54

6.3K 102 34
                                    

لحظات صمت بريئة بالمكان وإنتشرت بعدها ضحكات هائلة مصدومة وصوت لافي يعلى بالمكان وهو يضحك بصدمة ، دخل الصالة وهو حامِل خيال بين ذراعينه ويمشي فيها بخطوات متبخترة

الضحكة ماغادرت وجهه وصرخ من وسط جوفه : يافهد الحق ، البارحة ما كنا نقدر ندحرجها واليوم أشيلها فوق ضلوعي ولا أحس بها ، عطيني الخلطة ياعمة تكفيَن ؟
ضربته على كتفه وهي تبتسم بضحكة طوال الوقت ، من لما أخذها من جنب باب غرفتها وهو يركض بها للصالة وسط عدم إستيعابها
ووسط ضحكة فهد الهاديّة وإبتسامة معاني على ملامح الخجل بوجه خيَال ، نزلها لافي وهو يتأملها للحظات وقلبّه ينأكل أكل عليها ، لو كان يضحك معها ويضحك عليها إلا إن قلبَه يحرقه
" رجعت لهم نحيَلة مثل خيّط حزن ما حزن "
مع ذلك ما حاول يبيَن ضيقه بالعكس ، كان يدري إن إهله يحتاجون الضحكة ما يحتاجون الضيّق ، وهو ضحكتهم
لذلك جلس بجنب فهد بعدما قبّل رأس عمته معاني وهو يدف البقلاوة عنه بإشمئزاز ويقول : يشهدالله على كثر حبي للبقلاوة على كثر كرهي لها هاللحظة ، غثّنا فيها هالجنوبي كل يوم
ضحك فهّد ومعاني مثلت عدم الإهتمام وسط ضحكة لافي الهاديَة ، ووسط تعليقاته الي ماخلت من السخرية ومن الحلطمة ومن الضحكات الي كانت تعلى بالمكان بحضوره
وسط فرحة فهد وضحكته الكبيَرة والي واضحة كل الوضوح على وجهه ، مازال يتذكر مرور العيّد الأول عليهم بصمت بضيَق بقهر
لذلك كانو يحتاجون مثل هالضحكات لأجل يعيشون فرحة العيَد ، ألتفت وهو يتأمل وجه خيَال الي أنكسى بفرحة العيَد ، والي حاولت ماتوضح بقايا ذبولها أبببداً كانت تحاول تكون بخير بكل طاقتها ، حتى بلون فستانها الأبيّض والمورد بكل تفاصيله ، وحتى شعرها اللي بلون العسل الي يطفو على سطح ظهرها بأريحية
وإبتسامتها الذابلة والي بسبَبها قرب فهد وهمس لها بهُدوء : "ماهو تعب ؟ تشيلين الضيق بخاطرك وأنتي شايله كل هالجمال "
توسطت إبتسامة خجولة أطراف ثغرها وهي تصد عن فهد بحياء وسط ضحكته الهادية واللي سكنت إبتسامتها فؤاده من شدة لهفته عليها ومن شدة شوقه للضحكة الغامرة بالفرح على وجهها ، كان سعيَد إنها بدأت تستعيَد الضحكة بدأت ترجع للحياة
ألتفت للافي الي قال بضجر : وين المحزم المليان للحين ماجاء ، وين أختي الي نستنا من يوم أفلحت(راحت) لزوجها
ضحك فهد وهو يوقف ويقول : قبل لحظات تسبّ في بنيَان والحين مأخذ لهجته على لسانك
شهَق لافي وهو يوقف معه ويقول بذهول : إسمع يُبة لحظة ، والله ماهو ببنيَان الي عداني ، هذا واحد من العيال الي عشت معهم الشهور الي راحت، جنوبي بحت وليلي ونهاري مقضيها سوالف معه
معاني قالت بضحكة وهي تأشر على وجهه : مادامك تسولف طوال الوقت ، هالشمس الي أحرقت وجهك من وين؟
تنهد بآسى وهو يتجه للمراية ويتأمل وجهه : والله ياعمة الدورة العسكرية طلعت ماهي لعبّة

