" 29 "

820 53 0
                                    

- عارفة لما بشوف ردودك على حد بستغربك، انا هشوفك غير الناس كلها لاني معاكي طول الوقت ، هما يمكن شايفين في حنان شخصيتين، واحدة ضعيفة وبتعيط من كل حاجة وواحدة ممكن تهد العالم ، بس انا شايفة ألف شخصية تانية
- مش فاهمة ليه بتقولي كده دلوقت !
- مش عارفة ، بس يمكن لانى شوفت بوست لبنت بتشكرك علشان ساعدتيها، انتى بتحكيلى اغلب المشاكل اللى بتجيلك وبنحل سوا ، بس مش عارفة ليه حبيتك اوي دلوقت
رفعت حاجبي - يعني انتي مكنتيش بتحبينى ياأسماء !
- بتكلم مع غبية والله
- ماعلينا، حنان جعانة اوي
سكتت شوية، كانت بتقلب في الكتاب اللي في ايدها ، كنت مستغرباها اوي بس من ملامحها حسيت انها حابة تتكلم ف حاجة
- هو عادي ممكن شخص يلاقي بنت فيها حاجات كتير حلوة وميحبهاش ، اقصد يعني يك..
- أسماء، لو فتحتي الموضوع ده والله لاسيبك وامشى
- انا بس بفهم مقصدش والله ، انا مستغربة هو ليه مش بيحبك
اخدت الشنطة ومشيت ، مهتمتش بصوتها وهو بتناديلي ، مبحبش حد يتكلم في حاجة انا مش حابة اتكلم فيها ، علشان .. اقصد مبحبش حد .. هو ليه مش بيحبني صح !
- والله آسفة آسفة آسفة ، مش هتكلم في الموضوع ده تاني
- روحتى ولا لسه ؟
- ايوة انا في البيت اهوه
كحنان العاقلة ، ممكن اجاوب على السؤال ده
ببساطة زي ماانا متحكمتش في قلبي وغصب عني حبيته ، هو مش هيتحكم في قلبه ويحبني غصب عنه ، مش شرط اني احبه هو يحبني ، محدش بياخد رأي حد قبل ماايحبه فالوم عليه ليه !
كحنان اللي قلبها واجعها دلوقت ، مش شايفة سبب ولا مبرر مقنع انه ميحبنيش
لو بس خطاوي القدر تجمع طريقه بطريقي ، هفردله قلبي جناح ، وارمي روحي تحت خطاويه والله ، هرسمله دنيا لينا بحلاوة عيونه وهو بيضحك
هتحول لحنان تانية ، أسماء بتقول انها مش متوقعة اقول لراجل حاضر ونعم من غير نقاش ، مش متخيلاني انكسر وارضى باللي يرميهولي من قلبه
انا فعلا مش هرضى غير بقلبه كله ، بس معنديش مشكلة اقول حاضر ونعم والله ، معنديش مشكلة
- عجبك الكتاب ؟
- ايوة ، هاخد غيره
- اختارلك انا ؟
حركت راسي ومشيت وراه ، هو شغال في المكتبة اللي جمب الكلية ، مش عارفة ليه اتشديتله اول مرة ، ممكن علشان هو موجود مع اكتر حاجة بحبها ، او علشان بيشتغل وهو بيدرس وانا مهوسة بالناس دي اصلا ، او لاني كنت مخنوقة في اول مرة جيت هنا واختارلي كتاب " لا تحزن " اقرأه ، رغم انه مكانش يعرف اني زعلانة ، وهون كتير بدون قصد
حالياً قريبة منه جدا والكتب اللي بقرأها من اختياره ، لانه بيختارها مش اكتر
- بصي انا حبيت " رسائل إلى ميلينا " اقرأيه وهيعجبك
- انت قرأت الكتب اللى بتديهالي دي ؟
- انا قرأت كل اللي هنا ، اي كتب جديدة بتيجي هنا بقرأها الأول
ابتسمت - تمام ، هقرأه واقولك رأيي
اتحركت علشان أمشى ، فوقفنى - حنان ، تحبي نشرب قهوة ؟
قولت بسرعة - مش هينفع ، ورايا مذاكرة ، مرة تانية بإذن الله
أشرب معاه قهوة علشان نتكلم اكتر فحبه اكتر واتوجع اكتر ، مش هنكر ان في الف مكان ممكن اشتري منه كتب غير هنا واني باجي هنا مخصوص علشانه ، بس علشان انا مش قوية لدرجة اني امنع نفسى منه خالص ، مش قوية للدرجة دي
كل كتاب بيختاره بيكون سايب علامة على الجُمل اللي عجبته، وكإنه متأكد اني هقبل اللي بيختارهولي ، او بصراحة للسبب ده بسيبه يختار ، كفاية بنتجمع ف حب جملة واحدة ، كلمة واحدة ، كفاية بنتجمع في حاجة
كان سايب خطوط كتير جدا في الكتاب ده ، منها
" أحياناً أشعر أني أرغب بالبكاء على كتفيك كفتى صغير ، ثم أنتي تودين البكاء على كتفي كفتاة صغيرة "
ودي " دائما تريدين معرفة إن كنت أحبك ميلينا ، ولكنه سؤال صعب الجواب ، لا يمكن إجابته في رسالة "
كنت بكتب اللى بيعجبه في النوت بتاعتى ، بس وقفت عند الجملة دى وعيطت " لو استطعتِ فقط أن ترسلى لى برقية بعد هذه الرسالة ، كرجاء وليس أمراً ، فقط إن رغبتِ بذلك ولاحظى أننى لم أضع خطاً تحت ذلك "
انا اللي دخلت نفسي المتاهة دي ، انا السبب والله ومش هقدر الوم حد ، وهو مش ذنبه انه يشبه للشخص اللى بكتب عنه وبتمناه ، من ذنبه
بعد ماخلصت الكتاب اخدته علشان اقرأه مرة تانية بس ف مكان هادى ، مكان بره الاوضة ، مكان اتشاف فيه فمضعفش وانا بقرأ
- شوفي مكتوبلنا نشرب قهوة ازاي !
ابتسمت لما سمعت صوته - بس انا مبحبش القهوة
- هتحبيها
قعد - لسه بتقرأي فيه ؟
- لأ ، خلصته ، بس عجبنى فبقرأ تاني
- بكرة يتكتبلك رسايل وتطبعيها
حسيت ملامحه بتضحك فضحكت انا كمان - لو كلام زي اللى مكتوب ده فانا موافقة
- كل النساء كلمات عابرة وأنتي وحدك نص القصيدة
ابتسمت - محمود درويش !
سبت الكتاب واتكلمت - اعتقد لو كنت قابلته واتكلمنا كان حبني ، مش اعتقد انا متأكدة انه كان هيحبني
- ليه قصيدة اسمها " أثر الفراشة " اول مااقرأتها حسيتك فيها اوي
- دا سبب تاني لحبي ليه
- وايه السبب الاول ؟
- في الثانوى اتكتبلي جواب من شخص وكان في جملة " فبعضى لدىّ وبعضى لديك ، وبعضى مشتاق لبعضى ، فهلا أتيت ؟ " حبيتها اوى من غير مااعرف انها ليه ، ولما عرفت حبيته
- وكان مكتوب ايه تاني في الجواب ؟
- مش فاكرة ، كان جواب مش كامل اصلا ، بس محتفظة بيه
- طب تعرفي مين الشخص ده ؟
- لأ ، بس بتسأل ليه !
- عادى بفتح مواضيع
إترددت قبل ماسأله - انت ليه بتشتغل مع دراستك ؟
- ايه السؤال الغريب ده ! بس هو عامة انا عندي وقت اشتغل فيه ، فرحان وانا معتمد على نفسى كده
سكت شوية وبعدين كمل - وكمان علشان عاوز اتقدملها بعد مااخلص الكلية على طول
قلبي اتقبض - هدعيلك
- وعد ؟
- والله هدعيلك
- عارفة لو بقت ليا انا هعمل ايه ؟
كنت حاسة ان قلبي بيتعصر ، وجع غبى - ايه ؟
ضحك - مش عارف والله ، بس ممكن اقتلها من الفرحة
خصصتله دعوة معينة فعلا ، لا مش علشان انا طيبة اوڤر وفضلت سعادته على حبي، بس حتى لو مدعتش مش هستفاد حاجة
كنت برتب الكتب وبعدين افتكرت موضوع الرسالة ده ، فخرجت الورق اللي معايا اشوفها فيه ، كنت فرحانة بالرسالة دي اول ماجت ، كنت صغيرة وقتها وانبهرت بجملة محمود درويش فيها
" هقولك حاجتين دلوقت ولو لينا عمر هقولك حاجتين بعدين
اول حاجة - انا بحبك ، ومش مستنى منك رد
تاني حاجة - ممكن اكتب اسمي وممكن اعرفك بنفسى ، بس مستنى يوم ماقولها اكون واقف كراجل ، استنيت وصبرت ، مش اقولك دلوقت علشان انتى اللى تستنى وتصبرى
مش عارف مين كتب الجملة دى وانا مبعرفش اكتب ، فهقتبسها ليكى
' فبعضى لدىّ وبعضى لديك ، وبعضى مشتاقٌ لبعضى فهلا أتيت
'  "
اول مااقرأتها زمان كنت فرحانة بيه فرحة الهبلة ، دلوقت انا بتضايق من اي ولد يعمل التصرفات دى ، يعنى لو مكنتش انا اتشغلت بحاجات تانية كان زماني تعبت تفكير في اللى بعتها
- ليكى كتاب حلو هدية منى
ابتسمت - بمناسبة ايه ؟
- بمناسبة ان دعواتك استجابت وخلاص هتقدملها دلوقت قبل ماخلص ، مش باقى غير سنة اصلا
طب ودعواتي مستجابتش ليه وانا بدعى انه يحبنى ! ، اشمعنى استجابت في دي ! ايه الهبل اللى بقوله ده !
- مبروك
- كملى جميلك بقى وادعى توافق
- هتوافق
- ومتأكدة ليه كده !
- علشان انت شخص كويس
- يعنى ايه كويس ؟
- يعنى حلو اقصد ، هاا !! ، مقصدش الشكل والله
- يعنى انا مش حلو شكلاً
- لأ حلو طبعاً ، يااربى... ، بص هو انت كويس ، قصدى..
ضحك - اهدى خلاص
سكتنا شوية ، كنت حاسة انى لو اتهزيت هوقع دموع
- الكتاب هبعتهولك بكرة ، ووعد لو وافقت ليكى هدية كبيرة
بصيت في الأرض - بإذن الله
- انا عاوزة كتاب دلوقت ، تختارلي ؟
- ماتستنى كتاب بكرة
- كتاب بكرة هدية ، دا هضيع فيه وقتي
- انا متأكد ان هدية الكتاب هتعجبك ، بس مش متأكد من الهدية التانية
- هى ايه الهدية التانية
- هدية كويسة
- يعنى ايه كويسة
- كويسة يعنى حلوة ، وتقريبا حلوة شكلاً
- ط.. طب ، انا هستنى الكتاب ، همشى د.. دلوقت ، سلام
- استنى ، انا هخلص بدرى النهاردة كنا هنش..
- ورايا مذاكرة
أول مرة شوفته كان بيتكلم مع حد بيشترى كتاب ، الناس الصادقة ملامحها هى اللى بتتكلم مش لسانها ، كان بيحرك ايده كتير وهو بيتكلم فلفت انتباهى ، لما كلمنى اتصدمت انى توقعت  صوته وطلع زى ماتوقعت ، كنت تعبانة نفسيا الفترة دي ، اختارلى كتاب لا تحزن وابتسم وهو بيدهولى
حسيت العالم وقف لحظة ، صوت الدنيا بقى هادى وللحظة نسيت ايه تاعبنى ومسألتهوش وقتها " ابتسامتك ازاى حلوة كده ! " ، مقولتلهوش انى بكتب عن شخص يشبهه من زمان ، يشبهه لدرجة تعباني دلوقت ، واني كنت متوقعة ان الفارس الغريب اللي بوصفه مش موجود  !
