الفصل الخامس والخمسون "55" ج【1】

ابدأ من البداية
                                    

لن تُنكر إرتجاف قلبها وجسدها وفرحتها الموءدة برُكام الماضي، ليتها تستطيع السعادة كأي فتاة لكن تلك السعادة ستُطمس لا محالة عند معرفته بالمستور.
تسلحت بالقوة وتمالكت مشاعرها ثم أردفت ببطء أخفى كسرت روحها:-
- بس مش قبل ما تحب حد وتطلبه للجواز تكون عارف هو مين.؟!

أكملت بإبتسامة موجوعة وهي ترفع رأسها:-
- أنا صفية بنت الملجأ .. أنا تربية ملاجيء يا دكتور مصطفى أظن دلوقتي لازم تفكر؛ لأن بنت الملاجيء أكيد مش هتناسب جنابك أبدًا..

**************

لن تُنكر، اهتز ثباتها الداخلي وشعرت بذبذبات من الصدمة تجتاحها، لكن مرحَى لها فقد نجحت بجدارة بوأد هذا كله،
أثبتت النظر فيه وعقدت ما بين حابيها متسائلة بعدم فهم:-
- دعارة!! مين شغال وعضو في الدعارة مش فاهمة قصدك مين.؟

اختلج الذي هو في صدره وهو يُدرك أنها تمّوِه عن الحقيقية وتدعي عدم الفهم، نفخ بنفاذ صبر وصاح بهتياج:-
- إنتِ .. أقصد إنتِ إللي شغالة في الدعارة كدا فهمتِ ولا تحبي أوضح أكتر.

وما تلّبثَ إلا يسيرًا ثم رفعت كفها بعزم قوتها ولطمت وجهه لطمة قوية أحدثت صوت رنّ بجوانب الغرفة، قبضت راحتها بقوة ورفعت سبابتها في وجهه وهي تضغط على كل حرف وكأنها تمضي على أشواك:-
- إياك .. اتعديت حدودك يا باشا وواضح إنك مش عارف بتقول أيه علشان تتهمني إتهام زيّ ده ولا علشان أنا تساهلت معاك تزيد فيها .. لا .. لا عاش ولا كان إللي يتهمني في شرفي وأخلاقي، إللي بينا مجرد إتفاق وورقة لمدة معينة ولما تخلص كل واحد هيروح في طريقه، أخويا لما كتب الورقة دي كان يقصد إن يكون في رابط علشان أقعد في بيتك بصفة شرعية ومش يكون في حُرمة، مفيش لا أكتر ولا أقل من كدا لا أنا مراتك ولا هكون في يوم من الأيام وإللي بعمله مش ليك أي علاقة بيه لإما قسمًا برب العباد أخرج من هنا ومحدش هيعرفلي طريق، ودا التحذير الأخير لك يا باشا، أتمنى يبقى في حدود بينا وتحفظ حدودك.

ولم تنتظر رده وخرجت كالعاصفة ينهار من خلفها جبال شامخة، جلس ليث على الفراش بصمت مُطبق وهو يُراجع كلماته وأفعاله، هل منّا نفسه كثيرًا وتجاوز معها، هل فاق بتخيلاته وأحلامه كثير.؟
شكك في الأخبار التي وصلت إليه، من الممكن أن تكون غير صحيحة وأن هناك خطئًا ما!.

هدر بإصرار وقوة:-
- وراكِ يا ليلى وهعرف إللي إنتِ مخبياه ومش هتنازل عن حقي فيكِ، إنتِ حُبي وقلبك من حقي وأنا هعمل المستحيل علشان أفوز بيهم.

خرجت ليلى بعد مُده بعدما ارتدت ملابسها تسير في أحد الحدائق العامة تستنشق الهواء وتفكر مليًا.
جلست على أحد المقاعد وهي تعيد ترتيب الأحداث بداخلها، مزق تلك الخلوة رنين هاتفها اللحوح، أخرجته من جيب سترتها مُجيبة بلهفة وهي تتسائل:-
- هاا في جديد..

قال الطرف الأخر بحماس:-
- جديد وجديد كمان يا دكتورة ليلى، جبت الخلاصة أخيرًا.

وثبت ليلى وهي تهتف بسعادة:-
- قول عالطول يا أخي.

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن