الصمت الباكي

By ara90909

550K 20K 3.9K

دراميه. أكشن. غموض.حزينه .والباقى هتعرفوة More

المقدمه
الشخصيات
الفصل الأول
الفصل الثانى
💛🌻
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
❤❤
نبذة ❤
إقتبااااااس 💛
الفصل السادس
إقتباس ❤
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
طلب بسيط😘
مهم جدا
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر💐
نوت 💐
إقتباس....
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
هديه بسيطه 😘😘
سعاده🙉🥳
الفصل التاسع عشر ❤
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
إعتذار😢
الفصل الثاني والعشرون
يا فرحة قلبي💃🙈
إقتباس 🙈
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
أفرحوا معانا 🤩🥳💃
إقتباس..
إقتباس ٢ ..
الفصل الخامس والعشرون
نوفيلا جديد..💃
الصمت الباكي..
الفصل السادس والعشرون ج١
الفراشة البيضاء
الفصل السادس والعشرون ج٢
نوفيلا ..
نوت.
إقتباس من الفصل 27
الفصل السابع والعشرون
الصمت الباكي
الفصل الثامن والعشرون
إعلان
اقتباس
الفصل التاسع والعشرون
إقتباس
الفصل الثلاثون ج ١
الفصل الثلاثون ج٢
#إقتباس
الفصل الواحد والثلاثون
تذكير، وإقتباس
إقتباس 2🔥
إقتباس3 🔥🔥
إقتباس4🔥🔥🔥
إعلان
مـــــــؤمن ...🖤
إعلان 🖤🖇
إعلان الفصل 32 🖇
تذكير بأخر الأحداث والشخصيات😘
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون 33
الفصل الرابع والثلاثون 34
الفصل الخامس والثلاثون "35"
الفصل السادس والثلاثون "36"
إقتباس الفصل 37
الفصل السابع والثلاثون "37"
إقتباس الفصل "38"
الفصل الثامن والثلاثون "38"
إقتباس الفصل "39"
الفصل التاسع والثلاثون"39"
الفصل 40
إعتذار💔
الفصل الأربعون "40"
عودة 💛🌾
الفصل الواحد والأربعون "41"
الفصل الثاني والأربعون "42"
إقتباس الفصل "43"
إستطلاع رأي 😁
إقتباس الفصل "44"
الفصل الرابع والأربعون "44"
يا مُعين 😌
الفصل الخامس والأبعون "45" ج1
الفصل الخامس والأربعون "45" ج2
إقتباس الفصل 46
الفصل السادس والأربعون "46"
إقتباس الفصل 47
الفصل السابع والأربعون "47"
الفصل الثامن والأربعون "48"
الفصل التاسع والأربعون "49"
إقتباس من الفصل "50"
🖤🍂.
الفصل الخمسون "50"
الفصل الواحد والخمسون "51" ج(1)
الفصل الواحد والخمسون ج[2]
الفصل الثاني والخمسون "52"
إقتباس
آسفة 💔
مهم جدًا جدًا بخصوص الرواية 🖇
مهم جدًا 🖇🙈
إقتباس الفصل 54
الفصل الثالث والخمسون "53"
الفصل الرابع والخمسون "54"
إقتباس "55"
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【1】
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【2】
نوت.
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【3】
الفصل الخامس والخمسون "55"【4】
إعتذار.
نواصل 🌻
إقتباس الفصل "56"
الفصل السادس والخمسون "56" ج1
الفصل السادس والخمسون "56" ج2
الفصل السادس والخمسون "56" ج3
الفصل السابع والخمسون "57" ج1
مهم .. مواعيد الرواية
الفصل السابع والخمسون "57" ج2
الفصل الثامن والخمسون "58"
بُكرا
الفصل التاسع والخمسون "59"
الفصل الستون "60"
إقتباس.🔥
الفصل الواحد والستون "61"
إقتباس ناري من الفصل "62"🔥
🥺💔
الفصل الثاني والستون "62" ج1
الفصل الثاني والستون "62" ج2
إقتباس🔥
مواعيد .. ومهم جدًا..
الفصل الثالث والستون "63" ج1
الفصل الثالث والستون "63" ج2
ياريت الكل يجمع هنا..
نقطة ومن أول السطر.
إقتباس🔥
ما قبل الأخير.☄
الفصل الرابع والستون "64"
مهم 💯 .
مهم🤒
الفصل الخامس والستون "65" والأخـــيــــر.
إقتباس أخير🔥
آخر إقتباس ناري للرواية🔥
الخاتمة
مهم 🥰
الجزء الثاني 🔥
إقتباس ٢💣
مهم جدًا جدًا جدًا جدًا
مهم 👀
مهم جدًا 👀
تعالوا هنا 👀
مفاجأة 🥳

الفصل الثالث والأربعون "43"

3.2K 175 37
By ara90909

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

رواية "الصمت الباكي"
الفصل الثالث والأربعون "43"
«إغاثة، ولقاء غيرُ متوقع»

|قبل القراءة، الڤــــــــــــــــوت يا حلوين|

= "عِرني قَلبُكَ عَلني من جحيم قسوتكَ أرتوي.)"
غدًا سيُبدل الله اللوعة سَلوة، وأُدرك أنا أنّ جزاء الحُزن سرورًا، غدًا سنتقاضى، سأجعلكَ تغرق بقناطيرٍ مُقنطرة من الندم، أَرهف بسمعكَ هُنا بقُرب صدري لتخترق أسماعُكَ تلك الصراخات التي يقذفُها قلبي ألمًا، سأجعلكَ أنا تُناشد العفو من كُل حدبٍ وصوب..
أنا لم أُهزم .. فلم أُخلق أنا لأجل هذا، سأُشعل أنا مواقد الحرب لأجعلها لُظى، وأدُق نواقيسها، وأَخُطُ نواميسها
لِأجعل مدينتك الخِصبة منكوبة، وليَكُن وعدًا مني دون نقد سَيَسطُر التاريخ تلك النكبة وسَيُخبر الأفَاكينَ مِثلك بأنها كانت أيامٌ نحِساتٍ؛ حتى الصمت لا وجود له بها، وإنما رعدٌ مُجدب بلا أمطار، كان لكَ فيها كِفلٌ مِن سَوْط عذابٍ فقط، وذاك مِيثاقٌ غير ممنون" ;-)

_ ثارت بشدة فتعربدت، أطبقت "ليلى" أصابعها بقوة على تلك الوردة المسكينة، وانتفخت أوداجها فور أن ألقى تلك التُراهات على أسماعها، تشعر أن تلك الجُملة لوثتها، شاركها بُغضها عبوس الجو .. وأصبحت ملامحها يتصارع حولها ألف شيطانٌ مارد ..
فليس من حق هذا القذر النُطق بمثل تلك الجُملة، فبمجرد مرورها على عقلها شعرت به يغلي كالمرجل، وبدمائها تفور، شاعرة بالغثيان يُهاجمها..

▪︎ أسقطت تلك الوردة المسكينة التي تلوثت من لمسته لها، لتستقر جانبها على الرِداء الأخضر بعدما تسببت أشواكها بجرح باطن يدها ..

وما كاد أن يتحدث "أرقم" حتى ابتلع كلماته مرةً أخرى بعدما استوطنت تلك الصفعة الغاشمة وجنته والتي لا تَنُم على أنها من يَد أُنثى بتاتًا ..!

_تبعها قولها بلهجة شرسة: المرة الجاية مش هقولك هقص لسانك والكلام التافه ده، رصاصة طايشة في نُص حنجرتك.

ولّفت جسدها ورحلت بعِزة ورأس شامخ بوجه مُتضرج احمرارًا بغضب..
_وما لبث أنّ انفرجت إبتسامة على فم "أرقم" وكأن شيئًا لم يحدث، وأردف بلامبالاة: ضرب الحبيب زي أكل الزبيب.

**************************** ◕‿◕ *****

ضغط على بعض الأزرار فأنطبق باب المِصعد وارتفع حيثُ الطابق المنشود..
وبدقيقة واحدة كان يقف أمام شقة حديثة الطُراز بأحد الطوابق، دسس المُفتاح في ثقب الباب ثم دفعه للداخل ليرتاد الشقة ..

ألقى بالمفاتيح على الطاولة القريبة وهو يزفر بحدة ثم تبعهم مُلقيًا سترته..

_ مؤمن باشا، أيه النور ده، وأخيرًا طليت عليا دا أنا قولت إنك نسيتني .. والله فيك الخير يا باشا ..

_ جذب زُجاجة من عصير الرُمان من داخل البراد، وأخذ يحتسيها وهو يتهالك على الأريكة، وقال بحنق: مش نقصاك يا مُصعب حِلّ عني .. أنا مش سايب القصر علشان أجي ألاقيها منك ..

_ تفرسه "مُصعب" بأنظاره بدءً من وجهه الشاحب وجسده المُتهالك، وقال وهو يقترب منه ونزع زُجاجة العصير من يده، وقال بشك: قولها لحد تاني، بقى سايب القصر علشان تيجي هنا ترتاح .. أكيد في غرض خفي، هو في أهدأ من غابتك البرية المُريبة ..
بحسبك هتقول وحشتيني يا مُصعب وجيت أشوفك يا أخي ..

_ زفر "مؤمن" بضيق وهو يُرجِع رأسه للخلف بإرهاق فذاك المُصعب يقرأه ..
ولحظات كما توقع .. شعر بـِ "مُصعب" مُنكبب عليه يفُك أزرار قميصه حتى نزعه وتبين أمامه جسد "مؤمن" ..
ليُصعق "مُصعب" وإرتد للخلف بصدمة وهو يقول بإنفلات أعصاب وصوت مُرتفع: تاني يا مؤمن ... أنتَ ناوي على أيه قولي علشان أرتاح ..!؟

_ أجاب "مؤمن" ببرود رغم قلقه الداخلي على "مُصعب": دي حاجة بسيطة يا مُصعب .. مفيش مشكلة ..

