- حنان
- ..
- ياحنان
مبصتش، كنت بلعب في الكوبايات اللي قدامي، شكلهم حلو اوي، الالوان اقصد، لأ اقصد الحاجات اللي جوه الكوبايات،قصدي يعني..
- حنان !
- يادي النيلة عليا، نعم ؟
- بتكلميني كده ليه ؟
- اصل فضلت تقولهم حابب اتكلم مع حنان، هقول لحنان حاجة لحد ماخرجوا ومن وقت مابقينا لوحدنا وانت مبتقولش غير حنان حنان حنان، فنعم ؟
ابتسم - في واحدة تكلم جوزها كده ؟
شهقت - جوزها ! لا دا احنا كاتبين الكتاب من ربع ساعة، هنشتغل لبعض بقى !
- نشتغل ! ماعلينا، كنت حابب اتكلم معاكي
- ياختااااااي، ها هترجع تقول هتكلم معاكي وحنان تاني !
- اقوم اروح ؟
- لا انا اللي هقوم.
قومت وخرجت، ودخلت اوضتي، دا مكانش كتب كتاب ده، خلاص علشان كتابنا اتكتب هيصاحبني !
شوية وماما دخلت الاوضة - حصل ايه ؟
- في ايه ؟
- احمد قالك ايه ؟
- مقاليش حاجة
- طب مشي على طول ليه ؟
- هو مقالش حاجة وهو ماشي ؟
- لأ.
انا حاسة ان حياتي مش بتاعتي، حاسة اني مجموعة اختيارات مش انا اللي مختاراها، حنان الولد ده محترم وعاجبني وطالما اتقدملك اكتر من مرة يبقى بيحبك، حاضر يابابا، الخطوبة سنة كفاية، الخطوبة الطويلة مش حلوة، حاضر ياماما، كتب الكتاب الاسبوع الجاي، حاضر يابابا، انا بتشد ومش عارفة اتنفس
هو لانه كويس دا سبب كافي اني اتجوزه !
الموبايل رن وكان هو، قلبي اتقبض ومقدرتش ارد، رديت في المرة التانية
- كنتي نايمة ؟
- لأ، صاحية
اتنهد - وأخرتها طيب !
كان عندي قابلية اعيط وقتها، انا محستش بالخنقة دي لما اتخطبتله، بس دلوقت اسمي ارتبط باسمه خلاص، مبقاش في مساحة اني امشي او افكر حتى
- انا عاوزة انام
- طب قوليلي متضايقة من ايه وانا هصلح كل حاجة، او قوليلي حابة نعمل ايه ونعمله والله
- عاوزة وقت، ممكن تديني وقت ؟.
الفكرة ان أحمد دلوقت بقى اجبار، مجبرة اتقبله ومجبرة احبه، ومينفعش الوم حد لان محدش غصب عليا، انا بس هزيت راسي بحاضر زي الغبية، هي الحاجات دي فيها هزار ياحنان !
مكانش ليه لازمة الفرح، طبعا الوحيد اللي هيقدر يقنعهم أحمد، وانا طلبت منه اننا نلغي الفرح، ممكن نطلع عمرة بعدين، هو فعلا ملهوش لازمة، مش علشان انا مش فرحانة، بس فكرة الافراح نفسها وحشة ومش متقبلاها
- حتى لو مش بتحبيه، واجباتك الأول وبعدين حقوقك
- حاضر
- الكلمة الحلوة بتفرق وبتريح، حاضر ونعم مش عيب
- حاضر
- لازم تكوني حلوة دايماً، انتي الحاجة اللي هتهون عليه اللي بيشوفه بره، و..
عيطت - حاضر
- بتعيطي ليه دلوقت ؟
- مش عاوزة اروح هناك بكرة، قولي لبابا يقوله كمان اسبوع بس
- وبعد الاسبوع ؟
- مش عاوزة اروح ياماما.
اسيب اوضتي ؟ اسيب العالم اللي ببنيه هنا وامشى بسهولة كده ؟ هو مش خسران حاجة انا اللي بسيب من ايدي وانا اللي بفقد هو مش خسران، هو ممكن اتنازل عن كل ده علشانه وفي الآخر يعاملني وحش ؟ اسيب اوضتي وكتبي واهلي وفي الآخر ممكن يعاملني وحش عادي !
- يلا بقى واقف بره مينفعش كده
كنت هتكلم بس الباب خبط، دخل بعد ماما ماتكلمت، قلبي اتقبض وبطني وجعتني، حسيت نفس الاحساس اللي كنت بحسه قبل كل امتحان
كنت باصة في الأرض، سمعت صوته - مش يلا ياحنان ؟ اتأخرنا
معرفش ماما قامت ليه، تقريبا طلب منها وانا باصة في الأرض بس مقدرتش اتكلم، كنت هبقى عيلة اوي لو مسكت فيها وعيطت يعني، رغم اني ماسكة نفسي علشان معيطش فعلا
قعد جمبي على السرير - معرفتش اقولك بره انك حلوة اوي في الفستان، وعارف اني مينفعش اقولك دلوقت علشان هتعيطي، استنى لما نروح البيت طيب ؟
- ..
- اما انا جبت شوية اسطوانات لأفلام، بصي هنخربها والله، قوليلي صح بتحبي الشيبسي بطعم ايه ؟
بصيتله بغباء وانا مش فاهمة ايه علاقة الشيبسي دلوقت
سألته وانا مش فاهمة - أفلام ايه ؟
كنت اقصد افلام ايه اللي بتتكلم عنها دلوقت، بس رد بتلقائية - انيمي
شهقت - انت بتسمع انيمي !
- لا ميغركيش اللي انا فيه، دا انا حرامي قديم
- بتق..
- انا فرحان اوي انك بتتكلمي معايا
بصيتله ومكنتش عارفة احدد اذا كان طيب فعلا ولا هو بيعمل كده علشان لسه في بيتي وقدام اهلي !
- نقوم يلا ؟
هزيت راسي ومشيت وراه
ماما زمان كانت بتقول ان البنت معاناتها في الحياة صعبة، لان كلها قايمة على الفقد، البداية كانت التنازلات الصغيرة اللي بقدمها لاخواتي الولاد، المساحة اللي هما اخدوها وانا اتحرمت منها، بعدين اني اسيب كل حاجة اتعلقت بيها هنا علشان اخلق بيت تاني وعالم تاني، بعدها التضحيات اللي هقدمها لجوزي، بعدها الولادة ووجعها، وبعدها التضحيات اللي هقدمها لولادي
هي الدنيا لونها بقى غامق كده ليه !
اول مادخلت الشقة وبابها اتقفل حسيت اني خرجت من دنيا علشان ادخل دنيا تانية، بس دنيا فاضية مفيهاش ضحكة ماما ولا حضن بابا، مفيهاش دوشة اخواتي، حتى انا نفسي المفروض اكون حنان تانية
- ها يلا بسرعة غيري علشان تختاري الفيلم اللي هنسمعه
هزيت راسي ودخلت، دقيقة والباب خبط وبعدين دخل
- عاوز اتكلم معاكي
متكلمتش، سيبت اللي في ايدي وقعدت على السرير
قعد جمبي وباصصلي، سكت شوية لدرجة اني كنت هتكلم لما حسيت بملل، حاولت اسكت بس مقدرتش، كل شوية ارفع عيني الاقيه باصصلي وساكت
آخر مازهقت قولتله - انا سامعة
- وانا تايه
رفعت عيني ليه وتنحت، مسك ايدي فانتفضت، من الخضة مقدرتش اسحبها من ايده
اتكلم - اكيد شيفاني واحد رخم اترفض اكتر من مرة ولسه فيه نفس برضو، او ممكن شيفاني بعاند او حتى بحاول اوفي قسم أخدته على نفسي بإنك تكوني ليا، بس انا لا رخم ولا بعاند ولا كنت قادر اعافر حتى، هو بس الرزق بيجي بسعي ودعاء، وانا دعيت وسعيت
سألته - ليه ؟
- ايه اللي ليه ؟
- دعيت ليه وسعيت ليه ؟
ابتسم - هقولك بعدين، انا بس كنت عاوز اوعدك اني هتقي الله فيكي
سكت شوية وبعدين قال - واوعدك كمان هتحبيني
لما ملقاش رد وقف - يلا بقى أقسم بالله جوعت، انا لما بجوع بتعصب
خوفت - ولما بتتعصب بتعمل ايه !
- بحضن
داريت وشي بإيديا الاتنين وانا بشهق، كنت سامعة صوت ضحكته وهو خارج من الاوضة، اتنفست أول مالباب اتقفل، لما خلصت وخرجت لاقيته مجهز الأكل ومستنيني
قالي بسرعة - هموت من الجوع بسببك
اول ماقعدت قرب مني - يعني بقالك ساعة ونص جوه علشان تلبسي الاسدال !
- ايه !
- بقولك جعان، يلا ناكل بقى
كنت هضحك من طريقته في الكلام، معرفش والله بكرة ممكن يحصل ايه، بس حالياً دي بقت حياتي والمفروض اتقبلها
اسبوع واحد ونزل الشغل، الأول كان بيخبط على اوضة الاطفال يصحيني علشان الفطار، كنت بتحرج اوي لما بلاقيه هو جهزه، دلوقت مبقتش احس بيه وهو نازل، بحاول اظبط المنبه علشان اقوم اجهزه قبل ماينزل ومبصحاش برضو، مكانش قدامي غير ماما اخليها تتصل بيا تصحيني، ماما بتقول ان الموضوع عاوز تعود مش أكتر، وتقريبا اتعودت اصحى بدري
- أنا بفطر في الشغل على فكرة، ملهاش لازمة تتعبي نفسك وتصحي بدري
- ماما بتقول ان مينفعش حد ينزل من غير فطار
- طب ماهي ماما بتقول اني بحبك، اشمعنى مسمعتيش كلامها في دي !
كان وشه بيضحك، بس انا سيبت اللي في ايدي واتكلمت جد - ممكن تديني وقت، عاوزة وقت بس
ابتسملي - انا بهزر والله، انا كنت عاوزك تبقي ليا وحققت اللي عاوزه، يعني انا دلوقت حققت حلمي، بالنسبة لحلم انك تحبيني بقى، هيتحقق غصب عنه هو كمان، اديني انتي وقت
- انت بتعمل كده ليه ؟
- ماانا ممكن اقولك علشان بحبك وايدك هتترعش وهتتبهدلي
ضحكت وكانت اول مرة اضحك على حاجة بيقولها، الكلام معاه حلو، اقصد مش ممل، اقصد يعني انه.. هو انا كنت معترضة عليه ليه !
بليل خبط على باب الأوضة جامد، فتحت وانا مخضوضة - في ايه !
- انتي بتسألي !!
- حصل ايه عل..
- حصل ايه ؟ انتي اللي اكلتي الشيبسي اللي كان على التلاجة صح ؟ انا بسأل ليه مفيش حد غيرك هنا
تنحت وبؤي اتفتح من الصدمة - انت ب..
- انا ايه بقى، دا انا عاينه علشان اتسلى بيه بليل، اومال ايه بقى مبحبش الشيبسي متعملش حسابي معاك
وشه كان بيتكلم جد، مكنتش قادرة انطق
- وديتي الشيبسي فين يالصة ؟
سندت على الباب وانا بضحك - انت مش طبيعي
- بصراحة مبقتش اعرف اسمع افلام من غيرك وكنت محروج اقولك كده، فلمقتش غير الطريقة دي علشان تفتحي
ابتسمت - طب انزل هاتلنا شيبسي يلا على مااختار الفيلم.
هو حدد يوم الجمعة للخروج، ويوم الخميس بنروح عند ماما هنا، وماما هناك اسبوع، كنت بفرح اوي لما بلاقيه فرحان، او بمعنى تاني بحس بالذنب لما بحسه مهموم بسببي، اول مرة صحيت بدري علشان اجهزله الفطار، اني اكوي هدومه بليل ويصحى الصبح وكإنه متفاجئ فبيخبط على باب الاوضة ويشكرني، بحب نفسي لما بيفرح بسببي، هو مش وحش خالص والله، المشكلة اني مكنتش مستعدة لكل ده، او كنت حساه اجبار عليا، فمكنتش قادرة اتقبله
حرك الازازة - انا اللي هسأل
- هو مفيش غيرنا اصلا، فانا هسألك مرة وانت مرة وملهاش لازمة الازازة خالص
- احسن برضو
- يلا اسأل
- انتي فرحانة ؟
بصيتله شوية وكنت عاوزة اقوله المهم انت فرحان ؟ بس هو انا مش زعلانة، بالعكس انا بدأت احب الحياة كده، 4 شهور اللي عيشتهم هنا معتقدش في يوم نمت فيه زعلانة
هزيت راسي وانا ببتسم، سألته - ايه أكتر حاجة بتخاف منها ؟
- انك متحبنيش
ضحك فجأة وسألني - انتي بقى بتخافي من ايه ؟
- بخاف من الضلمة، والأماكن الضيقة، والأماكن العالية، بخاف من كل الحيوانات حتى القطط، بخاف..
سكت لما لاقيته باصصلي وبيبتسم، سألته - بتبصلي كده ليه ؟
- بحبك.
