" 109 "

750 55 3
                                    

من غير تفكير اتصلت بيه وأنا باخد نَفسي بصعوبة - أحمد من فضلك تعالى بسرعة.

آخر حاجة كنت أتوقعها إني أتصل بيه وأطلب منه مساعدة، مش هقول إني رسمت حياتي من غيره والكلام ده، بس أنا قررت أرسمها لوحدي.
وقفت عند باب أوضة أنس وخبطت بتعب - حبيبي افتح علشان خاطري، مش هنعرف نتكلم كده، مش احنا لازم نكون شايفين بعض علشان نتكلم؟
-..
- يا أنس حرام عليك أنا من ساعة واقفة بالشكل ده، يرضيك ماما تتعب كده؟ ينفع أصلًا أكلمك وماتردش عليا؟

قعدت على الأرض مستنية أحمد، دموعي نزلت أول ما فكرت في إنه هينفع يدخل ولا لأ، المفروض حياتي تمشي على أساس إننا اتطلقنا، حتى لو ده محصلش لسه، بس هيحصل، مديت إيدي بتلقائية أول ما افتكرت الموقف الأول اللي جمعنا، سندت راسي، صوتي لسه سمعاه وأنا بتصل بأسماء أزعقلها علشان اتأخرت كالعادة واحتمال نتأخر على المحاضرة، كنت في تالتة كلية، واتعودت منها على التأخير، يومها من كتر ما استنيتها قعدت على الرصيف، كنت ناوية أول ما تنزل هشدها من شعرها، فجأة لقيت إيده بتتمد بخمسة جنية.
رفعت راسي وبصيتله، ابتسم - خدي ماتتكسفيش.
- ايه دي؟
- مش إنتِ محتاجة؟
- نعم!
مثّل كإنه استغرب، كان واضح إنه بيستعبط من ملامحه - أصل لاقيتك قاعدة في الشارع، فتوقعت إنك محتاجة.
- لأ ماتتوقعش تاني.
- يعني مش هتاخديها؟
وقفت - في ايه يا أستاذ! ما قولتلك مش محتاجة أنا، وبعدين هنستعبط، دا شكل واحدة محتاجة!
- عادي ممكن تكوني بنت ناس والدنيا جت عليكِ.
- كلنا ولاد ناس، أكيد مش شوية ولاد ناس وشوية ولاد عصافير.
- ولمضة كمان ماشاء الله.

مشيت خطوة بعيد علشان دا شكله إنسان مستفز وأنا مش رايقة أصلًا للخناق، كنت عاملة زي البوتوجاز اللي هينفجر، من أسماء ومنه، لو حد كان لمسني كنت هصرخ في وشه حرفيًا.
أول ما شوفت أسماء نازلة سيبتها ومشيت تنادي عليا ومردتش عليها علشان تبقى تحترم مواعيدها بعد كده.

- يعني دا اللي معصبك يا نونو؟ ايه يعني واحد مهزأ هتزعلي علشان واحد مهزأ؟ وبعدين لحقنا المحاضرة وخلصنا أهوه.
- كله بسببك، ما إنتِ لو بتنزلي في ميعادك ماكنش حصل كل ده.
- يا سلام؟ هتسيبي بقى الواد اللي مسح بيكِ الأرض وكان بيديكِ فلوس كإنك محتاجة وتمسكي في أسماء الطيبة!
- مسح بيا ايه؟ ولا حد يقدر، دا أنا كنت أقتله.
- بس بس ما هو مسح وخلاص.
- ما تقوليش ك..

سكت أول ما لاقيته قاعد على الرصيف وباصص الجهة التانية، كان واضح إنه مستني حد، طلعت خمسة جنية من الشنطة بسرعة.
- في ايه رايحة فين؟
سيبت الشنطة في إيدها ومشيت بسرعة تجاهه - استني هنا جيالك.
كنت ماشية وأنا ببتسم بانتصار كده حاسة إني هاخد حقي.
مديت إيدي بالفلوس بمنتهى الجدية - اتفضل.
رفع راسه وكان لسه هيتكلم بس سكت أول ما شافني، ابتسم - ايه دي؟
- ما هو لاقيتك يا عيني قاعد في الشارع فتوقعت إنك محتاج، خد ما تتكسفش.
أخد الفلوس فعلًا - هاتي حد يقول للنعمة لأ.
ابتسمت بسماجة - الله يعينك وتلاقي بيت يلمك بدل ما أنت قاعد في الشارع كده لاتكون بتضايق بنات الناس ولا حاجة لا قدر الله يعني.
- هو في بنات ناس وبنات عصافير؟ ماتقولي بنات وخلاص.
- ولمض ماشاء الله.
شاروت بإيدي قبل ما يتكلم - يلا مع السلامة يا أبو دم خفيف.

أسميته أحمد 🍁Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora