" 110 "

916 54 2
                                    

مسحت دموعها وأنا ببتسم - عياط بيغفر ذنوب ده خدي بالك.
- ما تتكلميش كده، بتحسسيني إني صغيرة.
- ‏إحنا فعلًا صغيرين، بس الحمد لله لنا رب كبير ومتعال، رحم بشريتنا وعليم إننا هنغلط، خلق أجر مخصوص للتائب، تخيلي رب عليم إن عبده هيغلط فرحمه بأجر التوبة علشان يرجع لطريقه تاني؟
- ‏حنان افهمي، أنا .. بصي أنا حاسة إن جوايا بنت ماتستحقش حاجة، ما أعرفش عملت ده إزاي.
سكتت شوية كأنها مترددة وبعدين قالت وهي بتبصلي تشوف رد فعلي - حنان، محمود لمسني.
قلبي حسيته اتخلع، حاولت اتنفس بهدوء علشان ماتحسش بصدمتي، سألتها - إيه لمسك دي؟
عيطت - مش بقولك أنا أسوء مما تتخيلي، كلامك ده يتقال لحد عمل ذنب صغير مش ليا، أنا حضنته، فاهمة؟ عملت ده بمزاجي وبإرادتي.
حضنتها، هي كملت عياط وماعرفش ليه أنا عيطت معاها.
كنت عارفة إن كلامي في الوقت ده مش هيفرق، بس ما قدرتش أسكت.
ضغطت على إيدها جامد وهي في حضني - أنا مبسوطة إن زعلك كله علشان الذنب، مش علشان فقدتِ محمود، يعني ربنا لما خلقنا كان عليم إننا هنغلط، علشان كده خلق التوبة، مش مثلًا الذنب دايمًا بعقوبة، لأ، لو توبنا هيتوب علينا. تعرفي كمان إنك أفضلنا؟
رفعت راسها وهي بتسألني - أنا أفضلكم! ماسمعتيش قولتلك عملت إيه!
- مش أنا اللي بقول والله، دا سيدنا النبي، مش هو قال "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين"، يعني إنتِ أفضل حد فينا.
رددت الكلمة ورايا كأنها مش فاهمة - خير الخطائين التوابين! أي ذنب أي ذنب!
- دا مش كلامنا إحنا يبقى لازم نصدق، هو للأسف اتخلقنا كده، بنغلط، خطائين زي ما وصفنا، يعني دي حاجة فينا مش هنقدر نغيرها، وبعدين ربنا بيحبنا كده، مش إنتِ تعرفي حديث الرسول اللي قال فيه "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر"، يعني أصلًا لو مش بنغلط ربنا كان هيخلق قوم غيرنا يغلطوا ويستغفروا علشان يغفرلهم، لما نغلط بقى نستغفر ولا نقول مش هيغفر؟ ردي يا متعلمة يا بتاعة المدارس.

الإنسان أحيانًا بيفكر في رحمة ربنا به، مش بيستوعبها، مين يصدق إن إله الكون العظيم، اللي لو شاء أهلكني وأنا لا أملك من أمري شيئًا، يكتب على نفسه الرحمة علشاني؟ يخلق توبة علشان الطريق له يفضل سهل، الوصول لطريق الله هو الشيء الوحيد اللي مش محتاج حرب ومعافرة وسهر بليل وكل الكلام ده، يكفي صدق حبه والنية، يكفي ركعتين بليل نعيط فيهم، هو ممكن نحمد الله على إنه الله إزاي؟  

- صاحية؟
كنت لسه هنام وشوفت رسالتها - إيه يا حبيبي؟
- صليت امبارح، كان بقالي شهر مش بصلي زي ما إنتِ عارفة.
ابتسمت بفرح - دا مين الحلو اللي ربنا بيحبه وأنعم عليه إنه يقف أمامه ده؟
- بيحبني! أنا وقفت قدام الكلمة وعيطت! ربنا بيحبني؟
- ‏عارفة إيه الغريب يا أسماء؟ إن طبيعي إحنا نحب ربنا، لإننا فقراء وهو الغني، والمعروف إن الفقير بيحب الغني، لكن غريبة إن الغني يحب الفقير، معروف إن الضعيف يحب القوي، لكن غريبة إن القوي يحب الضعيف، إحنا بنحب الله حبًا خالصًا له لأنه أهل للحب، وحبًا في النجاة من النار، لكن غريبة إن ربنا يحبنا وهو خالق الجنة وخالق النار، شاء أنقذنا فرب رحيم، شاء أهلكنا فهو رب عادل.
- ‏دا أحنا طلعنا نملة يا حنان!
- ‏أيوة صغيرين أوي والله.
- ‏حيث كده بقى هقوم أصلي تاني دلوقت.
- ‏ادعيلي معاكِ.

أسميته أحمد 🍁Where stories live. Discover now