كان اول مرة قلبي ينبض بالطريقة دي، وكانت اول مرة اشوفه حلو بالطريقة دي، واول مرة اكون عاوزة اقوله وانا بحبك علشان بس يبتسم، انا مش بكرهه، هو يمكن مش حاسة ناحيته احساس الحب الكبير اللي بحلم بيه
- حبتيه ؟
- بحترمه
- يعني محبتهوش !!
- عارفة ياماما، طلع في مشاعر تانية بتريح اكتر من الحب كمان، هو يمكن حاسس ناحيتي حب، انا حاسة تجاهه مودة ورحمة واحترام وكل المشاعر الحلوة اللي ممكن تتحس، الحب مش كل حاجة وعلى فكرة أحمد يتحب.
وانا راجعة من عند ماما كنت بفكر في كل اللي قولته، كنت ببصله طول الطريق وعقلي مش راضي يوقف تفكير، قربنا نكمل الشهر الخامس مع بعض وشيفاه شريك اكتر من حبيب، ماما بتقول ان ده كفاية، وبتقول كمان ان مش كل البنات محظوظة ان حبيبها ينفع يكون شريك
- قلبك طلع صعب اوي، دا كله ومش عاوز يرضى
- ياماما والله غصب عني، عارفة انا راسمة حاج..
زعقت - اخرجي من جو الروايات دي بقى، الحب في الروايات حاجة وفي الواقع حاجة، خوفك عليه حب، انك بتستنيه ده حب، لما قلقتي عليه يوم مااتأخر حب، انك عاوزاه يرضى حب
- بس انا..
- بس انتي هبلة ومعتقدة ان الحب حاجة بتتلمس
مسكت ايدي - ممكن ياخد أشكال تانية غير القصص والروايات، عاوزة دليل انك بتحبيه ؟ فكري انك ممكن تفقديه وشوفي هتحسي بإيه !
لما ماما مشيت فضلت مستنياه، هو الوحيد اللي ممكن يجاوب على كل ده، المصيبة اني اختارت الفيلم على مايجي، جهزت كل حاجة زي مابيحبها وكإني حفظت، هو صح انا كنت فاكرة ان الحب حاجة بتتلمس !
قلبي نبض جامد لما الباب خبط، وكإني بشوفه لأول مرة، هيبتسملي وهيدخل يغير، هيقولي استني هصلي ونجهز الأكل سوا، فاانا هجهز الأكل على مايصلي، وزي كل يوم هيقف قدام المطبخ وهو بيبتسم " مستنتيش ليه ؟ "
لأ انا مش عاوزة افقده، انا خلاص حبيت حياتي كده، أقصد حبيته
- ساكتة ليه ؟
- هه !
- وكمان سرحانة ؟ بتفكري في ايه ؟
سألته من غير ماأفكر - هو الحب حلو ؟
- زي عيونك بالظبط والله
تنحت من رده، بعدين بصيت للأكل وسكت
اليومين اللي بعد كده كنت بفكر اقوله اني بحبه ازاي، يعني اللي هو اوقفه واقوله " احمااا انا بحبك " ، لأ مش حلوة
او ممكن واحنا بنسمع فيلم اقولها بسرعة واكمل الفيلم عادي ولا كإن حصل حاجة، طب ماهو انا بتوتر ياغبية لما بيبصلي، خلاص بلاش الفكرتين دول ممكن أ..
- انتي حرقتي القميص !!
ماهو انا ملقتش غير الطريقة دي علشان اقوله بحبك، كده هو متعصب وممكن اقوله بحبك عادي، غير كده بيبصلي بمحن وبتوتر
ابتسمت - انت شايف ايه ؟
- انتي فرحانة كمان ! حرقتيه وفرحانة !
- فدايا.
- متعصبنيش
- ولما بتتعصب بتعمل ايه ؟
قال بسرعة - بحض..
سكت فجأة وبعدين اتكلم - يووه مش وقته
- مش وقته ليه ؟
- علشان احنا بنتخا... نعم ؟
- بقول مش وقته ليه ؟ انت بتحضن لما بتتعصب وانت دلوقت متعصب
القميص وقع من ايده - ايه !
- ايه انت" حتى قبل أن التقيك، لم نكن أغراباٌ "
#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد
YOU ARE READING
أسميته أحمد 🍁
General Fiction"حتى قبل أن ألتقيك لم نكن أغراباً" مجموعة اسكربتات للكاتبة حنان سعيد و اسم الاسكربتات دي "أسميته أحمد" و بالمناسبة الكاتبة نزلت لحد الوقتي روايتين و هما حلوين جداً الرواية 1 : اسمها "أولى أجنحة" الرواية 2 : اسمها "منتصف الدرج"