الفوز بمن تحب... الفرحة التي يتعثر العقل في تصديقها... السعادة التي تغمر روحك لمجرد التفكير بأنك تجهز كل شيء لعرسك... نعم عرسك.. بل ليس فقط عرسك... بل عرسك من نصفك الآخر.. عاشقك المجنون
مجموعة رائعة من المشاعر المختلطة لا ينعم بها سوى العاشق
أنتهت مراسم الخطوبة معلنة بدأ العد التنازلي لهذا اليوم المنتظر... هذا اليوم التي سيعلن أمام جميع زواج السيد والسيدة إبيليجيكي
سلم عمر على توركان مقبلاً يدها وهي مسحت على شعره
- لا تحزن إبنتي... لم أراها سعيدة مثل الآن
- لن تحزن مجدداً أبداً...مضى وقت الحزن
بعد أن صافح الجميع بعضهم تحدثت ناريمان بصوت مرتفع قليلاً وهي تبتسم
- لنترك العاشقان لوحدهما... ونبدأ أحاديثنا
أبتسمت توركان وأعلنت التأييد
- برأيي أيضاً.. لنخرج إلى الحديقة
- دعي العاشقان في الحديقة أفضل
قررت دفنه التحدث أخيراً
- حسناً سنجلس في الحديقة
خرجوا إلى الحديقة وأخذ عمر مكانه على المقعد قبل أن تجلس دفنه موضعة رأسها على كتفه وتلاعبت أبتسامة كبيرة على شفتيها
- نحن سنتزوج... مازلت لا أصدق
- نعم أتزوج ومن أجمل بنت في العالم أجمع
رفعت رأسها وتحدثت وهي تتأمل وجهه
- سأخبرك سراً
- حسناً... أسمعكِ
- لقد رأيتك قبل أن نعمل معاً
- ماذا؟؟!... كيف؟؟!
- لقد رأيتك وأنت في أحدى أجتماعاتك في مانو... كنت أرى في وجهك علامات الغموض والكبرياء... نبرة صوتك كانت كافية لبعلم الجميع بكم الثقة بالنفس التي لديك.. علمت من كلام السيد سنان أنه أجتماع هام وبالطبع ربح دهاء السينيور ولكنني لم ألاحظ سوى إبتسامة هادئة وواثقة ترتسم بدقة و بجاذبية على شفتيك وكأنك تلقي التحية على أحدهم
لا أنكر أنني تعجبت من أهتمامي الشديد بك ولكنني دون أن أدرك تسائلت عن هويتك وكل ما علمته أنك رئيس شركة باسونيس حاولت معرفة المزيد ولكن فشلت ولم تغب عن رأسي في تلك الليلة ..ولكن بقى هذا الأمير الوسيم مبهماً لأنني لم أراك بعدها مجدداً... وعندما أبلغتني إيما أنني سأعمل في باسونيس كمساعدة مدير لم أتخيل أنه أنت.. ولكنني تلقيت أجمل صدمة في حياتي عندما رأيتك في أول يوم عمل.. وعندما ذهبنا إلى الشركة كنت أتأمل معاملتك للموظفين الجادة وحينها علمت من هو سينيور إبيليجيكي او لنقل كنت أعتقد أنني علمت... قضيت طوال اليوم الأول أفكر هل أخبرك أننا تقابلنا ام أصمت.. في الحقيقة لم أكن أعلم كيف سأخبرك من الأساس ولكنني كنت قد تشجعت وقررت أخبارك بعد إستراحة الغداء ولكن عندما قالت داريا أنك مخيف جداً عندما تغضب قررت التراجع خوفاً منك
زادت إبتسامتها إتساعاً وهي تنظر داخل عينيه
- ولكننا نتزوج الآن لذا كان يجب أخبارك أنني أحبك منذ لقائنا الأول إيها الوسيم الغامض
- وأنا أيضاً أحببتكِ منذ أول يوم عمل أسمي كان يجعل قلبي يخفق بشدة عندما أسمعه منكِ... عندما رأيت سنان يراقصك كنت أحترق غضباً..وغيرة... كنتِ تسيطرين على عقلي طوال هذه الليلة.. كنت تعاهدت على عدم الوقوع في الحب مرة أخرى ولكن هذه الفتاة وروحها المرحة.. الجميلة لدرجة تخطف أنفاسي.. المشاغبة لدرجة تفقدني صوابي ولكنني أضحك بدلاً من أن أغضب والماهرة في عملها بشكل أسطوري كانت أقوى بكثير من دفاعات قلبي المزيفة لم أتحمل الصمت أكثر...أعترفت أنتي أحبك ليكن هذا أجمل أعتراف في حياتي
أنهى كلماته العاشقة و خيم الصمت على الحديقة لثواني قبل أن يسحب أميرته إلى حضنه وهو يمرر يده صعوداً ونزولاً على ظهرها دافناً أنفه في شعرها الناري الناعم ولكن نجمي قطع لحظاتهم
- أحدهم يحب الآن على الأغلب
إبتعدت دفنه بخجل وهي تبتسم.. أكمل نجمي كلامه بجدية
- هيا لنذهب عمر.. لقد تأخر الوقت كثيراً
أومئ عمر بهدوء
- حسناً عمي قادم
خرج نجمي وتسائلت دفنه بحزن
- هل سترحل؟!
