الصمت الباكي

By ara90909

548K 19.9K 3.9K

دراميه. أكشن. غموض.حزينه .والباقى هتعرفوة More

المقدمه
الشخصيات
الفصل الأول
الفصل الثانى
💛🌻
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
❤❤
نبذة ❤
إقتبااااااس 💛
الفصل السادس
إقتباس ❤
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
طلب بسيط😘
مهم جدا
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر💐
نوت 💐
إقتباس....
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
هديه بسيطه 😘😘
سعاده🙉🥳
الفصل التاسع عشر ❤
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
إعتذار😢
الفصل الثاني والعشرون
يا فرحة قلبي💃🙈
إقتباس 🙈
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
أفرحوا معانا 🤩🥳💃
إقتباس..
إقتباس ٢ ..
الفصل الخامس والعشرون
نوفيلا جديد..💃
الصمت الباكي..
الفصل السادس والعشرون ج١
الفراشة البيضاء
الفصل السادس والعشرون ج٢
نوفيلا ..
نوت.
إقتباس من الفصل 27
الفصل السابع والعشرون
الصمت الباكي
الفصل الثامن والعشرون
إعلان
اقتباس
الفصل التاسع والعشرون
إقتباس
الفصل الثلاثون ج ١
الفصل الثلاثون ج٢
#إقتباس
الفصل الواحد والثلاثون
تذكير، وإقتباس
إقتباس 2🔥
إقتباس3 🔥🔥
إقتباس4🔥🔥🔥
إعلان
مـــــــؤمن ...🖤
إعلان 🖤🖇
إعلان الفصل 32 🖇
تذكير بأخر الأحداث والشخصيات😘
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون 33
الفصل الرابع والثلاثون 34
الفصل الخامس والثلاثون "35"
الفصل السادس والثلاثون "36"
إقتباس الفصل 37
الفصل السابع والثلاثون "37"
إقتباس الفصل "38"
الفصل الثامن والثلاثون "38"
إقتباس الفصل "39"
الفصل التاسع والثلاثون"39"
الفصل 40
إعتذار💔
الفصل الأربعون "40"
عودة 💛🌾
الفصل الواحد والأربعون "41"
الفصل الثاني والأربعون "42"
إقتباس الفصل "43"
إستطلاع رأي 😁
الفصل الثالث والأربعون "43"
إقتباس الفصل "44"
الفصل الرابع والأربعون "44"
يا مُعين 😌
الفصل الخامس والأبعون "45" ج1
الفصل الخامس والأربعون "45" ج2
إقتباس الفصل 46
إقتباس الفصل 47
الفصل السابع والأربعون "47"
الفصل الثامن والأربعون "48"
الفصل التاسع والأربعون "49"
إقتباس من الفصل "50"
🖤🍂.
الفصل الخمسون "50"
الفصل الواحد والخمسون "51" ج(1)
الفصل الواحد والخمسون ج[2]
الفصل الثاني والخمسون "52"
إقتباس
آسفة 💔
مهم جدًا جدًا بخصوص الرواية 🖇
مهم جدًا 🖇🙈
إقتباس الفصل 54
الفصل الثالث والخمسون "53"
الفصل الرابع والخمسون "54"
إقتباس "55"
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【1】
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【2】
نوت.
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【3】
الفصل الخامس والخمسون "55"【4】
إعتذار.
نواصل 🌻
إقتباس الفصل "56"
الفصل السادس والخمسون "56" ج1
الفصل السادس والخمسون "56" ج2
الفصل السادس والخمسون "56" ج3
الفصل السابع والخمسون "57" ج1
مهم .. مواعيد الرواية
الفصل السابع والخمسون "57" ج2
الفصل الثامن والخمسون "58"
بُكرا
الفصل التاسع والخمسون "59"
الفصل الستون "60"
إقتباس.🔥
الفصل الواحد والستون "61"
إقتباس ناري من الفصل "62"🔥
🥺💔
الفصل الثاني والستون "62" ج1
الفصل الثاني والستون "62" ج2
إقتباس🔥
مواعيد .. ومهم جدًا..
الفصل الثالث والستون "63" ج1
الفصل الثالث والستون "63" ج2
ياريت الكل يجمع هنا..
نقطة ومن أول السطر.
إقتباس🔥
ما قبل الأخير.☄
الفصل الرابع والستون "64"
مهم 💯 .
مهم🤒
الفصل الخامس والستون "65" والأخـــيــــر.
إقتباس أخير🔥
آخر إقتباس ناري للرواية🔥
الخاتمة
مهم 🥰
الجزء الثاني 🔥
إقتباس ٢💣
مهم جدًا جدًا جدًا جدًا
مهم 👀
مهم جدًا 👀
تعالوا هنا 👀
مفاجأة 🥳

الفصل السادس والأربعون "46"

3.3K 175 48
By ara90909

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

الفصل السادس والأربعون "46"
-"سلطان الغموض"-
-* لـمـاذا يـفـعـل هـذا؟! *-

شعرت بقلبها يَثِبُ إلى عينيها ويسيل دموعًا، ما ذنبها حتى تُسام هذا العذاب؟!
لقد كتب الله عليها أنّ تكون يتيمة الأبويّن؛ إذ مات أبيها فلم يبقَ لها أب ومات ضمير أمها فلم يبقَ لها أم.!

تهالكت جاثية على الأرض خاوية الأمل تُرثي قلبها الأحمق الذي حثها على الركض إليهم وتركِها كل شيء خلفها بعد فعلت والدتها معها وبيعها لمجهول بثمنٍ بخس وبفضل الله استيقظ ضمير المجهول وألهمه الله الحقيقة قبل أنّ ينحدر بالظلم معها أكثر مما حدث..
وما إنّ شعرت أنّ الحياة تلونت بزهاء بوجهها، والأمان جاء يتحالف معها بعدما وقع قلبها لزوجها الذي ألقاه القدر بطريق حياتها الغابرة، وتعهدها هو بالحُب والوفاء وتعويض ما فاتها لتخرج لها فجأة عثرات جديدة أجبرتها للعودة لنقطة الصفر مرةً أخرى..
أكان يحب عليها أنّ تتجاهل تهديدات "بسمة" وتتركهم يعانون لما فعلوه بحقها وتُكمل حياتها وكأن شيئًا لم يحدث؟!
لكن هي ليست بجافية القلبِ ولا مُتجبرة..
تلك والدتها حتى وإنّ باعت ضميرها وجردت ذاتها من المشاعر جما ..
لا تستطيع أنّ تراهم يُعذبون..
لكن هم ألقوا بها بقعر السعير ..
لتُسدد قيمة طيبة قلبها وبِرّها لوالدتها بثمنٌ باهظ..
بل قاضِ على حياتها على الأخير ..

_ سقطت جاثية، وقالت بنبرة تتمزق ألمًا:-
ليه كدا، دا جزائي إنّ جيت جري علشانكم، يعني مكفكيش المرة الأولى.. بتاجري فيا على حسب مصلحتك..
ليه دا كله أنا عملت أيه، دا كُره ولا أيه..
أنا مش هعمل إللي بتقولي عليه أبدًا..

_ رأت أنّ العِناد والعنف لن يُجدي نفعًا معها، فتلبست ثياب الطهر وقلة الحيلة، لتجلس باكية وهي تشهق:-
آآه يا غُلبي ياني وحظي المعدوم، الغلط عليا إنّ عايزة استركم وأحميكم، ما إنتِ شايفه أختك يا كبيرة يا عاقلة هتموت من بين إيدينا ولازم تدخل مصحة وإحنا بناكل بالعافية يوم أه ويوم لا 
والراجل ده هيشتكيني بالوصلات إللي معاه وأروح في ستين داهية .. غير إنّ أختك كاتب عليها بردوه وصلات أمانة هي كمان..
يعني هتدمر وهنروح  كلنا ورا الشمس..
الحل الوحيد في إيدك وأوعي تفتكري لو رفضتي هيسيبك في حالك يا حبيبة أمك..

وارتفع صوت نواحها، وتدخل "سارة" بصدمة أخرى وانسحب لون الحياة من وجهها لتتسابق العبرات على خديها وهي تشعر ذاتها بين المطرقة والسندان..
وقفز عقلها يُعيد، ويتوقع ويتخيل ما يمكن حدوثه.
حياتها تحطمت على الأخير ولا عودة..
جعلت أيامها تكِرُ أمام عينيها كما يكر فِلم السينما، وخطوب الدهر نزلت بها فأحنت ظهرها..

_ شعرت بحلقها قد جف وقالت بأعين تبكي بدموع لا ثقل لها:-
وأنا ذنبي أيه .. حياتي هتدمر، مش هقدر، أنا بحب صالح أيوا بحبه وهو بيحبني .. هو جوزي .. لا لا مش هقدر.
أنا مش هقدر افترق عنه ..
أنا أيوا سيبته وجيت لكم بس مش هعمل فيه كدا..

_ نظرت لها الأخرى بفروغ صبر وعدم رحمة وصممت أنّ تجعلها تذعن لها، ليرتفع صوتها بعلو تولو:-
أنانية، ماشي يلا امشي من هنا مش عايزين منك حاجة وإللي مكتوب ليه حاجة هيشوفها ..
أنا وأختك هنواجه مصيرنا، ويلا يا برنسيسة عصرك روحي لجوزك وحبيبك يلا أيه إللي جابك ..
من هنا ورايح أنا مليش علاقة بيكِ وإنتِ اعتبري نفسك ملكيش لا أم ولا أخت..
ومش مسئولة عن أي حاجة يعملها المعلم توكل معاكِ..

_ شعرت برجفة تعتريها وبأنها في قعر بئرٍ مُعطلة وهي تُرهف  بسمعها صرخات شقيقتها، ووالدتها التي تنوح وتولو باكية تمزق ملابسها وتجذب شعرها..
لتظل ترمق الأرجاء بنظرات خرساء وتوشك على فقدان عقلها
أأتركهم وتفر هاربة أم تُقدم نفسها للذبح كـ شاةٍ أرهقها الجوع ويأست من أنّ تجد مخرج أو أحد يحنو عليها؟!

_ وثبت برُكبتين تصتكان وقوة اضمحلّت، ورصاصة غدر قد استقرت بفؤادها تقتله وانتهى الأمر..
ردد لسان حالها يبعث بإستغاثة طويلة:-
يــــــــــاااااااااااااااارب

_ لمحتها والدتها وهي تسير مُتجة نحو الباب، ليمتلىء قلبها بالغيظ وهي تشعر بأن هلاكها بات قوسين أو أدنى وأنّ لربما تكون ابنتها خرجت عن طوعها ولم يعُد أمرهم يهمها..
حركت جسدها ثم فجأة جذبت "سارة" من خصلاتها بقسوة، وقالت:-
مفيش فايدة، طالما مجتيش بالطيبه وسمعتي الكلام يبقى بالعافية يا حيلتها ..

وظلت تجذبها بقسوة ارتفعت لها أنات "سارة" المتألمة، وأخذت تُلقي كلماتها كسوط مزق قلب تلك المسكينة:-
الصبح من بدري هسحبك زي الذليلة كدا لغاية المحامي وهنرفع قضية خلع غصب عن عينك يا قليلة الأصل والوفا
المعلم توكل كلم أكبر محامي، ويوم واحد هيكون الإنذار عند حبيب القلب .. الله يحرسه المعلم توكل عنده وسايط قد كدا وهياخد ميعاد الجلسة خلال أسبوع واحد..

               -****************************-

ران الصمت على أرجاء الغرفة، بينما صوت الصفعة يطن في أذن هذا الذي استعر السعير داخل مقلتاه، وعدّل من موضع رأسه ببطأ ينظر لها ويوجه أنظاره تجاهها وقد انتفخت أوداجه وبرزت عروقه التي أخذ الغضب يتنافر داخلها كأنه لهب بركاني ... ووضعت الحرب أوزارها داخل ثنايا روحه ووديانها..
سرت قشعريرة في جسده كلّه كالنار واشتدت قبضتاه لتبيض مفاصله، وأعينه أصبحت كالصريم، حالة بثت الرعب بقلب "أسوة" التي تقف بشموخ ومتيقنة بأن الجحيم سينصب عليها صبًا..

انسحبت الطبيبة والمُمرضة من الغرفة التي أصبحت عذابًا وبيلًا لمن يتواجد بداخلها، وهرولوا للخارج بصمتٍ مُطبق وملامح وجه "مؤمن" المُرعبة تطاردهم..

ابتلع "مُصعب" ريقه بصعوبة وهو يدعو بداخله لتلك المُتجبرة على نفسها ولا يصدق أنها هي "ملاك" حقًا ..
لكن كيف "ملاك" وهي "أسوة" لا يعلم ..؟
هناك الكثير من الألغاز في الوسط لكن أولًا عليه أن يُقف بركان "مؤمن" الذي سيثور حتمًا ..
اقترب منه وهو يراقب حالة الصمت والسكون التي تلبسته.. فقط أنظاره تتعلق بتلك الشرسة الناعمة تكاد تخترقها وهي تقف تواجهه بتحدٍ سافر..

_ وضع يده على كتفه، وقال يحاول إستدراجه للخارج لئلا يتهور ويفعل أشياء لا تُحمد عاقبتها:-
مؤمن .. تعالى كدا أنــ........

_ ظلت كلماته مُعلقة بعدما قاطعه "مؤمن" بصوتٍ قاطع حازم بنبرة يعلمها حقًا:-
سيبنا لوحدنا يا مُضعب، اطلع برا ...

ودون مناقشة وعلى الفور خرج "مُصعب" تاركًا إياها بمواجهة الأسد وهو يتصور أسوأ الكوابيس ..

تركته وجاءت لتتحرك وتذهب تستريح على الفراش كأن لم يحدث شيء لتتفاجىء به يسحبها بقوة إليه لتستقر داخل وطنه بعدما تجاوزت الحدود التي تفصلها عنه..
صُدمت من ردة فعله، ورفعت رأسها تنظر إلى وجهه الذي بات لا يفصله شيء عنها لتزكم رائحته أنفها وتتراقص الأخيلة الجذابة بأخيلتهما بينما حرارة الوجدان تتصاعد وتتلقى
مشاعرهم زمام الأمور ..
ارتفعت أنامله واستقرت على إحدى خديها المُلطخة بحُمرة كالشفق وجعل أصابعه تتحرك ببطء مُثير على مُحيطها يمسح على كدماتها برفق ..
هجوم ضاري على مشاعر عذرية عفيفة من رجلٌ مال إليه قلبها، تبعثر ،تشتت، حيرة، وقلب يطرق بجنون..
بينما هو فقد فتكت به الوجنات والأحداق وأسقطته صريعًا بميدان الهوى..
حالةٌ عُجاب، عبث لا حُدود له، لماذا يفعل هذا؟!
أهذا نَكَالها؟! المخادع تبًا له..!

حاولت جمع شتاتها وصرف أنظارها عن وجهه المليح رغم حالته المُشعثة التي تعيث بها فسادًا عظيمًا، تحاول طرد مشاعرها ووأد قلبها، وابتغت الإبتعاد تستنكف عما يقع بينهما بدلًا من عقاب ظنّته دمار..
لكن ما يحدث الآن أشد من ألف دمار ..!
أبَىَ إبتعادها واقترب أكثر ينحني إليها لتجحظ عينيها بصدمة حينما طبع لثمةٌ قوية طويلة خلف يده التي تُمسد على الكدمة الزرقاء بفكها ..
واقترب بمفمه عند أذنها وهمس بصوتٍ ماكر، عذب تشوبه مسحة ألم وأنين استشفتها ببصيرة مُحبة:-
كنتِ مستنيا أيه، ما أنا قولتلك مرة قبل كدا مش بحب العُنف
في طُرق شديدة وفعالة أكتر منه..

وخلل أصابعه بأصابع يدها التي نالت شرف تلك الصفعة، واستكمل حديثه يقول:-
تشدي حيلك بس وهتتعاقبي على الغلطة دي يـــــا .....
دكتورة .. شوفي أنا طيب إزاي.. عدي جمايلي ومتنسيش تعدي أخطائك .. وعدي شرف مني وحطي الجملة دي في بالك وأوعي تنسيها إللي حصل النهاردة وكل كلمة قولتيها هتندمي عليها.

_ أبعدته بضعف وهي تعلم المقصد من حديثه، رمقته بغضب ثم أزاحته بعنف وهي تجلس على الفراش بلامبالة وبرود تخلع عنها حجابها وتُفرِق خصلاتها أمام أنظاره المثبته عليها، وتقول:-
أما نشوف .. هدد زي ما إنتَ عايز مش بخاف يا متوحش.

ثم جذبت تلك العُلبة الفضية تفتحها لتفرغ فاهها بذهول من جمالهم ..
فرشاة ناعمة دائرية بلون بين النُحاسي والذهبي، ومرآة دائرية ذات يد لتُمسك بها، وجانبهم مِشط بأسنان رفيعة طولي..
تعشق تلك الأشياء البسيطة وتهيم بها عشقًا..

إبتسامة عريضة طفولية بريئة ارتسمت على وجهها وكأنها ليست تلك الشرسة منذ قليل ..
وبصمتٍ مطبق ولهفة أخذت الفرشاة وأمسكت بالمرآة أمام وجهها وشرعت تُمشط خصلاتها غير أنها تألمت من رفع ذراعها لتُغمض عينيها بألم وزفرت بإحباط وحنق..

_ أوووف وبعدين بقى كله منك أنتَ..

وظلت تحاول مرة وأخرى حتى يأست فتأفأفت بإحباط لتشعر بمن يجلس خلفها ويأخذ منها الفرشاة عنوةً .

_ اعترضت بعصبية:-
سيب ... أبعد عني.
_ اقترب من أذنها من الخلف وقال بصبر من بين أسنانه وهو يتحكم بأعصابه بإعجوبة:-
إهدي علشان مأذكيش ..

وأخذت أنامله تنساب بين خصلاتها دون وعي، تتلمس نعومته بإشتهاء يصل حد الألم، هي شيء وخيوط الحرير البندقية خاصتها شيءٌ أخر،
وهي استكانت له تمامًا وانبلجت إبتسامة لطيفة على ثغرها الوردي..
رفع الفُرشاة لتمر بنعومة وسلاسة بينهم ومازالت أعينه غائمة بعيدًا بعالم أخر ..

شعرت بأنامله لا زالت تعزف بلحنها المجنون بين خصلات شعرها، آآهـٍ لو تفتح لي صندوقك الأسود لعلي أداوي ما جرحك فيه غيري..
عجبًا "أسوة" أما قمتِ أنتِ بإحداث جُرحًا مازالت كل ذرة بجسده تعاني لتتماسك، كيف يكون من يجرح هو من يداوي، لا تنسي عزيزتي بحديثكِ قد اشتركتِ معهم بالإثم.

رفعت المرآة أمامها لتعكس صورته خلفها فترآه يُغمض جفنيه مُنغمس بين ستائرها البُندقية يستنشق رائحته بعمقٍ شديد
انعش قلبها وجعله ينتفض بين ضلوعها ..
وظل على هذا الحال يُمسد ويجمع شعرها برفق لم تعهده حتى شعرت بإرتخاء جفونها وعقلها فمازال جسدها مُرهق بحاجة للراحة وأدويتها التي حُقنت بها تحوي مُهدئات ومنومات طفيفة..

شعر بها ترتخي وسقطت على صدره ذاهبة بنومٍ عميق وهي تتنهد براحة عميقة..
لاح طيف إبتسامة أعلى فمه، ثم استقام وهو يرقدها براحة على الفراش ودثرها جيدًا وخرج من الغرفة بهدوء..

قابله "مُصعب" الذي يقف يبدوا عليه القلق، وفور أنّ رأه ركض نحو قائلًا:-
مؤمن في أيه، أوعى تكون عملت فيها حاجة..

_ اكتفى "مؤمن" بنظرة فقط ليفهم "مُصعب" الإجابة ويتسائل:-
أنا بردوه قُلت عدت على خير مسمعتش إستغاثة من جوا
دي بردوه حبيبة القلب .. احمممم خلاص سكت أهو يا جدع ..
بس قولي هي إزاي أسوة، فين ملاك ..
أنا مش فاهمة حاجة بصراحة وحاسس الدنيا مكلكة..

_ سار "مؤمن" خارجًا وقال:-
قصة طويلة يا مُصعب بعدين، هخرج أعمل مكالمة وأرجع عالطول.
_ طب استنى غير هدومك وتعالى اضمد الجروح إللي في إيدك.
_ بعدين يا مُصعب..

وخرج على الفور وتبدلت حالته تزداد هالته قتامة، رفع الهاتف فتأتيه الإجابة من "ليث" يُخبره ما حدث مع المجرمون بينما الذئاب الذين طالت أيديهم على ما يخصه فعقابهم معه هو دون غيره..

               -****************************-

عُرف عنها أنّها من المُستكينات وسط ضجج الحياة وكثرة شخصيات الحكاية، بينما هي بداخلها محطات لأحزان غيرها ومرسى هاديء لسُفن أسرار من حولها، يأتون إليها يفرغون ما بجوفهم وما أتعب كاهلهم..

