36

7.3K 113 101
                                    


ببَيت عوّاد

جالسة على طرف الكُرسي ، بمشاعر غريبة وإضطراب نبّضات مُخيفة كيف عدت هالساعات ما عندها فكرة أبداً .. الي تعرفه إن كل الي تمُر فيه غريب وحيل عليها
مع ذلك كانت هاديّة وعلامات السكُون تحوف وجهها ،الي عرفته إن عوّاد شخص سريّع وماعنده إستراحة تفكير .. والي أيقنته إنها لازم تجابّهه سُرعته
إنتقلت أنظارها على وقوفه قدامها بثوبه الأبيض الرسمي وشماغه الأحمر وإبتسامته الهاديّة الي من بعدها قال : عندي إجتماع ضرورييي وأكثر مما تظنين ، والعجلة الي خلتني أستعجل بالعرس كان بسببه ، لو أقطع من وقتنا ساعات ومن بعدها أرجع لك ما بتزعلين؟
ناظرته بهُدوء للحظات وبعدها هزت رأسها بلامبالاة وقبّل ما يمشي أستوقفته بـ : جهازي
عقد حواجبه وألتفت لها بإستغراب وهي توترت من نظراته وقالت : مالقيته بشنطتي شكلي نسيته ، أبي أتصل على فهـد عشـ..
قاطعها وهو يقترب منها بخطوات سريعة وسط عدم إستيعابها ومن مد لها جواله كتمت تنهيدتها بصعوبة : تفضلي لين نلقى له حل ، عطيه خبر بوجودك هنا
بلعت ريقها بخفوت وأخذت جواله وهي تتصل على فهد والي بدوره قال بعجلة وبصوت متقطع : وييينك ياعوادد؟؟ غابت الشمس و أنا أحتري حس خيال
خيال أبتسمت بحنيّة من سمعت صوته وقالت بهُدوء : فهد أنا خيال
تنهد فهد براااحة وقال بضيق : وينك ياخوك؟ لاحس ولا خبر خوفتيني عليك ، طمنيني شعلومك؟
ناظرت لعوّاد بنظرات هادية من بعدها قالت : طيَبة ، أنا اللحين بالغربيّة ..
قبّل تكمل كلماتها فز فهد بصدمة وعدم إستيعاب وقال : سافرتو ؟ ليه ماعطاني خبر ؟؟ وهذا الي ما يستحي وده أكسر ضلوعه ، كيف يقول لي كلمة ويسوي عكسّها ، عطيني إياه
عضت على شفايفها بتوتر بسبب صوت فهد العالي والحاد وقالت تخفّف عليه خوفه : فهد تطمن مافي شيء يخوفك ، وصلنا بالسلامة والحمد لله كل شيء تمام لا تعصبّ وتتعب أعصابك حصّل ظرف وأضطر عوّاد يقدم السفّر عشانه

سكت فهد وهو يلمح الهُدوء والراحة بصوتها وهذا كان المهم ، لذلك كتم تنهيّدته بصعوبة وكبّح غيظه وغضبه وكل الي يبيه تكون هي بخيّر وعقبه ولاشيء مهم !
لذلك قال بهُدوء : زين زين دامك طيَبة ماهنا خلاف ، أهم شيء لاتقطعين وصلك وخليك بخير
أبتسمت بلطافة بسبّب كلماته ثمودعته بكل حُب ومن بعدها رفعت رأسها وتأملت عّواد اللي مركز بنظراته عليها بشكل فضيع
توترت ومدت له الجوال وهو أخذه وأبتسم لها بخفوت وقال : مارح أطول عليّك ، أنا شخص ما أحب أتأخر برى البيّت أصلاً ، بتلاقيني هنا قبل ينتصف الليل
سكتت وماردت عليه ، وهو أنسحب من البيت بشكل سريع ، لأن الأفكار اللي برأسه جنونية
تجي بشكل يخوف ، كلما يرمش أو تغمض عينه تطرأ له فكرة أقوى من الفكرة السابقة كان يحاول يغتنمها ولو بالشيء القليل ، كان يحاول يسيطر على الطاقة المُفرطة الي أستولت عليه لمدة شهر كامل من الآن ..!



وبوسط غرفتها ، على إثر النسيّم البارد الرقيّق اللي ينقل تموجات شعرها من حدُود خدّها إلى خلف إذنها بطريقة موسيقية تماماً
مستلقية بأطراف كتفها العاِري على طرف السرير ، ومتلحفة بفُستان أسود حرِير عاري الكتفين ، هالليلة فعلاً يأست من حضوره
وفكرة إنها بهالوقت بتواجهه فكرة إستبّعدتها عن بالها تماماً ، أيقنت إن غيابه برغم إنه طلب منها الإنتظار ماكان إلا عقوبة بالنسبة لها
وهو الي يعرف إنها بتجازف بنومها وبراحتها عشانه ! وهذا فعلاً الي صار بلغ فيها التعب ما بلغ وإستولى عليها الإنهاك بجميع أشكاله ، غياب النوم عن جفونها ليلتين كاملة كان صعب وجداً عليها ، رفعت رأسها بتعب شديد وهي تتأمل الراديُو الي بجنبها ، ميّلت شفايفها بعدم إهتمام ومن لمحت الساعة التاسعة مساءً ، تذكرت طلب وهّاج منها تشغيل برنامج بُرهان وكيف كان حريص يسمعه لذلك لفت إنتباهها هالمرة وأخذته من على الطاولة وأخذت تقلب بين البرامج حتى سمعت شارة بدء برنامج بُرهان ، وبعدما إنتهت ، ثانية وحدة كانت كفيلَة بنزع كل الأُكسجين عن جسّدها ، ثانية كانت كفيلة بزعزعة قلبها وبكل قوة
كيف وصل لمسامع قلبّها صوته الغرّ العذب ، وبطريقة ترنيمية هادية تركتها تفهم إنه صار أكبر بكثير من حُب بقلبها .. صار إنتممماااء
بلعت ريقها بصعوبة وهي تستعدل جلستها وتغمض عيونها وهي تثبّت يدينها على حدُود قلبها اللي نبضاته إربكتها ، وكأنها تفهم هالرسالة!
إنطلق بصوت دااافيّ حنون .. ممزُوج بفخامته المُعتادة :
" مسّاء الخير .. وهالمرة معكم وهّاج "
-

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWhere stories live. Discover now