" 78 "

677 42 0
                                    

- في بنت مش بتتنسي يا حنان، لما بنفقدها بنفضل ندور عليها في كل ست بنشوفها، بنحاول نجمع ملامحها في أي واحدة.
- يا محمود مبقاش ليه لازمة الكلام ده.
- لو باقي نقطة أمل واحدة أنا همسك فيها.
- بصراحة أسماء شافت حياتها خلاص، وإنت اتخليت عنها مرة ومش من حقك ترجع دلوقت.
- طالما بحبها وبتحبني يبقى من حقي.
- بص يا محمود علشان ترتاح، في فترة صعبة كده بنعدي بيها، الفترة دي لما بنعديها لوحدنا، بنفوق منها مش فاكرين حد، وأسماء فضلت تعبانة كتير بسببك، مكانتش بتنام، كانت بتعيط طول الوقت، ودلوقت هي بقت كويسة، فمبقتش عاوزاك في حياتها.
- خليني أكلمها بس.
- هي رافضة.
- طيب ممكن تتصلي عليها من عندك علشان عملالي بلوك، هقولها كلمة واحدة.

سكت شوية مش عارفة أعمل ايه، المهزأة دي لو سمعت صوته هتقوله بحبك أصلًا، وفي نفس الوقت أنا نفسي أوي يرجعوا لبعض.
قولتله - أنا عندي فكرة أفضل، بكرة إحنا هنقعد في الكافية بتاعنا بعد الامتحان الساعة 2، لو هتقدر تيجي وتتكلم معاها.
- أقدر؟ دا أنا هستناكم من الساعة 10.

مش عارفة ليه مش بنعرف قيمة الحاجة غير لما بتضيع مننا، وفكرة إنك تدي لشخص فرصة تانية دي صعبة، اللي هو إنت جرحتني في الأولى فإيه الضمان إنك تحافظ عليا في التانية؟  المرة الأولى مش هلوم نفسي على تخليك عني، لكن المرة التانية مش هعاتب غير نفسي علشان اتغابت وسمحت ليك بفرصة تانية.

شدتني من إيدي بسرعة وقعدتني - ها قوليلي حصل ايه؟
قولت برخامة - ولا حاجة.
- بالله قوليلي.
حركت رجلي بطفولية - عاوز يرجع، بس أنا قولتله لأ.
- ليه! لأ ليه!
- نعم؟
- قصدي عندك حق، لأ طبعًا.
- وقولتله أسماء مش عاوزة تشوف وشك تاني.
- أيوة مش عاوزة.
- وقولتله كمان إنك هتتخطبي.
شدت شعرها بعصبية - مني لله، ليه كده!
ضحكت - مش إنتِ اللي قولتيلي مش عاوزاه يا حنان!
- أيوة قولت وأنا زعلانة، بس هو شكله ندمان.
- أنا شوفته ومش ندمان، إنتِ مشوفتهوش فمتتكلميش.
- طب هنعمل ايه؟
- لو رجع فيرجع بخطوبة، جو المراهقين بتاع الكلام في الموبايل ده مش هسمح بيه، يجي هنا ويتحايل على عمي إنه يوافق.
- أيوة يتحايل.
- هو عامةً مش هيلاقي زيك، أنا قولتله إننا هنقعد في الكافيه بكرة، بس إحنا مش هنروح ومش هنقعد، هنشوفه من بعيد بس ونمشي، علشان بعد كده يحترم نفسه معاكِ ويعرف إنه مش بسهولة كده يشوفك.

وأنا مروحة البيت كنت بفكر في الكلمة اللي قالها إن في بنات معينة مش بتتعوض، هو أنا هفضل أسامة منير كده كتير؟ أنا عاوزة أبقى متعوضش أنا كمان.
تاني يوم عملنا زي ما اتفقنا، مشينا قدام الكافيه وشوفناه قاعد جوه وكملنا موقفناش، دا كان أول يوم أشوف أسماء فرحانة أوي كده.
كلمتها بليل علشان متتغاباش وترد على أرقام غريبة، هي تعبت أيام وانهارت وفقدت الثقة في الناس، وجه دوره علشان هو يتعب شوية.
قبل ما أقفل اتبعت لي رسالة، محتواها - مساء الخير يا حنان، أنا بعتذر الأول إني ببعتلك، أنا أحمد صاحب محمود وعرفت منه إنك أقرب شخص لأسماء، محمود النهاردة تعب أوي، هو كان قالي إنك اتفقتِ معاه يشوف أسماء النهاردة وهو استناكم كتير ولما قلق حاول يكلمها كتير يطمن وهي مش بترد، دلوقت هو والله تعبان، لو هينفع توصليني بأسماء لإنه رن عليها من عندي وهي مش بترد.
كان المفروض آخد الرسالة اسكرين وابعتها ليها، بس خوفت عليها تزعل على زعله هي كمان.
رديت - بكرة الساعة 10 في نفس الكافيه اللي كان موجود فيه، يا ريت تبلغه يجي بكرة.
رد على طول - طب ينفع تخليها تكلمه دلوقت طيب؟
- بمناسبة ايه؟
- مش فاهم.
- يعني هو خطيبها؟ لأ، يبقى يكلمها بمناسبة ايه؟
- هيطمن عليها بس.
- أستاذ أحمد، أنا مش في صف أسماء علشان صاحبتي، محمود خذلها مرة، واللي هو فيه ده هي مرت بيه لوحدها، مفكرش مرة يتصل بيها يطمن عليها وقت تعبها، يعتذر ليها حتى، فدلوقت مش منصف إنها تطمنه.
- هو عندك حق، بس ده مش طلب بدافع إنه من حقه، دا طلب بدافع عشرة وود بس.
- بكرة خليه يجي ووعد مني هيكون فرحان، بس دلوقت مينفعش هي تكلمه.
- لو مجتوش بكرة، هخليها هي اللي تجيله.
- دا نعم؟
- ولا حاجة أفضل تخليها تيجي.
- ولو مجاتش.
- هجيبها بطريقتي.
- دمك خفيف كده؟
- شبح إنتِ كده؟
- بطل استظراف يا أستاذ.
- إنتِ تنكة كده ليه! بقولك الراجل تعبان وعاوز يكلمها.
- طب علشان الكلمة دي انسى إنه يكلمها تاني.
- طب والله لأخليها تجيله بكرة.
- إنت بتحلف!
- عاوزة تاني؟ والله لأجيبك معاها!

أسميته أحمد 🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن