إعذرنا يابوك
‎أبتسم وهَاج بخفوت وهو يقرب ويسّلم عليه ومن قرب لافي بيسّلم على وهاج ، ناظره بطرف عينه وضرب طرف رأسه وهو يقول : إذا تخاف على أصابعك مرة ثانية ، فكَر تدق الباب بنفس الطريقة ذي
‎لافي ضحك وهو يدخل مع وهَاج للشقة وقال : وشنسوي بعد ؟ وكأنك خطفت أختي لا لها حس ولا لك بعد ، والله ثلاثة أيام مانمنا ...
‎سكت بصدمة وهو يناظر لدُجى اللي منغمسة بإحتضان أبُوها بكل كثافة ودموعها تنزل بصمت على خدُودها وفهد خايّف ويدينه تمسح على أطراف شعرها بريّبة
‎وهّاج صد وهو يقضم شفايفه وأيقن إن هاللحظة ، اللحظة الي بينتهي عهده فيها
‎ولافي قرب وهو يناظر لدُجى بخوف : ليه تبكين؟ صابك ضرر بدوننا ؟
‎وهَاج كتف يدينه بإنتظار وهو يبّلع ريقه بصعوبة
‎وفهد كان الجمر يتراقص بقلبه ، ولكن من إبتعدت دُجى وهي تمسح دموعها وتبتسم بخفوت وهي تناظره : ماصابني شيء ، بس أشتقت لكم
‎ضحك لافي بخوف وهو يضرب مؤخرة رأسها بعصبية : خبلة أنتي ؟ مسوية فيها جولييّت أنتي ومشاعرك السخيفة هذي
‎ناظرته بطرف عينها وفهد أبتسم براحة وهو يناظرها وقال : أجل عرفنا منزلتنا بقلبك
‎ألتفت لوهّاج اللي بردت ملامحه بسبب موقفها وقال بضحكة : ظنييّنا من أول الليالي خذاك منا أبو غُصن
‎ناظرت لوهَاج اللي يناظرها بهُدوء ثم رجعت تناظر لأبوها اللي جلس على الكنبّ ولِلافي اللي شاركه الكنب
‎وقالت بإبتسامة : أجل تستاهلون فنجال كيّف يعدل المزاج صح ؟
‎هز رأسه فهد بالنفي الشديد وهو يأشر على الكرسي اللي بجنبه ويأشر لوهاج يجلس : إجلسو ، ماجيت أخرب عليكم خططكم ، مير والله أنشغل بالي عليكم ، صحيح عرسان ولكم حق تلتفون لأول لياليكم سوى ، بس والله ماقويت أنتظر بدون ما أجيكم ، لا وهّاج يرد على جواله ولا حتى أنتي
‎وسألت كايد يقول مستحي يتصل ، قلت عاد أجي أزوركم وأتطمن عليكم
‎ولافي اللي ناظر للغترة اللي على رقبّة وهاج كتم ضحكته بصعوبة وهو يصد عنه
‎جلس وهّاج على مقربة من دُجى وهو يبتسم بهُدوء : حياك بيتك ومنزلك ، وأنا والله جوالي يومين طافي من الشحن ماعاد إلتفت له
‎لافي ماقدر يتحمل وضحك من قلبه : والله العظيم واضح إن ماعندك وقت تلتفت له
‎ناظره وهَاج بإستغراب ودُجى ميّلت شفايفها بخفوت وهي تتوعد فيه
‎واللي لأجل يخرج من إطار نظراتهم قال بضحكة آسى : تدرين كيكتك اللي تفننتي فيها قبل الزواج بيوم للحين بالثلاجة؟
‎ناظرته بإستغراب ولافي هز رأسه بقهر وهو يناظر لأبوه اللي يبتسم بضحكة : تخيلي أبوي رافض أحد يأكل منها ، وكل ليلة بالليل بدال ما يدخل غرفتك يروح الثلاجة يأكل من هالكيكة ، يفرغ الشوق
‎ميلت شفايفها اللي أرتجفت ببكاء وفهد ضحك وهو يقرب ويقرص لافي اللي كتم صرخته وهمس لأبوه : تستاهل يبة كنت أترجاك عشان قطعة وحدة بس
‎وهّاج بهالموقفين البسيطة اللي عاشها مع فهد ولافي بحضور دُجى أيقن وش مكانتها عندهم وأيقن أكثر إنهم لو يعرفون بطرف واحد من اللي سواه فيها والله ليحرمونها عليه طوال عمره
‎إلتفت بعدها لفهد اللي ضغط على يدينه بهدوء وناظرهم بجديّة وهو يبتسم نصف إبتسامة خافِتة : أنتي أكبر منه يا دُجى يعني أنتي أعقل منه ، وهو بحسبّة الطايّش عندك يعني إن مال ماله إلا أنتي لأجل تخلينه يسّتقيم وإن طاح ماله إلا أنتي لأجل يقوم ، أنا موقن إن أول الأيام صعبة ولكن أنتتي الفاهمة وأنتي الواعية والعاقلة وهو ماهو بأقل منك
‎لأجل كذا عثرة وحدة أو حجرة صغيرة بطريقكم لا تلتفتون لها ؛ أنتو أكبر من هالمواقف
‎إستنكت إرتجافة شِفاة دُجى وناظرت لأبوها بخفوت وهو بدوره أبتسم أكثر وقال : ولا يغيب عن حسّك ، إنك عندي المدللة يعني إن كانت هالحجرة كبيرة عليك ، أنا هنا لأجل أشيلها
‎وهّاج كان طوال الحوار صامت ، وهدُوءه ماكان إلا ترقُب وإنتظار لخطوتها الجاية ؛ لأنه هو بنفسه قال كل اللي بخاطره والأخور صارت بيدينها يعني الكورة صارت بملعبها ووجبب عليها تحدد وجهتها
‎وقبل تنِطق دُجى أزاحت عيونها عن أبوها للحظات وهي تتأمل زاوية الصالة واللي موجود فيها بيت صغير مصنوع من الإسفنج وباللون الرمادي وعلى شكل قطّة ومركون بنهاية الزاوية

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن