الفصل السادس والعشرون ج٢

3.4K 149 25
                                    


# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة
"نحن نستطيع فعل أضعاف ما يفعلونه، نحن لسنا بحاجة إليهم، نحن أقوى من ذلك"

رواية "الصمت الباكي"
الفصل السادس والعشرون "الجزء الثاني"

_ على مقربة من مبنى مكافحة المخدرات، الذي تقبع بداخله أسوة، يجلس بداخل سيارته السوداء وينبثق من أعيونه التي تقبع خلف نظارته السوداء نظرات باردة، ووجهه خالي من المشاعر؛ أخذت أصابعه تدق بخفه على المقود... فأكثر ما يبغضه "الإنتظار".

_ بينما في الداخل، كانت الفوضى تعم الأرجاء وحالة من الهرج تحتل المكان بعد إختفاء جميع الأدلة التي تُدين "أسوة الخطيب"، حتى أقوالها قد بُدلت
والأحرى من هذا صدور قرار من جهة عُلوى بإحالة العقيد "عاصم الشامي" للتحقيق وذلك بسبب إحتجازه ل"أسوة" دون أدلة وتوجيه إتهام باطل لها، وهذا ما جعل "عاصم" على حافة الجنون..

_ إمتلئت أوردته بالغضب، وعقله يبحث بجميع الإتجاهات لكن بالرغم من هذا خرج صوته هادئًا هدوء ما قبل العاصفة: أنا كدا إتأكدت إن في لعبة بتحصل وفي حد ورا البنت دي غير "محمد الخطيب" وإللي متأكد منه أكتر إنها أصلًا ملهاش علاقة بأبوها ..
في حد تاني ورا الموضوع ده، حد بيلعبنا كلنا على صوابعه؛ حتى شحنة المخدرات إللي تبع الخطيب وإللي كان هيعمل بيها ثفقة العمر إختفت بطريقة مجهولة، والخطيب نفسه إختفى في ظروف غامضة وملوش أثر..
بس أيًا كان مين إللي ورا الأفعال دي أنا وراه والزمن طويل ...

_ بعيدًا عنهم بقليل، وبتلك البقعة المظلمة كانت تجلس بهدوء والإرهاق بادي على قسماتها، ووجهها الذي شارك الكركم بلونه، وشفتيها التي أصبحت گ صحراء جرداء مليئة بالصدوع، وعينيها الذابلة والتي أخذت الحلقات السوداء تدور حولها ..

_ تيقظت حواسها عندما وجدت الباب يُفتح من المؤكد أنه قد جاء وقت محاكمتها المزعومة.
العسكري بجفاء: يلا الظابط عايزك
قامت واقفه وسارت أمامه بإرهاق، محاولة السيطرة على ذاتها كي لا تفقد الوعي..

_ وبعد برهة صغيرة كانت تقف بغرفة هذا الضابط وبالأخص أمامه، وتعجبت كثيرًا من نظراته المصوبه لها نظرات مليئة بالغموض وعدم الفهم لم تستطع فك شفراتها..

_ تشدق بسخرية لازعة: مبروك على البراءه يا دكتورة، شكلك غاليه قوي حتى أخدتي البراءه من قبل ما تروحي المحكمة.
_ عقدت حاجبيها بتعجب ونظرت له بعدم فهم قائلة: مش فاهمة قصدك أيه يا حضرة الظابط؟ تقصد ايه.
_ ابتسم بسخرية: ليه بس كدا يا دكتورة، هتعملي نفسك مش فاهمه حاجه ولا أيه، عمومًا الأدلة إللي ضدك اختفت، وكمان إعترافك اتبدل ولا كأنك قولتي حاجه، والأغرب من كدا إن الظباط إللي كانوا معايا في التحقيق وإللي كتبوا إعترافك كانوا أجازه وبكدا التهمه سقطت عنك ... مبروك يا دكتورة ..

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن