" 32 "

672 53 0
                                    

- هو أنت قلقان كده ليه ! هي نتيجة كاس العالم !
- معرفش هتبطلي هزار امتى والله
- يعني الوقت اللي قعدناه نستنى التحاليل ده، مش كان اولى كلنا فيه شاورما ؟
بص ليا بعصبية علشان أسكت، فقولتله بصوت واطي - طب حواوشي طيب
سكتنا شوية وبعدين همست - أحماا
- ايه ياحبيبي
- انا لو طلعت مبخلفش مش هترميني في دار المسنين صح ؟
كنت بهزر بس وشه قلب ألوان معرفش ليه
- هو أنت متعصب كده ليه يا أحمد ؟
- ممكن تسكتي شوية  ؟
- أتحرق والله
ضحك - إجعل إستحمالي ليها تكفير عن ذنوبي يارب
شوية والممرضة جت قالت إن النتيجة هتطلع بكرة، وطبعاً مقدرتش أسأله متضايق كده ليه !
- ها يلا صالحني واعزمني بره وانا هتصالح وكده
- لا إحنا نروح علشان هموت واشدك من شعرك
- هااا !! مسمحلكش
- كلمة كمان وهشده في الشارع
- طب نشرب عصير طيب
- حنان !
- قصب اللي مبحبهوش وراضية والله
هو متعصب كده ليه ! دا كله علشان سحبت منه دم ! أومال انا ممرضة ليه، ماهو علشان اسحب منه دم، يعني كنت أسيب الممرضة تمسك ايده وتسحب هي ! كنت قتلته
- إنت زعلان علشان سحبت منك دم
- ياإلهي ياولي الصابرين
- انت بتفكر في الأطفال من دلوقت ليه ! انا حرماك من حاجة ؟
- المفروض ان فات سنة والمفروض نقلق !
- انا مش بتاعة حمل وخلفة والله اسمع مني، طب فكر معايا بهدوء، انا اقل حاجة بتتعبني تفتكر هستحمل التعب اللي بيشوفوه ! طب انت متخيل شكلي لما بطني تكبر وابقى شبه البطة البلدي ! ما انا حلوة وانا كده يا أحمااا ! يالهوي طب متخيل انك تصحي من النوم علشان البيبي بيعيط ! انا كحنان لو إبني صحاني من النوم علشان بيعيط هقتله وأكمل نوم
- ممكن تتكلمي دقيقة واحدة جد ؟
- طب والله مابهزر، انا مش بتاعة حمل يا أحمد، نحب بعض أيوة، نتجوز معنديش مشكلة، أشيل مسئولية البيت وهاجي على نفسي وأوافق، انما اجيب أطفال !
سكت شوية وبعدين إتكلم بهدوء - بس أنا عاوز
قلبي وجعني وقتها اوي، ومش عارفة علشان كان زعلان ولا لإني فعلا بتكلم جد ومش عاوزة، لأ مش حكاية مش عاوزة، انا عاوزة اطفال بس مش عاوزة أتعب
- طب ما أنا بصحيك من النوم بالعافية، وبعيطلك علشان تجبلي حاجة، وبزن على دماغك علشان توافق على أي حاجة، باخد كل يوم مصروف الصبح غير مصروف البيت، بتجبلي شيبسي والحاجات اللي بتموت دي وانت طالع، بلعب معاك لعبة القطر، بلعب ولا مبلعبش ؟ حرمالك من حاجة أنا
ضحك - صبرني يارب
- شوفت ؟ يبقى مش حرماك من حاجة
هو فعلاً أنا معرفش ايه سبب التأخير، ومش هنكر إني نفسي قلقت، بس انا حابة الحياة كده اوي، بعدين نبقى نفكر في الأطفال والكلام ده، دلوقت الحياة حلوة وهي كده
- ايه ده ! مسمعتش دوشة وانت داخل يعني، يبقى اتطردت من الشغل
كان قاعد على السرير، وباصص في الأرض
قربت منه - ومبتردش عليا كما..
شهقت - أحمد إنت بتعيط !
قعدت على الأرض قدامه - إيه اللي حصل
بصلي وسكت، فعيطت على عياطه - حد حصله حاجة طيب ؟
مسح وشه وخرج ورق من الشنطة وسابه في إيدي، دي التحاليل !
معرفش إيدي اترعشت وخوفت أفتحها ليه، مش علشان اللي فيها، من عياطه عرفت اللي فيها، بس يمكن خوفت أعرف مين السبب، مفتحتهاش وسيبتها جمبي
إني أكون مش عاوزة أطفال دلوقت حاجة، وإني أُجبر إني مجبش أطفال حاجة تانية خالص، انا كنت هفكر في الموضوع بعدين يارب، مش أتحرم منه كله !
- إنت بتعيط علشان كده ! تصدق بالله توقعت حد مات !
- حد مش هيجي
اتنهدت - هنعترض يعني ؟ ثم إن إحنا لو عاوزين هنشوف فين المشكلة وهتتحل، مفيش حاجة تستاهل تعيط علشانها يعني، بكرة هنرو..
- العيب فيا
- مسمهاش عيب ياأحمد، مسمهاش عيب
مسك إيدي ووقف ووقفني - من غير حوارات أفلام وروايات، أنا اصلا مش قادر أفكر في كلام أقوله، روحي
- أروح فين !
ساب إيدي - إنتي طالق
الكلام بيحي وبيموت كمان والله، كلمة ممكن ترمي الحياة في روح، وكلمة ممكن تنهيها ! ولو أنا مش عاوزة أبقى طالق، ولو أنا عاجبني إني أبقى متقيدة فيه ! حقي في إنه يكون بتاعي فين ! هو مش ربنا ساب في إيدهم قرار الطلاق علشان هما أعقل مننا وبيفكروا ؟ علشان مش ماشين ورا حالتهم المزاجية زينا ؟ طب لو مبيفكرش والمفروض إني مش عاوزة أمشى، إيه الحل !
- حنان عيطي !
- أحمد هيرجعني والله، هو هيهدى وهيرجعني، بس وقتها والله لأندمه
مكنتش قادرة أتنفس وأنا بتكلم، حد كان بيقولي الوجع بيتقل الجسم كله، اكتشفت إنه بيتعب الجسم كله كمان، مش بس القلب بيتوجع، بقالي إسبوع هنا تقريبا مش بتحرك من السرير، بقوم أتوضى وأصلي وبعيط، والله مش عارفة بعيط ليه، انا عارفة إني مهونتش عليه وعارفة إنه تعبان وعارفة إنه غبي ومبيفكرش
- أنا هرجع البيت
سابت اللي في إيدها - بيت إيه ؟
- بيتي ياماما، هرجع لأحمد
- هو كلمك ؟
- مكلمنيش، بس شهور العدة المفروض أقضيها في بيتي، مش الدين بيقول كده !
- إنتي بتهزري صح ؟ هترجعي لوحدك ازاي !
- يا ماما في الدين، شهور العدة بتكون في بيتي مش هنا، وانا هقضي شهور العدة هناك
- بتفكري في ايه ؟
- ولا حاجة، بس استخدم حقه في انه يطلقني، وانا هستخدم حقي في اني ارجع
- وبعد ماترجعي !
- أحمد محتاجني والله
اتنهدت - انتي فعلا مش عاوزة اطفال ؟ هو حررك وبإيدك القرار دلوقت، يعني محدش هيلوم عليكي لو اتجوزتي وقررتي تعيشي، لان احمد اختارلك ده، مش عاوزة أطفال بجد !.
من غير كلام فلسفة، الموضوع صعب جدا، ومش سهل اتنازل عن حاجة زي دي علشان حد، وتقريبا الاسبوع التاني ضاع تفكير في كده، الحب مش كل حاجة، وانا وأحمد مش هنعيش ساندين بعض على طول، حد فينا اكيد هيجيله يوم ويطلع فوق ويسيب التاني من غير سند، ايوة مكنتش عاوزة أطفال دلوقت، بس مش على طول، وكمان والله مستعدة استحمل الوجع ويجيلي بيبي، بس بيبي من أحمد !
