الفصل السادس والثلاثون "36"

Ξεκινήστε από την αρχή
                                    

_ أمرك يا باشا ..

= وأثناء الحديث الذي اقتطعته "أسوة" عندما أتت مهرولة نحوه..

أشار "مؤمن" لمعتز بالإنصراف عقب حلولها عليه وتفحصها إياه بنظراتها واتضح لها بالفعل إصابته وتلطخ ملابسه بالدماء بعد محاولات فاشلة في إخفاء أثر الدماء بمعطفه..

_ قالت بخوف رغمًا عنها استشفه مؤمن ودثر قلبه شعور مُغترب عنه: إنت مجروح .. الجرح شكلة كبير .. أيه إللي حصل ومين عمل كدا دي طعنه صح ..

_ نظر إليها نظرات مبهمة، وقال وهو يستدير بضعف غلب عليه لكنه حاول السيطرة لئلا يُعري ضعفه لها: مفيش حاجة ويلا ادخلي ..

= استدار ليراها تركض نحو المُلحق، ليتنهد بعذاب وهو يشعر بالغبطة والحُزن الداخلي على حاله..
صعد لغرفته بضعف وقد تربد لونه إثر نزفه ..

أزال معطفه وبقى بسترته الرصاصية المُتلطخ معظمها بالدماء ..
أوشك على رفعها ليرى الجرح لكنه تفاجأ بمن تقتحم الغرفة وبيدها حقيبة ظهر سوداء...

_ استدار مُعطيًا إياها ظهره وهو يقول بصوت صارم صبغه بالجدية: خير .. في حد بيتهجم على أوض نوم الناس كدا .. معندكيش ذوق يا دكتورة..

_ سارت لتقف أمامه وعينيها لا تبرح عن مكان جرحه وعن دمائه التي تكاثرت بشدة...
جذبته فجأة من ذراعه عنوة، وسارت به نحو الفراش تحثه على الجلوس ..
_ اقعد كدا ..

_ جلس "مؤمن" بطاعة غريبة وهو ينظر إليها مدهوشًا لتتابع هي قائلة: بص اسمع الكلام مرة واحدة بس .. إنت لازم تروح المستشفى ..
_ جعد جبينه وقال بغضب طفيف: مش بروح مستشفيات متحاوليش... ومتتكلميش معايا بالطريقة دي ..
_ قالت بلامبالاة: كنت عارفة إنك هتقول كدا .. عمومًا تمام .. ارقد واخلع ..

_ أفندم..!

_ قالت "أسوة" وهي تستقيم واضعة يدها بخصرها: خلي نيتك صافية ... أنا أقصد ارفع التيشيرت عن الجرح وحاول تستريح علشان أخيطه وأعقمه ..

_ أردف بإبتسامة تهكُمية: لا شكرًا مش عايزين ... أنا هتصرف زي ما اتصرفت الصبح ..

_ انحنت لمستواه واضعة يدها على ركبتيها وهو يجلس أمامها كالتلميذ: هخيط بما يُرضى الله ولا أخيط بردوه بس بما لا يُرضى الله..

_ قال بغضب من نفسه لإنجرافه معها بالحديث وكسر حاجز الحديث الذي كان بينهم: قولت مش عايز وبطلي تكلميني بالطريقة دي أنا مش صاحبك .. شايفك خدتي عليا....

_ استقامت مرة أخرى وأدارت ظهرها له وهي تبتسم بخبث  فلم يعد أمامها غير تلك الطريقة، لتنظر استُجدي نفعًا معه أم ماذا!؟
حاولت تذكر أكثر شيء يُحزنها ويُبكيها فلم تجد سوى طفولتها البائسة، فأخذت الذكريات المؤلمة تتدفق إليها لتنفجر عزيزتنا "أسوة" باكية جزء بتمثيل وجزء حقيقةً ولا نقول غير أنها أجادت التمثيل وبشدة...

الصمت الباكيΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα