الفصل السادس والعشرون ج١

Start from the beginning
                                    

اندهش من هذا الطفل كثيرًا، فمن الطبيعي أن يبغضه من جفائه الدائم لكن بدلًا من ذلك يُعانقه بهذا الحب ..
رفع يده وربت على ظهره بحنان ورقه ..
قائلًا: ماشي يا بطل ننام سوا أنا كمان مش عارف أنام ..
يزيد ببراءة: خلاص لما ماما أسوة تيجي تنام في حضنها معايا هي بتنيم عالطول ..

توسعت أعيونه بصدمه ولوهله شعر بالتوتر لكنه قال مُغير الحديث: يلا ننام علشان منتأخرش على النوم  أكتر من كدا ..

ثم رفع الغِطاء وأدخل يزيد أسفله الذي مازال مُتمسكًا بعنقه محتضنًا إياه بقوة كأنه يخشى فُقدانه..
واستلقى كلاهما..
تسائل يزيد: عمو مؤمن هي ماما هتيجي بكرا ومش هتسبني صح .. أصل أنا خايف أووي تسبني ومش أشوفها تاني..

صمت الأخر بُرهه لكنه مسد على شعره بحنان وهو يتذكر حالته التي كانت مثل هذه
: الأبطال مش بتخاف يا بطل... ومتخافش ماما هتيجي ومش هتسيبك..
قالها مثل ما كان يقولها للطفل مؤمن مُطمئنًا إياه كي يظل قويًا..
يزيد: بجد يا عمو .. أنت هترجعها..
مؤمن بتأكيد: أيوا هتيجي بكرا... هرجعهالك..

اطمئن الطفل وانغمس بأحضانه أكثر سُرعان ما ذهب بنومٍ عميق..
نظر له مؤمن بهدوء وأحكم الغطاء حوله ..
وذهب هو الآخر بثُبات عميق بعدما قرر النوم التصالح معه ...

**************************

يوم جديد وعلى عملك شهيد، إنجلى الظلام سريعًا وتوارى خلف أشعة الصباح التي تنسجها الشمس على الصفحة الزرقاء ..

استيقظت من نومها على صوت زقزقة العصافير التي تصدر كنغمة متناسقة لا تُمل الأذن من سماعها..
جعدت جبينها بضيق حينما أدركت بزوغ الشمس وسطوعها وقد إنقضى وقت صلاة الفجر..

_ يا الله.. صلاة الفجر فاتتني ... ليه كدا يا ليلى دا هي إللي بتبارك يومك ... يلا قدر الله وما شاء فعل ..
وإن شاء الله مش هتتكرر تاني ..

نظرت إلى ساعتها فوجدتها السابعة والربع..
قامت لتُجهز نفسها وترتدي ملابسها فلديها محاضرة  في تمام الثامنه..
إرتدت ملابس مُحتشمة ومُغلقة كعادتها ..
دريس من قماش الكِتان ذا لون أوف وايت وحجاب فضي اللون زادها جمالًا وإشراقًا..

حملت حقيبتها وكانت على أُهبة الإستعداد كي تخرج من الغرفة..
توقفت بتردد وتنفست بعمق لما هي مُقبلة عليه فهي الآن متزوجة وتقطن مع أشخاص آخرون وليست وحدها كما إعتادت..

خرجت من الغرفة وهي تخطو خطوات هادئة لكنها تصادمت مع الليث وهو في طريق خروجه ..

_ أهداها إبتسامة واسعة قائلًا: صباح الخير يا ليلى..
قالت بنبرة هادئة: صباح النور
_ اقترب منها وتسائل: أيه على فين كدا .. هتروحي الجامعة ولا أيه..؟
_ قالت بإيجاب: أيوا إن شاء الله علشان الأمتحانات بقت على الأبواب خلاص ..
_ ليث: شدي حيلك ... ربنا يعينك.

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now