" 21 "

769 51 0
                                    


أنا بحب المواصلات ونفسى عمرى كله يعدى وأنا فـ طريق سفر ، قاعدة جمب الشباك ومركبة هاند فرى ، الدنيا بتقل فـ عينى وقتها أوى ، ولما بغمض عينى بحس إنى طايرة ، وإن عندى أجنحة شفافة
بس النهاردة دماغى كانت مصدعة جدًا ، وفرحت لما لاقيت القطر مش زحمة كالعادة ، سندت راسى علشان أنام ، فـِ نور خبط فـ عينى فجأة ، الشخص اللى قصادى الشمس عكست ضوء ساعته فـ عينى ، فرفعت راسى تانى ، حرفيًا دماغى كانت مصدعة ومكنتش قادرة ومعرفتش أقوله ازاي يحرك إيده بعيد شوية عن الشمس
مفيش نوم تقريبًا
فتحت الفون اقرأ فيه واليوم عدى ، لما روحت اتقتلت نوم ، وربنا يسامحه بقى
- يااربنا !! انتى عيونك منفخة كده ليه
- نايمة من أول امبارح تقريبًا
عندى قدرة أحبب أى مخلوق فـ الدنيا فـ لحظات تفائلى وحبى ليها ، وعندى قدرة أخليه يقطع شريان إيده عن اقتناع لما بكتئب ، علشان كده باخد جمب بعيد عن الدنيا لما بتعب منها وعلشان كل حاجة فـ حياتى قايمة عـ حالتى النفسية مش عـ مبادئى واقتناعى
- تعالى نروح لحبيبة الأول نشوفها
- هنتأخر كده
حبيبة دى بنت بتقعد قدام المجمع بتبيع مناديل ، عرفتها السنة اللى فاتت ، وحنان اللى عندها دم صحيت فيا لما شوفتها ، المهم إنها دلوقتى صاحبتى وبحبها قد أسماء وبعلمها تكتب كمان ، مش أى حد قلبى بيدقله عـ طول وهى من الناس المعدودة اللى قدروا يعملوا ده
شوفتها من ضهرها من بعيد كانت قاعدة مع شاب وبيتكلموا ، لما قربنا أنا وأسماء منهم قام ومشى من غير مايشوفنا ، وحبيبة كمان كانت باصة ناحيته ومش شيفانا ، لما اتحرك ومشى ريحة البرفيوم بتاعه ظهرت فجأة ، الناس اللى بتحط برفيوم بالطريقة دى بتإذى اللى حواليها والله ، فـِ ناس عندها أمراض وبتتإذى ، بس واحدة زيى الحمد الله كويسة هتتإذى من ناحية تانية
أول ماحبيبة بصت وراها شافتنا فضحكت
أسماء قالتلها - مين ده ياابه ؟ يخربيتك دا طولك مرتين
ضحكت من طريقة أسماء فمسكت إيدها علشان تسكت وقعدت علشان أطول حبيبة - مين ده يااست حبيبة
- بيعلمنى زيك ياأبلة
- مش قولنا مرة بلاش أبلة دى !
- متعودة عـ الكلمة والله ياأبلة معلش
- ياادى النيلة عليا
ضحكت - خلاص والله
أسماء اتكلمت تانى - حلو ده ياابت يااحبيبة
- حلو أوى ياأبلة
- طب لما يجى تانى قوليله فـِ واحدة فـ ٣ جامعة ومبتعرفش تكتب وعاوزة تتعلم معاكى
بصتلى - وانتى كمان تتعلمى معانا ؟ قوليله اتنين فاشلين فـ ٣ جامعة وعاوزين يتعلموا
ضحكت - اسكتى يااداهية انتى
بصيت لحبيبة - يعنى أمشى أنا بقى !
- لأ ياأبلة ، مش انتى قولتيلى إنك هتجيلى كل ماتبقى هنا
- ماهو إنك تكتبى مرتين كتير ، اكتبى وراه النهاردة وأنا بعد بكره هجيلك بإذن الله
طول مااحنا ماشين أسماء ماشية تتكلم عنه ، دى محدش يمشى معاها فـ مكان والله
- حنان هو انتى مش بتفكرى تحبى ؟
- هو بالتفكير !
- أومال بإيه ؟
- الحب رزق ياأسماء ، والرزق بيجى بالسعى والدعاء وسعيى الوحيد هنا إنى أطور من نفسى وأدى فرص
- طب قلبك مدقش ولا مرة ؟
خرجت الفون وركبت الهاند فرى علشان الصداع اللى بيجيلى بسببها
- أسماء أنا قلبى بيدق كل ماابشوف ولد فـ المواصلات بيقف علشان يقعد بنات ، كل ماابشوف ملتحى ، لبس بتوع الأزهر ، لما ولد بيكون لابس استايل اللبس اللى بحبه ، لما بشوف ولد لابس ساعة من النوع اللى..
وفجأة افتكرت الساعة بتاع الولد اللى فـ القطر فسكت
- ممكن تسكتى شوية علشان دماغى صدع
هو معقول فـِ مخلوق فـ الدنيا دى مش عاوز يحب ؟ آه بنهرب من الحب ، بنخاف نقرب ، بنخاف نسيب قلوبنا عـ كف البرد فترتجف ، بس ده مش معناه إننا مش عاوزين
اتكلمت تانى - هو إحنا بنفكر نحب ولا هى بتيجى معانا كده ؟ يعنى عقلنا بيكون شغال عادى !
- ياابنتى لو بتحبى ومخبية عليا قوليلى مش هفضحك والله
- هو أنا ممكن أحب زى البنات كده ؟
أول مرة أبصلها وقلبى مقبوض أوى - أسماء اوعى تعمليها ، انتى بتاعتى أنا ، متحبيش غيرى
- أيوه وهندخل فـ شغل ياابت انتى مراتى أبدًا مش هضعف
ضحكت وحضنتها
لما قولت " الدنيا بتبقى حلوة لما بتسيب فـ إيدك صاحب يسند قلبك يوم ماايميل " كنت أقصدها ، علشان هى مبتسمحش للدنيا تضغط عـ قلبى ومبتسمحش لقلبى يميل
أول حاجة هعملها لما ييجى هقوله عن أسماء " دى اللى طلعت بيها من كل السنين اللى كنت فيها فـ إيد الدنيا ، وإنى لو هسمحله يعامل بنت غيرى بحب هتكون هى "
اتكلمت تانى - أنا حاسة إنى بحب بس معرفش بحب مين
* خنقت نفسى بالهاند فرى ومت *
خلاص غيرت رأيى أنا هخرجها بره حياتى أول ماييجى
- مش فاهمة انتى عاوزة تحبى ليه دلوقتى ياأسماء !
- دا أنا حلم عمرى أتخطب
- يااسلام ؟ حلم عمرك مرة واحدة !
-  هقعد أحرك الدبلة فـ الشمس علشان تجيب حول للى مش مخطوبين وكمان كل ماأقول جملة هضيف عليها أنا وخطيبى ، والله لاربيكم ، جيالكم يااشوية ممحونين
كنت هقع عـ الارض من الضحك من ملامحها وهى بتتكلم ، غيرت رأيى تانى وهقوله عليها لما ييجى
بس ييجى ، وأنا أحكيله عن كل حاجة ، نقعد نقرأ سوا قصاقيص الورق اللى محتفظة بيهم واحكيله عن كل وردة معايا دبلت وعن فرحتى يوم مااجت ، هحكيله عن حبى للشتا وللمطر وحبى ليه هو شخصيًا ، هحكيله عنى وعن سذاجتى وخوفى الدايم من كل حاجة ، بس هو ييجى وأنا أملى قلبه حكايات
دخلنا المكتبة ، وقفت أدور عـ الكتاب اللى جيت علشانه وهى واقفة سرحانة
- طب هسألك سؤال ومتتنرفزيش
- إيه ياآخر صبرى
- أنا دلوقتى أعرف إنى بحب ازاي !
اتنهدت - كل حاجة بتحصلك هتجاوبلك عـ السؤال ده ، الدنيا هتحلو وانتى هتحلوى ، و..
- طب أعرف منين إنه الشخص ده ؟
سكت ومكنتش عارفة أرد ، مفيش فعلًا مقادير معينة نعرف بيها الشخص الصح
صوت اتكلم من ورا رف الكتب اللى واقفين قصاده
- شكك هيتبدد لما يجى ، هتلاقى إجابة لكل الأسئلة دى ، الشخص الصح بييجى عـ هيئة إجابة
سألت أنا بسرعة ويمكن اتشجعت اسأل علشان إحنا مش شايفينه ولا شايفنا - تعرف منين برضو إنها حبت ؟
- اللى بيحب مش بيسأل السؤال ده
ابتسمت من رده ، مسكت إيد أسماء ومشينا علشان كنت متأكدة إنها هتعمل مصيبة معاه
- صوته حلو
- كنت عارفة والله إنك مش هتعدى الموضوع عـ خير
عاوزة أبطل عادة إنى أكتبله رسايل دى ، أوقات بخاف يكون مش بيحب القراءة ويمل ووقتها هزعل أوى وأوقات مش بلاقى غيره أشكيله من كل ده
بعد ٦ شهور من كلام الشاب بتاع المكتبة ده اقتنعت إن فـِ أسئلة بنرهق عقولنا بيها مش أكتر ، هو فعلًا لما ييجى كل الشك هيتبدد ، هييجى كإجابة
بس بخاف كل ماما مابتقول إن فـِ شخص اتقدم ليهم ، أنا عارفة إنها تفاهة منى بس نفسى أقتنع أول ماأشوفه ، أنا مترددة من غير حاجة أصلًا
- انتى هتتخطبى بجد !
- هو جاى النهاردة ودا مش معناه إنى موافقة
- حنان انتى هتحركى الدبلة قصاد عينى تحولينى وكده ؟
- انتى شيفانى تافهة !
- الحمد لله طمنتينى
- هقوم أنا بقى البس علشان خطيبى حبيبى أبو عيالى قرب يوصل
- ياابنت التيت
عادى ، ماما قالت إن دى مجرد رؤية شرعية ومفيش حاجة تخوف ، وقالت كمان إنى ممكن أرفض بعدها عادى
هخاف من إيه أنا ، هقعد معاه نتناقش فـ سبب ظهور الحرب العالمية التانية وبعدين يمشى
أول مااسمعت كلمة إنهم هيسبونا لوحدنا نتكلم دى ، إيدى بردت ، أنا إيدى باردة صيف وشتا عادى بس تلجت المرة دى
كان ساكت وأنا مقدرتش أرفع عينى من الأرض ، حركت عينى لما النور خبط فـ ساعته وضايقنى ، نوع الساعات اللى بحبه ، فابتسمت ، كنت مرتبكة بس متطمنة ، ريحة البرفيوم مألوفة وكمان ملامحه حسيت إنى شوفته قبل كده
تقريبًا أخد باله إنى ابتسمت - عجبتك الساعة ؟
ابتسمت أكتر ومردتش
- طب أنا اسمى أحمد و..
رفعت عينى - أنا عارفة الاسم ، أنا كنت عاوزة أعرف..
وفجأة سكت ، الأسئلة اتمحت من دماغى ، اتبخرت
- عاوزة تعرفى إيه ؟
لحظة أنا كنت مجهزة ٧٠٠٠ سؤال ، استنى والله الأسئلة هتيجى أهوه ، قول أول حرف بس
ابتسم - بلاش عاوزة تعرفى إيه ؟ إيه خايفة منه أو إيه تحبى يكون فـ الشخص اللى هترتبطى بيه ؟
الموضوع اتحول فجأة  لقاعدة بين أستاذ وتلميذة ، حسيته كبير وممكن أحط جواه ألف سر وأنا مطمنة إنهم هينبتوا ورد
معرفش ليه سألته - أعرف ازاي إنى حبيت ؟
- اللى بيحب مش بيسأل السؤال ده
ابتسمت وكنت هضحك ، الدنيا دى مسرحية كبيرة أوى ، مشكلة البطل إنه مش شايف كل الشوراع اللى بتوصل ليه ، مشكلة البطل إنه مش شايف غير طريق واحد مد بصره ، كنت حاسة إنى سمعت صوته قبل كده واتأكدت إنه الشخص بتاع المكتبة من رده ، والأكيد إنه ميعرفنيش
وافقت ، بس حاولت عـ قد مااقدر أشغل عقلى مش قلبى ، كنت عاوزة أقتنع بيه من ناحية عقلى الأول ومنكرش إنى غصب عنى حبيته ، معرفش وقعت فيه امتى تحديدًا بس بدون قصد بكون عاوزة أحضنه لدرجة إنى أخبيه فيا ، مفيش طيف بنت يلمحه
كمان كل حاجة مشيت بسرعة والكتاب اتكتب ، كنت حاسة إنى مخطوفة بس مرتاحة
- طب عـ الأقل هاتى إيدك
- لأ طبعًا
- ياابنتى أقسم بالله أنا جوزك
قلبت عـ أسماء فجأة - لأ جو انتى مراتى وكده مش لطيف مش هضعف
- يعنى رفضتى أحضنك بعد كتب الكتاب ، ومن يوم مالكتاب اتكتب ممسكتش إيدك ، كتبناه ليه إحنا !
هو غالبًا ميعرفش إنى كل يوم بحلم إنى ألمس إيده ، بقارن حجم إيدى بإيده كل مرة أشوفها ، ميعرفش إنى شيفاها بيت كبير وواسع ومش لايق عليه بنت غيرى
بس مش قادرة أعملها
- بحبك
ابتسمت ، وبعدين ضحكت وقلبت عـ عياط فـ الشارع
وقف - طب بتعيطى ليه ؟ أنا آسف ، مبحبكيش ، خلاص يخربيت كده
- متقوليش كده فـ الشارع ياأحمد
- ماانتى بتقفلى فـ وشى لما بقولها
- ومتقوليش كده فـ التليفون ياأحمد
- هقول كلمة خادشة للحياء والله
ضحكت - سخيف
- هو انتى بتعيطى كده لما بقولهالك !
- بصراحة لأ ، وكمان والله مبقصدش أقفل
ابتسم - أومال بتعملى إيه ؟
- اممم أكيد مش هقولك إنى برقص زى الهبلة ولا إنى بحضن المخدة من الفرحة يعنى
- طب وبتحضنى المخدة ليه ؟ ماأنا قدامك أهوه
كنت هتكلم بس سكت لما لاقيت حبيبة جاية ، أول مااشافتنى قربت عـ طول
- زعلانة منك ياأبلة ، مبقتيش تيجى
مسكت كم قميص أحمد - وإنت ياأستاذ ، دا أنا بقيت أستناك والله
ابتسمت - انتى تعرفيه ؟
- ياأبلة مش قولتلك إنه بيعلمنى زيك
بصيتله ، نسيت حبيبة ونسيت الدنيا كلها ، هو مش بس هييجى كإجابة ، دا هييجى كطبطبة ، هدية حلوة كل ماالكون يضيق تلمسها فيطيب خاطرك
كان نفسى أقوله " أنا بحبك كده ليه ؟ أو أنا عملت إيه حلو علشان تيجى ؟ "
مسكت كم قميصه أنا كمان ومشينا
- انتى ليه فرحتى لما حبيبة قالت كده ؟
- الدنيا كلها كانت بتشاورلى عليك وأنا مش.. مش واخدة بالى زى الهبلة
- مش فاهم
- مش مهم ، بس زى مااقولت مرة إن كل الشك هيتبدد وهفهم
- قولت كده امتى ؟
- هشش ، لحظة هدوء بقى
هو فعلًا الوقت كان عاوز هدوء مش كلام ، أفضل بصاله وكإن حلاوته تعويض عن بشاعة الدنيا
سيبت إيدى تقع فـ إيده ووقتها حسيت إنى مالكة العالم كله ، حسيت نفسى محمية ومفيش سوء هيمسنى ، كنت متطمنة بطريقة مش طبيعية ، ابتسم - أخيرًا قلبك حن
رفعت حاجبى - هو قسى قبل كده !
- أيوه ، صعبان عليه يقولى بحبك
سندت راسى عـ كتفه - بحبك

" حتى قبل أن ألتقيك ، لم نكن أغرابًا "

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

أسميته أحمد 🍁Where stories live. Discover now