58

6.3K 92 8
                                    



أما بأركان الشمال ، تحديداً وديّع اللي كان من فرط تراكم التنهيدات منحني على للخلف لعلها تلقى درب تتسرب منه! يناظر لأمه اللي تنتفض من شدة غضبّها والي على غير عادة منزعجة بعد شهور من الهدوء تناظره بعصبية وقلبها يشتعل : قلت لكم قبل أيام زواج مافيه ، وأنت هاللحين داخل من جنبي بفستان زواجها وكأني ما تكلمت؟
وديّع اللي من سمع خبر موافقة بريق والدنيا والحياة ماهي سايعته من فرحته ، ولا أستجاب لكلام أمه كونه يدري وش السبب وكل الي بقلبه يدور لـ"ضيّع عليها فرصة حلوة للحياة، تبغيني أخليه يضيع عليها الصعب بعد؟يخسى خاين الأخوة": يايمة الله يرضى عليك قصري نبّرة صوتك لا تسمعك وتضيق زيادة
رفع يدها وهي تأشر عليه ورفعت صوتها بقهر : خلها تسمع قليلة الخاتمة ، أقولك جدتك بالمستشفى منهلكة وبكاءها يسمعه القاصي والداني وأنت تقول خلي حفيدتها تنزف على صوت بكاءها؟
تنهد وهو يستقيم بجسده ويوقف بجدية قدامها : جدتي من وعيّت على الدنيا وهي مسكنها بالمستشفى ، علميني بس يمة يوم واحد عاشته بدون ماتبكي من الوجع؟ علميني عن إسبوع كامل قدرت تجلس فيه بالبيت ؟حتى الأعياد تقضيها بالمستشفى ومن زمن جدي ، إن إنتهينا من السرطان ما أنتهينا من تلف الكلى وإن أنتهينا من الضغط والسكر ما أنتهينا من الغرغرينا ، ومن سنين طويلة وهي تعاني وأنتو حتى وهي تعاني كنتو تضحكون وتقيمون أفراحكم أنتي وإخوانك كلهم ، ولاتنسين إن زواج ولد أختك كان قبل شهر وماقالت خالتي كلمة وحدة عن جدتي ولا طرتها ، ليه هاللحين جبتي طاريها؟ سنين وحنا نحتفل ونضحك ونبكي وطاريها مايحضر ليه هالليلة وهالوقت بالذات تذكرتيها؟
تأفتت بعصبية وكانت ناويه تضربه من شدة قهرها ومن رفعت يدها رجع خطوة لورى وهو يكبَح غضبه ويحاول يهدي نفسه : أدري كل هالسوالف ماهي بسبب جدتي لإننا تعودنا على حياتها بالمستشفى ، وأدري إن سببك ولدك العاصي وقاص ولكن والله ما أخلي حتى طواريه تخرب فرحتها لو على موتي

وهنا مابقى للصبّر مكان بقلبها هي الي عانت فقده وبكته وبكت طواريّ غيبته برغم إنها تدري إنه مظلوم وإن المخدرات تلفقت له ولكنها كانت ساخطة على موضوع سجنه وحاولت تتكلم حاولت في ضرار وحاولت حتى بإخوانها يساعدونه ولكن الكل ترك لهم ظهره!هي الي ماقدرت تزوره كل هالفترة لقلة تحملها لشوفته خلف أسوار السجن وهي الي بتموت لو شافته بحالة الضعف هذي بعد قوته الي كانت تهز المكان :أيا الخسيس ياقليل المروءة هالحكي ينحكي لأخوك اللي أنت عارف إنه بريء والي أنسجن ظُلم وبهتان وماتحرك لك قلب عشانه يالي ماتخاف الله ، والحين تبي أختك تنزف لزوجها على صوت تنهيداته وبكاءه وسط السجن؟ ماخفت الله فيه ؟ ماقلت بينكسر له قلب وبتبكي له عين لامنه درى إنكم ناسينه وتاركينه وراكم؟ ماحنيت عليه
تشعبّت مشاعر ضيق وقهر بصدره وهو مو قادر يصرح بسبب سجنه الاساسي خوفاً من إنه يوصل لمسامع الرقيّقة وينكسر لها قلب ما بينجبر هالكسر بعده لذلك تحمل كلام أمه له وقال : ماحنيت ولا بحن ، وإسمعيني يمة هالزواج بيتم وبريق بتفرح ، يكفي إنها تركته زواج عائلي عشان ما تضيقين ولا يضيق وقاص ولكن بهالزمن ما يعجبكم العجب ، أنا رايح الحين أستلم بقايا أغراضها وخالق هالكون يمة لو تقولين لها كلمة تمسّ بقلبها ولو بدمعة ماعاد تلاقيني أبد بهالبيت
والله لأنسيك تفاصيّل وجهي وماعاد تخطي لي خطوة هنا .. ماباقي لك غيري لا تحديني على فقدي !
رمشت بذهول من تهديده اللي ألجمها وتركها ساكنة وثابتة مكانها ، وهو تنهد بضيّقة وسّرع خطواته لبرى البيت كاتم وجعه من هالسيرة الي ما إنتهت
بينما هي جلست بالصالة وهي تبلع ريقها بصعوبة ، لأول مرة ينهز لها قلب من كلام وديَع ! لأول مرة يأثر فيها"ماباقي لك غيري" وهذا فعلاً الحاصل،لو فقدته وش بيصير لها؟

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWhere stories live. Discover now