ضحكو كلهم على تعليقه وعلى نظراته المهلوكة وبلحظة وحدة سمعو صوت البُوري العالي والي كان من سيارة وهَاج وبدورهم كبّرو الخطوات بإتجاهه ومن توسطو الحوش بدأت التحايا تتبادل وسلام العيّد يعلى بفرحة ، ورغم إنهم تقابلو بصلاة العيد قبل ساعة بس لابد من هالفرحة يكررونها من جديد ، إقتربت دُجى وهي تقبّل رأس أبوها وكفينه بإبتسامة وهو بدوره كان يتأملها بفرحة وحتى إنه أحتضنها لدقايَق طويلة
مهما بلغ حبه لكل الناس تبّقى دُجى غير ، تبّقى مكانة هالبنت بقلبه غييير وغيَر وغير
حتى لما قال لافي اللي يناظرهم بطـرف عينه : خلصت علينا الحب هالبنت
ضحكت دُجى الي متوسطة حُضن أبوها ، وضحك وهَاج واللي كانت أسباب ضحكته نظرات غُصن للافي المستنكرة والي كل شوي تهمس به : ليه وجهه أحترق كذا ؟
ولكن همسّها كان صوت عالي بالنسبة للافي الي قال بقهر وهو يتخصَر : إمسك لسان بنتك عني قبّل أخليها مكان هالأضحية ، ماهو بعشانك إنقبلت إعلام وأنا أنسخلت في شمس العسكرية بتخليها تتكلم بكل قلة حياء علي
ضحك وهَاج أكثر وهو يحضن غُصن له ويقول : خلها تحكي باللي يحبه قلبها أنت لو ضرّك حكيها قفل إذنك وفكنا من لسانك ذا
قبل يتكلم لافي ويرد بقهر على وهَاج ألتفت بصدمة وهو يخطي الخطوة الفاصلة بينه وبين وقوف فهد ودُجى وقال بذهول : عيدي ماسمعتك؟
ضحكت دُجى وهي تتأمل تعابير وجهه أبوها الجامدَة ونظراته الي الدهشّة تسسيل من كل أهدابه : كل عام وأنت فرحة العيَد ، يالي تغنّى ولدي بإسمك
لافي الي فهم معنى كلامها على طول قال بإعتراض حاد وهو يسحب فهد عنها ويقول : ويلك من الله يالجرادة ، تبي تأخذ السماية مني ؟
ضحك وهَاج وهو يأشر بيده ويقول : السمايّة لك مالنا فيها عازّة ، حنا نبي بركة الإسم وحنية صاحبه
أبتسم لافِي بهدوء غير مُعتاد عليه ، للحظة ماحبّ يكمل السيّر على طريق شخصيته المرحة الساخرة ، هالمرة بيكون لافي الهادي لأن تعابيّر وجه أبوه كانت غيّر ، ملامح البهجة الي بدأت تظهر على ضلوع وجهه كانت كافية لأجل يسكت
وضحكته الرنّانة الي صدعت بأرجاء المكان كانت تكفي وتوفي لأجل يلتزم الصمت
فهد الي ماكان مصدق ، ولاكان هالخبّر سهل عليه .. يحلف إنه كان يتمنى يحمل ولد دُجى إسمه لليالي طويلة ، ولكن إن أمنيته تتحق بهالسهولة ؟
كان الموضوع كبيّر حيييل عليه برغم بساطته بعيون البعض !
أخذ يأخذها بحضنه بكل قوة وسط ضحكتها الهادية ووسط فرحته اللي إنتشرت على كل الموجودين ، حتى إن خيال ومعاني من شدة علو الصوت وقفو بجنب الشبّاك يسمعون الي يحصل
وفعلاً من قال فهد " يا حظ أبوك دام ولدك سميَه .. ياحظه يا دُجى"
وهنا فهمو سبّب الضحكة والفرحة الغامرة

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWhere stories live. Discover now