26

6.8K 108 45
                                    



متى طاحت بقلبه ؟ يحلف إنها لما كانت سهلة عليه ماكان يغليها هالكثر،ليه الحين لما صارت صعبة تفجر حبها من كل شرايينه ؟
وقف على حُدود بيتهم ونزل من السيّارة ، برعشة خُطى ورعشة قلب ورعشة هوى !
كان يحس إنه يمشي على سراب بلحظة بيتلاشى وبيهوي على وجهه من فوق سابّع سماء !
فتحّ باب بيتهم وناظر بعشوائية للحوش واللي بنظرته لمح وقُوف بريّق الهادي واللي كانت تستمع بحِرص لبرنامج بُرهان
ولكن دخول ضِرار الخالي من الحيَاة أجبرها توقف وتتجه له بإستنكار ، وقفت قدامه وهي تثبّت شعرها اللي طار بسبب نسيَم الليل وتناظره بخوف : ضِرار ، صابّك ضر ؟؟
نزع قُبعته عن رأسه وثبتها بطرف كفه وهو يهز رأسه بالنفي : أنا الضِرار ، تسألين لو صِبت نفسي ؟
عقدت حواجبها بإستغراب بسبب خواء جوابه من أي حيَاة وقالت بخوف أكبر : وش هالحكي ؟ وش صار معك لا تخوفني تكفى
أجبّر نفسه يبتسم ، برغم صراعاته الداخلية ، تمزق قماش الحياة عن قلبه ، وروحه اللي هلكت بهالدرب الي مو دربه ، مو دربه أبداً : مابي شيء ياخوك ، هوى علي التعب بسبب تراكم أشغالي
تعرفيني ، صرت عقيّد وصار التعب الضعف
ميّلت شفايفها بعدم تصديَق ، ياكثر التعب الي مر الى جسَده بس هالكمَد الي بوجهه ماهو بتعب جسَدي ، هذا تعب قلب !
أردف وهو يقترب منها ويحاوط ذراعِينها بحنية وهو يقول : لا تخافيّن يابريق ، يمكن يعديّ هالتعب
تنهدت بضيّق وهي تشّد بكفوفه على طرف بدلته وبعد لحظات أبتعد عنها وهو يمثّل الفرحة ويقول : الإسبوع الجاييَ ملكتي !
عقدت حواجبها للحظات وناظرته بعدم فهم : بهالبّساطة تقولها ؟ الاسبوع الجاي ملكتي
كذا فجأة ؟ مانعرف إلا بوقت ملكتك ؟ وحتى البنت ما نعرفها ؟
أبتسم بتعب وهو يميَل شفتيه بخفوت ويقول بنبرة هادية يخفي بين تردداته حشجرة قلبه : أنا آسف ، العتب علي كبير
بس والله ما طالتني الفرصة لأجل أشوفك ، وهذاني قلت لك قبل أقدم على هالخطوة
ناظرته للحظات وبعدها قالت : دُجى تعرف ؟
عقد حواجبه للحظات من سؤالها وبعدها أنجبر يضحك ويضمها من جديد : يهالغيّرة الي مهيب سنعة أبَد ، تغارين من أختي أنتي ؟
أبتسمت بسبب ضحكته وأرتاح جوفها ولو للحظة وقالت : يعني ، عيب عليك تعرف هي قبلي وأنا الي معك عشرين سنة وثلاث
أبتسم وهو يبتعد عنها ويقول : لا تخافي أجل عرفتي قبّلها ، دُجانا غرقت بنور وهّاج ماعاد نسمع لها طاري أبد
أبتسمت بخفوت وهي تهز رأسها وتقول متجاهلة عتبها على تأخره بالكلام معها: عُقبالك مع ...
ناظرها ضِرار بضيّق للحظات وهو يغمض عيونه بوجع لما رجع له نفس القهر وحر الجُوف وصد عنها بدون ما ينطّق إسم مرُوج !

وقبل ما يدخل للبيت وصل لمسامعه رنيّن جواله والي بدوره تِنهد وسحبه من طرف جيَب بدلته البُنية ومن لمح إسم العقيّد الي معه عقد حواجبه بإستنكار ورد بهـدوء : هلاوالله
إزدادت حيرته ودهشته بسبب مُداهمة العقيد والي بسببها قال : إنتـداب ؟ وش هاللي حصل بساعات غيابي ، وليه القرار نزل هالوقت ؟
صد بعصبيَة وهو يمسح وجهه ويقول : فريقي كامل بعد ؟ ومن وين القرار ؟ وليه أختاروني بالذات مانيَب فاهم ؟
خلاص قفل قفّل جايي بنفسي أشوف الوضع
ألتفت لبريّق الي تناظره بإستنكار وهو أبتسم لها وضرب كتفها بخفة وهو يخرج من البيت وهي تنهدت ، فوق تعب القلب تعب جسَد ! ما يقوى شخص على هالشيء

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWhere stories live. Discover now