الفصل الثلاثون ج ١

Start from the beginning
                                    

_ رفعت يدها تريد صفعه إلا أنه كان الأسرع وأمسك ذراعها بقسوة
: إياكي ... أقطعهالك يا دكتورة

_ نظرت له بتحدي، وكانت على وشك الحديث ورد الصاغ صاعين لكن حُبست الكلمات داخلها وهو يجذبها بقوة داخل أحضانه ..
فغرت فاهها بصدمة وتلبدت مكانها، ولا تُصدق صدور فعلٌ كهذا منه وبهذا الوقت..
ردة فعله غريبة جدًا!!! ما غرضه من هذا !؟

صباحًا يحتضن تلك الشقراء أمام أنظاري، والآن يجذبني لأستوطن أحضانه...
لماذا لم يُراعي حينها أني زوجته كما يقول، ويحترم هذا ... مع العلم أنِ لم أخدش أسمه ولم أقربه كما يَدعي ..
أهكذا .... دعنا نمرح قليلًا عزيزي مؤمن؟!
ولتكن صدمة مرتدة ..

= لم تنتبه لِـ "صفية" التي وقفت في الجهه المعاكسة خلف النافذة المفتوحة تشاهد ما يحدث بصدمة ...
بعد أن فعل "مؤمن" هذا عن عمد بعدما رأها ليفتعل صدمتها ..
ما جذب إنتباهها حقًا تلك الشقراء "ياسمينا" التي تقف أمام باب الملحق الذي مازال مُئارب بعد إقتحامه ...

_ ابتسمت بمكر ... ورفعت ذراعيها بعد أن إقتربت وانغمست بأحضانه أكثر وأحاطت عنقه بقوة بعدما استقرت رأسها على كتفه براحة ..

صدمته لم تقل عن صدمتها وازدادت معهم صدمات كلًا من "صفية وياسمينا" المُراقبين للموقف بأعين صقر ..

إنتابته مشاعر غامضة واهتز ثباته من فعلتها ... سُرعان ما إنقاد خلف مشاعره الغامضة .. وتبدد "مؤمن الصياد" أدراج الرياح وحَلَّ مكانه شخصًا أخر ..
أغمض عيناه بتأثر وهو يزرعها بأحضانه أكثر وأكثر حتى كاد أن يختفي جسدها الهزيل بين ثناياه..

= بينما "أسوة" فَـ طوف من المشاعر الغريبة أصابتها  المشاعر التي تستنكرها دائمًا والتي تُصيبها بقربه ..
جاهدت لتجاهلها وإنهاء هذا الأمر لكن لم يُطاوعها قلبها الخائن وانصاع إلى قربه لتتناسى الواقع قليلًا وتستمتع باللحظة كما يقولون ...

تنهدت براحة وهي تشعر أن أحزانها تفرقت، والأمان يُحيط بها من كل جانب ..
صاح عقلها .. عن أي أمان تتحدثين!!؟
معه..؟! ..
ومن متى والصياد يُعد مأمن ومئوى لأحدهم..!!؟

لم تختبر هذا الشعور من قبل، فحلاوة هذه الدقائق لا تُقارن بغيرها أبدًا .. ذاك هو حال من لم يضمها أحد طيلة حياتها أم ماذا؟!!
لا والد ولا والدها ولا أخت ولا أخ لها ..
جاهدت دون دعم وسند ... لحظات الضعف التي كانت تنتابها بمفردها كانت تزيلها بضم ذاتها بقوة ..

لكن الآن كل شي مختلف ..
مذاق الألم ... صمته ... غموضه ... قسوته ...وبالأخير أحضانه ...
فاللمرة الأولى يحتضنها أحد بحنان كهذا ...!!!

تشعر أنها تعرفه منذ زمن !! وتريد أن تعلم أكثر عنه ..
تريد فك شفرات الغموض الذي يُحاط بها ..
تريد أن تعلم ما سر تلك القطرات التي رأتها سابقًا !!
فما الذي يجعل رجلٌ مثله يبكي دون أن يشعر !؟
ولماذا بُعِث للأحداث بطفولته؟

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now