" 86 "

731 49 1
                                    

- خد حنان معاك يا أحمد.
وقف وهو رافع حاجبه - آخدها فين يا عمي؟ أنا نازل شوية وجاي.
- خدها معاك بدل ما هي قاعدة كده.
- حاضر.
بص ليا وهو بيضغط على الحروف برخامة - يلا يا ستي.
- مش هنزل معاك.
- يلا يا زفتة.
بصيت الناحية التانية - قوله يا بابا إني مش هنزل معاه.
- ليه هو زعلك؟
أحمد وقف في النص - أزعلها ايه دي تزعل بلد.
رفعت صابعي وقربته من عينه - اسمع يا أحمد، أنا مش هسمحلك تتعامل معايا كده، ويعني يا سيدي لو أنا ضغط عليك علشان بتخرجني فبلاش منها خالص، وإن أنا معنديش أخوات دي مشكلتي أنا مش مشكلتك.

سيبتهم ودخلت الأوضة وقفلت على نفسي، مهتمتش بيهم وهما بينادوا، أحمد بيجرجرني وراه حرفيًا، مش بياخدني معاه لأ، بيجرني وراه كده، كأنه مغصوب ينزلني، هو فعلًا مغصوب، بابا خايف عليا علشان طول الوقت لوحدي وعلشان عارف إن معنديش صحاب وإني مش بخرج من البيت، فمفيش غير أحمد اللي يخرجني.

فتحت البلكونة ووقفت فيها، لاقيته واقف تحت في الشمس، أول ما شافني شاور علشان أنزل، اتصل بيا فرديت - عاوز ايه.
ابتسم - انزلي يلا.
- لأ.
- خلاص بقى أنا آسف.
- مش آخر مرة قولتلي إنك اتخنقت؟ خلاص اخرج بقى.
- متبقيش قفوشة كده، وبعدين يا عبيطة يعني ايه مش عندك أخوات دي، أومال أنا ايه.
- إنت واحد غبي.
- ولما أطلع أجيبك من شعرك دلوقت؟
- دا بابا يقتلك.
- طب خلاص أنا آسف.
- سامحتك، بس أنا فعلًا مش حابة أخرج، هسمع فيلم هنا وخلاص.
- فيلم ايه؟
- أي فيلم قديم.
- طب استني هشتري لب وشيبسي وأطلع.

رجعت خطوة لورا علشان ميشوفنيش وأنا ببتسم، هو فعلًا غبي،  علشان زعلني.
حمّرت بطاطس وحطيت عليها كاتشب وعملت فشار واستنيته.
بابا خرج من أوضته - مخرجتيش ليه مع أحمد؟ أخرجك أنا؟
- لا يا بابا هو طالع.
- والله دا اللي مصبرني على الواد ده، حنيته.

بصيت للفشار بسرعة، معرفش ليه اتحرجت لما قال عليه كده، شوية وأحمد دخل، قال لبابا -  يا عمي شوفلك حل في بنتك دي، دا لو بنعامل طفلة مش هتتعامل كده.
- تدلع براحتها، طول ما أنا عايش تدلع.
- وطول ما أنا عايش أنا كمان، ما هي قدري.
رمى الأكياس عليا - خدي يا رب يطمر بس.
- أحمد، إنت قليل الذوق.
- يعني أنا سايب صحابي ومخرجتش بسببك وبتشتمي!
- يا كذاب، بقى كنت هتخرج مع صحابك؟
- آه والله، ورايح أعمل خير كمان، هيفرقوا حاجات على الناس المحتاجة.
- بقى أنت تعمل خير!
- يا بنتي مش لسه شاري لب أهوه وعامل خير معاكِ؟ عاملة زي القطط.
- بخربش؟
- لأ بتنكري.
- ششش، اختار الفيلم واسكت.

عمر الشريف لما ظهر بصيت لأحمد، تقريبًا نفس طوله ونفس شكل شعره.
بص ليا فجأة فاتخضيت، سألني - طبعًا نفسك تلبسي فساتين زي دي.
بصيت لفستان فاتن حمامة وقولتله - عادي هلبسهم في الجنة.
- طب ما تلبسيهم لما تتجوزي، ايه الغباء ده.
- أتجوز؟
- إنتِ مستغربة كده ليه؟ ايه ناوية تطولي معانا هنا؟
- مش بابا قال تدلع براحتها؟
- يا ستي اتدلعي، يتيمة وتدلعي براحتك.
بصيتله بسرعة وأنا قلبي حرفيًا كان وقف من الكلمة اللي قالها، ساب اللب من إيده - والله آسف أنا مقصدش، أنا بس الكلمة دي على لساني لأي حد.
- ..
- والله ما أقصد متزعليش.
ابتسمت - مفيش حاجة.
قعدت دقيقة واحدة ومكنتش قادرة أكتم الدموع أكتر من كده، فدخلت الأوضة وسيبته، قعدت على السرير وأنا ببص لصورة ماما على المراية وبعيط.
- حنان افتحي أنا آسف.
-..
- والله العظيم ما أقصد، حقك عليا.

أسميته أحمد 🍁Where stories live. Discover now