الصمت الباكي

By ara90909

549K 20K 3.9K

دراميه. أكشن. غموض.حزينه .والباقى هتعرفوة More

المقدمه
الشخصيات
الفصل الأول
الفصل الثانى
💛🌻
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
❤❤
نبذة ❤
إقتبااااااس 💛
الفصل السادس
إقتباس ❤
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
طلب بسيط😘
مهم جدا
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر💐
نوت 💐
إقتباس....
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
هديه بسيطه 😘😘
سعاده🙉🥳
الفصل التاسع عشر ❤
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
إعتذار😢
الفصل الثاني والعشرون
يا فرحة قلبي💃🙈
إقتباس 🙈
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
أفرحوا معانا 🤩🥳💃
إقتباس..
إقتباس ٢ ..
الفصل الخامس والعشرون
نوفيلا جديد..💃
الصمت الباكي..
الفصل السادس والعشرون ج١
الفراشة البيضاء
الفصل السادس والعشرون ج٢
نوفيلا ..
نوت.
إقتباس من الفصل 27
الفصل السابع والعشرون
الصمت الباكي
الفصل الثامن والعشرون
إعلان
اقتباس
الفصل التاسع والعشرون
إقتباس
الفصل الثلاثون ج ١
الفصل الثلاثون ج٢
#إقتباس
الفصل الواحد والثلاثون
تذكير، وإقتباس
إقتباس 2🔥
إقتباس3 🔥🔥
إقتباس4🔥🔥🔥
إعلان
مـــــــؤمن ...🖤
إعلان 🖤🖇
إعلان الفصل 32 🖇
تذكير بأخر الأحداث والشخصيات😘
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون 33
الفصل الرابع والثلاثون 34
الفصل الخامس والثلاثون "35"
الفصل السادس والثلاثون "36"
إقتباس الفصل 37
الفصل السابع والثلاثون "37"
إقتباس الفصل "38"
الفصل الثامن والثلاثون "38"
إقتباس الفصل "39"
الفصل التاسع والثلاثون"39"
الفصل 40
إعتذار💔
الفصل الأربعون "40"
عودة 💛🌾
الفصل الواحد والأربعون "41"
الفصل الثاني والأربعون "42"
إقتباس الفصل "43"
إستطلاع رأي 😁
الفصل الثالث والأربعون "43"
إقتباس الفصل "44"
الفصل الرابع والأربعون "44"
يا مُعين 😌
الفصل الخامس والأبعون "45" ج1
الفصل الخامس والأربعون "45" ج2
إقتباس الفصل 46
الفصل السادس والأربعون "46"
إقتباس الفصل 47
الفصل السابع والأربعون "47"
الفصل الثامن والأربعون "48"
الفصل التاسع والأربعون "49"
إقتباس من الفصل "50"
🖤🍂.
الفصل الخمسون "50"
الفصل الواحد والخمسون "51" ج(1)
الفصل الواحد والخمسون ج[2]
الفصل الثاني والخمسون "52"
إقتباس
آسفة 💔
مهم جدًا جدًا بخصوص الرواية 🖇
مهم جدًا 🖇🙈
إقتباس الفصل 54
الفصل الرابع والخمسون "54"
إقتباس "55"
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【1】
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【2】
نوت.
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【3】
الفصل الخامس والخمسون "55"【4】
إعتذار.
نواصل 🌻
إقتباس الفصل "56"
الفصل السادس والخمسون "56" ج1
الفصل السادس والخمسون "56" ج2
الفصل السادس والخمسون "56" ج3
الفصل السابع والخمسون "57" ج1
مهم .. مواعيد الرواية
الفصل السابع والخمسون "57" ج2
الفصل الثامن والخمسون "58"
بُكرا
الفصل التاسع والخمسون "59"
الفصل الستون "60"
إقتباس.🔥
الفصل الواحد والستون "61"
إقتباس ناري من الفصل "62"🔥
🥺💔
الفصل الثاني والستون "62" ج1
الفصل الثاني والستون "62" ج2
إقتباس🔥
مواعيد .. ومهم جدًا..
الفصل الثالث والستون "63" ج1
الفصل الثالث والستون "63" ج2
ياريت الكل يجمع هنا..
نقطة ومن أول السطر.
إقتباس🔥
ما قبل الأخير.☄
الفصل الرابع والستون "64"
مهم 💯 .
مهم🤒
الفصل الخامس والستون "65" والأخـــيــــر.
إقتباس أخير🔥
آخر إقتباس ناري للرواية🔥
الخاتمة
مهم 🥰
الجزء الثاني 🔥
إقتباس ٢💣
مهم جدًا جدًا جدًا جدًا
مهم 👀
مهم جدًا 👀
تعالوا هنا 👀
مفاجأة 🥳

الفصل الثالث والخمسون "53"

3.5K 181 25
By ara90909

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

[قبل ما تقرأي الفصل روحي إقرأي الوِرد بتاعك في المصحف لو لسه ما قرأتي، هاتيجي تلاقي الفصل مستنيكِ يا حلوة🤭]

الفصل الثالث والخمسون "53"
"فِبراير العِشق"

اهتزّاز بدنها لا يتوقف، ترتجف كورقة تحت المطر بينما جبينها فصار ينضح بحبات العرق، فُزع على صراخاتها المكتومة وهي بجانبه.
تحولت أنظاره نحوها بصدمة وهي تهلوس بكلمات غير مفهومة، وضع يديه على ذراعيها بخوف يُسكب من قلبه يحاول إيقاظها فيبدو أنها تغوص بكابوس بشع.

- لا .. لا ماتسبنيش، أنا ماليش حد .. علشان خاطري، طب حقك عليا .. لا لا روحت فين.

- خلاص دا كابوس يلا فوقي إنتِ كويسة.

ردد يهمس بأذنها وهو يسحبها نحوه وهي ترتجف بين يديه وتهرتل بكلمات غير مفهومة..

همس لها بخوف وهو يُمسد على وجنتيها:-
- خلاص كفاية فتحي عيونك أنا هنا .. يلا يا عسبرة إنتِ أقوى من دا كله.

سمعت صوته من بعيد فكان بمثابة سراج أضاء لها طريق عودتها، انقشع الظلام وأصبحت تتضح الرؤيا أمامها، وجدت نفسها بين يديه وملامحه المذعورة أمام أنفها، ملأت عينيها منه وبغير تصديق ألقت بنفسها داخل أوطانها الدافئة ومشاعر الرعب تمور بداخلها.
ظلت تسكن بداخلها وهي مُستكينة حتى هدأ روعها، بينما مؤمن فتنفس براحة وسار بيده على رأسها يجمع خصلاتها الهائجة.
- هشش خلاص مفيش أيّ حاجة إنتِ في أمان.

سكن لهيب حرقتها، ودقات قلبها المائجة تتكبكب بصدرها،
رفعت أعيُنها نحوه فسقطت الدموع الحبيسة لتروى حدائق وجنتيها بعد أن أفزعتها الوساوس.
رفعت كفها المُرتعش تتلمس صدره بغير تصديق موضوع الجرح، نهج صدرها من التوتر وجاهدت لتُحافظ على انتظام أنفاسها.

- مالك في أيه، ليه دا كله.؟!

كانت رسالة كفيلة بتعليمها مواطن ضعفها، هو موطن قوتها وموطن ضعفها، انثغر فمها تقول بلوعة:-
- كابوس، كابوس وحش أووي وجع قلبي، الحمد لله إن طلع كابوس أنا حسيت بروحي كانت بتتسحب.

نظر لها بألم وهو يتأمل نقاءها الذي نام على ملامحها البسيطة، مُرتابة، مُنكمشة فقد كانت كقطعة مرمر، كان لسانها سلمًا يترجم عن قلب كان حربًا، تنحنح وأحاط وجنتيها برفق هامسًا بنبرة رقيقة:-
- طب أيه هو الكابوس دا يا عسبرة، يا ترى مين إللي بتحبيه أوي كدا وخايفه عليه.!

أوشكت أن تهرتل بما يؤلم وتنضحه بالكلمات الحادة لكن تذكرت كيف كان يسبح بدماءه الحارّه فلم يهُن عليها أن توجعه وأمسكت يده بيدها التي صحّت وتحركت لتشعر بارتجاف يسرى بكيانه، وقالت بصوت يضفى سعادة:-
- الكابوس ده عرفني كتير أوي وكان بمثابة رسالة ليا وتنبيه علمني كتير أوي يا كَلفي.

قالتها وهي تعود لتنام مرةً أخرى وتسحب الدثار فوقها، رفع حاجبيه بتعجب وتحرك خلفها وهو يتسائل بإلحاح:-
- تقصدي أيه، يعني أيه، دي شتيمه!! معناها أيه.؟

اتسعت إبتسامتها وهمست وهي تُعطي له ظهرها:-
- إيدي بقت كويسة والحمد لله قدرت أحركها.

نجحت في استفزازه فسحبها نحوه لتستدير وأردف وقبس بعينيه يُشعل أضواء جديدة لهم:-
- مش بحب الأسلوب ده، قولي معناها أيه يا عسبرة.
- قول إنتَ الأول معنى عسبرة.!
- لا والله.!
- آه والله.
- عِند دا ولا أيه.!
- إنت إللي بدأت والبادي أظلم يا كَلفي، واحدة قَبل واحدة.

حرك رأسه بإيجاب وفرد ظهره على الفراش وهو ينظر للسقف بشرود وداخله قد استراح قليلًا لأجلها، أصبح لا يُريد شيء سوى أن تبقى هانئة البال، لا يدري كيف حدث هذا..!
لكن مهلًا وهو من متى كان يُريد إذاءها، فما فعله وما يفعله للآن لأجلها .. لها فقط.

- إنت نمت.
- اممم لا، عايزة أيه.

استدارت بتجاهه ثم وضعت رأسها فوق ذراعه وأغمضت جفونها ثم همست:-
- أنا بقيت مرتاحة، بقيت عارفة أنا عايزة أيه،أنا اتشفيت من الحِيرة.

ثم صمتت وأكملت سرًا:-
- إنتَ فقط وكل العالم ضبابي، إنت وبس بقيت عايزة أبنى معاك بيت ولو من البوص بس يكون كله راحة.

غرق داخل عينيها وهو يعلم أنها أيامٌ قصيرة، يتحيّر بين أن يصنع معها ذكريات تكون هي الحلو الوحيد وسط مرّ حياته، أو أن يُبعدها عنه كي لا تتعلق به فيُحزنها ويُخيّب آمالها.

ثم تنهد وقال:-
- يا طول عِلّة قلبي!.

                         ******************

اختلس النظرات إلى ظهرها أمامه بعد أن ألقى على مسامعها ما ألقى، نهج صدره من التوتر وهو يدرك صعوبة ما هم مقبلين عليه..

بينما هي فشاردة وكأنها تُبصر أمامها ما مرّت به منذ أن رأته وقبل ذلك.
لماذا؟!.
لماذا، يعزم دائمًا أن يُصقل الهمّ والحزن بداخلها بعد ظنها أن اليّم قد التقم حزنها وذهب!

التفتت نحوه بأعين مُثقلة بالهم الذي لا يُريد الإنسلاخ عنها، قالت بحُرقة:-
- ليه ...دا كله ليه يا صالح، ليه مُصمم تجرحني وتفتح جروح الماضي.

اقترب منها، جرفها ببصره في لمحة واحدة وجاء يُمسك يدها فارتدت للخلف وهي ترفع يدها بوجهه تهزّ رأسها سلبًا وهي تهتف:-
- لا يا صالح مش قادرة، مش هستحمل لمسة واحدة .. مش قادرة يا صالح إنت بتوجعني أووي.

تمزقت مُضغة يساره بعد أن زُلّت قدمه بعد ثباتها وهو يدرك أنه سيسقط بعد ذلك في غيابات الندم.
قال بنبرة مُشفرة:-
- هنرجع البيت يا سارة وهنعيش زيّ أيّ زوجين وموضوع التلقيح الصناعي مفيش مخلوق يدرى بيه، هيبقى واضح إنك حامل طبيعي..
إللي عايزك تعرفيه إنك نور عين صالح وإن أفضل أموت ولا أئذيكِ يا سارة، كل حاجة هتبقى تمام يا حبيبتي بس ننضف من إللي حولينا، بعدين هتعرفي كل حاجة.
ومتقلقش ندى اتنقلت لمصحة وبدأت مشوار علاجها وأمك موجوده مكانها وبخير.
دلوقتي ركزي معايا وبس وعايزك بس المرة دي تثقي فيا وصدقيني مش هخزلك يا روحي.

تشعر أنها تغرق في ضباب الحيرة، سارت حتى وقفت أمامه تنظر داخل عينيه تبحث عن صدقه حتى استشعرته، محت دمعها ثم رفعت يدها وجذبت حجابها فسقط وتبعه خصلاتها الناعمة تنفرد مترفرفة، وقفت بين يديه وقالت:-
- يبقا أبقى حامل بطريقة طبيعية يا صالح؛ ليه الطريقة الملتوية دي، وقولي أسبابك ماتسبنيش كدا..
ليه إنت عايز ولد!

احتضن ذراعيها وابتسم بعشق وهو يغرق بتفاصيلها، صعّد النظر إليها وصوّبه ثم همس بأذنها:-
- الليدي سارة كبرت وبقت تطلب أشياء كُبار ماكونتش أعرف عنك كدا يا قلب صالح مش كنتِ تقولي من البداية إن إللي مزعلك إن الحمل صناعي مش طبيعي.!

لكزته بكتفه وغضت الطرف عنه بحياء مُبتعدة عنه ليجذبها إليه ثم ينحني يحملها وهتف:-
- هتعرفي إجابة كل الأسئلة دي قريب جدًا ويلا بينا لازم نتفق على شوية حاجات كدا.

- طب ندى فعلًا بدأت تتعالج وهتبقى كويسة.

- وعد مني لكِ يا غالية على قلبي.

وضعها على الفراش ودثرها جيدًا ثم قام عنها وولج للمرحاض وهو يقول بحنان:-
- إرتاحي يا عمري بكرا يوم طويل.

أغلق الباب من خلفه ووقف أمام المرآة بقلب مَريد بعد أن تخلص من مقامع من حديد كانت تدق فوقه فتغرقه في الغفلة.

همس بإصرار من بين أسنانه شاعرًا بالغضب ينخر في عظامه:-
- أنا فوقت من الغفلة يا بسمة هانم وعرفت كل ألاعيبك وآن الأوان أكتب نهاية القصة.

عاد شريط الذاكرة وسحبته موجة أسوء ذكرى مرّ بها بعد أن انكشف المستور وخاب أمله فِيمن ظنها والدته.

أراد أن يُفاجئها بعيد مولدها فقد كان يشعر بالتقصير معها لغرقه في الحزن لأجل "سارة" وانعزاله التام لأجل رحلات البحث عنها.
حمل بين يديه مُغلف بسيط واقترب من الغرفة وأوشك أن يطرق الباب بعد أن وجده ليس منغلقًا على آخره لكنه وقف متسمرًا حينما سار هذا الحديث إلى أذنه.

- أنا كدا تمام قدرت أتخلص منها أخيرًا وأبعدها عن طريقه وطريقي علشان هو بكدا يبعد عن شروط الوصية..
أنا الوحيدة إللي أعرف بفحوى الوصية بعد المحامي "خالد صلاح" وميعاد فتح الوصية الشهر الجاي في الميعاد إللي حدده أبوه .. وشرط إن صالح يستولى على كل الأملاك إن يبقى عنده ولد أو بنت من صلبه وإلا باقي الأملاك هتتوزع بينا بقسمة الشرع ماتنسيش إن أنا كنت واخده حقي أصلًا وهو لسه عايش يعني أنا مليش أيّ حق في الأملاك دي بس بذكائي هيبقى فيه..
صالح ميعرفش أي حاجة عن وصية أبوه أو أملاكه أصلًا وبيشتغل وبيبني شغل لنفسه، وكان جوازه من البت دي ماشي تمام وهيدخل عليها وهلاقيه هووب خلف منها وهو مش عارف إللي فيها..
وبكدا أنا بعدتها عنه وانتهينا..

وقف صالح وكأن على رأسه الطير، حيّه سامة التفت حول جسده حتى كادت أن تودي به وتعرز أنايبها حتى تدثّ سمها بوريده..

                           ****************
أدمغ الضوء الظلام وانسلخ النهار من الليل وأشرقت الأرض بنور ربها.
تسلل الضوء على استحياء على وجوههم والرياح تذرو بريح الطبيعة وتحمل أصوات صيّاح الديوك والأبقار إلى آذانهم.
تململت براحة لم تشعر بها من قبل وهي تشعر بنشاط وحماس حتى من قبل أن تفتح أعيُنها، تمطعت وفردت ذراعيها تتمسح كالقطة على صدره بدفء لتتسع إبتسامته ويتنهد بصمت من بين نومه ثم همس وهو يُشدد من ذرعها داخل أحضانه:-
- صباح الخير يا عروق قلبي.

هي الأخرى كانت في حالة بين اليقظة والغفلة فزادت اقترابها منه وهي تظن نفسها بأحد أحلامها الجميلة ثم حركت شفتيها بما يشفي الصدور:-
- صباح الحُب يا كَلفي وأغلى ما عندي.

صاح صوت طرقات على سطح الباب فجعلت كلاهما ينهض فزعًا وابتعدت "أسوة" عنه متمتمة بيأس من نفسها:-
- خير اللهم اجعله خير يا أسوة، مالك فيه أيه عايزة تلزقي فيه عالطول، وأيه الأحلام الغريبة دي .. شوية كوابيس وشوية أحلام غرام.

- أيه يا عسبرة بتكلمي نفسك ولا أيه سلامة عقلك.

نفخت بضجر قائلة وهي تلملم خصلاتها:-
- كفاية عسبرة دي، ناديني بإسمي.

اقترب منها فانكمشت على نفسها ثم انحنى نحوها فأصبح لا يفصل بينهم شيء، هاجمها عَبقه والذي بمثابة سحرًا جديرًا بسلب عقلها، أغمضت عينيها بشوق مُتهيئة لاستقبال وِده لكن صُعقت حين شعرت بابتعاده وهو يمد يده لإمساك هاتفه ثم قال ساخرًا بإبتسامة على زاوية فمه:-
- فتحي عيونك يا عسبرة كنت باخد الموبايل بس يا وحش.

رمقته شذرًا وهي تضيق عينيها وجاءت لتُحرك قدميها وتقف فجأة فشعرت بالألم بقدمها وسقطت على الفراش متألمة:-
- آآه .. رجلي.

اسرع نحوها بقلق وانحنى يجلس على عقبيه وهو يضع قدمها العليلة على فخذه متسائلًا بخوف:-
- مالك إنتِ كويسة .. في حد يقوم كدا وهو تعبان.

تأملته بأعين تصرخ شغفًا وحبًا وهناك عاصفة عنيفة تضرب جدران قلبها الذائب في هواه، قالت برقة غير مصطنعة:-
- أنا كويسة، كمان كويسة كتير عن الأول الحمد لله، ورجلي بدأت تتحرك  .. بس دا كله خوف!

استقام مسرعًا وهو يلف حول نفسه باضطراب، مسح على خصلاته وقال وهو يهم بالخروج من الغرفة:-
- أنا هاخد دش في أوضة تانية على ما تجهزي نفسك علشان ننزل، واعملي حسابك هننزل النهاردة القرية.

قال ثم خرج وهو متوتر بينما أسوة فأخذت تضحك بقوة على اضطرابه وهروبه..

- بتعتبر الحُب حاجة غريبة عليك، لدرجة لما بتترك لقلبك المجال مش بتقدر تتصرف.
بيضاءُ يصرعُها الصِبا عبث الصَبا
أُصُلًا بِخوطِ البانةِ الأملود.

تسائلت الخالة فردوس وهي تقف بجوار أسوة:-
- نفسك تاكلي أيه بقاا يا ست البنات.
-بصراحة حابة أكل فطير مشلتت.
انفرجت أساريرها وأردفت بطيبة:-
-ياااه بس كدا، عيوني لكِ بس اشمعنا يعني!
أطبقت كفيها معًا وقالت بحماس وعيون لامعة:-
-كان نفسي أدوقه من زمان مع القشطة الطبيعية والعسل والجبنة المالحة.
تعجبت منها ورفعت حاجبيها بدهشة ويدها تخضّ الحليب بقوة لإنتاج القشطة البلدي:-
-دا إنتِ غاوية بقاا.
-أووي أووي.
- بس مؤمن باشا مش بياكله

قالت أسوة بفخر:-
- بصي يا خالتي فردوس أقفي على إيدي وقوليلي بيتعمل إزاي، وسيبي مهمة أكله دي عليا، هو أول ما يعرف إن أنا مراته حبيبته عملاه هياكله وياكل صوابعه كمان وراه متقلقيش.

امتلئ فم فردوس ضحكًا على حديثها المرح وغمزت لها:-
- أيوا كدا شطورة يا ست البنات تعرفي تسيطري، يلا يا ستي وأنا هاخليكِ تعمليه بالهنا على قلبه وقلبك.

كان يتابع الموقف بإبتسامة وهو يجلس على مقربة منهم بصحبة يزيد يقومون بحلّ لُعبة الكلمات المتقطعة..

جلست أسوة ترتدي ثوب ريفي أصفر اللون مليء بالورود وتعقد على رأسها قطعة قماشية تشكلت من الخلف على هيئة مثلث ويتدلى من أسفله ستائر شعرها البُندقيه، كانت أعين مؤمن تترصدها بدقة وهو يتأمل أدق تفاصيلها بينما يجلسون بباحة المزرعة على الأرض العشبية الخضراء الناعمة والدجاج يمرح من حولهم وهناك بعض الأبقار ترعى..
تضحك من كل قلبها وكأن الهموم لم تعرف طريقها يومًا، كانت للبيئة المُحيطة عامل قوي في تغيير الكثير، صفاء الجو من أيّ مكدرات وبساطة الأجواء .. وهذا ما تفضله أسوة.

كانت الخالة فردوس ترشدها لطريقة عجن الطحين ومزجه بالسوائل وانغمست أسوة تتعلم منها وتنفذ ما تقول حتى تُنتج فطيرة شهية تُطعمها زوجها كما قالت..

- يارب تبقى حلوة يا خالتي فردوس هزعل أوي لو طلعت مش حلوة لقدر الله.

ضحكت الخالة فردوس وقالت:-
- مفيش حاجة من بين إديكِ مش حلوة يا ست البنات.

- والله إنتِ قمر يا دوسه القمر إنتِ.

ظلت تمزج العجين وتُحضر فطيرة بحرص شديد يقطر إهتمامًا وحُبًا حتى انتهت لتقف أمامها بفخر وسعادة.
تحدثت بحماس وهي ترتب الطعام على صنية دائرية:-
- أحلى فطير مشلتت من إيد الست أسوة، وأدي عسل وجبنة حادقة وكمان قشطة فلاحي.

كانت فردوس تراقبها بدقة وهي سعيدة لأجلها ولأجل "مؤمن" الذي اتخذت حياته منحدرًا آخر نحو الزهور فحين علمت بأمر زواجه لم تصدق أبدًا لكن الآن ترى الحُب ينضح من أعينهم وملامحه التي تبدلت عن ذي قبل.

- يلا أمّا أشوف شطارتك في إنك تخليه ياكل فطير وهو أبدًا عمره ما أكله.

حملت أسوة الصنية غامزة لها وتخبرها وهي خارجة بثقة:-
- هتشوفي دلوقتي، أنا واثقة إن عمره ما يرد إيدي.

خرجت وهي تشعر نفسها مختلفة تُحلق من فرط مشاعر أجنبية عنها تولدت بقلبها تختلف عن الحُب.
سارت ببطء لأجل قدمها نحوه حيث يجلس بصحبة يزيد في الخارج أمام المزرعة.

اقتربت وأقدامها تغوص بالعُشبة اللينة والهواء النديّ يُلامس خصلاتها فيجعلها تُرفرف ومعها ثوبها الريفي أيضًا.
بينما هو فكان يتأملها خفيّة مأخوذ بطلتها وقلبه يثور عليه شغفًا بها.
وضعت ما بيدها على الطاولة بينهم ثم جلست بجانبه وبينهم يزيد.

اهدته بسمة رقراقة، ثم تكلمت تقول:-
- حضرت الغدا .. وجهزت فطير أنا إللي عملته لأن بحبه جدًا وكان نفسي فيه.

تأملها مؤمن بنصف عين وأسند ظهره على المقعد وهو يرى انشغال يزيد بالتلوين وقال بسخرية:-
- زوجة مثالية يا عسبرة بتحضري لجوزك إللي نفسك فيه.

- وأيه المانع لما تاكل منه.

- مش باكله يا عسبرة.

- هو إنت جربته علشان تعترض، جرب الأول.

ثم أخذت قطعة من الفطيرة وغمستها بالعسل ثم وضعتها بفمها وهي تتذوقها بأعين مغلقة، أصدرت أصوات متلذذة وقالت:-
- الله عليا وتسلم إديا بجد طعمه رهيب أنا أصلًا كان نفسي أكله.

نظرت له وهي تمدّ يدها بقطعة منه:-
- دوق كدا صدقني هتحبه أوي.

أبعد رأسه ونفى بقوله:-
- لا مش عايز.

قلبت شفتيها وقالت بعناد:-
- خلاص بقاا هتغلبني زيٍّ الأطفال، بص نعمة ربنا كلها حلوة ومتقولش على حاجة مش بتحبها في غيرك بيتمنى حتى ريحتها..

ثم غمست اصبعها في طبق القشطة ووضعته بفمها تمتصه بتلذذ:-
- تحفة أووي أنا بعشق القشطة أووي

وغمست اصبعها مرةً أخرى ثم وضعته أمام فمه قائلة ببراءة:-
- دوق كدا ومش هتندم.

نظر داخل عينيها ثم انتقل ببصره لأصبعها وهي تبتسم باتساع، فأردف برفعة حاجب:-
- متأكدة أدوق.!!

حركت رأسها بعدم فهم وأبصرت أصبعها بتعجب، صدمت وأحمرت وجنتيها حرجًا وهمّت أن تسحب يدها لكنه اقترب وأمسك يدها ثم وضعه بفمه يتذوق القشطة بتلذذ وامتص اصبعها بحنان وبطء.
كانت أسوة تموت حياءً وحاولت سحب يدها لكن هيهات.

- خلاص بقى كدا هتكل صباعي يا كَلفي.

حرر يدها وهو يبتسم على ملامحها المحتقنة بالغيظ، كان يضحك وقلبه صامت قبل ذلك أمّا الآن يشعر أن قلبه يضحك قبل فمه، همس لها بمكر:-
- أحلى حاجة أكلتها في حياتي، تعرفي يا عسبرة بالطريقة دي أعشق أيّ حاجة مش بحبها، يلا نتغدى.

صمتت وهي تُبعد رأسها بحرج وانشغلت تُطعم يزيد وتهتم به، واقترب مؤمن يشاركها الطعام في جو مليء بالوِد والسعادة.

- ماتكليش جبنة حادقة كتير يا عسبرة هتتعبي.

ابتسمت وقالت:-
- أنا بحبها جدًا ومتعوده عليها من صغري.

غامت أعينها في حزن عميق ثم فاضت من قلبها تقول:-
- ماكونتش باكل ألا هيّ، كنت أخلص بيع الفُلّ وأروح اشتري حتة منها وأكل في أخر اليوم جبنة حادقة بعيش ناشف ومكانش فيه ألا ده ... كان ساعات الست بتول بترميهم ليا كأني كلبة مليش قيمة دا كان أعظم حاجة عندها.

تمزق فؤاده وهو يرى نسخة مكررة منه لكن بشكل أقل منه، ليت الدموع تمحي كل هذه الذكريات لكن مُحال وكل دموع الناس لا تبُلُّ ظمأ النسيان ولو انحدرت كالسيل يدفع بعضها بعض.
حُرمت من طفولتها وشبابها وبقت تتخبط بوادي الحزن والألم.

ابتسمت وسحابة رقراقة من الدمع تلغوش على مروجها وأردفت:-
- بس الحمد لله كله عدا وانتهى صح، دلوقتي بقيت أحسن بعيش مع يزيد الطفولة إللي مش عشتها وكل إللي اتحرمت منه، هو بالنسبة ليا كل حاجة وواثقة إن ربنا هيعوضني.

ابتسم لها فامتزجت بابتسامتها وحب بات يسكنهما، همس لها بحنان استشعرته:-
- يلا اطلعي هتلاقي في حاجة مسنياكِ فوق.

عقدت حاجبيها بتعجب وتسائلت:-
- طب أيه، هو أيه.

- طب ما أنا بقولك أهو اطلعي وهتعرفي.
- طب حاجة حلوة ولا وحشة.
- عسبرة.!
- متقولش كدا.
- على فوق يا عسبرة.
- اممم الصبر من عندك يارب.

واستقامت صاعدة للأعلى لتعلم ماهية الشيء الذي ينتظرها وينجح بجعلها تتفاجئ ويصعقها فيفلح في أن تتنافر دقات قلبها بشدة.

يُتبع...
#سارة_نيل

دمتم بوِد🕊
قوليلي أيه الألغاز والأسرار إللي عايزين تعرفوها وينكشف عنها الستار في الرواية🤭💛💛

Continue Reading

You'll Also Like

22.3M 1.4M 50
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
6.9K 332 26
أغمضت عيناها بوجع وحزن شديد لا لن تستطيع أنت تفتحهما الآن وتنظر لآدم لن تستطيع أبدا ولكن استمعت له يقول بصدمه : مراتك!!.. أكمل بصوت عالي وحده .. مر...
36.5K 2.2K 46
تصويرًا للواقع، وتجسيدًا للشخصيات المدفونة بداخلنا ولا يعلم عنها أحد، جئتكم بهذا العمل، ستجد هنا أسرارك التي لطالما حاولت إخفائها، ستجد أحلامك، وأصدق...
1.1M 53.7K 68
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