الفصل الأربعون "40"

Start from the beginning
                                    

فتحه على الفور، ليجد ورقة سميكة بيضاء اللون، التقطها ليقرأ فحواها فقد كانت رسالة غير مؤرخة وبلا عنوان وكُتب بها الآتي، والذي جعل مؤمن على حافة الجنون ونالت منه الدهشة والصدمة ما نالت.

«دون تحية وسلام، أُريد إبلاغك أن نهايتك قاب قوسين أو أدنى، وقذاراتك أنا من سيقوم بالكشف عنها ليُمحى ذكراك وحروف اسمك من الوجود، وسيتم الكشف عن الوجه الأخر للصياد..
أقسم لك يا ابن الصياد أني سأنتقم لأجل كل دمعة تسببت أنت بهطولها من عينيها مؤخرًا، ولتستعد لدمارك الأبدي.»

والتوقيع الذي في ذيل الورقة والذي تسبب بصدمة عميقة قذفته للجات الظلام كان ..... «النمر»

ارتسمت الحيرة والصدمة على صفحة وجهه، وظل يُعيد قراءة الرسالة مرارًا وتكرارًا ليستشف ولو شيئًا واحدًا مما كُتب لكن للأسف الكلمات أشبه بكومة من الرموز المُشفرة.
تزاحمت التساؤلات داخل عقله وأولها ..
"من هو النمر، وما الذي يعرفه عنه، ومن تلك التي يتحدث عنها؟!"

أراح ظهره للخلف واستقر ساعديه على ذراع المقعد وظل يُفكر مليًا بالكثير من الأشياء الغير مُترابطة لكن فجأة وثب من المقعد وذهب حيث ركن بغرفة المكتب خاص بالكثير من أجهزة الحاسوب المحمولة والمُتصلة بكاميرات مراقبة خفية ومُستتره بكل شبر بالغرفة وبعض الأماكن الهامة.
ظل يُشاهد ما حدث أثناء غيابه، ويبحث عن الذي وضع تلك الرسالة على مكتبه، لكن دون فائدة فلم يلحظ شيء يثير الريبة ولا دخول أحد الغرفة.
إذًا كيف وصلت الرسالة إلى سطح المكتب؟!

ظل الكثير من الوقت على هذا الحال يُشاهد مقاطع الكاميرات المُسجلة تارة ويُعيد قراءة الرسالة تارةً أخرى وبالنهاية يذهب عقله إليها قلقًا ويُقلب بين أصابعه تلك القطعة الخشبية التي سقطت منها.

____________________________________________

"الحقُ أحق أن يُتبع"، همست «ليلى» بإصرار وهي تنسحب بهدوء وتعود لغرفتها مُغلقة الباب بإحكام.
جلست بصمت وانجلت على ملامحها مشاعر غير مفهومة بينما أعينها فشاخصة في الفضاء..
عليها التفكير بروية في الخطوة القادمة، وتخطيط ما ستفعله بحذر شديد، خيوط اللعبة بيدها وتشابكت الأمور الآن وأصبحت واضحة..

انتشلها من صومعة شرودها طرق الباب ولم تحتاج إلى الكثير من النباهة لتعلم من الطارق..
فكت وثاق الباب لترى أمامها وجه "فراولة" المُبتسم بوِدْ، بادلتها الإبتسامة على مضض.
لتُفصح "فراولة" عن رغبتها بقولها: يلا تعالي يا ليلو أعرفك على أختي وبنتها دُنيا.

_ما رغبت به أتى سريعًا دون جُهد منها، امتثلت لرغبتها ووافقتها الرأي، قائلة: طبعًا طبعًا يا ماما فراولة ليا الشرف طبعًا.

امسكتها "فراولة" من يدها بحنان وسارت معها للخارج حتى وطئت قدميها دائرتهم الخاصة، عملت عيناها على تأملها برعاية شديدة فدائمًا ما كانت تراها من على بُعد أمتار في الخفاء والآن هي ماثلة أمامها على بُعد إنشات فقط.
تلك الخبيثة الحقيرة تعلم قذارتها جيدًا، ترقبت تلك الأمنية وعملت على تحقيقها والآن يدعمها القدر ويسير مُمسكًا يدها ويُخرج تلك الحقيرة من جُحرها ويُلقيها أمامها.
ويالسخرية القدر، فمن تكون؟! ابنة خالة زوجها المصون!!

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now