الصمت الباكي

By ara90909

549K 20K 3.9K

دراميه. أكشن. غموض.حزينه .والباقى هتعرفوة More

المقدمه
الشخصيات
الفصل الأول
الفصل الثانى
💛🌻
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
❤❤
نبذة ❤
إقتبااااااس 💛
الفصل السادس
إقتباس ❤
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
طلب بسيط😘
مهم جدا
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر💐
نوت 💐
إقتباس....
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
هديه بسيطه 😘😘
سعاده🙉🥳
الفصل التاسع عشر ❤
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
إعتذار😢
الفصل الثاني والعشرون
يا فرحة قلبي💃🙈
إقتباس 🙈
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
أفرحوا معانا 🤩🥳💃
إقتباس..
إقتباس ٢ ..
الفصل الخامس والعشرون
نوفيلا جديد..💃
الصمت الباكي..
الفصل السادس والعشرون ج١
الفراشة البيضاء
الفصل السادس والعشرون ج٢
نوفيلا ..
نوت.
إقتباس من الفصل 27
الفصل السابع والعشرون
الصمت الباكي
الفصل الثامن والعشرون
إعلان
اقتباس
الفصل التاسع والعشرون
إقتباس
الفصل الثلاثون ج ١
الفصل الثلاثون ج٢
#إقتباس
الفصل الواحد والثلاثون
تذكير، وإقتباس
إقتباس 2🔥
إقتباس3 🔥🔥
إقتباس4🔥🔥🔥
إعلان
مـــــــؤمن ...🖤
إعلان 🖤🖇
إعلان الفصل 32 🖇
تذكير بأخر الأحداث والشخصيات😘
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون 33
الفصل الرابع والثلاثون 34
الفصل الخامس والثلاثون "35"
الفصل السادس والثلاثون "36"
إقتباس الفصل 37
الفصل السابع والثلاثون "37"
إقتباس الفصل "38"
الفصل الثامن والثلاثون "38"
إقتباس الفصل "39"
الفصل التاسع والثلاثون"39"
الفصل 40
إعتذار💔
الفصل الأربعون "40"
عودة 💛🌾
الفصل الواحد والأربعون "41"
الفصل الثاني والأربعون "42"
إقتباس الفصل "43"
إستطلاع رأي 😁
الفصل الثالث والأربعون "43"
إقتباس الفصل "44"
الفصل الرابع والأربعون "44"
يا مُعين 😌
الفصل الخامس والأبعون "45" ج1
الفصل الخامس والأربعون "45" ج2
إقتباس الفصل 46
الفصل السادس والأربعون "46"
إقتباس الفصل 47
الفصل السابع والأربعون "47"
الفصل الثامن والأربعون "48"
الفصل التاسع والأربعون "49"
إقتباس من الفصل "50"
🖤🍂.
الفصل الخمسون "50"
الفصل الواحد والخمسون "51" ج(1)
الفصل الواحد والخمسون ج[2]
الفصل الثاني والخمسون "52"
إقتباس
آسفة 💔
مهم جدًا جدًا بخصوص الرواية 🖇
مهم جدًا 🖇🙈
إقتباس الفصل 54
الفصل الثالث والخمسون "53"
الفصل الرابع والخمسون "54"
إقتباس "55"
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【1】
نوت.
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【3】
الفصل الخامس والخمسون "55"【4】
إعتذار.
نواصل 🌻
إقتباس الفصل "56"
الفصل السادس والخمسون "56" ج1
الفصل السادس والخمسون "56" ج2
الفصل السادس والخمسون "56" ج3
الفصل السابع والخمسون "57" ج1
مهم .. مواعيد الرواية
الفصل السابع والخمسون "57" ج2
الفصل الثامن والخمسون "58"
بُكرا
الفصل التاسع والخمسون "59"
الفصل الستون "60"
إقتباس.🔥
الفصل الواحد والستون "61"
إقتباس ناري من الفصل "62"🔥
🥺💔
الفصل الثاني والستون "62" ج1
الفصل الثاني والستون "62" ج2
إقتباس🔥
مواعيد .. ومهم جدًا..
الفصل الثالث والستون "63" ج1
الفصل الثالث والستون "63" ج2
ياريت الكل يجمع هنا..
نقطة ومن أول السطر.
إقتباس🔥
ما قبل الأخير.☄
الفصل الرابع والستون "64"
مهم 💯 .
مهم🤒
الفصل الخامس والستون "65" والأخـــيــــر.
إقتباس أخير🔥
آخر إقتباس ناري للرواية🔥
الخاتمة
مهم 🥰
الجزء الثاني 🔥
إقتباس ٢💣
مهم جدًا جدًا جدًا جدًا
مهم 👀
مهم جدًا 👀
تعالوا هنا 👀
مفاجأة 🥳

الفصل الخامس والخمسون "55" ج【2】

3.5K 205 22
By ara90909

- بسم الله الرحمن الرحيم
- استغفروا الله
- لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

[قبل ما تقرأي الفصل روحي إقرأي الوِرد بتاعك في المصحف لو لسه ما قرأتي، هاتيجي تلاقي الفصل مستنيكِ يا حلوة🤭]

الفصل الخامس والخمسون "55" ج[2]
"الغيرة سعيرٌ حارق"

تجلت مشاعر عدة على صفحة وجهها حينها كان مؤمن يتفحص الهاتف بقلب مضطرب، تعجبت شذى من تعابير وجه أسوة فاقتربت منها ممسكة بذراعها وقالت:-
- في حاجة يا أسوة، خير يا بنتي وشك اتخطف كدا ليه.!

انتبهت من العواصف التي تأخذها ما بين مدٍ وجزر، تنحنحت وهي تُجبر إبتسامة على الإنبلاج، وهمست بمشاعر فاترة:-
- أنا لا مفيش أيّ حاجة أنا كويسة جدًا، بس حسيت بدوخة بسيطة كدا والحمد لله بقيت بخير.

- ألف سلامة عليكِ يا أُسوة، المهم يلا استمتعوا بقى ولو احتاجتي أيّ حاجة بس ناديني يا قمري.

حركت أسوة رأسها مرارًا وتكرار وهي تبتسم بمجاملة حتى ذهبت شذى وتلك التي معها ظلت تدير رأسها متأملة متبجحة في هذا الماثل بجانبها..

أغلق مؤمن هاتفه بلا اكتراث والغضب يستعير من عينيه وقد رمت به أمواج الأحداث على برزغ الحيرة، لكن ويلٌ لمن يتجرأ ويقترب من دائرته فهم لا يعلمون مدى مكر الصياد وحِيله في إعتقال فريسته..

التفت بجانبه فوجدها جالسة بسكون غريب وعلى وجهها معركة دائرة بين مشاعر عِدة لكن يغلب عليهم الحزن، وكأن أحدهم أمسك ببحرٍ من الحزن وصبه بقلبها صبًا.
مال نحوها قليلًا وقد رجّ قلبه هالتها، همس مستفسرًا دون أن يشعر:-
- مالك يا ملاك، فيكِ أيه، في حاجة حصلت؟!!

رفعت رأسها مسرعة وتطلعت به عن قُرب بأعين ينبثق منها شرارات من سقر، أحسّت بالهمّ يفيض بداخلها حتى بلغ التراقي، تيار عنيف سيُميته ممات لا قيامة بعده!
أدرك مؤمن ما لفظه فتراجع يُصحح بتوتر:-
- أقصد عسبرة، مالك!

أجابه صمت مُحلى بجحيمها هكذا عينيها تقول ولا يُنبئك مثلُ خبير، نظراتها مبهمة أضرمت النيران بها، هتفت من بين أسنانها وهي تضغط على كل حرف:-
- ولا كلمة يا بتاع ملاك، قسمًا عظمًا لو غلطت بإسمي تاني لتشوف إللي ما تتخيله مني، إنت مفكرني أيه!
إنت إللي مطلعتش سهل ومايه من تحت تبن.

ارتد مؤمن للخلف وهو ينظر من حوله يبحث عن من توبخه لكن لم يجد سواه مقابلها، هزّ رأسه بتيهة واستفهم هو يُأشر بإصبعه على صدره:-
- إنتِ بتكلميني أنا.!!

استشاط غضبها وقبضت على كفيها بشدة ومالبثت إلا أنها ظلت تهرتل وتجود بالكلمات:-
- أبرد إنسان شوفته في حياتي، بتاع البنات وعامل نفسه قال ملوش في الحاجات دي وهو أبو كدا، أنا إللي كنت غبية ومخدوعة فيه، وهو إنسان تحت العادي بدرجات وفاضي من جوا..

رفع إحدى حاجباه بهدوء، ومدّ سبابته يمسح بها على وجنتها فضربت يده تبعدها بقوة، ثم هتفت بشراسة:-
- إياكِ ثم إياكِ تعملها تاني وتلمسني، هقطعلك إيدك دي المرة الجاية.

لم يكن بمزاجٍ أن يبتسم، لكن تعابير وجهها كانت على قلبه كالنسائم الرقراقة، ابتسم وهو يتأمل حمرة الغضب التي طفت على وجهها وتودد إليها بقوله:-
- قوليلي بس عايزة أيه يا عسبرة، ومين زعلك كدا وأنا أطلع روحه.

كظمت وجع قلبها الكهل من أوجاعه، ورفعت رأسها ثم همست بترجي:-
- لو سمحت عايزة أروح أنا إتخنفت، يلا نروح.

صمت قليلًا متأملها وأيقن أنها ليست على ما يُرام، سحب كفها بين كفه فحاولت هي الفكاك لكنه شدد من قبضته مانعًا فرارها، وهتف ليزيد:-
- يلا يا بطل كفاية لعب كدا نلعب وقت تاني.

أتى يزيد على مضض وقال متذمرًا:-
- كمان شوية، إحنا لسه جاين.

سبقت أسوة مؤمن بالرد:-
- زيدو يا حبيبي مرة تانية الوقت إتأخر، اسمع الكلام يا زيدو.

ومدت يدها لتمسكه فتركها ودار ليمين مؤمن ممسكًا بيده، وقال بطفولية:-
- همسك في إيد مومي.

توقف مؤمن بصدمة وأخفض نظراته حيث يزيد، متسائلًا بوجه مبهوت وهو يكرمش جبينه:-
- هو مين البتاع إللي قولته دا لا مؤاخذة يا بطل.!!

- إنت يا مومي طبعًا مش إحنا خلاص بقينا أصحاب..
ونظر الطفل تجاه أسوة وقال:-
- وويسي بتقول مفيش حواجز بين الصحاب.

نظر لأسوة التي تشاهد الموقف بحرقة داخلية، ورفع حاجبه قائلًا:-
- خلاص يا بطل طالما ويسي قالت كدا يبقى أكيد صح.

عاتبت أسوة يزيد بلطف وهي تتمزق لأجل تلك العلاقة التي يُغذيها كل يومٍ يمر عليها، وبالنهاية سيخيب أمل يزيد:-
- كدا غلط يا زيدو، مش ينفع نتكلم كدا مع إللي أكبر مننا.

صمت الطفل بحزن فنظرت هي لمؤمن وقالت بصوتٍ منخفض:-
- يزيد اتعلق بيك ودا غلط عليه، متخلهوش ياخد عليك علشان لما يجي كل شيء ينتهى هيتعذب ويخيب أمله.

انتفخت أوداجه من حديثها السام على قلبه وقال باستنكار:-
- أيه الكلام إللي بتقوليه ده، أيه يخيب أمله دي، وقصدك أيه بالنهاية ومتقوليش إتفاق وغيره!!
وبعدين اضرب الولد ولا أعمل أيه علشان أبعده، كلامك غريب! إنتِ مالك فيكِ أيه، كنتِ كويسة وفجأة اتشقلب حالك وبدأتِ تقولي كلام غريب.

ألقت عليه نظرة سخرية وصمتت، ليواصلوا السير والصمت قد احتلّ الموقف بينما هناك قلوب تبكي لتقطع صمت العقول.
برُقت عيناها حينما لمحت بائع غزل البنات الذي يقف أمام محلّ لبيع فساتين صيفية مزركشة بالورود المتباينة..
وقفت وأجبرت من معها على قطع السير ولم يصدر عنها سوى التأمل بأعين مبهورة لطالما حُرمت من مذاق الطفولة.
التفتت إلى الساحة المقابلة لتجد العديد من ألعاب الأطفال كجزء مخصص للملاهي البراقة.

- في حاجة، وقفتي ليه!!

أفاقت أسوة من حلم طفولتها المغتصب، وتلبدت ملامحها ثم هتفت وهي تحرك رأسها مسرعة:-
- لا لا .. مفيش حاجة، يلا بينا.

وعادت السير ببطء ووفدت جميع الأحداث منذ أن وعَت أعينها على أحداث الدنيا، كل شيء سيء، أيام مريرة حرمتها واغتصبت أقل حقوقها، لم تعلم الراحة طريقها يومًا ما..
آآآآهــٍ من تلك التراكمات والتكتمات التي يكتظ بها وجدانها، تريد صرخة تبلغ عنان السماء لا تنقطع حتى تفرغ ما بجوفها.

لم تشعر بما دار أثناء الطريق كانت بعالم آخر، أفاقت وهي أمام المزرعة، قالت وهي تسحب يدها من يده:-
- أنا هطلع أغير هدومي وهاجي أخد يزيد علشان يغير هدومه وينام.

وتركته وصعدت للأعلى، بينما نظر مؤمن نحو يزيد وهتف:-
- يلا يا بطل تعالى نقعد هنا في الهوا ندردش شوية.

جلس يزيد بفرحة جانبه ثم تسائل بطفولية:-
- عندك أسرار يا مومي.

رفع مؤمن إحدى حاجباه بدهشة، وقال:-
- إنت عندك كام سنة يا بطل.!

- ماما بتقولي سته وداخل على السابعة..

- امم .. طب أنا معنديش أسرار .. إنت بقى عندك.؟

- بصراحة أنا عندي سر يا مومي، سر بقاله يجي ساعتين بس.

اقترب منه مؤمن بتحفز وتسائل بود:-
- طب تقولي السر ده يا بطلي.

وضع يزيد اصبعه على فمه بطفولية وفكر مليًا ثم قال:-
- هو سر، بس إنت صاحبي وهقولك ويبقى سر تمام.

- تمام أكيد .. يلا بقى قولي.

اقترب يزيد من مؤمن ورفع طوله وهو جالس حتى وصل لمستوى أذنه وقال:-
- ماما النهاردة خالتو شذى رسمتلها رسومات كتيرة على إيديها، وكمان كتبت اسمك هنا.

نظر له مؤمن بتركيز وتسائل بفضول:-
- فين يا بطلي، كتبته فين.!

أشار نحو جانب صدره الأيمن بطفولية فابتسم مؤمن ونقل يده الصغيرة نحو الجانب الأيسر وقال:-
- قصدك هنا .. فوق القلب.

- أيوا عند القلب، بس دا سر متقولش لحد بقاا .. وعد.

وضع مؤمن اصبعه بإصبع يزيد وقال مبتسمًا:-
- وعد..

انتبه لخطوات تقترب من مكانهم فرفع بصره ليصرخ قلبه بقوة آلمته حتى أنه قد رفع يده ممسكًا موضعه بألم، فقد غزت أنظاره من توجها ملكة على عرش قلبه، كانت طلتها تنثر بهاءً وجمالًا، جاءت أسوة تسير بقوة خائرة ترتدي ثوبًا خفيف من طبقات التُل الكثيف ذا أكمام تنتهي بإتساع لطيف يصل طوله حتى منتصف ساقها، يثناثر بسائر القماش حبات لامعة كأنها مرايا صغيرة.
خُطفت أنفاسه وأعينه تلتهم تفاصيها بالأخص خصلاتها البُندقية الساحبة لعقله منسدله على ظهرها، وقفت أمامه وقالت بلا اكتراث:-
- يلا يا زيدو علشان تغير وننام، الوقت اتأخر.

قفز يزيد ممسكًا يدها وهتف:-
- إنتِ جميلة أوي يا ويسي.

ابتسمت له بلُطف وقرصت وجنته:-
- عيونك هي الأجمل يا عيون ويسي، يلا بينا.

- تصبح على خير يا مومي.

نظر لأسوة وهو يقول دون تركيز:-
- وإنت من أهله يا بطل.

استدارت أسوة وهي ترمقه شذرًا ليقف خلفها هامسًا ويكاد يجن من طريقتها الجافة معه:-
- عسبرة نيمي يزيد وتعالي علشان عايزك في حاجة مهمة.

- لا .. مفيش بينا كلام.

قال بحسم من بين أسنانه واشكًا أن يفقد زمام نفسه:-
- بقول عايزك، اسمعي الكلام وبلاش دلع.

رمقته بحده ورحلت من أمامه ليتبعها للداخل وهو يُعيد ما حدث يريد التوصل إلى ما أزعجها.
ظل يجوب الردهة الموصلة للغرف ذهابًا وإيابًا ليقف أمام حاجز الدرج الخشبي والذي يطلّ على الطابق السُفلي من المنزل، مرّ ساعة وتلك العنيدة لم تأتِ بعد.!
بعد قليل خرجت من غرفتها وسارت حتى وقفت أمامه ثم عقدت ذراعها وهي تقول ببرود:-
- خير.!

تأمل وجهها الفاتن بقوة يريد سبر أغوارها، وهتف بهدوء:-
- مالك .. بقالي خمس ساعات بسألك، أيه قلب حالك كدا، كنتِ كويسة وفجأة اتغيرتي وبقيتي تقولي كلام غريب.

لم تتغير عن حالة البرود خاصتها بل زادت من الشعر بيتًا حين قالت:-
- ودا إللي عايزني فيه مخصوص، لو كنت أعرف مكونتش جيت، عن أذنك.

واستدارت لتذهب فأمسك رسغها بقوة وجذبها حتى التصقت به وأصبحت محاصرة بين جسده والحاجز الخشبي وخصلات شعرها تتدلى لأسفل.
شهقت بوجل، وضربت صدره وعطره يعانقها وقالت بألم:-
- عايز مني أيه، إنت بتعمل ليه كدا.

اقترب منها أكثر حتى بات لا يفصلهما سوى مقدار حركةٍ واحدة، مرمرت جنبات روحه بتقلباتها تلك، أينقصه همًا فوق كومة همومه، همس وهو يمحو تلك المسافة واضعًا جبينه فوق خاصتها:-
- إنتِ إللي عايزه مني أيه، أبقى كويس معاكِ مش راضيكِ، أبعد عنك وأتجنبك مش راضيكِ، أقسى عليكِ مش راضيكِ..
قوليلي أعمل أيه.!

حاوطها الألم والغيرة سعير تقتل تعقلها، ابتعدت عنه انشًا ورفعت ذراعيها تقبض بكفها بقوة على تلابيب قميصه تجذبه نحوها بشراسة، واندفعت الكلمات من فمها:-
- عيزاك صادق معايا يا بتاع ملاك، بدل المرة تناديني بإسم غير اسمي، وكام مرة أسمعك بتخترف بإسم ملاك وإنت نايم..
كله عندك ملاك .. ملاك .. مين دي إللي مهووس بيها بالطريقة دي، وسبحان الله بمحض الصدفة نقابل من شوية مع حبيبة القلب ملاك تقف تبحلق فيك من غير حياء ولا خِشى..
وبعد ما تمشي تقولي ملاك .. ملاك أنا كرهت الإسم ده كُره.

صرخت بأخر جملة وقد نفرت عروقها وانتفخت أوداجها، أمّا عن بطلنا فالليلة أسعد لياليه، أغمض أعينه وهذا الأحمق الذي خلف أضلعه بات يؤلمه، رباااه حتى الحُب بات يؤلمه ويخمش به دون رحمة .. حتى هدرات السعادة لا يسمح بها.