- غالباً
- ألا يمكنك البقاء قليلاً ؟!
- يمكنكِ أنتِ المجئ معي
- لن تقبل جدتي.. لقد كانت غاضبة مني قبل قليلاً
- لا تخافي.. سأطلب منها أنا الإذن
خرج عمر وبجانبه دفنه التي كانت تعانق ناريمان مودعة إياها..أما عمر فتوجه إلى توركان
- خالة توركان هل يمكن أن تذهب دفنه إلى مكان معي
- لا لقد تأخرت صباحاً جداً
- لا تقلقي هي معي
- حسناً أذهبا ولكن لن تتأخرون
- حسناً شكراً لكِ... لا تخافي
عاد عمر مبتسماً إلى دفنه
- سنذهب معاً إلى مكان
- أين؟!
- لن أخبرك الآن...تحملي قليلاً
...............
أخذ عمر دفنه في سيارته متوجهين نحو أحدى مفاجأت عمر وبعد ما يقارب نصف ساعة وصلوا وفور نزلت دفنه ولكنها أصيبت بالدهشة لثواني قبل أن تهمس
- هل جئت إلى هنا لكي أختار قاعة زفافي ؟!
- نعم بالطبع.. ألن تتزوجيني؟!
- عقلي مازال لا يصدق هذا أبداً
أقترب منها وهو يسحبها تجاهه
- دعيه يصدق ويعيش..نحن مازلنا في البداية
- أحاول جاهدة تصديق ما يحدث الآن
دخلت دفنه وصافحت المنظمة بهدوء
- مرحباً
- مرحباً بكِ سيدتي... مبارك لكما
- أشكركِ جزيلاً
- كيف تريدون القاعة؟!
أجاب عمر بهدوء
- هذا الأمر لكِ دفنه..أختاري ما تريدينه
- حسناً أنا أريد الألوان الأبيض والوردي وأيضاً أريد الكثير من الورود لأنني أحبها كثيراً وأريد أن يكون في مكان مفتوح و...
كانت دفنه في قمة حماسها ولهذا كانت تتحدث بسرعة رهيبة والمنظمة تحاول اللحاق بها بصعوبة بالغة وأخيراً أنتهت دفنه من كلامها وبعدها بثواني أعطتها المنظمة صورة لما يجب أن يكون عليه الوضع
- ما رأيك هل هذا مناسب؟!
- رائع للغاية.. كما أريد تماماً
- جميل...ومتي العرس
- نهاية هذا الشهر
- حسناً سيكون كل شيء جاهز.
ألقوا التحية وخرجت دفنه والأبتسامة تنير وجهها وتسائلت
- لما لم تختار؟!.. الجميع يعلم أن ذوقك رفيع
- أريده أن يكون من إختيارك... ليشبهك
- حبيبي... دعني أعترف بالأعتراف الثاني إذاً
- الأعتراف الثاني!!
نعم سأريك شيئاً ولكن لنذهب إلى الساحل
- حسناً هيّا بنا إذن
...........
وصل الثنائي إلى الساحل وجلسوا على أحدى المقاعد وأخرجت دفنه من الحقيبة كُرَّاسة
- أكتب كل لحظاتي الهامة هنا ولقد كتبت أول ورقة بعد شهر من رؤيتك في مانو
أنهت الجملة ثم فتحت الكُرَّاسة وبدأت تقرأ
- الليلة فقط وجدت ميزة للعمل في مانو ...لقد رأيت شاب غامضاً جداً... حسناً ووسيم أيضاً يتحدث بشكل جاد للغاية ...ويملك إبتسامة جذابة لم أرى في حياتي مثلها... لا أعلم لما يخفق قلبي بشدة كلما تذكرته... هل يمكن أنني وقعت في حبه؟!.. لا أظن ذلك ابداً فأنا لم أراه سوى مرة واحدة ولم نتحدث وفي الحقيقة يجب أن أعترف أنني حاولت معرفة اي شيء حوله ولكنني فشلت فأنني لا أعرف أسمه حتى.... على كل حال من الواضح أن هذا الحب المستتر في قلبي لن يرى النور أبداً.. فأنا لم أرى هذا الغامض الوسيم منذ شهر تقريباً
أنتهت من قراءة الورقة وأغلقت الكُرَّاسة مبتسمة وهي تضع رأسها على كتفه
- أنني أتزوج من أميري الغامض الآن
ضمها عمر إلى صدره أكثر
- لم أكن أعلم أن مانو لديه فضل كبير عليّ هكذا... ولكن في الحقيقة أحدهم كان عاشقاً منذ اللقاء الأول ويخفي
أبتسمت بسعادة وهي تعبث بأزرار قميصه
- قصة حبنا غربية كثيراً أليس كذلك؟!
- جميلة ودافئة.. كلانا يحب الآخر بحق
- لم أكن أعلم أنني سأقع في حب شخص مثلك
- مثلي!! كيف ؟!
- مراعي ومهتم كثيراً.. رومانسي للغاية
رفعت رأسها وهي تلعب بشعيرات ذقنه
- وأجمل رجل في هذه الدنيا
- أنظروا إلى الكلام.. أنتِ تلعبين بالنار منذ الصباح
- أسوأ أحتمال أن نحترق... ليكن كذلك
سحبها إليه وأمسك ذقنها
- ليكن برأيي أيضاً
أغلق عينيه وأطبق شفتيه على شفتيها برقة
أبتعد بعدها بثواني
- هيا بنا
- هل سنرحل؟!
- سنرحل من هنا ولكن سأريكِ مكاناً آخر
- جميع أوراقنا السرية تنكشف اليوم غالباً
.....................
بعد نصف ساعة تقريباً كان العاشقان وصلا إلى حديقة قريبة بعض الشيء من غابة الحور الخاصة بأمينة هبط عمر من السيارة وفتح الباب الآخر حتى تتمكن دفنه من النزول
- تفضلي سيدة دفنه
نزلت دفنه من السيارة وتزين محياها إبتسامة هادئة ولكنها تحولت إلى عريضة جداً وهي تقرأ اللافتة الخشبية
- حديقة دفنه إبيليجيكي
نظرت دفنه له وهي تبتسم
- دفنه إبيليجيكي!!
نعم.. ألم تقولين أنكِ ستكونين دفنه إبيليجيكي بعد خطبتنا... ونحن مخطوبان الآن
- نعم... قلت.. وأفتخر بهذا أيضاً
دخلت دفنه تتأمل الحديقة ولكنها تفاجأت بأن الحديقة لا يوجد بها سوى شجر الدفنه
- شجر الدفنه في الحديقة بأكملها...كم أحبه
أبتسم بهدوء وهو يقترب منها
- لقد أقمت غابة وحديقة لأجمل سيدتين في حياتي... حديقة الدفنه وغابات الحور
- هذا أجمل يوم في حياتي..سأفقد عقلي
- لا تحملي قليلاً حتى نتزوج
- لا يمكنني ...أنا أحبك كثيراً.. سأقبلك
ركضت دفنه إليه وكادت أن تقبل وجنتيه ولكنه قبل شفتيها ببطئ ويضم خصرها إليه
أبتعدت بعدها بثواني
- هكذا أجمل برأيي
...............
في قصر السيد هولوصي كان جالساً وهو يلعب الشطرنج مع المعلم صدري ونجمي حتى تسائل بحسرة
- ما هي أخبار حفيدي؟!
أبتسم نجمي بسعادة غامرة
- بخير ..حتي أن سيتزوج في نهاية الشهر
أعلنت ملامح الغضب والدهشة الإمتزاج معاً
- ومتى كنتم تريدون إخباري؟! عندما ينجب أطفالاً
- لا بالطبع كنا سنخبرك ولكن حدث الأمر سريعاً.. لقد تم خطبتهم اليوم صباحاً
- ولم تخبروني؟!! حسناً حسناً فيما بعد نتعاتب ولكن أنا أريد حضور العرس
- ولكن كيف وأنتم متخاصمان؟!
- لا أعلم... ولا يهم يجب أن أحضر عرس حفيدي الوحيد مهما كان الحل
- هذا الأمر أشبه بالمستحيل هولوصي
- لا يوجد مستحيل سنحاول ثلاثتنا معاً حتى نصل إلى حل...لم أحضر خطبته وربما لن أحضر ولادة أبنائه لأحضر عرسه على الأقل
- حسناً حسناً هولوصي ..سنرى.. إلى اللقاء
غادر كلاً منهما إلى منزله وأراح هولوصي رأسه على الكرسي
- تتزوج يا صغيري..وسأكون معك..مهما حدث
..................