34

6.2K 109 45
                                    

بلعت ريقها فايّزة بصعوبة وإدعَت اللامبالاة وهي تغير الموضوع وتقول : تنتظر حد هنا يمك ؟ ليه ما تدخل للبيت
تأفف بإنزعاج ووقف وهو يرمي الدُخان تحت رجله ويمشي عليه بدون أهمية ثم ألتفت لها وقال بضيّق : أدخلي يمة ، مالي خلق ولا لي حيل للكلام
ناظرته بقهر وقلبها يشتعل وجع عليه ، تحاول تقرب منه بس كل مرة يصدها ، لذلك مشت عنه بعصبية ودخلت البيت ، ووديّع كان بيتكلم بس وقاص أشر له يدخل بدون يتكلم ، وقبلما تخطي خطوة بريّق لداخل ناظرت لعيونه اللي تترقبها وتناظرها بنظرات غريّبة ، زاد ضيّقها ووصبّها هي الي ماتعودت تأذي أحد ولا قد فكرت تأذي أحد ، فكيَف أخوها يتهمها بضيّقه ووجعه المُخيف هذا ؟ كان ودها تسأله لولا وديّع الي مسك كفها وسحبها للبيت وقفل الباب ، ناظرته بإستغراب وهو أبتسم من طاح الحجاب عن وجهها وبّان بريقها ، حتى الإبتسامة كانت ولاشيء قدام ضحكته الرحبَة وهو يتنهد برااحححة : لو أدري إن زواج عمّة لافي بيغيرك كذا كان من زمان دعيّت تتزوج
ضحكت من كلمته وهزت رأسها بالنفي : تغيرت لأنه ودي أتغير - نثرت شعرها بإهمال للخلف وهي تقول - وبعدين حرمتكم من جمالي شهور طويلة الحين لازم أجلس على قلوبكم
أبتسم بضحكة وهو يناظرها بطّرف عينه ويقول : هذا الي مانبي يصير ، تذليّنا بجمالك كل يوم وكأن محد بحلو غيرك
أبتسمت له وكانت بترد بس أستغربت وهي تشوفه يسحب طرف المنديل من جيبه العُلوي ويمده لها بفرحة وهو يقول بحماس : تخيّلي هالمرة جبت لك توقيّع من؟
ناظرته بإستغراب وهي تثبت يدينها على طرف شنطتها وتقول : من؟ ميّسي ؟
تأفف وهو يدخل المنديل بجيبه من جديد وناظرها بقهر : الشرهة ماهيّب عليك ،الشرهة علي اللي فكرت أسرق هالتوقيع عشانك
ضحكت وهي تمسك يده وتقول بصوتها الساخر : تعال ، ياحب قلبك للزعل والعتب يا وديّع ، علمني هالمنديل يضم توقيع من؟
رجع يسحبه من جديد ويتركه بيدها وهو يبتسّم بضحكة ويناظرها وهو يقول : إفتحي وشوفي بنفسك
أخذته بإستغراب ومن إستوطن يدها وفتحت أطرافه ، ذبلت إبتسامتها لوهلة عقدت حواجبها بإستنكار لثانية ، ثانتين ، أما الثالثة زالت عُقدة حاجبها من رجعت تتأملها للمرة العاشرة خلال ثواني معدودة بس ، هذا الخط تعرف صاحبه .. وكيف تجهله وهي اللي غفت عيونها على حسّه ليالي طويلة ؟ بس الي تجهله ، هالإعتراف ليه من بد الناس صار بين يدينها ؟ ليه أختار هالسطر من مليون سطر ممكن يختاره ؟ ليه شطّب إعترافه وأضاف له الخوف ليه؟
أسبّلت أهدابها بكل هُدوء وضربات قلبّها بدأت تزيد أكثر وأكثر وهي تحاول تفهم شعوره باللحظة اللي فرغ هالشعور على هالورق

" سرقني .. سرقني ما دريت انه سرقني
‏سلبني ..." وهنا شُطبت الجملة بخط واحد وأنكتب تحتها بكل رعشة" خايفً والليالي ماتجي على .. كيفي" وبدأت تنسكب التساؤلات على قلبها " ليه خايّف ؟ وليه الليالي ماتجي على كيفه؟ وهالإعتراف صار بين كفيّيني أنا لأني صاحبته ؟"مية ليه كانت برأسها بمجرد قراءتها للسطر هذا ، وبدورها رفعت رأسها بتوتر بسبب وديّع الي ثبت كفه على معصمها بإستغراب وقال : توقيّع بُرهان الصعّب ، وش فيك ما عرفتيه؟ مهب مكتوب إسمه؟
طوت المنديل بتوتر وأبتسمت بخفوت وهي تخفي توترها وتناظره بهُدوء : إلا مكتوب ، بس شلون صار هالمنديل من نصيّبك ؟ يعرف إنه لي ؟
ناظرها بطرف عينه ثم ضرب جبهتها بخفة وهو بقول : أقول أدخلي قبّل أكسر رأسك الحين ، طالت وشمّخت أقول وقع لبريّق أختي
كان يكتب على المنديل وقبلما يدخله بجيبه تهاوشو عليه العيال من يأخذ توقيعه وأنا سحبته قبلهم وقلت بأخذه
حكت طرف خشمها بربّكة وهزت رأسها بطيَب ومشت عنه بخطوات مُختلة وهي تناظر بتشتت للمكان " مادام ما يدري إن هالجملة بتطيّح بين كفيني ؟ ولا هو اللي دربّ كفوف وديع لأجل تسرقها عشاني .. ليه خايّف عُقب الإعتراف"
تنهدت وهي تحتضن هالمنديّل لصدرها بخفة وتقفل باب الصالة من خلفها وهي تمتم بإبتسامة سرقت من العُمر ثقة كبيرة وقلبها فاض بشعُور حنييّن حيل وكأنها على متن غيّمة " كل الليالي بتنحني صدقني مادام هالليالي تخفي وراها .. بريّق "
أما وديّع ناظرها بطرف عينه وهو مقهور وقال بصوت عالي : طيّب شكراً ما تضر ؟ طيب إبتسامة إمتنان ؟ طيب تقدير لجهودي الي سرقت فيها المنديل ؟؟ صدق مامنك رجاء

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكDonde viven las historias. Descúbrelo ahora