_ صرخ "مُصعب" بنفاذ صبر: الحاجة البسيطة دي هتخلص عليك يا مؤمن .. كام مرة قولتلك إن الجروح ممكن تخلص عليك .. دا شيء خطر والله .. إنتَ مش لازم تنزف دا ممنوع..

_ تنهد "مؤمن" وقال مُستدعيًا الهدوء: الجرح اتخيط وطاب كمان يا مُصعب ملوش لزوم بقى قلقك ده ..

_ مضى "مُصعب" حتى وقف أمامه ثم حين غُرة جذبه من ياقة قميصه المفتوح أزراره، وهُناك داخل عيناه من بعيد بعض الدموع المُخبأة..
وخاطب "مؤمن" بوجع وهو يصطك على أسنانه بغضب: أنا مليش غيرك، ومش هسمح تروح أبدًا من بين إيديا ..
وأعمل حسابك يا "مؤمن" هتعمل العملية ومفيش مفر ..
أنا بعت أوراقك وتحاليلك لـِ دكتور "نوح" ..
وبدأنا في الإجراءات.. وأول ما يقول في قلب مُناسب هنسافر فورًا .. وأبقى أشوف ساعتها مؤمن الصياد هيعمل أيه.. كل ما نتأخر كل ما الخطورة بتزيد والتأخير مش في صالحنا ..

ابتلع ريقه، واجتذب خيط الكلام مرة أخرى: أنتَ أكتر واحد عارف إللي فيها يا مؤمن .. أنا من غيرك معرفش أعيش، أنتَ عارف إن كل الدنيا دي معرفش فيها ألا مؤمن .
مؤمن هو كل أهلي ...

وتابع وهو يُمسك ذراع "مؤمن": إنتَ أبويا وأخويا وصاحب الروح .. بالرغم من أنّ أنا أكبر منك ..

_ شبح إبتسامة طفقت على فمه وأردف: هي سنة يتيمة يا عم .. وبعدين أنت بقيت كويس يا مُصعب .. معدتش في أي مشكلة ... إحنا إتعدينا العقبة دي خلاص واتخلصنا منها للأبد . .

_ ردد "مُصعب" بغصة تحكمت منه: سنين عدت، وأنا اتخلصت من ندوبي .. بس إنت لا .. جه دوري بقى أقدم ولو حاجة بسيطة من إللي عملتها ليا .. إنتَ احتويت وضحيت وأنت كنت طفل ... طفل إحتوى طفل ..
مسؤلية كانت أكبر وأقوى منك ومع ذلك ما استسلمت..
سيبني أعمل إللي عليا ..

_ سلط "مؤمن" أنظاره على "مُصعب" وقال وهو يُجاهد شيء مُضمر بنفسه يُحاول إشغال عقله كي يتخطاها، هل ذاك الألم سيتلبسه من مُجرد حديث: إنتَ عارف كويس إنتَ أيه عند مؤمن .. أنتَ كُنت الهدف إن أكمل وأعيش وأقاوم..
إنتَ كُنت السبب إللي يخليني أعيش علشان أوصلك لبر الأمان..
دا كان غرضي بعد ما الكل سابني..
فامكُنتش عايز أسيبك زي ما هم كمان سابوك ..

= كان تركيز "مُصعب" على شيء واحد فقط ... تعابير "مؤمن" .. لمحتها عيناه بسرعة البرق، والأحمق يُجاهد وكأن لا شيء به ..
تعرق جبينه، وبطُئت أنفاسه، وإرتعش بدنه الذي يُجاهد كي يمنعه ..
الحق عليه، كان يجب أن يتجنب تلك الذكريات لكنه غفل..
غفل عن نوبة الفزع المُصاب بها "مؤمن" عند ذِكر بعض المواقف من الماضي المُطرز بالألم ..

وعلى الفور جذب "مؤمن" مُحتضنًا إياه بشدة بعد أن تمكنت النوبة منه ويشهق بقوة شاعرًا بأن رئتيه تنتفضان من عدم كفاية الهواء المُتدفق إليها، وبدنه قد طفق في تعرق غزير مُرتعشًا بقوة ..

_ليظل "مُصعب" يُمسد على ظهره بلهفة أب وأخ وصاحب روح، ويقول مُهدئًا إياه: خلاص إهدا .. كله فات، يلا أطردهم من راسك .. مات الماضي ومات معاه الطفلين مؤمن ومُصعب .. كله إنتهى وإحنا أهو مع بعض وحياتنا زي ما رسمناها .. الباشا مؤمن، والدُوك مُصعب .. يلا براحة خد نفسك ..

ورغمًا عنه تدحرجت دمعة وحيدة على مَنْ هو نفسه، فهو و"مؤمن" نفسٌ واحدة ..
_ تابع بتحشرج وقلبه يتمزق، فلا أحد يعلم ما بداخل مؤمن سواه .. الجميع يحكم عليه بظاهرة البارد، ألا يعلمون أن هذا البرود ما هو إلا غشاء لنار كاوية حارقة تحيا معه:
يا بابا مؤمن ... فاكر .. دي أول حاجة أنا نطقت بيها، وكنت بمشي وراك ماسك فيك ومقولكش ألا يا بابا مع إنّ أنا إللي أكبر منك ..
بس إنت فعلًا أبويا لأن الأب هو إللي بيحمي أبنه وبيواجه الدنيا علشانه ويحارب .. وأنت عملت أكتر من دا كله ..
حتى وأنت كنت طفل كنت شهم وأرجل الرجاله ..

= وبعد بضع دقائق ليست بقليلة وهو يُجاهد تخطى المخاوف وسانده "مُصعب" بالأحتواء حتى استطاع أخذ أنفاسه وتخطاها لتذهب "نوبة فزعه" أدراج الرياح بعدما استنفزت من قوته الكثير والكثير ..

وبحنان أخوي قَبَل "مُصعب" رأسه وهو يُتمتم بالحمد، ويتنفس هو الأخر أخيرًا ..

_قال مُمازحًا: أيه يا باشا .. مكونتش أعرف أن حضني عاجبك للدرجة دي .. والله عمري ما تصورت إنك ......

_ قاطعه "مؤمن" وهو يدفعه مُلقيًا الوسادة بوجهه: لِم نفسك يا دوك .. الله يرحم ..
_ ابتسم "مُصعب" وهو يتذكر تلك المُقتطفات السريعة، وقال بشرود: إنت كُنت أماني الوحيد ومازلت ..
وتابع مُمازحًا: علشان كدا يا بابا مش مسموح لك بالجواز ولا إن يبقى عندك عيال، هلزق عليك ورقة مكتوب فيها "غيرُ صالح للزواج، ملكية خاصة لمُصعب عدنان"

_ رماه "مؤمن" بنظرة باردة، وغمغم لاعنًا: هيطلع عليا سُمعة المُتخلف ..
وقال بسخرية وهو يستقيم: إسمحيلي بقى يا مراتي هدخل أنام علشان عندي شغل من الفجر ..
وسار بإتجاه غرفة النوم تاركًا "مُصعب" يغلي غيظًا ..

_ استلقي على الفراش بتهالك، سرعان ما جاء "مُصعب" بأعقابه ورمى نفسه بجانبه، وقال بعبوس وهو يلكزه: نايم على سريري لية .. قوم يلا ..
_ وضع ذراعه على وجهه وقال بسخط: تصميم شقتك الخايب مفهوش ألا أوضة واحدة فيها سرير واحد ومتفتحة كلها على بعضها .. أصل دماغ صاحبها طايرة..
_ قال "مُصعب" بإعتراض وتعنت: تصميم حديث يا جاهل..
_ ماشي يا بتاع الحديث .. بطل رغي وسيبني أنام ..

_ ران الصمت قليلًا ليقطعة "مُصعب" وهو يُخبره بهدوء: عايز أروح لعمي عثمان .. تيجي معايا تشوفه؟!

_ غمغم "مؤمن" بهدوء وهو باقٍ على حاله: أنا بروح ليه عالطول بس أنتَ كنت مسافر بقى .. وعلى فكرا هو كمان عايز يشوفك .. هخلص الشغل إللي عندي ونروح سوا ..

= أماء "مُصعب" برأسه، وارتعشت حدقتيه وهو ينظر لـِ "مؤمن" المُستكين وترتفع عيناه حيث رأسه وخصلات شعره .. وتموج داخل عيناه مشاعر شتى وقد غامت عليه تلك الذكرى الأليمة .. فتلك الحادثة الغاشمة بسببه هو، ومن دفع ضريبتها "مؤمن" ..
يتذكر كيف بعد أن حَلقوا شعره بعنف .. كم بقت جروح مديدة قاسية برأسه، وما أثار تعجبه كطفلٍ وقتئذ أنّ "مؤمن" لم يصدر عنه بعد تلك الواقعة أنّة ألم واحدة، ولم يتوجع وبقى ساكن، هاديء كالليل ..
جافت تلك الليلة بنفسه الكثير، وبئس الليالي هيّا ..

كيف يُسدي إليه جزء فقط من مائة جزء ما فعله لأجله، فقد كان ومازال "مؤمن" كريم السجايا في التضحية والإحتواء والعطاء دون مقابل ..
سلّم نفسه للنوم وذهب بثُبات عميق بعدما أُجهِد عقله من تذكر ما مضى..

▪︎ شعر "مؤمن" بإستغراقه في النوم، فرفع ذراعه واستقام من الفراش وخرج بهدوء ..
أسلم نفسه للهواء بداخل الشُرفة يحيدُ من ضوضاء ذاته إلى هدوء وسكون الليل ينتوي رواء قلبه بظلامه، يرثي أباجله التي طواها مخمصة الطُمأنينة التي يُعاني من شُحها لديه ..
هو كـ البحر به خشوع الزاهدين، هادٍ صامت باكٍ ..
زفرة في سماء الليل حائرة قفزت من سجن صدره الذي ناخ به الوَصَب يُضويه بعدما تجرع أكوْسًا من الأسى مِرارًا حتى ارتوى..
تغبرت أقدامه سيرًا بأرض أيام الماضي الخوالي، فهُنا تأبى الجنة ضمُه، ويأبى الجحيم قتله .. وهذا الدُّجى الجاني يسرق نومه ..
فأيّ خطيئة إرتكبها؟! ليتوب توبةً نصوح..
ولماذا وجه الدهر أغبر قايمُ ضده هكذا ؟!
ومُتيقن هو أنّ جُعبة الأيام مازال بداخلها الكثير والأكثر، وقلبُه سيظل مُنيب حتى يهطل عليه وابلُ الصيْب ليُصبح صلدًا لا جَرَمَ ..
بعدما سامني الماضي تعذيبًا لُبدًا وأنقض ظهري، فهل يخوْله الحق في العيش..!؟

=وَقَبَ الليلُ ليظل على حاله مُتكًأ على سياج الشُرفة بعدما خاصم النوم عيناه .. فكيف له بالنوم ولُقياها في الصباح القريب؟!
فكيف ستكون يا تُرى ؟!...

**************************************

= لم يَخْف على الجميع أنّ لدْغة حُبها وقعت في قلبه، وأنّ صبرها قد غلب كبريائة ..
حبيبتي؛ قد خلبتيني .. ولا قِبل لي بهذا الشِقاق، فرفقًا بقلبي...

_ وقف أمامها بأعيُن غُلفت بالألم ويتماسك أعصابه لئلا تنفلت بالحديث معها، وتسائل إلحافُا: يعني أيه السبب يا أمي .. مش داخل دماغي خروجها من البيت بالطريقة دي
حد هنا وجهلها كلام زعلها أو أجبرها تمشي؟.

_ شعرت "بسمة" ببعض التوتر يُربى بداخلها، لكن المكر كفيل بتمزيق الشكوك وإبادتها..
استدعت المكر وبعض الدموع، وصرخت بغضب شامخ وكأنها من وقع عليها الظُلم: قصدك أيه يا صالح باشا، حَد مين؟ .. هو في حد هنا غيري ولا أيه؟!
عِشت وشوفتك بتكلمني بالطريقة دي المليانة بالإتهام .. وأنا مالي ومال مراتك .. ما تشوف إللي كان بينكم، جاي تحاسبني أنا .. دا رد الجميل بتاعك يا ابن أسما ..

وتركته سريعًا يقف مذهولًا بعدما أغرقت وجهها بالدموع الكاذبة حتى أناخ باللوم على نفسه لطريقة حديثة معها..

تهالك على المقعد كالهائم على وجهه وأغنية الإنهزام تصدح بالأرجاء ..

أتت سميرة بعد ذهاب "بسمة" فوجدته على هذا الحال جالس بلا حيلة بأكتاف مُتهدلة..
وضعت يدها على أكتافه بحنان أموي، ليرفع رأسه إليها بأعيُن أغرورقت بالدمع ..
_ شعرت بالألم لأجله وطمئنته بقولها: هتلاقيها يا ابني .. صدقني سارة بتحبك متصدقش الكلام إللي كتبته أنا كُنت أقرب حد لها وواثقة إن سارة معملتش كدا من فراغ .. هترجعلك صدقني..

_ استغاثها بأعيُنه وهو يتشبث بأوهن الأمال، وتسائل بلهفة: خالتي سميرة .. أيوا إنتِ أقرب واحدة لسارة.. ملاحظتيش عليها أي حاجة ..

_ فكرت "سميرة" هنيهة وتستدعي حديثها مع "سارة" بالآونة الأخيرة ثم قالت: بصراحة قبل ما سارة تمشي بحوالي يومين كدا كان كلامها غريب، مع العلم إن إنتوا كنت زعلانين قبلها ومسمعتش منها كلام زي دا منها
لكن هي كانت باهتة أوي ومطفية ودايمًا سرحانة ولما سألتها مالك واتكلمت معاها حسيت إنها مخبيه حاجة، وكلامها كله إن أنتَ وهيا متنفعوش لبعض ومختلفين وهي مقدرتش تنسى وكلام كله حسيته مش في موضوعة ..

= رفرف قلبه بين جنباته كالذبيح .. هل كانت تشعر بِكَم هذا السوء وهو مُعرِض عنها بدلًا من إحتوائها بأحضانه، كان من الممكن أن يتغير هذا ويتجنب حدوث ما حدث لو ظَلّ بجانبها ...
لكن الآن بات مُتيقنًا أن شيئًا ما لا يعرف كنهه قد حدث لها ولن يهمد حتى يعلمه...

_ قصىَ ضعفه بعيدًا، ورفع هاتفه وانتظر بُرهة حتى أتاه صوت صديقه، وقال بحزم قاطع: أعمل حسابك من بدري هنكون في محطة القطر علشان نفرز كاميرات المُراقبة ..

*************************************

= رَجفة قلبها أشد من رجفات جسدها وتشنجاته المُتكرره، جسدها متكوم على أجزائه بينما هي في عِز زعرها وصدرها في إرتفاع وإنخفاض جان .. حتى أنفاسها أعرضت عنها وتمردت فلا تريد الخروج ..
تلك الزواحف الصغيرة تطوف حولها وأُولاء الوحوش البشرية لم يكفوا عن تعذيبها بالسب وطرق وجهها بالصفعات ..
انفلت تعقُل "بتول" وأصبحت كمن مسها جان بعدما عثرت معها على قلادة الدمعة.... آآآآه قد أحسنت الأختيار يا مَنْ قُمت بجلبها لي .. إنها تُماثل حياتي .. الدمع ..

_ يلا يا بت انطقي إنتِ تبع مين؟ .. يعني طول الفترة دي بتتجسسي علينا .. انطقي يل مصيبة بدل ما تكون نهايتك هنا وميطلعش عليكِ صبح ..

_ قولتلك أنا لقيتها هنا في الأوضة إللي كنت قاعدة فيها وعجبتني فأخدتها.. صدقتي أو لا مش مشكلتي ..
قالت "أسوة" بثبات وبرود وكأنها لا تُعاني شيء ..

_ جذبتها من شعرها بقسوة، وقالت بفحيح أفعى بجانب أذنها: هنعرف يا وش الفقر دلوقتي نعرف ويا ويلك مني ..

وفي هذا الأثناء ولج للغرفة أحد الرجال وقال بصوت مرتفع: تمام يا معلمة السلسلة عادية والأجهزة إللي فيها متعطلة وفعلًا أنا سألت وعرفت إنها كانت بتاعة البت إياها إللي المعلم كان جايبها ..

تعجبت "أسوة" من حديثة لكن ظلت على حالها ..
بينما ألقتها بتول بقسوة لتسقط على أحد المعادن الصلبة ويُصدم فكها بقوة فيتسبب بكدمة شديدة وجرح غائر...

_ حظك حلو يا بومة دا أنا كنت ناويالك على نية سودا بس إحنا لسة فيها، انطقي وقولي على المكونات والطريقة بتاعة المضاد..

_ تحاملت "أسوة" وأملها بأن موعد إنقاذها قاب قوسين أو أدنى، همست بضعف ووهن لكن بعِناد وقوة: على جُثتي يا مُجرمة..

_ صفعة ثم أخرى ثم أخرى أسقطتهم تلك المُجرمة على وجه "أسوة"، وأنتزعت ذراعها تلويه بقوة خلفها والأخرى تكتم أنينها لتصرخ "بتول": يا عديمة الأصل يا بنت الشوارع بتتحديني.. كنتِ قاعدة في بيتي وبطفحك وإنت بتدمري شغلي وتطعنيني في دهري ..

وأوشكت على صدم رأسها بالحائط لكن سارع هذا الخبيث المُراقب يُوقفها قائلًا: استني يا معلمة البت خلصانه وممكن تموت فيها قبل ما ناخد منها الخلطة ..

وتابع بمكر خبيث وهو يتأمل تلك الهامدة بقذارة وشهوة مُقززة: طالما زهقتي فيها أنا عندي طريقتي ... خليني أجرب معاها الطريقة دي وهتنفع وتنطق مش هتاخد في إيدي غلوة..

_ فهمت "بتول" مقصده لتتوسع إبتسامة خبيثة على فمها وضربت كتفه بتشجيع، وأثنت عليه قائلة: نِمس يا واد .. حلال عليك والله، هطلع أنا علشان تاخد راحتك ..

وخرجت القبيحة، وتركت "أسوة" التي صُعقت حينما فهمت مغزى حديثهم ويطرق قلبها بعنف وهي تنزوي متكومة على ذاتها برعب، تبدت في سيماها أمارات الخوف وهي في غُمرة ذعرها ..
فتلك الفاجعة نزلت على قلبها كـ أجشّ الرعد وأعينها ترصد إقترابه كـ ذئبٌ متوحش يقترب من فريسته إستعدادًا للإنقضاض عليها ..

_ متخافيش يا حلوة، دا أنا حتى أنقذتك .. وقولنا إن السلسة مفيهاش حاجة مع إنها متلغمة .. لازم بقى أخد المقابل لأن أنا مش بعمل حاجة ببلاش .. يلا خليكِ هادية وشاطره كدا يا ست الدكتورة..

_ لم تتوقف عن الزحف للخلف، وعرفت مدامع عيناها طريقها وهطلت كـ الوابلٌ الشديد
وترجته باكيةٌ: بالله عليك، علشان خاطر ربنا .. متأذنيش بالطريقة دي .. اضربني وكسر عضمي بس بالله عليك لا .. لا .. متلمسنيش..
_ ابتسم الرجل بقذارة وهو يدنو تجاهها أكثر: لا يا حلوة دا إنتِ داخلة دماغي أووي ..
وأقترب منها ينزع حجابها لتظل تتلوى وهي تصرخ تستنجد لعل أحد يُغِيثها لكن دون جدوى..

_ حرام عليك .. اتقي الله
وصرخت حتى جُرِحت حنجرتها وضعُف صوتها..

_ جذبها من ذراعها مُكبلها بعدما رفعتهما تُدافع به عن حالها ضاربة إياه بصفعة على وجهه..مما أدى إلى إثارة غضبه..
وعلى الرغم من هذا لم تهمد حركتها في ظِل تكبيل أقدامها..
لتتلوى بقوة حينما مزق جزئًا من ملابسها وشرع بنزعها عنها .
تلبسها الزعر شاعرة أن فرصتها على النجاة في إنحضاض بل تكاد تنعدم..

أغمضت عينيها، وتدحرجت دموعها في تسابُق؛ فهل نهايتها ستكون بين مخالب وحشًا ضاريًا مُنعدم الرحمة وتَسري القذارة مجرى دمه..
ابتهلت سرًا تستنجد برب العباد، المُنقذ الأقوى على الإطلاق
وهل خيب الله ظن المؤمنين الموقنين به قط؟!
وهل يردُ الله دعوة المضطر؟!
وهل لا يُغِيث الله المُستغيث به؟!

بتاتًا .. مُحال هذا ..
وسيّر الله الأسباب، وأتت الإجابة من فورها ..

طرق قوي على الباب جعل ذلك الذئب يستقيم لتفِر هي هاربة للخلف مُحتضنة جسدها الواهن...ويهرب هذا القذر لإستدعاء الأعور له..

وتبقى بظُلمتها وحيدة، باكية، مُنهكة، غير آمنة فلم تتعرض قبلئذ لهذا الهجوم الغاشم على حِصنها المنيع، وجسدها البريء..
لتظل بسرداب الظلام مُترقبة أحبال النجاة..
فيا تُرى كيف سيكون حبل نجاتها ...؟!

***************************************

بعدما جاف النوم وخاصم عيناه بتلك الليلة السوداء وأسلمه لأفكاره والقلب مُسهد مهموم .. يُراقب ظلال الشارع المُتراقصة تلهو وتتسابق هناك كأنما هي الأشباح قد بدأت رقصتها...

جاء الصباح يسير مُترنحًا بخِيلاء، وأوشك أن يأفل الليل، اخترقت أسماعه صوت إشعار برسالة فتحها يقرأ فحواها وقد كانت تعليمات من "ليث" ويُطالبه بالإستعداد للإنطلاق ..

هندم ملابسه، وارتدى سُترته الجلدية السوداء وأغلقها بإحكام، ثم انحنى وارتدى حذائه طويل العُنق المُصبغ بالسوادء كسائر ملابسه، وخطت ملامحه الغموض الذي يصرخ بالمجهول ..!!

وضع الخوذة على رأسه وصعد أعلى دراجته النارية حديثة الطُراز من الضَرب السريع، وانطلق يشق غَبش الصباح مُتجهًا حيثُ حيّ "الأعور" بحوذة الأموال..

بعد مرور بعض الوقت ...

= صباحٌ أغبش مُلبد بالظلام يتسلله بعض خيوط الضوء الأولى التي يغلب عليها العتمة، فما زالت الشمسُ بمرقدها لم تستيقظ بعد ..
وما زاد الأرجاء رُهبة الضباب الذي يلف المكان، يُلائم المكر الذي جاء به هذا "الأعور" وألقاه بوجه "مؤمن" ..

_ ابتسم بقذارة مُتناهية في القُبح، وقال: في سُمعة طلعت عني يا ابن الصياد إنّ أنا طماع ومحدش بياخد مني حاجة، أصل مش بيهون عليا الصراحة.

_ قلب "مؤمن" عيناه، ووضع يده بجيبه وهو يتأفأف بملل بينما يتكأ على دراجته الناريه، وتسائل ببرود: والمطلوب؟

_ شعر الأخر بإنتصار يغزو قلبه وقال: من غير شوشرة هتسيب الفلوس وأنا هاخدها هي والبضاعة وأرجع..
أصل بيني وبينك البضاعة دي حاجة كدا أُبهه ونادرة جدًا مش هتتكرر في السوق، فأنا لازم ألعب بيها شوية، وأنتَ أول واحد في القايمة .. حظك بقى ..

_ رفع "مؤمن" حاجبيه، وارتسمت إبتسامة على فمه، وأردف بسخرية: يعني حرامي من الأخر ونصاب وناوي على شر .. أنا جاي هنا أعزل لواحدي وأنتَ جاي بسلاحك وكلابك... 'قالها وهي يقصد رجاله' ..
دي تبقى خيانة وترصُد بقى ..

_ قال "الأعور" ببوادر غضب: لسانك يا ابن الصياد، وسميها زي ما تسميها المهم النتيجة .. وبعدين أنا مش مضطر استخدم سلاح وكلام فاضي من ده ..
أنا عندي الأقوى .. هتنفذ ولا ..

_ أجابه "مؤمن" ببرود وهو يتمالك أعصابه: ولو قولت "لا" أيه إللي عندك؟!

_ نجح بإستفزازة، ليقول بغضب مكتوم: عندي لك حاجة أعتقد تهمك أو ممكن تكون تخصك .. لسه مش متأكد أووي، بس إللي متأكد منه أنها حاجة عاليه أووي وتتكيل بالدهب ..

_ عقد "مؤمن" حاجبيه بتعجب وهو لا يفهم مقصده، وتسائل بجهل: قصدك أيه ..

_ فرقع "الأعور" بأصابعه لأحد رجاله ليضع بيده هاتف، ليقترب من "مؤمن" بعض الخطواط وهو يعبث بالهاتف حتى وقف أمام "مؤمن" الذي يقف ثابتًا مُترقب..
لّف الهاتف ووضعه أمام وجه "مؤمن" ولم تكُن سوى مكالمة فيديو مع طرف أخر ..
ثواني قليلة وتوجهت الكاميرا لجهة أُخرى فتظهر "أسوة" المُقيدة بحالة مرزية ووجها به الكثير من الكدمات، وحجابها المُتدلي بعض الشيء ويُظهر بعضُ خصلاتها ..

تماسك أعصابه بأُعجوبة، ولم يفقد ثباته بينما هي فكأن قبسٌ من نور اقتحم ظُلمتها وهي ترى مُنقذها أمامها، وحبل نجاتها الأخير ..
إبتسامة باهتة مُرتعشة عرفت طريق فمها أعلى وجهها المُرهق المُنهمك ..
وشرعت تستنجد به وهي تنظُر إليه بلهفة لكن أطبقت على فمها يد "بتول" التي جذبتها بعنف للخلف من خصلاتها لتظل تُنازع أمام أنظاره وتتلوى وهي تُهمهم مُتألمة ..

وظل "الأعور" يراقب بإبتسامة مُتشفية، وقال بينما مازال يضع الهاتف أمام وجه "مؤمن" الجامد: أيه رأيك مش قولتلك حاجة غالية ..
هي مُقابل الصفقة، يعني تسلم الفلوس ويبقى حلال علينا البضاعة والفلوس والمقابل تُخرج هي سالمة غانمة ..
أما بقى لو مستغني عنها مش هقدر اقولك على إللي مستنيها ..

وتابع بقذارة و"مؤمن" مازال على ثباته: في تلاته من الكلاب إللي مش عاجبينك .. هي عجباهم أووي وداخله دماغهم فتبقى حلال عليهم يتسلوا بيها شوية ..
غير بقى هنستفيد بها في منافع ملهاش عدد .. تبقى حلال علينا الست الدكتورة ..

إنتفض جسد "أسوة" وظلت تتلوى عقب سماعها هذا الحديث القذر ... صدمة لم تكن بحُسبانها ولم تتخيلها
لياتيها ما هو أشد سوءًا، وتسمع كلماته التي تقسم ظهر البعير ..
توقفت عن المقاومة، وتيبس جسدها، ومُقلتيها أخذتا بالإتساع شاعرة أن قلبها دُهس أسفل قطار، وتستعد للموت بصدر رحب ..
فور سماعها لخائن الثقة، الغادر، والكاذب يقول وهو ينظر لعُمق عيناها بلا أدنى ذرة ندم أو تردد: تبقى حلال عليك، هي لا تُعنيني في شيء .. وبعدين "مؤمن الصياد" مش بيحب المُستعمل ... هي تناسب كلابك

صعقة كـ دبيب الرعد هزّت أبدان الجميع دون استثناء .. بينما عيناها تستغيث به، راجية تذرف دموع الخيبة ..
وأخيرًا إنهزم جيشها ..
ويأتي أمام أنظاره عبر الشاشة رجلان يسحبونها وما زالت أعيُنها مُعلقةٌ به بخيبة ليجذبوها للخلف وينطفيء الهاتف وتنطفيء معه مصابيح الحياة بأعيُنها ووجها للأبد ..-

يُتبع......
الصمت الباكي ..
"أسوة المؤمن" ..

▪︎|بمِداد:- ســـارة نيـــل|▪︎
«عاشقةُ الضــــــــــادِ»..

《علاقة مُصعب ومُؤمن فريدة من نوعها، عايزة أوصل منها هدف مُعين، وقصتهم مليانة بالألام، أتمنى تحسوا بيها معايا، وتقدروا تتخيلوها زي ما أنا متخيلاها..》

Continue Reading

You'll Also Like

1.3K 76 36
الجزء الثاني من السلسلة المنفصلة المتصلة "بين صراعي الحبيب".
18.3K 1.5K 15
ـ مبدائيًا بطالتنا بنت جميلة سمرا وشعرها كيرلي، بنت جميلة عايشة مع أبوها ومراته، ومرات بباها مش بتحبها لإنها ببساطة مش بتخلف، بنت جميلة جدًا وبتتعرض...
1.1M 54K 68
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝
437K 5.4K 12
يومًا ما ستقابل الشخص الذي يقبلك من أجل قوتك ويحبك بسبب ضعفك، سيحبك بدون قيود ودون خوف ويريدك دون طلب، لن يهتم بعيوبك سيقبلك كما أنت بروحك الجميلة. ر...