_جلست بجانبها وهي تراها تائهة ووجها قد خُط عليه الذبول:-
صـفيـة مـالـك يا حبيبتي؟!
_ تنهدت بثِقل وتركت حبات البزِلاء التي تكشف عنها غطائها، وقالت:-
عـزة  ...  أنا مقصرة معاكي وكأننا مش موجودين في مكان واحد ومش بجيلك ألا وقت الشدة صح.
وإنتِ دايمًا كدا مُنعزلة.
_ وقفت "عزة" تروح ذهابًا وإيابًا عادة لها عند التحدث، وقالت مُبتسمة:-
سيبك من الهبل ده، وقوليلي مالك.
_ تنفست الأخرى بعذاب، وذعنت لها قائلة:-
محتارة.
_ من أيه يا صـفيـة؟!
_ ردت بأعيُن غائمة بذكريات شتّى:-
مـؤمـن أنا مديونة ليه بالكتير بس مش عارفة ليه أنا متكتفة كدا.
_ جلست "عـزة" بجانبها مرةً أخرى، ثم ربتت على فخذها بحنو وقالت:-
والله يا صفية دا ما حُب أبدًا، واحد ساكن هادي أنقذك مش أنقذ حياتك بس وبدون أي مقابل وإنتِ متعرفيش ليه... إللي جواكِ دا امتنان وفضول إنك تعرفي كل حاجة عن عالمه..
دا مش حُب يا صفية..
وعايزة أفكرك إنّ مؤمن عمل معاكِ إللي مستحيل حد يعمله أوعي يا صفية نفسك الأمارة بالسوء تحثك تعملي معاه حاجة هو ميستحقهاش.
_ تمتمت "صفية" بأعين مليئة بالدموع:-
وإزاي أنسى يا عـزة ..
واحد انقذني من بين شوية وحوش وفتح ليا بيته بعد ما قولت إنّ الدنيا اسودت في وشي.
وبعد ما قولت مفيش مهرب من إغتصابي ودخلت في حالة نفسية صعبة..
لتاني مرة ينقذني..
بس المرة دي من مجتمع كان هينتهكني وبالذات إنّ يتيمة واتربيت في ملجأ..
وعمل معايا إللي غصب عني خلاني أَمني نفسي بالكتير وأنتظر أكتر..
مؤمـن اتجوزني علشان يستر عرضي بعد ما كلاب السكك نهشوه..
اتجوزني وطلقني بعدها بفترة علشان يبقى مثبوت إنّ اتجوزت واطلقت..
علشان أعيش بعين جاامدة..
علشان ضهري ميبقاش مكشوف ومفيش حاجة تمنعني أكمل حياتي..
إزاي أقدر أنسى دا يا عزة..
إزاي اتجاهل ده..
وإزاي مأحبوش..
أخبريني كيف لا أقع بحب سُلطان الغموض.

وانفرط الدمع من بين جفونها الذابلة وشهقاتها تُمزق قلبها المستكين بين أضلعها.

_ قالت "عزة" برجاحة عقل:-
متخدعيش نفسك يا صفية، انسي الماضي بما فيه وركزي مع إللي ربنا بعتهولك..

_ قالت بتلقائية وقلبٍ متوجع:-
مُصطفى..

_ أيوا مصطفى إللي واضح بيعشق التراب إللي بتمشي عليه، اخرجي من الدوامة إللي رميتي نفسك فيها وفوقي..
وعلى فكرا سأل عليكِ مؤمن باشا وسمعته بالصدفة بيطلبك منه.
_ شعرت برجفة عنيفة تسري بجسدها، وتسائلة بعدم تصديق:-
بجد .. طب هو قاله أيه..؟
_ قالت "عزة" وهي تلكزها بكتفها:-
معرفش يا رخمة .. باين كدا  هنفرح قريبًا..
_ أردفت "صفية" وهي تُغير من مجري الحديث:-
طب تعالي نطلع برا نقعد شوية في الجنينة.
_ اعترى "عزة" توتر جلي، وقالت برفض قاطع:-
لا لا هنا كويس أنا مش بحب أطلع براا.
_ حركت "صفية" رأسها بعدم فائدة وتمتمت:-
يعني كدا إللي كويس .. هتفضلي حابسه نفسك كدا جوا علشان متتقابليش مع معتز .. إنتِ غريبة جدًا يا عزة وإنعزالك لا هيقدم ولا هيأخر ..
بتهربي منه بطريقة غريبة، أنا فهماكِ كويس يا عزة، أنا فهماكِ جدًا وفاهمة حذرك بس كدا كتير.
_ أحاطت "عزة" جسدها بذراعيها حمايةً، وأردفت تُغلق الحديث:-
خلاص يا صفية بلاش كلام في الموضوع ده ..
مفيش أي حاجة .. أنا كويسة كدا أووي..
_ جاءت "صفية" تعترض لكن قاطعها دخول "يزيد" يركض نحوهم وهو يُهلل بسعادة حاملًا سنجوب بيده :-
ماما هتيجي بكرا، ماما أسوة هتيجي بكرا يا خالتو صفية ماما خلاص هترجع يا خالتو عزة ..
_ حملته "عزة" تقبله برفق بينما "صفية" فشعرت ببعض الإضطراب وهي ترى "سلوى" تقترب منها وتقول بصوت خافض:-
أسوة إن شاء الله هتوصل بكرا يا بنات.

_ وظل "يزيد" يُردد بسعادة غامرة:-
ماما هتيجي ماما أسوة هترجع ليا ..

              -****************************-

وقف "صالح" أمام أحد الشقق المُقام بها أحد المكاتب ودخل على الفور عندما علم أنها هي المنشودة.
سار  نحو الموظف الذي يجلس خلف مكتب صغير بالردهة المتواضعة.
_ رفع الموظف رأسه، وتسائل بإحترام:-
اتفضل يا فندم، أقدر أساعدك في حاجة.
_ قال "صالح" بجدية صارمة وهو يخطو الخطوة الأولى نحو الحقيقة:-
أيوا .. عايز أقابل الأستاذ خالد صلاح ..
قول له صالح العشري بإنتظارك..

               -****************************-

بأقدام مُسرعة برواق المشفى وترقب شديد وهو يلتفت من حوله بحذر، صعد للطابق المنشود وظل يبحث عن رقم الغرفة بينما يُهندم الملابس الطبيبة والتي توحي بأنه طبيب وعدل من وضع الماسك على وجهه..
ابتسم بشر خفي حينما وجد الغرفة المرادة، وعلى الفور دون تردد ولج للداخل..

وجد الغرفة تغرق بالهدوء بينما "أسوة" فغارقة بأحلام بعيدة، كان يعلم أنّ الغرفة خالية فقد ظل يراقب الأرجاء مدة لا بأس بها .. وركض ينفذ ما جاء لأجله حينما رأي "مؤمن"
قد خرج بعدما لازمها دون تركها..

اقترب من الفراش وأخرج من جيبه حُقنة تحوي سائل شفاف شبيه بالماء ..
وعلى الفور دون وازع من ضمير أو بادرة من الندم غرزه بالمحلول المُعلق بيدها لتجري المادة المجهولة بمحتواه وتغوص مختلطة بها لتسافر حيثُ الأوردة المستقبلة لها بترحاب..
....
ويخرج عائدًا من حيث أتى وكأن شيء لـم يحـــدث. !

يُتبع ....

▪︎|بمِداد:- ســـارة نيـــل|▪︎
  «عاشقةُ الضــــــــــادِ»..

لو الفصل وصل 50 فوت هنزل فصل غدًا في نفس الميعاد.🌼
الفرشاة والمراية إللي سي مؤمن جابهم للست أسوة للي حابب يشوفهم 😁♥️

Continue Reading

You'll Also Like

564K 23.9K 56
إبنه زوجه أُم مُطلقه أرمله في كل المراحل جعلوا من ألقابنا ألقاب عقيمه إبنه فقط لكونها أنثي ستحظي بالأقل في المعامله وربما أيضا ف التعليم وفي أغل...
4.7K 196 12
القصة تدور عن فتاة وقعت في آزمات الحياة مراراً وكانت ترضي بما قسمه لها الواقع ولكن ماذا سيحدث إذا دخلت القلعة الوحش المخيف وقام بسجنها هل يتحول الكر...
6.9K 332 26
أغمضت عيناها بوجع وحزن شديد لا لن تستطيع أنت تفتحهما الآن وتنظر لآدم لن تستطيع أبدا ولكن استمعت له يقول بصدمه : مراتك!!.. أكمل بصوت عالي وحده .. مر...
1.1M 52.9K 68
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