الفصل الرابع والعشرون

Start from the beginning
                                    

إرتعش وإنتفض جسدها مما سمعته، لا تصدق أذنها ما سمعته للتو، أي مزحة تلك، الأحداث... ومؤمن طفلها البريء...
تحدثت بتِيه بالكاد خرج صوتها: إنت بتقول أيه، أحداث أيه..؟ وعذاب وذلَّ أيه ... أنا معرفش إنت بتتكلم على أيه ..

عثمان: أخوكي من الأب محمد الخطيب اتهم مؤمن بقتل أبوه قاسم الصياد، وبوصاية جامده والاعيب منه دخل مؤمن الأحداث ... وإللي شافه فيها عينك ما تشوف ألا النور..
وكمان كلامه لمؤمن لما حاول يستنجد بيكِ قالوه إن إنتي السبب وإن إنتي مش عايزاه وقولتيله خليه يتعاقب على إللي عمله في أبوه ويرميه في الأحداث..

تخشبت بموضعها، وقد أدركت ما حدث، ولماذا مؤمن كان بهذه الحالة عندما رأته، وكرهه لها وهروبه منها..
ولدها يكرهها ويعتقد أن ما حدث له وتعذبه بحياته بيدها هي وبسببها .... يا الله ..
يا ليت هذا اليوم ما أتى ..
يا ليتني فقدت الحياة بذلك اليوم..

حاولت التحدث لتخرج كلماتها ضعيفة مُتحشرجة: أنا معرفش أي حاجه من إللي قولت عليها دي، دا أنا دورت كتير عليه، واليوم إللي اتقتل فيه قاسم أنا ولدت ولادة مبكرة و.... ثم دخلت بنوبة بكاء حادة..

أشفق عليها عثمان: كفايه يا بنتي علشان صحتك
جميله ببكاء حاد: لا سيبني أكمل وأحكيلك ... حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا محمد، هو إللي دمر حياة إبني ربنا ينتقم منه..
أنا ولدت وبنتي ماتت حتي ما شوفتهاش وقالولي جوزك مات وكمان حتى ما شفتوش ولا وصلتني جثته
وكان أخر أمل ليا هو مؤمن ..
بس هو قالي حاجه زي الأحداث كدا وأنا مصدقتهوش وقولت هو بيكذب عليا ورجع تاني قالي إبنك هرب وطفش في الشوارع بعد ما قتل أبوه ومحدش لاقيه، وأنا كنت لسه والده وبنتي وجوزي ماتوا ونزلت أدور عليه في الشوارع زي الهبلة بس للأسف معرفتش ملقتهوش...
تخيل ان أخسر جوزي حبيبي وبنتي وابني في يوم واحد....ويزداد صراخها بقوة..... يوم واحد يا ناااس يوم واحد أخسرهم فيه كلهم ... المجرم مسبليش حد، دمر حياتي وأنا كنت مفكراه بيحبني وأخويا وهيحميني
ياااما قاسم حذرني منه بس أنا مكونتش بسمعه وأقوله دا أخويا الوحيد...
وفي نفس اليوم مقدرتش أستحمل دا كله ودخلت في غيبوبة سنه كامله ويا ريتني ما فوقت وكنت مت فيها أنا كمان بس للأسف فوقت ولقيت نفسي وحيدة لا قاسم ولا مؤمن ولا حتى إللي كانت في بطني ..
وكمان بعد دا كله ولما ألقي ابني إللي بدور عليه بقالي عشرين سنه وإللي باقي ليا من الدنيا دي يطلع بيكره أمه علشان مفكر إن هي السبب ...
إزداد نحيبها... والله ما كنت أعرف مكانك يا نور عيني ولو كنت أعرف كنت جيتلك لو بسحف سحف
... ليه كدا يا قلب أمك دا إنت إللي باقي ليا .. حقك عليا يا مؤمن إن شالله أنا يا مؤمن ...

نظرت لعثمان وتحدثت بغير ترابط: أنا شوفته كانت إيده بترتعش ونفسه سريع وصدره بينزل ويطلع ... كان في حاجه بتوجعه... كان موجوع ... لو تعرف نظرته ليا كانت إزاي.. نظره كلها وجع... وهرب مني عالطول .. حتي مش رضى يخليني ألمسه... كان نفسي ألمسه قوووي والله ... بس هو هرب مني... كان نفسي أخده في حضني..
وتصرخ صرخة هزت أرجاء المكان: مؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤمن

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now