استرقت النظر إلى وجهه ترى وقع كلماتها الهوجاء عليه، فوجدته على حال لم تفقهها لكن شعرت بيده تزداد قبضًا وحصارًا عليها يجذبها نحوه أكثر ويكبلها بحنان، حرر قيد جفنيه يغوص بعالمه الأخضر بعينيها التي تعكس نظرة وديعة حالمة تقطر طهارة..
كوّب وجهها يُحيط وجنتيها التي احتلها الشفق الأحمر، مسدهما وكأنه يرسم فوقهما طلاسم الحُب خاصتهما ليحصل على تعويذه لا تجعلهم ينفكون عن وادي شوقهم.
همس بحروف مدبلجة لمشاعر جما تخنق القلب تريد التحرر من سجن الصمت، نبرة غشيها الصدق خرجت من قلب رجلًا ثمل القلب والعقل والكيان حد النخاع، رجل عذري القلب لم يمس قلبه طائفٌ من وِد إلا لها، ولم يسكنه الشوق إلا إليها:-
- معرفش ومش هعرف غيرك يا ملاك، في كل مرةٍ لم أقصد بملاك إلاكِ، لا يمتلك قلبي إلا إمرأة واحدة أسرته وهي مازالت نطفة لم يكتب لها الحياة بعد، لا ملاك غيرها.

الحمقاء كانت قد غرقت هي الأخرى بسيل هيامه الذي جرفها معه به وأفل عقلها إلا عنه، لم تدرك أنه قال بين جملتيه كل الحقيقة ولو دققت قليلًا كان قد أقرّ لها كطفلٍ صغير.
هبطت أصابعه تحلّ عقدة فستانها الأمامية فيجأر عقلها بها منتشلها من فيضان غرامه، حاولت إبعاده لكن كان قد كبل يديها، ثم وضع عينه بعينها وردد:-
- متخافيش مش هعمل حاجة، أنا بس عايز أشوف حاجة كدا.

تعجبت من حديثه وعقدت وجهها بعدم فهم وكاد الخجل أن يبتلعها وهو يُبعد طرف فستانها الأيسر فتجحظ عينيها وهي تتذكر وشم اسمه على قلبها، لكن كان قد فات الآوان وهو ينبلج أمامه بكل وضوح، وشم حروف اسمه على بشرتها المرمرية أعلى قلبها، كان دق قلبها يتعالى بالتزامن مع أصابعه التي بدأت تتحسس حروف الأسم ببطء.

قالت بحروف متقطعة وصدرها يعلو ويهبط:-
- أنا ... قولتلهم لا .. بس هما يعني صمموا وقالوا عاداتهم وكدا .. فأنا وافقت علشان محدش يشك زيّ ما إنت قولتلي يعني.

سطعت إبتسامة كانت قد وُأدت من طويل الأزل وشهقت أسوة وقد ضرب جسدها تيار كهربائي سحيق حين شعرت به ينخفض بسرعة البرق ويطبع لثمة رطبة فوق قلبها واسمه، وهمس بجانب أذنها بينما هي تُلمل طرفي الثوب:-
- أحسن حاجة شوفتها بعد عشرين سنة.

هزت كلماته قلبها وهي تتأمل الصدق بأعينه والفرحة التي تفيض منها، لم تعلم أن شيئًا بسيطًا كهذا سيُدخل السرور على قلبه القاحل.
لكن ما جعلها تتقلب على حصير الحيرة حين قال بنبرة غريبة غامضة بعض الشيء تحمل التمني:-
- الأحسن من ده إن يكون موشوم من جوا فوقه .. للأبد.

أتلك جملة عادية أم أنها تحمل معنًا أخر، أمسك كفيها في ظل شرودها وهو يتأمل رسوم الحناء عليهما..
تذكرت أسوة حديث شذى، فقالت بحماس:-
- شذى كتبت حروف اسمك متفرقة بين الرسم وبتتحدى إن أي حد يقدر يخرجها، حاول كدا يلا أما أشوف تقدر تكونه ولا لا..

مال برأسه وهو يسير بأصبعه فوق كفها ببطء وتارةً أخرى يسير بكفه فوق كفها، ضحكت بقوة وهتفت:-
- بلاش تعمل كدا أنا بغير..

- حاضر يا .. يا عروق قلبي.

ظل يدقق برهة قصيرة وهو يُضيق عيناه ثم تحسس موضع بيدها وهمس:-
- أدي الميم 'م'

وانحنى يلثم الموضع بحنان ورقة فابتسمت بخجل وأردفت بحماس:-
- شطور.

بموضع أخر تحسسه برقة وهمس:-
- وأدي الواو المهموزة 'ؤ'

وانحنى يلثم الموضع بحنان ورقة فابتسمت بخجل وهمست:-
- شطور.

بموضع ثالث مرّ بإصبعه فوقه ذهابًا وإيابًا ينظر له نظرة صقر وهمس وهو يضرب جبينه بجبينها بخفة:-
- وأدي الميم التانية 'م'

ثم انحنى يُقبل أصابعها، رفعت أنظارها نحوه وقبل أن تقول كلمة "شطور" سبقها وقال:-
- المرة دي متنفعش شطور حاف كدا.!

نظرت له بتعجب واستفهمت:-
- أمال أيه مش فاهمة.!

دار وجهه وأشار نحو جانب فكه وقال:-
- يلا هنا.

حركت رأسها برفض تام وقالت:-
- لا.

- يلا.

- قولت لأ.

- خلاص يبقى مش هطلع الحرف الباقي وهنمشي الصبح من هنا..

قالت مسرعة:-
- لا لا .. نمشي من هنا لا.

- طب يلا.

اقتربت منه على استحياء ووقفت على أصابع قدميها ثم وشمت قبلة رقيقة فوق لحيته الخفيفة وابتعدت مسرعة لتجده مغلق العينين يشتم رائحة شعرها بنهم.

- يلا مش هتضحك عليا خرج الحرف الأخير.

تمتم بنزق:-
- أيه الفصلان ده .. حقيقي يليق بيها اسم عسبرة عن جدارة.

- بتقول حاجة.

سحب يدها وهتف:-
- بقول هاتي إيدك اطلعه.

سار بإصبعه على بطن كفها بقلب وردة كبيرة وردد وهو يغمز لها:-
- وأدي النون 'ن' .. يبقى كدا أيه.

رددت وهي تطالعه بانبهار:-
- كَلفي.

حرك رأسه بعدم فائدة، ورفع كفها الأيسر وهو يتحسس خنصرها وقال:-
- وهنا حروف الأسم تحت بعضها على الصوبع لأنه الأقرب للقلب.

ضم أصابعه بأصابعها وكأنهم خلقوا ليندمجوا هكذا، واستهام بها وهي تجذبه إليها بسحرها الأخذ فاشتعلت عيناه بما هو فوق الحب، ارتعشت بين يديه فزاد من ضمها، رغبة مُلحة تجذبهم لترجمة حبهم وقد تضعضع ما هو ساكن مستكين، سار بأنفه على طول وجهها هبوطًا بجيدها فأذنت لذراعيها أن تتمسك به كي لا تُسقطها تلك الدوامة العاتية، دعمت نفسها تلف يديها حول عنقه بارتعاش وهو يحتويها كطفلته بحنان وهو يرمقها بهدوء ألهب مشاعرها، فآآه من نظراته تلك والتي تكشف مدى عشقه لها، تلك النظرات التي تجعلها تنزوي في كنف غرامه.
ابتلع ريقه بصعوبة محاولًا التحكم في تلك العاطفة الحارقة التي انفجرت من بقاع الكتمان.
رفرفت بأهدابها عدة مرات وهي تسقط ببئر عاطفته تنهل منه وينهل هو من جنتها بجنون منفلت.
مال إليه وحاصر وقفتها أمام الحاجز بأنفاسه المتسارعة وقد بات يشعر بوخزاتٍ حادة تهاجم قلبه إثر تعالي دقات تصرخ بالعشق .. ما بال هذا الكنود؟
فهل يقتل الدواء المستشفَى به! هي دوائه الذي تصالح معه قريبًا، ألمٌ يستعمر أباجله يصرخ بأنك باخِعٌ لا محالة.
سقطت إبتسامته وهو يشعر بمعدل أنفاسه تقل ويزداد حدة الألم الذي ينعق بلا يأس، علامات الكلال نُقِشت على ملامحه لكن زاد في عناده وهو يجذبها نحو عالمه المعطوب، ثقل جفن أسوة وهو يقترب منها محيطًا وجهها يقصد منهل يستقي منه وهي بأُهبت إستعدادها قد تبرمج عقلها على ما ألقاه له قلبها.
يشعر أن في بُعده هلاكه لكن مُحال .. رهقًا شديدًا حطّ فوقه وتفاقم الألم فما كان عليه إلا أن يبتعد كالملدوغ قبل أن يتأزم الأمر.
تسربت البردوة إليها ففتحت أعينها ببطء لتجده لفظها وابتعد عنها مستديرًا كالمذنب، رجّت الصدمة جسدها وقد فهمت الأمر على نحوٍ أخر.
عبس وجهها وتسائلت بهدوء والظنون تعصف بها:-
- قصدك أيه بالحركة دي. !

