43

6.2K 91 24
                                    

وبوسط الصالة الصِغيرة ، يدينها الرقيَقة تلاعب أطراف شعرها المنثور بكثرته والي منتهية أطرافه بحدود خصرها ، بالها مازاره السكُون أبداً
مازارته الراحة من ليالي عقيّمة رضا ، تصحى بشعور وتمسيّ بشعور مُوجع وغير تماماً ، تكذب لو قالت إن لياليها ما كانت محصوُورة بدموع محمد أخوها وبكلمته وبردة فعل ضرار ، ياكثر همها من هاللحظة وياكثر الغم الي تراكم بروحها
كلما طرى ببالها إنه ممكن يكون الشخص الي سمّح لها تدخل عند محمد في ذيّك الليلة
وإنه الشخص الي تعذب من بعد هروب أخوها يضيَق الكون على إتساعه ، يزورها هم ويكتم على أنفاسها ويضيّع حتى منطق التفكير عندها
وهذا بس مجرد أفكار تحضرها ، فكيَف لو كان فعلاً واقع ! وهالضِرار كانوا هم الضر له !
من بين صعوبة أفكارها ألتفت بقوة لأبوها الي شحب حلقه وهو يناديها بتعب : وين سرحانة يابوك ، والله صار لي ربع ساعة أناديك
وقفت وهي تلم أطراف شعرها المنسدل ببعثرة وهي تمشي له : لبيه يُبة؟
تنهد وهو يضرب على كتفها ويقول : لبوك عيالك بالخير ، ودي أروح أستريّح ..
هزت رأسها بإيجاب قبّل يكمل وأخذته على عجل وهي تجهزه يستريح ويريح عظامه على السرير ، بنفس رضية وسط دعواته وإبتسامته الخافتة
بينما هي من طلعت من غرفة أبوها رجعت تجلس وجوالها يحتضن كفوفها برجفة وربكةماعاد عندها القدرة الكافية الي تخليها تخوض بدروب هالتفكير بدون ماتلقى الدرب الصحيَح !
تبي العلم الي بيأكد لها إن إدعاءتها باطلة
وحتى مو تفكير وبس ، كانت تصب جل دعواتها تكون أفكارها خطأ ، كانت رجفتها وتوترها من فكرة إنه فعلاً هو نفس هالضابّط ، ومن لمحت رقمه الخاص بالعمل وتأملته لحظات طويلة
أرسلت له رسالة على طول بدون تفكر أكثر
" ضرار ، ودي أسألك سؤال مهم حيّل ويهمني فوق ما تظن، لو عندك وقت كلمني"
ماتدري من وين بيكون لها الجراءة لأجل تقول "أنت الشخص الي دمّرنا حياتك وما ألتفتنا لك؟ أنت الشخص الي كسرك أخوي ؟ أنت صاحبه الي كان يقول يارب يسامحني ؟"
من راودتها هالأسئلة لقت حالها تبكي بدون شعور ، مسحت دموعها بطرف يدها الي ترتجف وهي تنطق بخفوت: يارب ، تكفى لا أكون هالضر أنا


ووبيّت عواد
كانت واقفة بقامتها المتوسطة قدام المرايا الكثيرة الي بالغرفة ، والي تظهر لها كل تفاصيّل جسدها ،مذهولة أو بالأحرى تشربت الدهشّة كل أطرافها
كانت تمرر يدينها على وجهها الي ذبّل ، وإنسحبت منه كل الحياة بشكل مُضني ومخيف ، كيف إنها طوال هالفترة ما فكرت حتى تلتفت وتناظر لحالها ، كانت تعاني نفسها لدرجة عجزت تلقى وقت تبكي على مظهرها الي تلاشى منه الحياة

كانت تناظر لتقاسيم جسّدها ، والي ذاب كل اللحم الكثيّف وبقت خفيفة مع عظم يكاد يذوب من شدة ضيقها
التغييّر الي حاولت تتغيره في سنين طويلة ، غيره الحزن بأسابيع قليلة
جردَها من كل الي يحيط بعظام جسدها وبقت هالكة تماماً !
أخذت نفس بصعوبة وهي ترفع يدها بخفة وتثبت شعرها البُني خلف عنقها ، ناظرت لفستانها الفضفاض عليها والي كان قياسها بالضّبط ولكنه الآن يفيض وبكل كثرة عليها!
فستانها الأزرق الداكن الي كان يستر كل أطرافها ، ناظرت لشحوب وجهها للمرة الأخيرة وقبّل تجمع جراءتها وتخرج وهي تتمنى إنه هنا !
لأنه بعد مرور ليلة مرعبة كانت تستجمع فيها كل قوتها بعدما سلبها هالقوة بنظراته ، نقص بحقه لو تركها بعدما إستجمعت هالقوة!
قبلما تخرج من الغرفة ، فزت بخوف ورجعت خطوة لورى من لمحته يفتح الباب ويدخل وهو يلقي نظرات سريعة للغرفة ومن لاح له جسدها الواقف أمام أنظارها ، قال بخفوت : تعالي
كانت هالكلمة الوحيدة الي صدرت منه قبّل يخلي جسده من الغرفة وهنا تضاعف الخوف بداخلها وزادت ربكتها أكثر وأكثر ، كانت دائماً تحس بالخوف بعدم وجوده ووجوده وما تدري أي حياة تنتظر تعيشها بهالشكل !
دقايّق معدودة بقت فيها واقفة بنفس المكان ومن بعدها قدرت تزحزح أقدامها لما خرجت من الغرفة وكانت بتتجه له للصالة ، لاحظت الغرفة الأمامية لها والي بابها مفتوح بشكل بسيّط ولأول مرة،ياما حاولت تفتح هالغرفة ولكنها عجزت بسبب قفلها
والواضح إنه قبل يقّبل عليها كان موجود فيها لأجل كذا تركها مفتوحة !
أخذها الفضول واللي بسببه سارعت خطواتها وهي تتجه للغرفة ومن خطت أول خطاويها لها عقدت حواجبها بدهشّة وناظرت للمكان بإستنكار وعدم فهم ! كُرسي باللون البُني
يقابله كرسي وحوالينهم كراتين كثيّرة ، بألوان قاتمة ولكن الألوان غير متشابهة تماماً، ولكل صندوق مكتوب سنة معينة ،حتى موزعة بأشهر معينة من هالسنة ، يالرهبة الي زارت قلبها !
ليه تحس نفسها بأحد أفلام الرعب الي ماهي قادرة تفهم من تفاصيلها أي شيء ، وماهي قادرة تحس بأي شعور غير الخُوف!
ماكانت منتبهه لأركان الغرفة كانت عيونها مصُوبة بس على أحد الكراتيَن الباهت لونه والي كان موجود بمكان بعيد عن بقية الكراتين
أخذت تتجلس قدامه وتفتحه بكل سرعة ، ومن توسطت الأوراق الي فيه حضنها وبدأت تقلب الصفحات على مهلها ومابقى شعور سيء بهالحياة مازارها، متشبعة دهشةوقهر؟ كان هالوصف قليل وحيّل بحقها
الي تعيشه ماسبَق لها قرائته حتى بقصصها الخيالي ، معقولة هالقصص موجودة بالواقع!
معقولة الي تعيشه فعلاً حياة حقيقة !

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكWhere stories live. Discover now