" 79 "

699 37 0
                                    

- مين دا اللى تحبيه وميحبكيش يااحنان !
- خلاص بقى متندمنيش انى حكيتلك
- انا مش مستوعبة والله ، يعنى طول عمرى مستنية اعرف اللى هتختاريه ومتأكدة انه هيكون فوق العادة ، تحبى ومتتحبيش !
ضحكت - إيه ياأسماء ؟ هتخلينى احب نفسى
كنت بحاول اضحكها بس هى كانت زعلانة عليا وانا زعلانة انى زعلتها
- هتنسيه !
- هو مش اختيار ، بس انا مش عارفة او مش عاوزة ، انا تايهة ومحتاجة وقت افكر
- عاوزة اعرفه
- ملهاش لازمة
قبل مااوصل البيت ، بعت رسالة بالبريد ليه ، هو بيحب الرسايل الورق ، بيحبها اكتر من اى حاجة ف الدنيا وانا بحبها لإنه بيحبها مش اكتر
- انتى حلوة وتتحبى
- طب ليه مبتحبنيش !
- بحبك بس بطريقة تانية
- مش فاهمة
- يعنى عاوزك معايا ، بس مش عاوزنا نتحجز ف علاقة
- ماانا لو فضلت معاك ، دى اسمها علاقة
- بخاف اتناقش معاكى علشان كده
- علشان ايه ؟
- علشان بتتعبينى
بس انا كنت فاهمة ، كنت عارفة ان الحب مش اختيار وانه رزق بيقع ع قلوبنا من فوق ومينفعش الرزق يتخطف
أكبر غلط ممكن اى شخص يرتكبه ، هو انه يحاول يسرق قلب ويخبيه فيه ، عادى جدا ممكن والقلب دا جواك يدق لغيرك
حالك هيبقى ايه وقتها يامسكين !
- حفرت إسمك ع صخرة عند البحر ، علشان عارف انك بتحبيه
- نروح سوا نشوفها ؟
- نروح سوا نشوفها
كنت بحب إنه بيعاملنى زى طفلة صغيرة ، زى بنت تايهة متعرفش طريق غير خطوط إيده
رفض يكتب إسمه جمب إسمى ، دلوقتى وانا بلمس حروف إسمى ، حاسة إنى بنطقه هو ، أيوة بحب البحر ، محدش بيسمعنى غيره ، كنت بفكر وقتها ف كمية الأسرار اللى إترمت فيه ومع ذلك بيسمع وبيطبطب بموجه
- تعرف ؟ أنا بحلم من زمان إنى أعيش ف عالم بجدران لونها أبيض ومرسوم عليها فراشات ، يشبه لعالم باربى ، هادى ومريح ، مفيهوش ناس غير اللى بنحبهم ، أقصد كل شخص يخلق لنفسه عالم ويدخل فيه اللى بيحبهم بس
- طب وافرضى ف ناس مشتركة ف حب نفس الأشخاص !
- يبقى نكبر العالم ونضمهم
ضحك - ونبنى العالم الكبير دا فين ؟
- كفوف إيدك هتساع
كتبتله ف رسالة
" لم تكن ظاهراً لأخفيك ولم تكن طيفاً لأجتاز غيابك
كنت اللاشئ الذى يمكث فى كل شئ
فكيف يُمحى اللاشئ ؟ "
بجد صح ، انت سايب جدور روحك تنبت فيا ومشيت ، أخلعك من هنا ازاى بدون مااسيب ف روحى أذى !
- أنا موعدتكيش بحاجة ، انا طول الوقت بفكرك انى معنديش قدرة أحب
- إنت أكتر شخص آذانى نفسياً
- عملت إيه ؟!
- محبتنيش
كنت هنام ، بس وقتها ف بنت إسمها أميرة أحمد " وآسفة ع ذكر الإسم " بعتتلى رسالة طويلة جدا مقدرتش أقرأ منها حرف ، سكتت ٣ دقايق بالظبط وبعدها كتبت " أنساه إزاى يااحنان ؟ "
التليفون وقع من ايدى من كتر الضحك ، أسماء بتقولى انى جبروت علشان بضحك ف الوقت اللى المفروض اعيط فيه ، بس هى متعرفش ان ف مواقف من كتر وجعها ، بتجبرك انك تضحك ، كإنك واقف قدام الوجع وبتسأله " كل دا ليا أنا ؟ "
وبعدها هتوصل لحقيقة مهمة جدا ، هى ان الوجع ، الشئ الوحيد اللى بيجى بكمية أكبر من حاجتك
- أنا قلبى قد كف ايدى ، هيستحمل كل ده إزاى ؟
- إحنا ممكن نروح إسكندرية دلوقت ، ترتاحى شوية ونرجع ف نفس اليوم
- إسكندرية لأ !
- طب تحبى تروحى فين ؟
- عاوزة أوضتى
أنا فاكرة ف مرة كنت مخنوقة جدا وأخدنى هناك ، هو كل مواقفنا هناك أصلا بس عمرى مااهنسى الموقف دا ، سابنى اتكلم ٤ ساعات متواصلين وقاعد بيبتسم ، وبعدها اكتشفت انى مقولتش جملة مفيدة بس ارتحت
- انت مش بتمل تسمع !
- انتى الوحيدة اللى بحب اسمعها تتكلم
- بس انا مش بعرف اتكلم !
- لغبطتك ف الكلام بتثبتلى ان فعلا ف عالم أبيض ، وانك الفراشة الوحيدة اللى فيه
-  انا مش بعرف اطير !
- بس انا بطير لما بسمعك
سكت شوية - لو جه يوم وكان لازم تمشى ، متمشيش
- ليه ؟
- علشان انا عمر مااحد شافنى فراشة غيرك ، وانا بحب اكونها
الكلام ، الأغانى ، الطرق اللى بتحضن خطاوينا ، صوت على الحجار وهو بيقول " لكنى بحتاجلك ساعات ، لما الشتا يدق البيبان " ، موسيقى عمر خيرت اللى بيعزفها ع نزف قديم ، كلمة " متمشيش " اللى بتهز الروح لما بتطلع ، صوت الضحكة بعد عياط سنين
هيفضلوا يشقوا القلب طول ماهو بيدق
هو انت ليه مش هنا ؟
- مش فاهمة ليه مشى
- مكانش بيحبنى ، هيفضل ليه !
- مش سبب ع فكرة
- حبه كان هيبقى سبب ياأسماء
- ومحبكيش ليه ؟
ضحكت - ايه السؤال ده !
- طب هو فين دلوقت ؟
- والله مااعرف ، سافر ومقاليش فين ، سابلى عنوان بريد ، ببعتله من سنة ونص ومفيش حرف جالى كرد
- يبقى لسه مرجعش من سفره
- انا اللى مسافرة ياأسماء ، ومش لاقية بلد تضمنى
يااوجعى ! ، معرفش ازاى عضو بحجم قبضة الإيد ، بيتقل الجسم ويوجعه بالشكل دا
انا بقالى ٢٠ سنة ماسكة قلبى ف ايدى ، وسيبته قصد لما شوفته ، قلبى مراحش بدون رضايا زى كلام الروايات ، انا فكيت حباله وسيبته يطير حواليه ، فقص جناحه !
اللى تاعبنى ، انى مش قادرة الومه انه محبنيش او كذب عليا وقالى بحبك مثلا
انت مكذبتش عليا ليه ، صح !
كنت هرضى ع فكرة ، ع الأقل وقت لما تمشى ، كنت هقولك انت كذاب وضحكت ع قلبى بكلمة كان عاوز يسمعها ، ع الأقل كنت همسح وجعى ف كذبك
مكذبتش عليا ليه ؟
- أوعدك ، انى مش هسيبك أبداً
- لأ متوعدش ، إحلف
سكت ومردش
- أقولك متردد ليه ؟
- عارف انك فاهمة والله
- مش عاوزة وعدك
- بس صدقينى مش همشى
- ف حاجة واحدة بس هى اللى هتضمن وجودك ، والحاجة دى مش موجودة
- حاجة ايه ؟
- انك تحبنى
- بس أنا ..
قاطعته - والله مازعلانة ، انا مطلبتش ومش هطلب منك حاجة
لأ أنا زعلانة
- أنا والله ماافاهم انتى بتحبينى كده ليه ، انا متحبيتش بالطريقة دى قبل كده  ، او انا عارف انى متحبش فمش..
علشان معيطش ضحكت - عد الجمايل بس
- بتحبينى ليه !
- إنت مُصر تعيطنى بقى
- عاوز اعرف
- معرفش ياأحمد بس مكانتش سهلة انى اعترف قدام نفسى بحبك ده واعترفت وانا فرحانة ، مفيش مخلوق ف الدنيا بيسمعنى من غير مايمل زيك ، مش بحس انى بنت من حقها تطير غير وانت هنا
- كان ممكن تحسى كل دا مع شخص تانى تديله فرصة
- مفيش راجل حسيت انى عاوزة امسك إيده غيرك ، معرفش ليه يوم مااشوفتك حبيت امسكها رغم انى معرفكش ، انا بتطمن لما بسمع صوت حركة ساعتك ، بحس انى ف قوقعة هادية مفيش مخلوق ممكن يمسنى بسوء
آه ف أسباب ، بس ف ألف حاجة من غير سبب تخلينى احبك
- عاوزة تطيرى ؟
- عاوزاك تحبنى
يوم لما كتبت  " توقف عن كونك أنت لأستطيع نسيانك " كنت عارفة ومتأكدة انك هتفضل أحمد فانا أفضل متعلقة ف روحك بضعفى
مسبتش حاجة وحشة هنا اكرهك بسببها ، أكرهك علشان بحبك !
آه فرحانة وبضحك وبخرج وحتى صورة البروفايل مبينة إنى قلبى مهزوز من الفرحة ، بس والله كل حاجة نقصاك
أقولك حاجة ، انا كل رسالة ببعتها بحلف انها هتكون آخر رسالة ، وعلشان ببعت بستغفر طول الطريق من بريدك لبيتى
- قلبى واجعنى علشان مش قادرة أساعدك
- أنا قررت أنساه خلاص ، ف حاجة بطلبها من البنات لما بيحاولوا ينسوا ، هبدأ أعملها من بكرة ، هبعتله آخر رسالة بس علشان ارتاح ، حتى لو مش هيرجع ومش هيشوفهم
" بعيداً عن غيابك اللى طال ، وصوتك اللى إختفى من يوم ماسيبت كفوفى ومشيت ، وخطاوى ضحكتك اللى جفّت ف روحى ، أنا مش عارفة ألاقى حاجة أنساك بسببها
انا مش فاهمة انت محبتنيش ليه او مشيت ليه ، بس عالم القلب غريب وعاوز شخص فاهم يستوعبه وانت عارفنى طفلة بتكعبل ف فستان روحى لما بيطول علشان يساعك
أنا بحبك ، مقولتش الكلمة دى أبداً ، بس بما إنك خلاص عجبتك الغربة ومفيش أمل أقولها قصاد عيونك ، أنا بحبك وبعيط وانا بكتبها
أنا مش فرحانة ومش مرتاحة ومش حابة وجودك فيا ، قولت لأسماء إنى هنساك ، بس انا بحاول من سنة ونص ع فكرة ومش قادرة
طب ارجع قولى انساك ازاى وامشى تانى
انا عارفة انك مقرأتش رسايلى ، لو قرأتها كنت رجعت
بس أقولك ؟ يمكن طول غيابك يساعدنى أنساك ، أتمنى تكون بخير "
طول الطريق كنت بفكر انه ممكن ف يوم يرجع حاضن كفوف غيرى ، وشايل ع كتفه بنوته تشبهلها ، نتقابل صدفة وملاقيش حد وقتها أدارى فيه برد ايدى
وقتها ممكن أقوله - البنت دى حلمت تكون رابطة إيدنا ف بعضها ، إزاى سمحت لغيرى تشيل جزء منك جواها ؟
هتكون كارثة لو لاقيت بنتك تشبهها أكتر مااتشبهك
بيقولوا الطفل بيكون شبه اللى بيتحب أكتر !
بعت رسالة لأسماء قولتلها انى ف اسكندرية علشان متقلقش ، لفيت هناك علشان امنع نفسى انى أروح لنفس المكان اللى بنقعد فيه قدام البحر
أنا حسيت ان عمرى هيضيع فيه ، لما تفكيرى وصل انه ممكن يحب ويتجوز قلبى بدأ يفوق من غيبوبة الحب اللى دخلها ، ماانا مش هستحمل ألاقيه بيضحك لواحدة تانية
أفضل احبه كده وهو مش بيحب حد كان ماشى ، بس لو حب هفضل احط نفسى ف مقارنات بينها ، وهيبقى أصعب سؤال ممكن أسأله " ايه الفرق بينى وبينها "
روحت عند الصخرة اللى عليها إسمى بخطه علشان ألغى الإسم ، هحفر حواليه علشان يتمحى خالص
اول مااوصلت لاقيت إسم " أحمد " محفور جمب إسمى
وقعت بطولى جمبها ، الدنيا كانت فوق كتافى وقتها ، مقدرتش اشيلها فوقعت ، الجو كان برد جدا رغم ان الشتا لسه بيفكر يجى
مقدرتش امنع نفسى انى أقول بصوت عالى
- عارفة إنك مش هتخرج منى غير بطلوع روحى معاك
خرج صوته زى حضن دافى ف مطر شتا - المهم تبقى معايا
دموعى اللى حبساها سنتين وقعت من ايدى ، مقدرتش ابصله ، بس مقدرتش امنع نفسى من التفكير ف شكله ، طول زيادة مثلاً ، ساب دقنه علشان يوجع قلبى اكتر ، بشرته لونها قل ولا لسه زى بشرة طفل محتاج يتلمس بكفوفى
- حنان !
يااوجع قلبى ، إنت تغيب كل ده وترجع تهز روحى بصوتك كده عادى !
- طب لو زعلانة منى قولى وانا هصالحك والله
اتهزيت من العياط المرة دى ، عيطت بصوت عالى ، وجعى كان بيخرج بشروخ ف جوفى
حسيت بريحته بتقرب ، قعد قدامى ومتكلمش
انا عارفة انه هيسكت لحد مااهدى ، عارفة انه هيسمع
بصيت لساعته وسكت ، بس لمحت دقنه ، وإبتسامة
صغيرة راسمها ع طرف عيونه
مبصتلهوش - رجعت ليه !
- علشان ف واحدة هبلة كانت هتبطل تبعت رسايل وانا عايش ع حروفها هناك
رفعت عيونى ليه علشان اقوله - وانت هامك الهبلة علشان يهمك حروفها !
بس لما شوفت عيونه سألت بذل - كنت بتقرأهم !
إتنهد - وحشتينى
- أحمد !
- كنتى هتبطلى تكتبيلى تانى بجد ؟
- كنت هبطل احبك
- كذابة
- واشمعنى كذبتنى ف دى ، كان المفروض تعرف انى مش هقدر ابطل اكتبلك
- علشان انتى عندية وبتعاندى نفسك وممكن تعمليها ، بس هبلة وهتفضلى تحبينى
- مفهمتش برضو ، رجعت ليه !
- وحشنى البحر يااستى
- وكتبت إسمك جمب إسمى ليه
- رخامة
سكت وبصيت للبحر ، وفيروز بتقول " لا تحسبين أنى هجرتك طائعاً ، حدثٌ لعمرك ، رائعٌ أن تُهجرى "
كنت بفكر هنساه إمتى ، يعنى وهو غايب كنت بفكر فيه بعمر غيابه ، هنساه وهو هنا إزاى
- هو انا موحشتكيش !
قلبى دق - لأ
- ومكنتيش عاوزانى ارجع !
- أيوة
- وبطلتى تحبينى ؟
- أيوة
- وبتكرهينى ؟
سكت شوية ، وبعدين قولتله - إنت وحش ع فكرة ، سايبنى كل دا ليه ؟ مش عاوزاك تحبنى بس متمشيش ، انا مطلبتش منك حب ، انا بس كنت عاوزاك تفضل ، صعبة دى !
- أوعدك ، انى مش هسيبك أبداً
- لأ متوعدش ، إحلف
- والله ماهسيبك
- نفس الحاجة مش موجودة ياأحمد ، خليت بوعدك علشان غيابها وممكن تخلى بقسمك علشان غيابها برضو
- حاجة إيه ؟
- إنك تحبنى
- بس أنا ..
كنت لسه هقاطعه وأقوله " إنى مش عاوزاه يحبنى " ، بس رفع ايده علشان اسكت
- انتى قاطعتينى المرة اللى فاتت لما جيت أقولها ، المرة دى مش هينفع اسكت
كان باين ف عيونه انه هيطقها ، قلبى إتنفض ع كفه - انت هتكذب علشان مزعلش !
- كنت كذبت من وقت مااعرفتك
- وإشمعنى دلوقت ؟
- انتى اكتر واحدة عارفة ان الحب مبيختارش لا وقت ولا مكان
- بالله مااتقولها
- ليه ؟
- هقع ف حضنك !
- أنا بحبك

" حتى قبل أن ألتقيك ، لم نكن أغراباً "

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

أسميته أحمد 🍁Where stories live. Discover now