الفصل الثلاثون ج ١

Comenzar desde el principio
                                    

الكثير وأكثر ... لكن الطريق إليه مليء بالأشواك كما قال سابقًا .. ومخزون طاقتها على وشك النفاذ..

= مر أكثر من عشرون دقيقة وكلاهما لا يشعران بما حولهم ولم يدركوا ذهاب ياسمينا وصفية..
دقائق اختطفوها من أيام لا ترحم ..
مُغمضة عيناها متشبثة بقميصه بقوة ..
ومؤمن بحالة اللاوعي مُعتقدًا بأنه بأحد تفاصيل حلم وسط كوابيسه البغيضة ..
لا يريد الإستيقاظ وهي لا تريد الإبتعاد ..
لكن للقدر رأي أخر  

صوت إنغلاق الباب بعنف إثر الرياح كان الناقوس الذي جعله يفتح أعينه على وسعيها بصدمة مُدركًا أن هذا ليس أحد الأحلام وإنما واقع صادم له سببه إنفلات مشاعره دون أن يدري ...

سعى لضبط إنفعالاته ومشاعره محاولًا سحب جسده من تلك الهالة التي أصابته، ولا يُصدق ما حدث، ويُحدث نفسه بإصرار بأنه أصبح بخطر عميق يجب التخلص منه على الفور ..

_ أبعدها بعنف عن مرمى يديه، وقال وهو يهزها بعنف ومازالت هي بتخمة تلك المشاعر لم تستفيق بعد: مجرد ما شديتك لحضني رميتي نفسك وكلبشتي فيا .. كنت متأكد من أن ده هيحصل ..
أي حد ترمي نفسك في أحضانه ..
وتابع بصراخ مجنون: يعني لو كان أي حد مكاني كنتِ عملتي نفس العمل ... كنتِ رميتي نفسك في حضنه ..
ليه ... ليه الرُخص ده كله .
قولي عملتي كدا ليه...

_ أفاقت "أسوة" على حِدة كلماته، بل بالأحرى السموم الذي بثقها من فمه لتسري بدمئها حتى تصل لقلبها فتُصِيبه ..

رفعت رأسها، وقالت بكبرياء وبرود: تقدر تقولي إنت عملت كدا ليه الأول ومتقوليش إختبار والكلام الفارغ ده .. أكيد عندك أسباب تانيه ..
وأحب أقولك أنا كمان عندي أسبابي ..
ثم تابعت ببرود أكبر لتجعله على حافة الجنون: وعندك حق فعلًا  لو أي راجل تاني غيرك كنت رميت نفسي بردوه في أحضانه ... معلش بقى أصلي بحب الأحضان أيه إللي مدايقك بقى ..

هُنا ويكفي فقد تعدت الحدود ..
تطاير الشرر من مُقلتيه، وجذبها إليه بعنف ثم همس بفحيح هاديء أثار رُعبها: صدقيني الكلام إللي قولتيه ده هتندمي عليه أشد الندم وخليكي فاكرة كويس ابو ابنك هوصله ولعلمك أنا عارف أنه عايش مش ميت بس إطمني هجيبه واقتله قدام عينك ...
ومعنديش وصف أقولهولك غير إنك رخيصة ..

_ لم تبالي سوى بتلك الكلمة الأخيرة التي أصابتها بمقتل، لكن لن تكون ضعيفة بعد الآن ..
هو من يتعمد جرحها ومن إبتدأ بهذا  .. والبادي أظلم ..
تعلم أن بعد ما ستقوله سيندلع عليها إعصار ناري سيحرقهما معًا ..
وقفت على أطراف أصابعها وبجُرأة غير متوقعه وقوة تُحسد عليها جذبته من ياقة قميصه، وقالت بهمس بارد يُماثل همسه: رخيصة أحسن ما أكون قتالة قُتله...

قالتها وقلبها يتألم فهي ليست ممن يطلقون أحكامهم دون معرفة الحقيقة كاملة..
ضغطت على الجُرح بعنف ومازال  رطب لم يبرأ بعد لينزف بشدة ولن تستطيع إيقاف هذا النزيف الذي سينتنزف مؤمن على الأخير...

الصمت الباكيDonde viven las historias. Descúbrelo ahora