" 114 "

818 54 0
                                    

كنت ببصله كل ثانيتين تقريبًا، باصص في الأرض وبيضغط على إيده بتوتر، ابتسمت - مش كنت عملتلك عصير عندنا أحسن، بدل ما بنشربه هنا.
- ..
- ‏دا أنا حتى بغسل الفاكهة حلو، هنا مش ضامنين نضافتها.
- ‏إنتِ سمعتِ قولتلك إيه؟
اتنهدت - سمعت يا أحمد، ها إيه المطلوب؟
- تعلقي، تقوليلي هقدر أعيش كده، أو أنا آسفة مش هعرف.
- ‏هو لما عرفتك إنت كنت شغال في كام شغل؟
- ‏واحد.
- ‏مش لاقي تاكل يعني، جميل، وإنت وعدتني إنك هتلاقي شغل تاني معاه علشان الأول ده مش هيكفينا، صح؟
- ‏صح يا أم لسان طويل صح.
- ‏ودلوقت إنت مالقتش شغل، ومش متاح غير الأول بس، ها، عاوز إيه يعني؟
مد إيده وفتحها قدامي، الحركة دي بيعملها لما بيكون هيتعصب فبيحاول يتحكم في نفسه - بصي يا حنان، ركزي معايا كده، لو اعتمدنا على شغلي الأول ده، فإحنا مش هنعرف نعيش، لإنه مكفيني بالعافية أصلًا، فدلوقت حقك تعرفي إني مش هعرف ألاقي شغل جنبه، بمعنى إننا مش هنعرف نتجوز الشهر الجاي في ميعادنا، اتفهمت كده؟
- هو إنت قاعد مع غبية! أيوة فاهمة، بس مش فاهمة إيه مطلوب مني، مستنيني أقولك مش هكمل يعني؟
- ‏هيبقى حقك.
- ‏ولما أرمي العصير ده في وشك، هتمبسط؟
- ‏بالله عليكِ اركني عواطفك على جنب، وشغلي عقلك.
- ‏طب هنفترض إنك لقيت شغل واتجوزنا وبعدها فقدته، هطلب الطلاق يعني؟
- ‏لأ، بس إحنا دلوقت لسه في الأول ومافيش خساير عليكِ، غير لما نتجوز.
- ‏يعني لما بتكون عاوزني أعمل حاجة ولا أطول لبسي ولا ماردش على زميل ليا، تقولي يا بت إنتِ مراتي واسمعي كلامي، ودلوقت علشان عاوز تخلع مني تقولي إحنا لسه في الأول وما تجوزناش، لأ يا حبيبي مش أنا اللي تاخدني عضم وترميني لحم!
- ‏أرميكِ لحم! حتى الخناق مش نافعة فيه.
- ‏اشرب عصيرك يا أحمد علشان نفكر هنمشي الشهر بمرتبك التعبان ده إزاي.
- ‏ما تشتميش مرتبي.
- ‏يا عم اتلهي، إنت هتجوعنا وبتتكلم كمان! ولا يا أحمد ما تقلقش، أنا من زمان وأنا بعرف أحوش فلوس وأظبط الدنيا كده، خليك واثق فيا.
- ‏دا آخر قرار يعني؟
- ‏بقولك خليك واثق فيا، هنيمك من غير عشا.
- ‏دا علشان الفلوس ولا علشان ما بتعرفيش تطبخي؟
ابتسمت ببراءة - الاتنين يا كوكو.

لو هنتكلم بجد، فهو حقي أوافق أو أرفض، وماكنتش هكون بنت سيئة لو رفضت، لإن دا حقي  أختار الحياة اللي عاوزاها، بس لو هنتكلم بقى بعد تفكير، فماحدش كامل، وممكن ألاقي ظروف تناسبني بس مع راجل مش مناسبني، أو ألاقي الاتنين بس ما أقدرش أحبه زي ما بحب أحمد، ماحدش حياته كاملة من كله، ولو دا نقص أحمد، فمش هنعتبره شيء ناقص ولا حاجة، مش احنا اللي بنرزق.

همس وهو بيبتسم - يا بنتي فكري.
- هتوقع ولا أقول لبابا إنك بتقولي كلام كخ دلوقت والعقد لسه ما تعملش؟
- ‏أنا كلمتك!
- ‏يلا وقع الله يهديك الناس بتبص علينا.
- واحد ومراته بيتكلموا، هما مالهم؟
- ‏طب ما توقع علشان تبقى مراته بجد.

فتحت الستاير، ودخلت المطبخ جهزت الفطار زي ما ست البيت الشاطرة بتعمل، بس مش علشان أنا شاطرة، علشان أصلًا هما مالين التلاجة أكل من الفرح، فهو جاهز أصلًا.
روحت زعقت - أنا بقالي ساعة بصحي فيك، هتقوم ولا آكل وأسيبك!
فتح عينه - ليه واحدة عاقلة تصحي جوزها بالشكل ده؟
- هتقوم ولا أرمي مية سقعة عليك؟
- ‏يا بنتي خليكِ رقيقة شوية مش كده.
قعدت جنبه وسألته - وأبقى رقيقة إزاي يا سي أحمد؟
- يعني تقوليلي اصحى يا حبيبي بصوت هادي كده.
- ‏إذا كنت أنا بزعق ومش راضي تصحى، لما أكلمك بهدوء هتسمعني!
- ‏مش قولتيلي في الخطوبة هدلعك بعد الجواز؟
- ‏حبيبي أنا لا هدلعك زي ما وعدتك، ولا إنت هتفسحني زي ما وعدتني، الخطوبة دي تنساها خالص.

أسميته أحمد 🍁Where stories live. Discover now