الفصل الثامن والعشرون

Start from the beginning
                                    

_ كفكف دموعها، وقال بهدوء: إهدي دا مش وقت الكلام ده علشان صحتك .... نتكلم بعدين..
_ نظرت له بحنان، وقالت بترقب: يعني إنت مصدقني صح؟!

_ صمت وداخله يبكي ... فيا ليته يُصدق، وياليته ينسى ويمحي ما مضى ...
صدقًا يريد أن يُصدق..

_ أخفضت رأسها بحزن فصمته يعني أنه لم يُصدقها..

لقائهم وشوقهم جعلهم يغفلون عما حولهم .. فقد كان العنبر مليء بالمرضى ورفقائهم ومن بينهم العم عثمان وزوجة ولده ... واللذان شاهدوا هذا اللقاء بقلب مُلتاع وأعين دامعة ..

_ نظر "مؤمن" حوله باحثًا عن العم عثمان الذي تقدم إليه ..
إستقام "مؤمن" ووجه تسائلة للعم عثمان بعدما إنزوى به بأحد الزوايا: الدكتور قال أيه؟

_ طمئنه "عثمان" قائلًا: شوية عصبية علشان إللي مرت بيه اليومين إللي فاتوا .. ضغطها نزل
علشان كدا إنهارت..

_ أماء برأسه، وقال بنبرة لا تقبل النقاش: تمام .. عمومًا أنا هنقلها من المخروبة دي علشان أطمن عليها في مستشفى تانيه  ..

_ لم يُعلق "عثمان" وتوجه "مؤمن" إليها ثم حملها برفق، أبت ذلك قائلة: هبقى تقيلة عليك .. وبعدين أنا كويسة أقدر امشي الحمد لله ..

_ أضاف وهو يسير متجهًا للخارج: مفيش مشكلة

_____________________________

فارقت الفراش محاولة هجر الكسل الذي أصابها بعدما أخذت قسطًا وفيرًا من الراحة ..
فقد بقيت مستيقظة منذ أن سمعت كلماته وخروجه من الغرفة ..
تحاول تذكر ما حدث وكيف آل بها الحال ليتواجد معها بنفس الغرفة .. لكن بلا فائدة ..

_ تذكرت الأحداث الماضية ... منذ إختطافها من قِبل هؤلاء المجرمين الثلاثة ثم إنقاذه إياها بعدما تسبب بهذا ..
وإحتجازها بأدلة صريحة بعدما خدعها .. لكن للمرة الثانية يُخلصها مما تسبب به ..
وإنتهى هذا بما حدث أمس والذي لم يكن بالحسبان أبدًا ..
فقد أبلت نفسها بما لا تستطيع مُجابهته .. لكنها ستظل تحارب الضلال للرمق الأخير وستصمد حتى تُنهي هؤلاء المجرمين على الأخير..

_ في باديء الأمر قد حزنت عندما باغتها بهذا الطلب الغامض، وإستغلالها لأجل تحقيق مرادة، فأصبحت كـ أداة بيدة..
لكن لا بأس من هذا إن كان سيُنهي الشر الذي بات يستولي على البلاد...

_ نظرت إلى "يزيد" الذي يغرق بنوم عميق، إقتربت من رأسه وقبلته بحنان: أنا مش خايفة على نفسي... أنا عارفة نهايتي أيه .. أنا لا عندي لا أب ولا أم ولا معروفلي أصل فوجودي زي عدمه عند الناس كلها .. لأن أصلًا محدش مهتم بوجودي..

مررت يدها بخصلاته البنية، وقالت بشرود: لكن إنت مش عايزاك تضيع ولا تمر بحاجة وحشة في حياتك... هعطيك كل إللي أملكه ... وهأمن مستقبل كويس علشان تعيش عمرك كله راسك مرفوع ..

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now