الفصل الرابع والأربعون "44"

3.4K 203 55
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

رواية "الصمت الباكي"
الفصل الرابع والأربعون "44"
«أنا بكرهك»

|قبل القراءة، الڤــــــــــــــــوت يا حلوين|
وعايزة أقولكم مش هتنازل عن 50 لأن التفاعل مش حلو ولا مُنصف ليا ..

= بالليلُ البعيد، أخذ البرقُ يُومِض في الظُلماء، خَلَعَ الإرهاق عليه لِباسه فعاد للمنزل لجَلب بعض الملابس والأشياء قبل العودة إلى العمل مرة أخرى وقبل موعدهم في الصباح الباكر ...
يُقنع قلبه أنه جاء فقط لأجل جلب بعض الأشياء والإطمئنان على والدته .. لا مِن أجل رؤية تلك القاسية التي جافته وإنزوت عنه، أضحى لا يعرفها وكأنها ليست تلك المُستكينة التي قابلها منذ عدة أشهر ..

أصبح هو الأخر عجيب الشأن بتجنُبها ويبيت الليالي بعمله وتارة يأتي بعد مُنتصف الليل فتكون قد آوت لفراشها..
حتى أنه بات يُغاوِر نفسه لئلا يتتبعها فيتبين أمامه الكثير والمستور، فاليبقى المجهول مجهول لكن إلى متى وقلبُه يحثه على إقتحام أسوارها الحصينة..

ولج للمنزل بتباطُء وعينيه تحيدُ بشتى الإتجاهات بعدما غزت رَوْحها بزوايا البيت.
خانته عيناه باحثةً عنها، تسمّر بأرضه حينما وقعت عيناه على هيئتها النارية ..
خصلاتها التي تترائا لعيناهُ الطامعة لمرتها الأولى ..
واللعنة ما هذا اللون الآن؟! بأقصى أخيلته لم يُرادفه هذا اللون، ظل العديد من الليالي يُفكر .. يا تُرى ما لون شعر تلك الغازية؟
أهو أسود، أم بُنيّ، أم بُندقي، حتى أنه تخيله أشقر، لكن خابت جميع ظنونه وهو يرى خصلات تنساب كـ موج البحر الثائر بلونها الأحمر البرتقالي الذي يُشبه الشفق وقت الغروب، مِنْ مَنْ ورِثت هذا اللون، فـ "مؤمن" لا تحمل خصلاته ذات اللون لكن ليلاه فريدة هي من نوعها، وحقًا يليقُ اللون بها ويروق له كثيرًا ...
وآآآهـِ من هذا الرِداء الذي يُماثل لون خصلات شعرها يتمايل عليها بدلال، يضيقُ من الأعلى ويهبط بإتساع إلى كعبيها وتصل أكمامه لمُنتصف ساعديها..

تصاعدت هتافات قلبه تجأر بعشق قد بات يؤرق مضجعه ويسرق النوم من بين جفونه لأجل ليلاه فقط..
بينما قلبها فَـ جملُود صخر لا يشفق عليه قط، لا ترضخ لهواهُ الخفيّ ولا تطرف تجاهه ولو سهوًا ..

نسمة عطرها الذي يُشبه الماء ضربت قلبه، فكانت ناعمة إرتجف لها جسده، ورباه على بشرتها التي تُضاهي الدّمقس بشدة بياضه وصفاءه ونعومته..
تأس "ليث" تلك ليلاكَ فقط ..

تنحنح بصوتٍ مبحوح إثر المشاعر التي إجتاحته ليُعلن عن تواجده، لتُسرع تلك المُتجبرة بوضع قدح الشايّ أمام والدته المُتدثره بدثارها الصوفي ويبدو عليها الشعور بالبرد ..

_ أمسكت "فراولة" بذراع "ليلى" تحثها على البقاء مُردفة: إستني يا ليلو خليكي معايا يا بنتي ..

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن