" 81 "

671 41 0
                                    

عدلت النضارة بإيدي لما الباب خبّط.
- اتفضل.
أسماء دخلت وهي مرتبكة شوية، قالت - في حد عاوز يقابلك.
- مين.
دخّل راسه من الباب وهو بيبتسم - أنا.
أسماء اتكلمت بسرعة - والله العظيم قولتله إنك مش بتقابلي حد، هو اللي..
قولت بهدوء - اخرجي يا أسماء وسيبينا.
دخل وهي بتخرج - شوفتِ قالتلك سيبينا، فالحة بس تقوليلي مش عاوزة تشوف حد.
قعد من غير ما أطلب منه، قولت - خير يا فندم، ايه الموضوع المهم اللي مستدعي دخولك بالشكل ده؟
- قولتلك ألف مرة، نشتغل سوا.
- اسمها تشتغل عندي، وأعتقد إني رفضت في الألف مرة دول.
- بس أنا عاوز أشتغل هنا.
- كل اللي في الشركة هنا ستات زي ما أنت شايف، مشغلتش ولا هشغل راجل.
- طب ما دي تفرقة عنصرية، إنتِ شرطة المتنمرين لازم تقبض عليكِ.
خلعت النضارة وسيبتها قدامي، شاورت على الباب - لو خلصت كلامك ممكن تتفضل.
- حنان.
خبطت بإيدي على المكتب بكل قوتي، قولت وأنا بضغط على حروف الكلام - اسمها أستاذة حنان.
- طيب يا أستاذة حنان، ممكن أفهم سبب رفضك لشغلي هنا رغم إنك عارفة إني أستحق يبقى ليا مكان هنا.
- علشان فاقد أهم شرط.
- وهو؟
- إنك تكون ست.
- ولو قولتلك إني محتاج الشغل ده.
- اتفضل لو سمحت.
- وإنتِ كمان محتاجة وجودي هنا.
-..
- علشان طالما في ست، لازم يكون في راجل، علشان يبقى في توازن.
-..
- ها قولتيلي أبدأ شغل امتى؟
- اطلع بره.

القهوة على مكتبي، سادة، علشان لازم ميكونش في سكر، علشان مش لازم يكون الشيء حلو علشان نتقبله، اللي لازم بجد هو إننا نتأقلم، ونعيش زي ما الحياة فرضت.
الباب بيخبط، وأسماء بتدخل - في حد عاوز يقابلك.
كانت لسه هتتكلم فدخل تاني، بصيت لأسماء علشان تخرج، دي سابع مرة يدخل هنا، لكن هتكون الأخيرة، وقفت واتحركت جهة الباب، قفلته، قال وهو بيبتسم - مينفعش تقفلي الباب، بخاف على سمعتي و..
سكت لما القلم نزل على وشه بإيدي، حط إيده على وشه وبص لي بصدمة، قولت - الهزار هنا مش متاح، والهزار معايا برضو مش متاح، المرة الجاية لو فكرت تدخل هنا مش هخرجك غير بقضية تضيع مستقبلك.
معرفش إزاي فجأة لقيتني بين الحيطة وبينه، مفيش بينا مسافة تقريبًا - قضية ايه بقى؟ تحرش؟
مسك إيدي وخبطها في الحيطة وفضل ضاغط عليها - عندك عقدة من الرجالة؟
مقدرتش أرد، اتكلم بنفس اللهجة - براڤو، شركة كاملة مش بيشتغل فيها غير ستات بس، ها حققتِ أمنيتك كده؟ مبسوطة!
عيني دمعت، حسيت إني بتخنق، لأ مش مبسوطة، بس مرتاحة، بعيد عن مشاكل كتير أنا في غنى عنها.
صوته فجأة بقى هادي - خايفة؟
كنت عاوزة أحرك راسي بسرعة وأقوله أيوة، خايفة، خايفة ومش مبسوطة، ومش مرتاحة.
سابني وخرج، قفلت الباب من جوه بسرعة، قعدت في ركن جمب المكتب على الأرض، حضنت نفسي، كان نفسي أعيط أوي بس معرفتش، جسمي كان بينتفض حرفيًا، فاكرة آخر مرة قعدت بالشكل ده، بس وقتها كنت بعيط، كنت مرتاحة علشان بعيط، أول مرة أكتشف إن العياط نعمة كبيرة، هو مش العياط بس، الطريقة اللي كنت عايشة بيها كانت نعمة كبيرة برضو.
الباب كان بيخبط، صوت أسماء بره بتناديلي، مفتحتش، أنا لوحدي ودا الشيء الوحيد اللي المفروض أقتنع بيه.
يوم يشبه لليوم ده من سنتين، ذكرى آخر مرة كنت فاتحة للحياة إيدي وبحضنها، المواقف بتقوينا، بس من جهة تانية بتضعفنا، أنا معترفة إن كل اللي أنا فيه ده قشرة، وإن هروبي ضعف، وإني غبية، وإن خوفي دليل على إني مستحيل أتعافى، الفكرة مش في إني وثقت في شخص مكنش قد ثقتي، الموضوع مش بالبساطة دي، في ناس زيي وقت لما بيحبوا، بيضيعوا في الشخص التاني، بيدوبوا فيه لمجرد إنهم يحققوا فكرة إننا بقينا شخص واحد فعلًا، هي مش سهلة إنك تقسم إن في شخص معين مستحيل يوجعك بفعل ولو بسيط، وفجأة يوجعك بغيابه، الشيء اللي متعشم إنه أكيد هيعمله ميتعملش، الطريق اللي رسمته مخصوص علشان تمشيه معاه، بيسيبك في نصه واقف وحيد.

أسميته أحمد 🍁Where stories live. Discover now