أوقات كنت بفكر ان فعلاً الحياة قدامي وممكن اتجوز، وعلشان سكينة الحب سرقاني زي مابيقولوا مكنتش قادرة اتخيل ان ممكن يكون عندي بيبي من شخص غير أحمد
الأطفال رزق، وانا عاوزة رزقي معاه، ولو ربنا حرمني رزقي في الأطفال، فوالله راضية، علشان رزقي فيه كبير، اكبر من اللي استحقه كمان، احنا مش آلات، ومش معنى ان شخص ربنا منعه انه يخلف انه هيتركن وندور على آله غيره
استنيت للصبح وروحتله، كنت بدعي ربنا يكون في الشقة، والله هيفرح لما ارجع انا عارفة، هو اهبل وتعبان دلوقت فمش فاهم هو بيعمل ايه وانا المفروض أفهمه
خبطت على الباب رغم ان معايا مفتاح، خبطت تاني، ورنيت الجرس وخبطت تالت و.. فتح !
وقف شوية وكإنه مصدوم وبعدين وشه ضحك، بص في الأرض زعل وكإنه إفتكر إنه طلقني
- وسع
- نعم ؟
- وسع عاوزة ادخل
اتحرك وهو بيحرك راسه بعدم فهم، دخلت الأوضة وقعدت على السرير، شوية ودخل ورايا، وقف ساند على الدولاب، طبعا هو عاوز تفسير لوجودي، بس اكيد مش هقوله انا رجعت اطلع عينك
- ها، هتنام فين ؟ تختار هنا ولا اوضة الأطفال ولا تنام في الصالة بره ؟
- بتقولي ايه ؟
اتنهدت - كل حاجة لازم اشرحها كده ياربي ! انا كحنان قررت اني هقضي شهور العدة بتاعتي هنا، واتمنى الكل يمبسط من القرار ده
حسيت هموم الدنيا وقعت على كتافه - مفيش لازمة من كل ده ياحنان والله، أنا..
وقفت - لأ، انت هتعمل فيها زعلان علشان تصعب عليا وأمشى، والله أبداً، بما انك بتزعلني كتير وكنت بنام في أوضة الأطفال، فاكر لما كنت بتزعلني؟ فاكر يامفتري ؟ فهنام هناك أنا، يلا يابيبي سلام
سيبته ودخلت الأوضة وقفلت الباب وقعدت أعيط، طب مش كان المفروض دلوقت احضنك واهون عليك !
صحيت الصبح وجهزت الفطار، طبعاً هيرفض يفطر وهيعاملني وحش على أساس أمشى، بس نيڤر والله
- مش هتفطر ؟
وقف قدام باب الشقة - لأ متأخر على الشغل
كنت متوقعة يابرج الطور والله، أخدت السندويتشات وأخدت الشنطة من ايده وحطيتهم فيها - مصحتش من الساعة 7 أنا علشان تقولي مش هفطر، ثم ان الساعة 8 لسه، دا انت كنت بتنزل على الشغل 10 وبتطرد وترجع، من إمتى النشاط ده !
حسيته هيضحك بس كشر فجأة - لو سمحتي ملكيش دعوة لا بفطاري ولا بشغلي
- لو سمحتي ! وفطاري وشغلي ! ايه ياأحمااا مالك !
ضحك - من فضلك ياحنان أ..
- انزل انزل بدل ماتتأخر وتطرد.
أنا مستمتعة والله، يعني قبل ما نتخطب، كان هيقف على راسه علشان أحبه، حالياً انا اللي واقفة على راسي علشان يرضى، هو اصلا اصلا ميقدرش يعيش من غيري، وكمان ..
- من فضلك اكويلي القميص ده
- تخبط على الباب بعد كده
- أنا آسف والله، ممكن..
- لأ مش ممكن، مش الفلبينية اللي هنا أنا، انا جاية اريح دماغي ال 6 شهور دول، هتقولي بقى انا جعان انا عطشان، مش شغلي سوري
قال بصوت واطي - أنا مبعرفش أكوي
أخدت القميص من ايده - كل حاجة حنان، كل حاجة حنان
وقف قدامي - بتعملي كده ليه ؟
- بحبك
كان هيمسك ايدي فرميت القميص في وشه  - لأ، تمسكها في الحرام لأ
ضحك - والله !
وحشتني ضحكتك الله ياخدك، لأ مياخدهوش لأ
إتنهد - إنتي حرة دلوقت، أنا عارف انك بتحبيني، ومش محتاجة أقولك إني بحبك، زي ماانتي عارفة ان الحب مش سبب كافي اننا نكمل، تخيلي بعد 10 سنين ممكن الحب بينا يختفي، هتندمي يومها انك مشوفتيش حياتك، هتندمي انك كملتي معايا وانك ضيعتي عمرك
- 10 سنين ايه ياأحمد، انا بصحى الصبح مش طيقاك أصلا
- يالهوي، نفسي تتكلمي مرة جد قبل ما أموت
بصيت في الأرض - أقولك حاجة ؟ لو اللي حساه ناحيتك حب، كنت أخدت القرار اللي بتقول عليه، مش سهلة على فكرة اننا نتنازل عن الولاد، بس المشكلة ان كل حاجة واقفة عليك، اللي هو بعد سنة انا وأحمد هنعمل كذا، بعد سنتين قررنا نعمل كذا، أحلامي اللي كانت واقفة على ماتيجي علشان تتحقق اكتشفت انك كنت أحلامي وانها اتحققت لما جيت، لو أنت عوضي عن الأطفال فا أنا راضية بالعوض والله، والله راضية.
سكت شوية وبعدين ساب الشقة وخرج !
اتوضيت ودخلت أصلي، دعيت ربنا ينور بصيرته، عيطت كتير اوي قدامه، خلصت صلاة وقعدت على السرير
مكنتش عارفة اتصل بيه اشوفه
فين ولا أعمل ايه !
فتحت كتاب أقرأ فيه على مايجي، شوية وسمعت قفل باب الشقة، مخرجتش فضلت في الأوضة
خبط على الباب، لبست الطرحة ومعرفش ليه قلبي كان بيرقص وقتها، فتحت الباب ووقفت قدامه
كان باصص في الأرض - بتحبيني أوي ؟
- لأ، ويلا علشان بنام بدري
دخل الأوضة وهو بيتنهد - يابنتي ارحميني بقى
- عاوز ايه ؟
- عاوز اقولك إني آسف
- لأ مش مسامحة لأ، أخرج يلا علشان ألملم جرحي وأحضن نفسي وأمشي بعيد
- ياست شيرين
- ياقلبها 
- يعني سامحتيني ؟
- لأ علشان انت غبي
- في واحدة تقول لجوزها انت غبي !
- لما تبقى جوزي ابقى اتعصب واشخط وزعق و..
- انا رديتك على فكرة
ضحكت علشان كنت حاسة - متتعصبش اوي يعني
- بحبك
- انت معتقد اني هسامحك بقى وكده، انا حلفت اني هندمك على اللي عملته ومش بهزر والله
- خلاص بقى
- قال طالق قال ! ، المرة الجاية خد رأيي ياأخي
مسك إيدي - مش هيبقى فيه مرة جاية
سحبتها بسرعة - لأ هتمسك ايدي في الحلال لأ
- انتي وحشتيني
سيبت الكتاب من ايدي - اطلع بره الأوضة
- هحضنك وأخرج
فكيت الطرحة - اطلع بره الأوضة بقول
- حضن واحد والله
فكيت شعري - بره

" حتى قبل أن التقيك، لم نكن أغراباً "

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

أسميته أحمد 🍁Onde as histórias ganham vida. Descobre agora