كان يقاوم بشدة يريد الفرار من أمامها بأيّ طريقة، حاول تنظيم أنفاسه وقد سيطرت عليه نوبة الألم، حاول صبغ صوته بالبرود إلا أنه خرج رغمًا ضعيفًا:-
- ابعدي عني.

حمم بركانية جرت بعروقها وشعرت بالإهانة الشديدة لإنوثتها، واستخفافًا بها .. خدعها مرةً أخرى وهي بكل سذاجة وقعت بفخه.. المخادع..
كان مارد من نار يتراقص أمام وجهها ولم تشعر إلا وهي تجذبه وبكل ما أوتيت من قوة حطّت على وجهه بصفعة تردد صداها على جدران المنزل، لطمة كانت مُحملة بالخيبة والخذلان والغضب الحارق وعزة نفس وكبرياء منكسر.

كرمش جبينه ونضح العرق يُغرق جبينه وهو بالكاد يحافظ على توازنه كي لا يسقط، استدار يذهب وهو يجاهد فرد ظهره لتخترق آذانه كلماتها المُثقلة بسيل من غضب ماحق:-
- خليك متأكد إن هخليك تندم على الحركة دي الباقي من عمرك.

الوصول لغرفته كان حُلمًا، استند على باب الغرفة بقوة خائرة وهو يضغط على موضوع قلبه بشدة..
أخذ يسعل بقوة وهو يغلق الباب من خلفه، يحاول التقاط أنفاسه الهاربة لكن هيهات..
سقط أرضًا بضعف وقوة خائرة وكل ذرة من جسده تنتفض، جاهد الوقوف والوصل لدوائه بعد أن انسحبت الدماء من وجهه وأصبح يُحاكي شحوب الأموات غير أنه عجز ليميل بألم برز له عروق رقبته ووجه فاستند على الفراش مبتسمًا بوجع على حاله..
فنوبة الألم تلك المرة أتت بفعل الحُب لا الحُزن..
تلك المرة تختلف فليكن ما يكن فداء ملاك.
تلك المرة إن انقضى أجله ستكون على يد الشوق..
حتى السعادة تثور عليه وقد غار الحُزن على قلبه عندما رأى السعادة قد بعثت طائف منها مسّ قلبه المسكين فثار وأقسم بالقصاص والثأر لأجل تلك الخيانة..

يُتبع----
#سارة_نيل

' تعالي هنا يا حلوة قبل ما تمشي متنسيش تخطي
لايك/ڤوت'🤭
دُمتم بوِدْ💛
الفصل النهاردة كان برعاية مؤمن وأسوة.💛
إن شاء الله هيكون في جزء تالت للفصل نكمل فيه الأحداث

Continue Reading

You'll Also Like

1M 60.9K 62
من أرضِ الشجَرة الخبيثة تبدأ الحِكاية.. "العُقاب 13" بقلمي: زاي العَنبري. لا اُحلل اخذ الرواية ونشرها كاملة في الواتباد 🧡.
161K 10K 64
اتقدت أعينها بشرر يُوجُّ بنا'رٍ حامية، وخرجت من خلف هذا الجدار تدك الأرض دكًا ليُصدم بهيئتها المُبعثرة التي كانت كفيلة لتخبره بما يموجُ بقلبها.. لكزت...
130K 9.2K 18
عالمان متباعدان، متنافران، متناقضان تماما، يفصل بينهما الكثير من الحدود والسدود والقيود .. قلبان .. ذاقا مرار الوجد، ووجع الفراق، وخذلان الأحبة، وغر...
915 48 21
عندما تحب تحسب انك امتلكت العالم بحبك لكن عندما تعلم ان للقدر رأي اخر تعلم انك لا تملك اي شئ 🎀😥