" 82 "

683 46 1
                                    

- أني آسفة والله، والله ما أجصد، عارفني يعني غبية ولساني فالت، حقك على راسي.
رمى التليفون من إيده وقعد - خلاص حصل خير.
- والنبي صحيح؟ طب جولي اعملي شاي يا حنان وأنا أعرف إنك رضيت.
- قولت خلاص حصل خير.
- يعني أخرج يعني؟ خلاص متزعلش، أعملك المكرونة اللي بتحبها؟
ابتسم - بتدادي عيل صغير يعني؟
- والله لأجل البسمة الحلوة دي أجيب لك الدنيا هنا علشان ترضى.
خبيت وشي بسرعة بطرف الشال الأسود لما حسيت إني زودتها في الكلام، قولت - أني مجصدش والله، بس هي الست منّا يعني مالكة إيه في الدنيا غير راجلها؟

مش متعلَمة أني عارفة، ومبعرفش أذوّج في الكلام، بس أهو النصيب اللي جمع بين زين زيه وبين واحدة زيي، أني آه مش متعلَمة، بس مش غبية يعني علشان أعرف إن الجواز ده مش على كيفه، ما هو واحد متعلَم زيه وبيكتب في الجرايد الكبيرة اللي بنشتريها، يتجوز واحدة زيي ليه.

- قولت ألف مرة مبحبش النعناع، بتحطيه على الشاي ليه!
أخدت الشاي بسرعة من قدامه - أني آسفة والله، بس النعناع بيطهر المعدة وفيه الشفا.
- يا ستي مبحبهوش، متعمليش ليا شاي خالص لو سمحتي.
قولت وأنا خلاص الدمعة هتقع من عيني - معملش لك شاي؟
- هي شتيمة! أيوة متعمليش ليا شاي.

يا ريتها شتمة! أني أبويا لما بيزعل من أمي بيحرمها من خدمته، وهي قالتلي إن ده أكبر عقاب بيعاقبه ليها، إزاي واحدة تستحمل إن وَلَدها المعتمد عليها في كل حاجة، فجأة يقف على رجله لوحده ويمشي لوحده، هو يعني تتشاف كوباية شاي لا هتجدم ولا هتأخر، بس هي أكبر من كده بكتير، دي الحب اللي بيظبط المزاج، والتلبية لما ينادي عليا، ابتسامته وهو بيقول تسلم إيدك كانت مظبوطة، وراحته لما بيسند راسه على الكرسي بعد ما بيخلصها، هي مش كوباية شاي، هي احتياجه ليا.

سمعت صوت الباب وهو بيتقفل، فوقفت بسرعة، كانت الساعة 12 بليل، وكنت هموت وأنام بس استنيته.
رمى المفاتيح على الكرسي - منمتيش ليه؟
- استنيتك
- معايا مفاتيح زي ما إنتِ شايفة.
- عارفة، بس مش علشان أفتح الباب، علشان لو احتاجت حاجة مني.
مسح على دقنه وكإنه بيحاول يتحكم في غضبه - حاجة إيه اللي هحتاجها الساعة 12 بليل؟ أكل؟ الأكل في المطبخ ممكن أحضره لنفسي، شاي؟ برضو عادي هعمله لنفسي.
صوتي اتحشرج من كتمة البُكا، بصيت في الأرض وقولت - وهو ده بس اللي ممكن تحتاجني فيه؟ يعني أبويا ساعات لما بيجي متأخر الساعة 8، بيجي يحكي لأمي حاجات، اللي حصل معاه، واللي عاوز يعمله، اتأخر ليه، حاجات من كده.
- أحكيلك؟ تصدقي إن دي آخر حاجة كان ممكن أفكر فيها.
رفعت راسي وبصيت له، فكمّل - يعني تفتكري ممكن أحكيلك إيه.
اتحركت تجاهه خطوة وأنا بقول بسرعة - أي حاجة، حتى يعني لو مفهمتش، أهو اسمك حكيت وارتاحت، ما هو إحنا لما بنحكي بنرتاح، مش لازم نلاقي حلول.
- ودي بقى عرفتيها لوحدك؟
- بتتمسخر عليا؟
-  لأ بقولك نامي ومتسهريش تاني طالما مش هتقدري ومتستنيش رجوعي تاني، علشان ممكن أبقى أنام بره.
- تنام بره؟ طب وأني؟ أنام هنا لوحدي إزاي؟
نفخ وهو بيفتح باب أوضته - معرفش.

أسميته أحمد 🍁Where stories live. Discover now