" 93 "

747 42 0
                                    

خبطت بإيدي جامد على المكتب - لا وعلى ايه يا رجالة، دا احنا نفضها الشراكة دي خالص.
- بقى كده يا ست حنان؟ الكلمة دي عمرها ما طلعت من المعلم.
غمضت عيني علشان متدمعش - الله يرحمه.
بصيت ليهم وقويت صوتي تاني - بس يعني مش كلام يتعقل بصراحة إن بعد ما كان الصبي بياخد 2 جنية، تقولوا ياخد جنية واحد! دا ميرضيش ربنا.
- ولا يرضي ربنا احنا نقلل وإنتِ تفضلي زي ما أنتِ، كده ميشتغلوش معانا.
- ما أنا قولت، نفضها الشراكة دي، وعامةً لو كان المعلم موجود، كان رفض الكلام ده.
- دا آخر كلام عندك؟
- اشربوا الشاي قبل ما تمشوا يا رجالة.

قفلت القهوة ومشيت لآخر الشارع علشان أوصل للبيت، لسه متعودتش أمشي كويس في هدوم المعلم بس بحاول، هو قصرتها شوية، وضيقتها شويتين، بس لسه زي ما هي، هيبة.

- جيتِ يا حنان؟ أحط الغدا.
بوست إيدها - لأ هحطه أنا.
كنت هتحرك بس وقفت - آه صح، جارتنا أم حسن، ابنها اتأخر أوي في سفره، لو تبقي تعدي عليها وتشوفيها محتاجة حاجة ولا ايه، على ما يجي بالسلامة.
ابتسمت - اللي خلّف مامتش.

وأنا بقلب طبق البامية على النار كنت بفكر في كلمتها، ابتسمت علشان علاقتي بأبويا طول عمري، ماكنتش بشوف في عينه غير نظرة واحدة، إنه نفسه في ولد، وشاء ربنا يرزقه ببنت، وبنت وحيدة، بنت كملت تعليم وخرجت عن طوعه زي ما بيقول!

الصبح لبست فستان أبيض، ربطت شعري لفوق، لبست كعب، أخدت الكتب ونزلت.
- يسعد صباحك يا خالتي أم أيمن، عاملة ايه؟
- حد يصطبح بالضحكة الحلوة دي وميبقاش بخير؟
ابتسمت وأنا بتحرك أمشي - طب ادعيلي.
- ست حنان.
- كنت حاسة برضو إن في حاجة.
- كلك نظر، هو يعني المرحوم كان وعدني يشغل أيمن ابني عنده في القهوة، بس حصل اللي حصل وربنا يرحمه برحمته الواسعة و..
- هو مش أيمن في المدرسة؟
- ما أحنا هنخرجه، هو أنا قد مصاريف المدرسة برضو؟ كفاية بيعرف يقرأ ويكتب.
- مدرسة ايه اللي يسيبها؟ لأ طبعًا يفضل فيها واللي يحتاجه ياخده وزيادة.
- الشغل هيجيب له اللقمة.
- والمدرسة هتضمن له كرامته واسمه وعقله واللقمة برضو.

لسه فاكرة أول قلم خدته على وشي منه، كانت أول مرة أقف قدامه وأعترض على كلامه، كان عاوزني مدخلش الجامعة، ودخلت.
أمي قالتلي تاني يوم إنه كان أول مرة سيرتي تيجي ويبتسم، قالها أول مرة أحس إني خلفت راجل.
ماعتقدتش علشان اعترضت، ولا علشان صوتي طلع لأول مرة زي ما قال، علشان أصريت، علشان في النهاية حققت اللي عاوزاه، الرجالة بتعمل كده.

- صباح الخير يا آنسة، هي كلية الحقوق في الشارع ده؟
خلصت الرجالة في البلد! شاورت بإيدي من غير ما أبص له - أيوة، على إيدك اليمين.
لما اتحركت خطوتين سألني - إنتِ رايحة هناك صح؟ ولا في كلية تانية في نفس المكان.
- في ايه يا أفندي إنت؟ سألت عن مكان الكلية وقولتلك، ايه لازمتها تسألني عن المكان اللي ريحاه.

أسميته أحمد 🍁Where stories live. Discover now