بعتلي الكتاب فعلاً بس مكنتش مهيأة للقراءة اصلا ، كنت بفكر فيها ، في شكلها ، في الحلو اللي فيها لدرجة انه يحبها ، صوتها يشبه ايه ، طب بتحبه زى ماانا بحبه ، في الآخر هو بيحبها ودى النتيجة لاى اجابة ممكن تخطر على بالى
- كلميه قوليله ميتقدمش ، قوليله يدى لنفسه فرصة ممكن يلاقى نفسه في مكان تانى ، كلميه ياحنان
- انا جعانة
بقالي يومين تقريبا مش باكل ، كنت مستنية الهدية اللى هيبعتها لانى متأكدة انها هتوافق ، بس هو مبعتش ، مش هنكر ان في امل اتخلق جوايا انها ممكن تكون رفضته
الكتاب كان ديوان لمحمود درويش ، كاتب ف اول صفحة " بما انك بتحبيه وبما اني متأكد إنه لو كان شافك كان هيحبك ووقتها كان هيكتب قصيدة لقصيدة  "
وقعت منه ورقة ، فسبتها لحد مااخلص قراءة تعليقاته على الجمل اللى بيحبها ، فتحتها الساعة 10 تقريبا
" الحاجة التالتة - انا لسه بحبك
الحاجة الرابعة - بقيت قادر اتقدم دلوقت وممكن تعتبريني كده بتقدم
اخترت الجملة دى قصد وعارف انها لمحمود درويش
' أشهد أن حضورك موت ، وأن غيابك موتان '  "
إيدي إترعشت ! وقفت فترة مش عارفة أعمل ايه، كان في بالي أجيب الورقة التانية ونسيت مكانها، وبعدين إفتكرت إني خرجتها ! كنت واقفة في الاوضة مش عارفة اقعد ولا اخرج ولا اكلم اسماء ولا اعمل ايه
بعدها بشوية بدأت اعيط وكإن حد بحبه مات ، شوية وضحكت ، بعدها قومت صليت ، رجعت تانؤ اقرأ كل الجمل اللي عجبته
معرفتش أنام، أو مفهمتش إزاي مفهمتش إنه هو اللي بيحبني، لأ إني هي اللي بيحبه ، أقصد انه هو اللي بحبه، ايه ده بقى !
نمت 6 الصبح تقريباً
لما صحيت كنت صاحية وحاسة إن قلبي اتركبله جناح، إن الدنيا هادية ولطيفة، من زمان مسمعتش صوت العصافير مش عارفة ازاي، كان في صوت هادي لفيروز مش قادرة أحدد الكلمات، لبست وروحتله
مش عارفة هروح اعمل ايه، او هقول ايه اصلا بس روحت
وقفت اختار انا كتاب على غير العادة ، عقلي مكنش بيفكر في كتب وقتها ، كنت بفكر فيه ، فيه هو
- إتأخرتي ليه ؟
قلبى حسيته رقص ، بصيتله - اتأخرت على ايه !
- كنت مستنيكي
- انا اللى استنيتك تبعت الهدية ، حصل ايه صح ؟
اتكلم وكإنه مصدوم - انتى مفتحتيش الديوان !
- بمتحن اليومين دول ومش فاضية ، كنت ناوية افتحه مع الهدية بتاعتك
مسح بإيده على شعره بعصبيه - انا بقالى 3 ايام مستنيكي وفي الآخر مفتحتهوش اصلا !
- مش فاهمة
- بصى .. أنا كنت.. عاوز اقولك يعنى .. حنان روحى دلوقت حالا وافتحي الكتاب
- وبعد ماافتحه !
- هتقوليلى اذا كنتي موافقة عليا ولا لأ
- ماانا موافقة من غير ما اروح ، ها !! ، قصدي موافقة اروح اشوف في ايه ، لا قصدي ايه موافقة بيك دى ! ، يعنى انت عا..
ملامحه ضحكت وكان واضح انه فهم - طب وهتفتحيه امتى ؟
- م.. مش هقرأ حاجة دلوقت
- طب وموافقة ؟
- مش هوافق دلوقت
- هتحبينى ؟
- مش هحبك دلوق .. ايه اللي انت بتعمله ده !
همس - أشهد أن حضورك موت
كملت من غير ماافكر - وأن غيابك موتان

" حتى قبل أن ألتقيك ، لم نكن أغراباً "

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

أسميته أحمد 🍁Donde viven las historias. Descúbrelo ahora