33

7K 106 51
                                    

وبوسّط المكتب الي يحوفه الظَلام ، إلا من نُور الشبّاك الخافت ، نهاية أشعة الشمس تطغى على المكان
كان غارق وبشدة بين أوراق ومستندات وسجلات تحقيّق لا حصر لها ، كان العميَد ينتقم منه بتحميله فوق طاقته مايدري إن ضِرار له ظهر يشيَل الكايدات ولا يقول بس !
رفع كفه وهو يدلك مُقدمة رأسه بإنهاك شديد ، يحاول يسترد تركيزه ويشتت ذهنه ولو للحظات
ومن لمح شاشة جواله تُضيء والإسم يعلن حضوره تبّسم بضحكة .. هذا الشخص اللي حالياً يحتاجه " المهرج" رد عليه وهو يبّتسم بخفوت ويقول : وحييّا الله الوجه السمُوح ، وش هالزين؟
أبتسم لافي إبتسامة ثقة ورفع كتوفه برزة وهو يقول : الزين يمشي في عروقي من المهد يا ولد أمي ، الله يسلم الغربية اللي فتحت عينك بس
ضحك ضرار وهز رأسه بإيجاب وهو يعدل جلسته ويقول : لكن وش صايّر؟ النسّفة والرسمية ، خابرك تحب الحرية
تنهد لافي وهو يقلب الكاميرا الخلفية واللي أستقرت على جلُوس عوّاد قدامه من بعدها قال : الليلة زواج عمتي خيال ، ناسي أنت؟
ألتزم ضرار الصمّت للحظات طويلة لدرجة إن لافي حسّ عليه وأستنكر سكوته فقال : أنت خفت من شكل عوّاد ؟ وشدعوة تراه حليّل
رجع ضرار يرسم إبتسامة هادية على ثغره ويقول : الله يتمم لها على خير ، متصل علي ليه؟
تأفف لافي بقهر وغمض عيونه وقال : بختنق ، بموت ، انقذني ابوي له ساعة يسولف مع وهّاج
خايف إنه عاتب عليه لأنه فصّله بسبب سالفة وقاص ، وعوّاد وأبوه وأعمامه يسولفون لوحدهم وعاد من زين سوالفهم ، وأنا وحيَد أناظر للسقف
بالله عليك هذا زواج يا ضرار؟لا دحّة ولا كم شوط نلعب فيه ونهز همومنا ، أبدد ماغير نهز برؤسنا
أنجبر ضرار يبتسم ولكنه أبتسم بضيَق .. البسمة للافي اللي يعاني من توافه الأمور والضيّق لعمته اللي طاحت بمفترق طُرق مُضني وحيل
ولولا إن لافي فز من مكانه ، كان بقى ضرار يبّتسم بضيق ، كلهم ألتفتو لترحيّب لافي ولتهليله ، ولفزته الكبيّرة وضحكته المتناغمة : أرحببببب ياشيخ جعل تنقطع خطاوي الكل وما ينقطع لك خطى ، والله إنها نورت الدار وأستبشر قلب لافي المسكين ، أرحبببب الله يبّقيك لين يوم الدين
كايّد كان منحرج وبشدة وغُصن ترمش بإستغراب وهي بحضن كايّد وتتأمل لافي اللي يضحك بفرحة وكأنه لقى مُنقذه ، وقبل ما يتكلم لافي ويخطي خطوته لداخل ، بُرهان وبنيّان كانو من خلف لافي واللي بدور بنيّان ضحك وهو يغمز لكايّد ودخل المجلس قبله وهو يمسك كتف لافي ويقول : الله يحيك ، أعرف إنك تحبني بس والله هالزود؟ ماعرفت

ناظره لافي بطرف عينه وملامحه مالت للإشمئزاز وضرار أنفجر ضحك ، بينما بُرهان دخل وهو يبتسم بضحكة عليهم
كايّد قرب وهو منحرج من لافي وقال بضحكة : علامك ؟ هالترحيب وراه شيء
تكتف معه وهو يقول : أرسلك ربي خير لي يا ولد خالتي ، تعال وسّع قلبي العليّل
وقبل يكمل كلامه ألتفت لضرار وقال : وأنت فارق ، الله يسد نحرك يا كئيب يا دمعة بلاا لمعة عز الله إني صادق يوم سميتك بجوالي ملك الدراما ، فارق الله يقلع اللي يتصل عليك مرة ثانية
أنقطعت ضحكة ضرار بصدمة ، ولافِي ناظره بسخرية بينما غُصن من لمحت يدين لافي بجنبها على كتف كايد أزاحتها بكل قوة عنها وهي تقول بعصبية : بعد يدك عن خالو
ألتفت لها لافي وهو يناظرها بطرف عينه ، وكايّد رفع كتوفه وقال : إسمح لنا ، الأميرة غُصن فرضت رأيها
رمش لافي بذهول وكان بيتكلم لولا إن كايّد تخطاه وهو كاتم ضحكته بكل قوة، أما ضرار ماكان عنده قدرة على كتمها ضحك بكل قوة وهو يقول : تستااهللل ماجاك ياكلب يا خاين العشرة
ويالله فارق أنت يا المهرج
من لما قفل بوجهه حتى أنقهر أكثر وأكثر ، ومشى وهو يدخل المجلس وكان بيجلس بجنب كايّد الا انه ناظره بنص عينه وقال : راحت للجرادة ، تستاهل خلك وحيّد يا جحود
أبتسم بضحكة كايّد وهو يناظر لغُصن اللي تخلت عن حضنه من لما لمحت وهّاج بصدر المجلس ، ركضت بكل طاقتها وتخبّت بأطراف حُضنه وهو ما مانع بالعكس أحتضنها بكل قوته متجاهل كل الي حوله ، حتى إن ضحكته أرتسمت بكل كثافة على ثغره وهي تلعب بأطراف شعره ، كان شعوره حالياً يعادل قطف مليون نجمة ، كل حياته نور وهي بحضنه ، ونظرات فهّد مستقرة بكل كثافة على وهّاج وطريقة تغير جلسته تعابيّر وجهه ونظراته ، كان يتمنى بهاللحظة إن هاللهفة لبنته نصيَب منها ، كان موقن لو لها نصيّب من هالقلب ما بتضيّم أبداً
رجعت أنظاره تستقر على عوّاد الي يبتسم بمجاملة لعمه اللي بجنبه ، وتنهد بخفوت وهو يصد عنه
أما لافي مشى عنهم وجلس بجنب بنيّان اللي بيده كأس الشاييَ واللي بدوره ألتفت وناظر لصحن البقلاوة الكبيّر اللي بجنبه وقال بنظرة خاوية: هذي عيّب تسمونها بقلاوة
ناظره لافي بطرف عينه وقال : ياحسرتي ، ماقدرنا نوصل ل نطاق إعجابك وعسانا ما وصلناه بعد
نزل بنيّان فنجال الشايي وناظر للافي بحدة وقال : حرام بالله إن تمسك لسانك وإتعدّل وتنطق بالحكى مثل الرجال ولا لأقشع جلدك وأفرشك فرشة لهالمكان ، غرير وله لسان يطول اللي ما أنطال
ضحك لافي بصدمة وعدل جلسته وقال وهو يرجع يقدم الشايي له : يارجل أشرب الله يهديك ، خدّر لسانك وخله يرتاح ، الله لا يجعله يطولني من جديد

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWhere stories live. Discover now